ان الإستراتيجية الحربية الإسرائيلية والتي تعتمد على الخطوات الحربية التالية:
1- العامل الزمني: الاستمرار بالضربات الجوية لفترة طويلة من اجل اضعاف الخصم والسيطرة على اجواء المعركة.
2- الاضعاف: تدمير القوة الدفاعية للخصم وغير الدفاعية.
3- الهجموم المضاد: نقل المعركة إلى ارض الخصم.
ولكن الذي يميز الحرب الإسرائيلية في اونتها الاخيرة انها لجأت إلى حرب من نوع جديد لكي تكمل عقيدتها الحربية في ظل سعي إسرائيل لرسم حدودها في المنطقة، اسلوب جديد يضاف إلى تلك العقيدة والذي يسمى "الردع والرادع الدولي".
وهو ما فعلته إسرائيل في حرب تموز وحربها على غزة. ومعنى عبارة "الردع والرادع الدولي" حسب العقيدة الحربية الإسرائيلية:
- الردع: يعني ان تقوم إسرائيل بتوجيه ضربة عسكرية رادعة للخصم مستخدمة في ذلك كل الاساليب المتاحة مسببة حالة من الدمار في المنطقة المستهدفة من اجل اجبار الخصم على القبول بالشروط الدولية.
- الرادع الدولي: قدوم قوات دولية لحماية الحدود الإسرائيلية والتي تعتبرها إسرائيل اقوى من حالة الردع الاولى وذلك لانها تتماشى مع القانون الدولي والتي تعتبرها متممة للضربة الاولى.
فمن خلال النظر إلى الحربين والتي شنتها إسرائيل على لبنان وغزة انما تهدف من ذلك إلى تطبيق خطتها الحربية " الردع والرادع الدولي " من خلال ارسال رسالة إلى الخصم ان قوة الردع الإسرائيلية قوية ومدمرة لكي لا يتجرأ الخصم مرة اخرى للتلاعب مع الدولة العبرية.
فمن ذلك تكون إسرائيل قد الغت من فكرها مبدأ اقصاء الخصم وانما احتوائه، مما يعني وضع الدول العربية تحت مسمى الدولة القطرية اولا (ديماغوجيا).
إسرائيل اليوم تبحث عن حدودها المستقبلية من اجل تخفيف حدة التوتر ما بين الدولة العبرية ووحدة التكوين العربية من خلال ترسيم حدودها الابدية كما فعلت مع جمهورية مصر العربية في صراعها على طابا والتي تم حلها ووضعت قوات دولية لحماية دولة إسرائيل مع العلم ان القوات الدولية كانت موجودة من قبل.
والان إسرائيل بعد ان وضعت قوات دولية في جنوب لبنان محققة في ذلك وقفا نهائيا لاطلاق النار فلم يتبق سوى نقطة صراع واحدة الا وهي مزارع شبعا و الان إسرائيل تدرس اعادتها إلى لبنان لكي تسعى إسرائيل إلى اقامة علاقات متبادلة مثلما اقامتها مع مصر.
ان الجدار الفاصل والذي يمثل جزء من العقيدة الحربية الإسرائيلية يظهر اليوم على ارض الواقع مترافقا مع القوات الدولية من اجل رسم حدود الدولة العبرية مكملة في ذلك اقليمها اقليميا وفق حدود ثابته والغاء حالة الصراع العربي الإسرائيلي.
وان العقيدة الصهيونية والمبنية على الاسطورة تتمثل في سؤال وجه لاحد الإسرائيليين " ماذا سوف تفعلون لو ان مجموعة من الدول العربية اعلنت الحرب عليكم واستطاعت ان تحقق الانتصار .. ماذا سوف تفعلون ".
حينها قال: ستعاد اسطورة المسادا مرة اخرى، فوجه اليه سؤال اخر بلغة التعجب !! .. ولكن كيف !!!، قال: " سنفضل الانتحار على الاستسلام " فقيل له كيف سيكون الانتحار لخمسة ملايين إسرائيلي ... فقال " سنضرب القنبلة الذرية في المنطقة العربية مما سيؤدي ان مقتلنا ومقتلهم.... ولكننا لن نستسلم.
فمن هذا يستدل على ان اسطورة المسادا تطارد إسرائيل من ناحية الخوف على مستقبلها مما جعلها تسعى إلى الكثافة التكنولوجية والعسكرية وتشكيل جيش قوي رادع ليتبلور في عقيدة حربية تواجه فيها كل الدول المحيطة لجعل إسرائيل امرا واقعا ضمن تلك المنطقة.
ومما يحتم هذا الكلام ان الجندي الإسرائيلي لدى دخوله في خدمة الجيش يقسم بالعبارة التالية " اقسم ان لا تعود اسطورة المسادا مرة اخرى " مما يعني تشكيل عقيدة عسكرية قوية في المنطقة من اجل الحفاظ على الدولة العبرية.
موقع أخبار العالم، تركيا