. أهل سيناء: فسيفساءٌ من التناقضات
ثمة غموضٌ كبير يكتنف أصول سكان سيناء الذين تجري مضاهاتهم بالبدو عموماً.[1] ويكمن خلف هذه الوحدة الظاهرية تنوعٌ غني. كما لا يمكن اختزال جماعات السكان إلى بدو رحّل فقط، فلديهم تاريخٌ من الاستيطان والتبادلات الغنية يعكس حقيقة كون سيناء موقعاً لتقاطع طرقٍ جغرافية.
أ*- البدو
كانت سيناء تاريخياً منطقة للبدو من أهل الصحراء، وهم ينحدرون من شبه جزيرة العرب وبلدان المشرق. وتنتشر في سيناء الآن قرابة 15 قبيلة بدوية، وذلك ضمن مناطقٍ تدار وتحكم عبر اتفاقياتٍ بين تلك الجماعات ووفقاًَ للأعراف.[2]
ومن بين أهم القبائل في الشمال الشرقي على امتداد ساحل المتوسط قبيلتي السواركة والرميلات. وهم يستوطنون مناطق العريش وشيخ زويّد[3] ورفح، كما تنقسم هذه القبائل إلى عائلاتٍ ممتدة. وإلى الغرب منهم يوجد المساعيد والبياضية والدواغرة. ويغلب التياها والاحيوات والعزازمة على وسط سيناء وتمتد مناطقهم حتى إسرائيل والضفة الغربية.
أما في الجنوب فالجماعات الغالبة هي الطوارة؛ وهي اتحادٌ من القبائل يضم العليقة وأولاد سعيد والمزينة الذين يعيشون في منطقة شرم الشيخ، وفي الجبال الداخلية ومنطقة دهب خاصةً. أما الترابين، وهم جماعةٌ هامةٌ تاريخياً وحاضراً، فهم في نويبع، لكنهم موجودون في الشمال خاصةً ضمن منطقةٍ تمتد لتبلغ إسرائيل والضفة الغربية. وهناك قبيلة الجبالية التي تقول الأساطير أنها أتت من فالاشي في رومانيا عندما جاء بها العثمانيون لضمان الأمن في المنطقة. وقد تحولوا إلى الإسلام ويعتبرون بدواً الآن؛ لكنهم محافظون على هويتهم من خلال ارتباطهم بدير سانت كاترين. وهم يسيطرون على تلك المنطقة (وعلى الطرق السياحية أيضاً).
ومن الصعب تقدير عدد البدو في سيناء، فغالباً ما تكون الأرقام التي توردها الصحافة غير موثوقةٍ إذ تصل أحياناً إلى 200000 من أصل عدد إجمالي لسكان سيناء يناهز 360000 نسمة.[4] ومعظم من يطلق عليهم اسم البدو فلاحون أو صيادون مستقرون منذ زمنٍ بعيد، لكن بينهم أيضاً تجارٌ وموظفون ومرشدون سياحيون وأصحاب فنادق. أما عيشة الترحال والرعي (وهما السمتان الرئيسيتان المميزتان للتقاليد البدوية) فهي غير موجودةٍ الآن إلا لدى أقلية صغيرة تضم أفقر البدو وأكثرهم تهميشاً. ويطلق عليهم لتمييزهم عن غيرهم اسم العربان وليس البدو أو العرب،[5] ويعيشون أساساً في الجبال أو الهضاب الداخلية حيث تكون ظروف العيش صعبةً على نحوٍ خاص. ولم يعد يجري التعبير عن الهوية البدوية من خلال أسلوبٍ خاصٍ في الحياة (البداوة)، بل من خلال الانتماء إلى جماعةٍ تُعرّف نفسها بهذه الهوية.
أما من يعتبرون بدواً، على نحوٍ شديد العمومية، فهم فسيفساء من الجماعات السكانية تعكس التاريخ المعقد للاستيطان الذي جرى في شبه الجزيرة مع تمييزاتٍ واضحة من ناحية الأصول والتقاليد والنشاطات الاقتصادية، بل واللهجة أيضاً. ويمكن التمييز على نحوٍ واضحٍ جداً بين أهل سيناء وأهل وادي النيل من حيث لهجاتهم. فلهجة سيناء أقرب إلى ما نجده في المشرق (فلسطين أو لبنان) أو في جزيرة العرب (الأردن والسعودية). لكن اللهجة تميز أيضاً بين قبيلةٍ وأخرى.[6] كما تتميز جماعات البدو عن بعضها من حيث السيطرة على الموارد الاستراتيجية (الأراضي الزراعية في الشمال والمياه في الصحراء والجبال الداخلية).
ب*- الفلسطينيون
يقدر عدد الفلسطينيين في مصر بين 50000 و70000 نسمة.[7] ويقدر أيضاً أن ثلث سكان العريش (تبلغ 100000 نسمة) من الفلسطينيين، رغم عدم وضوح وضعهم وتاريخ قدومهم إليها. كما أن للفلسطينيين وجودٌ كبير في البلدات الحدودية مثل شيخ زويّد، ومثل رفح بطبيعة الحال.[8]
ومنذ عام 1984، حرصت الحكومة دائماً على عدم تحول مخيمات اللاجئين فوق أرضها إلى مناطق سكن دائم. وخلال الثمانينات والتسعينات كان مخيما السلوم قرب الحدود الليبية و"كندا" في رفح المصرية استثناءً من هذه القاعدة.[9] وجرى في آخر المطاف نقل سكان مخيم كندا الذين جاؤوا بفعل الانسحاب الإسرائيلي من سيناء الذي أدى إلى تقسيم رفح نصفين عام 2000، فذهبوا إلى موقعي "البرازيل" و"تل السلطان" ضمن الجزء الفلسطيني من رفح.[10] وفي عام 2004، استهدفت التوغلات الإسرائيلية هذين الموقعين وهدمت المنازل فيهما كجزءٍ من خطةٍ ترمي إلى إنشاء منطقة عازلة وحماية الجدار الحدودي.[11]
ولا يخضع لاجئو 1948 الفلسطينيون في مصر إلى إشراف المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة،[12] ولا لإشراف وكالة الغوث، فقد رفض رئيس مصر آنذاك جمال عبد الناصر هذا الإشراف. وكان الفلسطينيون يتمتعون عادةً بمثل ما يتمتع به المصريون من حقٍّ في ملكية الأرض والوظائف ومجانية التعليم والصحة. كما ساهمت الإدارة المصرية في سيناء وغزة في الفترة 1948 – 1967 مساهمةً كبيرة في بناء روابط مستقرة بين الشعبين، خاصةً بوجود عدد من القبائل الممتدة على جانبي الحدود. لكن وضع الفلسطينيين صار محل نقاش في السبعينات بعد اتفاقيات كامب ديفيد وتطبيع العلاقات مع إسرائيل.[13] وبفعل قانونٍ صدر عام 1978، صار الفلسطينيون يصنفون من الأجانب.[14] واعتباراً من أزمة حرب الخليج عام 1990، عمدت مصر إلى فرض قيود شديدة على دخول فلسطينيي غزة. ويقدر أن زهاء 45000 فلسطيني غادروا مصر عام 1995 للعمل في غزة أو للدراسة فيها مع الحفاظ على صلاتهم بعائلاتهم بمصر.[15]
ت*- مصريو وادي النيل
منذ عام 1982 فصاعداً، صارت مصر تعتبر مسألة سيناء أمراً يتعلق بتوطين السكان في المقام الأول. وكانت زيادة عدد سكان شبه الجزيرة وسيلةً لضبطها ودمجها ضمن نسيج البلاد. ومن الصعب إيراد معطيات كمية حول هذه العملية إذا لا توجد أبحاثٌ حولها. و"المصريون" كما يدعون محلياً (حتى فيما بينهم) وافدون من مختلف مناطق وادي النيل، بما فيها الدلتا والجنوب. وهم يشكلون جماعةً متميزة من حيث اللهجة والنشاط الاقتصادي؛ وغالباً ما يقيمون ضمن تجمعاتٍ توافق قراهم أو محافظاتهم الأصلية.
على سبيل المثال، تعتبر العائلات الوافدة من المنوفية (في الدلتا) مهمةً في شمال سيناء. وقد اهتمت الحكومة كثيراً بتشجيع أهل المنوفية (وهي محافظة الرئيس مبارك) على الهجرة، فعرضت عليهم رواتب مغرية ووظائف في القطاع العام.[16] وتوفر بعض المصانع التي أقيمت في منطقة العريش (ومعظمها مصانع استخراجية، إضافةً إلى مصنعي أسمنت) وظائف ذات رواتب جيدة يحتل معظمها أشخاصٌ من وادي النيل. أما في الجنوب، فقد ازداد استيطان المصريين مترافقاً مع نمو السياحة منذ التسعينات فصاعداً. ويحتل الوافدون من وادي النيل معظم الوظائف، وخاصةً في القطاع غير الرسمي، التي يمكن فيها تفادي الضرائب والرقابة الحكومية تماماً أو إلى درجةٍ كبيرة.[17]
ث*- "البوسنيون" في العريش
الفئة الأخيرة التي يجدر ذكرها هي جماعةٌ من السكان لها تاريخها الخاص وتستقر في العريش حيث تعرف باسم "البوسنيين". وخلال الحقبة العثمانية أقيمت في العريش حاميةٌ عسكرية جاءت مما يُعرف باسم البوسنة الآن. ومازال أبناء هؤلاء الناس في العريش، وهم حريصون على انتمائهم لأسلافهم. وفيما يتجاوز الحقائق التاريخية، يتمسك هؤلاء بتراثهم بصفته أساساً لهويةٍ "أوروبية" ضمن الوسط المحلي تميزهم عن كلٍّ من البدو والوافدين من وادي النيل. ولهذا الخطاب عن الهوية أساسٌ مادي يستندون إليه، فهؤلاء "البوسنيون" ("الأوروبيون") بيض الجلود شقر الشعور زرق العيون بخلاف ملامح من يدعون باسم "الأفارقة" ("المصريين") بسمرتهم وشعرهم المجعد.
[1]- كان علماء اللسانيات الأجانب الوحيدين الذين بحثوا في تنوع سكان سيناء، وأنتجوا أفضل الدراسات المعاصرة في هذا الميدان: رودلف دو جونغ، "قواعد اللهجات البدوية في ساحل سيناء الشمالي: جَسر الهوة اللغوية بين شطري العالم العربي الشرقي والغربي"، (بريل، 2000)؛ كلينتون بيلي، "الشعر البدوي من سيناء إلى النجف"، (لندن، 2002). ويكاد الاهتمام المصري بسيناء ينحصر بالجانبين الجيواستراتيجي والعسكري؛ ولعل مما يدل على ذلك هو أن أفضل خرائط المنطقة من صنع الجيش، وهي غير متوفرةٍ على نطاقٍ واسع. ولم يجر إدراج الثقافة البدوية ضمن برامج توثيق وحفظ التراث المصري إلا منذ وفترةٍ وجيزة، وأبرز من قام بذلك هو المركز المصري لتوثيق التراث الثقافي والطبيعي. مقابلة كرايسز جروب مع أيمن خوري مدير المشروع في المركز، القاهرة ونويبع، حزيران/يونيو 2006.
[2]- انظر الخريطة في الملحق ت أدناه.
[3]- انظر
www.protectionproject.org. [4]- في أربعينات القرن العشرين، قدر محمد عواد وجود 12000 من البدو الرحل في الشمال وما بين 2000 إلى 4000 في الجنوب. محمد عواد، "استيطان جماعات البدو الرحل وشبه الرحل في وسط سيناء"، إنترناشيونال ليبر ريفيو، المجلد 79، 1959؛ ورد لدى غلاسنر، مارتن، "بدو جنوب سيناء في ظل الاحتلال الإسرائيلي"، جيوغرافيكال ريفيو، المجلد 64، العدد 1، كانون الثاني/يناير 1974. ويورد غلاسنر إحصائياتٍ صادرة عن الإدارة العسكرية الإسرائيلية بجنوب سيناء تتحدث عن وجود 7700 بدوي عام 1972. وفي 1993، أحصت دراسةٌ أجراها مكتب المحميات الوطنية في سانت كاترين 11084 بدوياً من أصل مجموع السكان البالغ 28225 نسمة. لكن الدراسة لا توضح ظروف إجراء الإحصاء أو تعريف "البدوي". كما لم تشمل البدو في مناطق المحميات القومية. وتغطي هذه المحميات معظم منطقة ساحل خليج العقبة (النقب، وأبو غالوم، ونويبع) ومنطقة دير سانت كاترين.
[5]- كلمة "بدو" تعبيرٌ عام يعني "أهل البادية" أما في الاستخدام المعاصر، وحسب سياق الكلام، فيمكن اعتبار كلمة "عرب" مرادفةً لها على أنها تشير بالضرورة إلى ارتباطٍ بالجزيرة العربية وبأرض النبي. أما في الاستخدام العام فإن كلمة عربان تنطبق على البدو الرعاة الرحل الذين عادةً ما يعيشون في الخيام؛ وهذه سماتٌ تميزهم عن غيرهم من البدو المستقرين منذ أجيالٍ كثيرة. وعلى سبيل المثال، يمكن أن يقدم بدويٌّ من الترابين عضوٌ في مجلس المدينة (منصب عام وسياسي) ويملك مؤسسةً سياحية نفسه بوصفه عربياً/بدوياً بحيث يشدد على وضعه كوجيهٍ محلي مختلفٍ عن العربان، مع إدراكه أن صورة البدوي في ذهن مخاطبه ترتبط أساساً بالبدو الرحل في الجبال.
[6]- يدرس كلٌّ من دي جونغ وبيلي الغنى اللغوي لدى أهل سيناء، وقد استشهدنا بهما سابقاً.
[7]- كان عددهم 53 ألفاً عام 2000 كما يقول السفير الفلسطيني في مصر. وتقول اللجنة الأمريكية للاجئين أن عددهم كان 50000 عام 2001. وهم يبلغون 70000 وفقاً للسلطان المصرية. وردت هذه الأرقام لدى عروب العابد، "الفلسطينيون في مصر: دراسةٌ عن الأسر وطرقها في التلاؤم"، برنامج دراسات هجرة اللاجئين القسرية، الجامعة الأمريكية بالقاهرة، 2003،
http://www.aucegypt.edu/fmrs/documen...lishReport.pdf.. وأشارت الكاتبة إلى أن نتائج الإحصاء السكاني المصري لعام 1996 غير موثوقة.
[8]- تتفق هذه التقديرات مع التقديرات التي أفادتنا بها مصادر محلية التقيناها ميدانياً، ومع التقارير الصحفية أيضاً. ولا توجد دراسات تعطي أرقاماً دقيقة عن الوجود الفلسطيني في المنطقة.
[9]- راقبت وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين إعادة توطين سكان مخيم كندا، وذلك كأمرٍ استثنائي في مصر. وقد أسست هذه المنظمة عام 1949 للاهتمام باللاجئين الفلسطينيين في سورية ولبنان والأردن وغزة. انظر رون ويلكنسون، "نقل مخيم كندا"، تقريرٌ معدٌّ لصالح مركز أبحاث التنمية الدولي، القاهرة، أيار/مايو 2001،
http://www.dfait-macci.gc.ca/middle_...mp_reviewen.as. [10]- كان لهذه التدابير جانبٌ قسري، بما في ذلك استعمال القوة. لكن الفلسطينيين لم يبدو أية مقاومة تقريباً لأن الإجراء تأخر كثيراً بسبب الاختلافات السياسية والافتقار إلى التمويل.
[11]- في عام 2002، اعتزمت إسرائيل بناء جدار يرتفع 8 أمتار ويمتد 1600 متراً على الحدود بين غزة ومصر، وذلك من مخيم يبنة إلى معبر صلاح الدين الحدودي مع مصر. وكان الهدف إقامة منطقة عازلة على امتداد 14 كم على الحدود المصرية (طريق فيلادلفي)، وذلك أساساً من خلال تعزيز الرقابة على شريط الأرض الممتد بين الجدار والمناطق السكنية. وجرت إقامة هذه المنطقة العازلة عبر هدم مئات المنازل. فقد قامت إسرائيل بتوغلٍ عسكري يومي 12 و13 أيار/مايو 2004 فدمرت 298 منزلاً على امتداد الحدود وقتلت 15 مدنياً. كما جرت عملية "قوس قزح" في مخيمي تل السلطان والبرازيل في رفح فهدمت 166 منزلاً ونجم عنها 32 ضحية في صفوف المدنيين. وبلدة رفح من أكثر المناطق تعرضاً للعنف في الأراضي الفلسطينية، إذ قتل الجيش الإسرائيلي فيها زهاء 400 مدني بينهم 80 طفلاً في الفترة الممتدة من أيلول/سبتمبر 2000 إلى آب/أغسطس 2004. وقد قسمت رفح إلى قسمين منذ عودة سيناء إلى مصر عام 1982، "شطر رفح، تدمير جماعي للمنازل في قطاع غزة"، هيومن رايتس ووتش، تشرين الأول/أكتوبر 2004.
[12]- ثمة أقل من 200 فلسطيني مسجلين لدى مكتب المفوضية العليا للاجئين في القاهرة. "ربع قرن بعد كامب ديفيد، يقول الخبراء إن اللاجئون الفلسطينيون في مصر يتعرضون للتمييز"، وكالة أنباء الأمم المتحدة، 21 حزيران/يونيو 2006.
[13]- في عام 1978، اغتيل وزير الثقافة المصري يوسف السباعي على يد جماعة أبو نضال. ويقال أن هذا الفعل الذي جاء تعبيراً عن الغضب الفلسطيني من اتفاقيات كامب ديفيد ألح ضرراً كبيراً بالعلاقات المصرية الفلسطينية.
[14]- حرم هذا التصنيف الفلسطينيين من حق التملك (حتى التسعينات)، ومن التعليم المجاني (صار عليهم دفع رسوم التعليم بالقطع الأجنبي)، ومن الرعاية الصحية في المؤسسات العامة. وسمح قانونٌ صدر عام 2004 للأمهات المصريات المتزوجات من أجنبي (غير فلسطيني) بنقل الجنسية المصرية إلى الأبناء. لكن استثناء الفلسطينيين من هذا القانون ألغي آخر الأمر بفعل الانتقادات التي تعرض لها.
[15]- العابد، ورد أعلاه، ص 15.
[16]- مقابلات كرايسز جرب مع مقيمين من المنوفية استقروا في العريش أواخر الثمانينات، العريش، حزيران/يونيو 2006.
[17]- تسمح كثرةٌ من النشاطات التي تزدهر على هامش السياحة لآلاف الأشخاص بكسب رزقهم من خلال العمل باعةٍ متجولين أو سائقي سيارات أجرة أو عمال في الأسواق السياحية غير مصرح عنهم (غالباً ما يكونون من أقارب صاحب العمل)، وكذلك في المشاريع العائلية الصغيرة وأعمال البناء.