الحــــــــرب بين الرسول (ص)واليهـــــــــــــــود..
لم يكتفي اليهود بالمقاومة السلبية للدين الاسلامي ..ولم يكفهم الدس والنفاق والفتن يثيرونها بين المسلمين ..بل أخذوا يقفون الى جانب كفار قريش معلنيين عداءهم الصريح للاسلام وبني الاسلام.
وكان أول احتكاك ايجابي بين المسلمين واليهود ما وقع مع بني قينقاع في المدينة نفسها.فقد حدث أن جمعهم الرسول عليه الصلاة والسلام في سوق بني قينقاع وخاطبهم قائلا:''يا معشر يهود ..احذروا من الله مثل ما نزل بقريش من النقمة..وأسلموا ..فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل ..تجدون ذلك في كتابهم وعهد الله إليكم ..قالوا :يا محمد إنك ترى أنا قومك..لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب ..فأصبت منهم فرصة ..إنا والله لئن حاربناك لتعلمن أنا نحن الناس''
فأمهلهم الرسول الكريم إلى أن نقظوا العهد وتعرضوا لسيدة مسلمة كانت تمر بالسوق وجلست الى صائغ منهم..فعمد الى ثوبهافعقده الى ظهرها ..فلما قامت انكشفت سوئتها فضحكوا بها فصاحت .فوثب رجل من المسلمين الى الصائغ فقتله .وتجمع اليهود على المسلم فقتلوه وكانت الشرارة التي حملت الرسول عليه الصلاة والسلام على محاصرتهم 15 ليلةوحينما استسلموا شفع فيهم عبد الله بن أبي بن سلول وا كتفى الرسول باجلائهم عن المدينة .
وكان العمل الايجابي الثاني هو حادث كعب بن الأشرف هذا الوجيه اليهودي يكره الرسول وأصحابه ويضمر لهم الشروالبغض.وحينماانتصر المسلمون في بدر وقتل من المشركين نفركثير رثاهمكعب ابن الأشرف فقال:
طحنت رحى بدرلمهلك أهلــــــه ** ولمثل بدر تستهل وتدمـــــع
قتلت سراة الناس حول حياضهم ** لا تبعدوا ان الملوك تصــــــرع
كم قد أصيب به من أبيض ماجد ** ذي بهجة يأوي اليه الضـــــــبع
طلق اليدين اذا الكواكب أخلفــت ** حمال أثقال يسود ويـــتربــــع
ويقول أقوام أسر بسخطـــهم ** ان ابن الأشرف كعبايــــــزع
صدقوا فليت الأرض ساعة قتلوا ظلت تسوخ بأهلها وتصــــرع
وهكذا تمنى كعب بن الأشرف أن تميد الأرض وتتصدع جزعا على أصحابه من كفار قريش ولم يكتف بشعره الحزين على قتلى بدر من الكفاربل أخذ ينظم الشعر متشببا بنساء المسلمين حتى آذاهم.فأهدر الرسول عليه الصلاة والسلام دم كعب بن الأشرف ..فتطوع نفر من المسلمين ونفذوا حكم الرسول العادل وقتلوا ذلك اليهودي الغادر..الذي كان يقف حجر عثرة في طريق الدعوة الاسلامية.