ولقد عمد سي الصالح النشاط الجواري كوسيلة لبلوغ أهدافه وتوخى الحذر والحيطة بعدما أصبح محل ملاحقة من قبل الدرك الفرنسي بعد توقيفه في المرة الأولى في اتصالاته بالجزائريين المقيمين بنواحي مارث وموزال. حيث ركز بكثير على أهمية التحسيس وعرض أفكاره السياسية وتراه جد متحمسا لمعرفة أراءهم عندما يقول لزملائه : ((نحن نريد المطالبة باستقلال وطننا)) وهو ينتقل بحذر كمسافر عادي في هذه المناطق لكي لا يثير الشك لكسب المزيد من الدعم للقضية الوطنية والتحسيس بمشاكل الوطن. ولم يبق له المزيدمن الوقت بفرنسا حيث قرر العودة لأرض الوطن والتحق بقرية بمعافة في جويلية 1953 ليكتشف فيما بعد المشاكل التي طبعت سير الحركة من أجل انتصار الحريات بعدما وقف على حقيقة النزعات لثلاث تيارات جناح بقي وفيا لزعيمه مصالي الحاج.الثاني أنشأ لجنة مركزية يترأسه لحول حسين أما الجناح الأخير الذي تترأسه لجنة سرية التي تحضر للثورة المسلحة هذه الهيئة الأخيرة أنشأت سنة 1954 لجنة للثورة من أجل الوحدة والعمل ومعظم منخرطيها أنهكهم النهج السياسي الذي اعتمدته الحركة من أجل انتصار الحريات وحرب البيانات التي تذمروا منها.هذه النزعة أخذت منعطفا جديدا لربح بعض الوقت بعد جبهة التحرير الوطني التي فجرت فيما بعد ثورة الفاتح من نوفمبر المجيدة سنة 1954.
بمسقط رأسه معافة واصل سي الصالح نضاله بالمنطقة التي يحظى فيها بتقدير واحترام واسعين لدى سكان هذه المنطقة ولم يكف عن تنظيم الاجتماعات ليلا نهار لتحسيس المواطنين بضرورة المشاركة في الثورة التحريرية ضد الاستعمار وظل يحتفظ بسر تاريخ اندلاعها إلى غاية نهاية شهر من سنة 1954 عندما تلقى سي الصالح أمر مهاجمة مركز الدرك بماكماهون ((الإسم القديم لعين التوتة)) ولقد أخذ له مكانا إستراتيجيا في دجى الليل بمعية رفقائه بالقرب من السكة الحديدية ( بالمرجى ) بدوار القصور بالقرب من منزل عمر جغابة ويوجد ضمن المجموعة بالإضافة لعمر جغابة.علي مذكور (( مسؤول السلاح والذحيرة الحربية المخبأة بالكازمات التي ارسلها من قبل الشهيد مصطفى بن بو لعيد من ناحية اريس) عبدو شريف. عبد المجيد بلخوجة والعديد من المناضلين في الحركة الوطنية. كانوا ينتظرون وصول السلاح وكان مقررا أن ينتشروا في حدود الساعة الواحدة ليلا بكل مرارة وفي الفاتح نوفمبر انتشر بسرعة خبر نجاح عدة عمليات للمجموعات الأخرى بكل من مدن باتنة.بسكرة وخنشلة وقدر عدد المشاركين في الهجوم على ثكنة الدرك بباتنة بقيادة الحاج لخضر ما بين 20 إلى 30 فردا بعدما تمكنوا من قتل حرسين قبل أن ينكشف أمرهم و تعلن حالة الطواريء مما جعل المجموعة تتجه نحو نهج الجمهورية للالتحاق بمجموعة أخرى لزملائهم أخذوا مكانا لهم بالقرب من الثكنة 2/4 eme R.A حيث تمكن أحد الجنود من قتل أحد الحراس Eugene Cochet وجرح أخر ويتعلق الأمربـ Pierre Audat قبل وصول قوات التدخل وفرق الدرك التي لطوقت المكان ولم تجد أثرا للمجاهدين الذين لاذوا بالفرار للجبال .
وبخصوص عمليات بسكرة التي اقتصرت على وسط المدينة فإنها لم تبلع أهدافها بعدما خلفت خسائر مادية معتبرة دون البشرية في صفوف قوات العدو الفرنسي.أما بخنشلة فكانت العمليات عنيفة حيث تمكنت العناصر بقيادة الشهيد عباس لغرور من تجريد ثلاث حراس بعدتجريدهم من رشاشاتهم بعد تكسير باب مقر الشرطة .ولقد فقد الإستعمار الفرنسي بالثكنة أحد عناصر فرقة المشاة بالمجموعة الثانية للفرقة الرابعة للمشاة وهو Audré Marquet الذي لفظ أنفاسه بالقرب من مركزالحراسة ثم ثم جاء دور الملازم Darault بساحة المدينة الذي لقى نفس المآل عندما فوجئ مباشرة بعد خروجه من فيلاته على بعد عشرات الأمتار من الثكنة بطلقات نارية وبالتالي يعد أول ضابط في الجيش الفرنسي تم استهدفه الثوار.
وبتكوت بلدية أريس بقيت مجموعة الدرك المحاصرة قابعة في مركزها المهجور أين يقيمون رفقة عائلاتهم . وبأريس أصابت الجنود الفرنسيين حالة من الذعر والخوف حيث أصبحت قرية بن بولعيد معزولة بفعل قطع الكوابل الهاتيفبة والتي أصبحت عرف فيما بعد باسم مهد الثوار وعلى بعد حوالي 10 كيلومترات نحو الجنوب في شرفات تيغانمين وفي حدود السابعة والنصف قامت مجموعة من رجال شيحاني بشير تم توقيف الحافلة القديمة من نوع سيتروان التي تعمل على خط بسكرة أريس أين تم القبض على قايد مشونش حاج صدوق الذي لقي حتفه بطلقات الرشاش عندما حاول مباغتة المجموعة بمسدسه عند نزوله من الحافلة. وبإطلاق نار الرشاش الوحيدة التي تملكها المجموعة على القائد تمكنت المجموعة من إصابة زوج من المدرسين برصاصات قاتلة GUY MONNEROT الزوج لفظ أنفاسه الخيرة بعين المكان فيما نقلت زوجته من قبل حركى بمدينة أريس الذين وصلوا مباشرة بعد العملية يقودهم Jean Servier ethnologue
سي الصالح كثف من اتصالاته مع مختلف سكان القرى المجاورة لمعافة والتحق برئيس الناحية محمد الشريف بن عكشة الذي يقود بالجبال المجاورة للمبازيس مجموعة مهمة من المجاهدين بمنزل المناضل سي الزين.
وفي شهر ديسمبر من سنة 1954 تم تعيين سي الصالح دليلا مرشدا باعتباره يعرف جيد المعرفة المنطقة ومع الوقت استقرت المجموعة بمنطقة عين التوتة في بداية 1955 لتتكفل بتوزيع المهام والرتب على الأشخاص. بعدما تم إنشاء عدة خلايا للقيام بأعمال تحسيسية للمدنين لحثهم على النشاط والمشاركة الجماعية في الحركة الثورية .كما كلفت هذه الخلايا كذلك بجمع الأموال بسرية تامة والملابس والأدوية والسلاح مما عجل بمجموعة كبيرة من الشباب الجزائري للإلتحاق بجيش التحرير الوطني وفي خلال بضعة أشهر أصبحوا يحوزون على كميات معتبرة من الأسلحة. البنادق والرشاشات معظمها من نوع ستناس المستقدمة من معارك الصحراء خلال حرب الكونية الثانية وهي أسلحة تم شراؤها من زريبة الوادي ووادي سوف بالقرب من الحدود التونسية الجزائرية.
كما تمكن سي الصالح من تاطير مجموعة مهمة من الشبان من معافة من ضمنهم يمكن الإشارة للسادة مسعود مذكور.صالح بن بوزة.سعيد بوخبالت.قدور ناصر. وعبد الله مدور . و تمكن فيما من بعدما تنقل لبيطام من الإتصال بأحمد سلامي وعمر زيرق ليوظف بجيش التحرير الوطني ما لا يقل عن 12 مسلحا مستعدا لمقاومة العدو اصطحبهم لجبل متليلي بالمكان المسمى أولاد سلطان أين التقوا محمد الشريف بن عكشة. ومن ضمن الذين تم تجنيدهم على مستوى عين التوتة وبعض المناطق المجاورة لها وكان سي الصالح وسيطا في العملية أحياء على قيد الحياة بعدما سقطت أغلبيتهم في ميدان الشرف لتحيا الجزائر حرة مستقلة أحمد جوزة المدعو ابن يعقاقن.حاج ابركان محمد.سي علي كعنيت. واسماعيل من تيبحيرين.علي بن تومي من دوار تاعنانت.حقني عبد الله. برفقة رجوح ابراهيم من . وادي بني فضالة.محمد حبارة.حرسوس مسعود. محمد الصالح بلاخ ولخضر بن بوزة منمعافة حادج اقيلال. مسعود بوخنوفة من دوار لقصور.حاج عمر يحياوي.عمر زكور.عيسى زياني المدعو المعافي. من عين التوتة.موسى دخينات من تامارة.النوي تيلاطو لخضر زروق .علي مقعاش.دلاندة..منواديسلطان أحمد بن سليمان.فرحات شاغي.الخالف رشاشي من لخماس عبد الرحمن بنيني من سقانة.خليفة قيرود.محمد حاجي….