حالة من الرعب تجتاح إسرائيل, بعدما كشفت الصحف العبرية عن موقع الكتروني ينشر جميع أسرارها الإستراتيجية، بما في ذلك أماكن تواجد الأسلحة النووية, إضافةً إلى تصاعد الحرب الكلامية بين إسرائيل وطهران وتهديد الأخيرة بمحو الدولة العبرية من الوجود إذا فكرت في مهاجمتها.
وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت" إن مجموعة من المفكرين والصحافيين الإسرائيليين يطقون على أنفسهم "آرماجدو" أنشئوا الموقع وركزوا معلومات كثيرة وحساسة للغاية حول الأسلحة الاستراتيجية التي تملكها إسرائيل بالإضافة إلى أماكن التصنيع والتخزين لهذه الأسلحة الخطيرة.
وأوضحت أن أفراد المجموعة نشروا خريطة مفصلة تشير بشكل واضح إلى الأسلحة النووية التي تملكها إسرائيل، والي الأماكن التي تخزن فيها هذه الأسلحة الفتاكة, مؤكدةً أن العديد من العناصر الخارجية تدعم الحركة الجديدة، وفي مقدمتها النائب بالكنيست الإسرائيلي د. دوف حنين، من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.
وبهدف الالتفاف علي الرقابة العسكرية الإسرائيلية، فان الموقع الجديد يتلقي خدمات الانترنت من شركة استرالية التي دأب أفراد المجموعة علي إخفاء اسمها خشية تدخل الرقابة العسكرية لحجب الموقع.
جوجل إيرث
ويأتي هذا التطور بعدما أثار نشر موقع "جوجل إيرث" ضجة داخل دولة الاحتلال, بعدما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" إن هذا البرنامج المطور الذي يتضمن أرشيفاً لصور ملتقطة بالأقمار الصناعية يكشف مواقع عسكرية وأمنية إسرائيلية هامة, مضيفة أن "جوجل" طورت صور الأقمار الصناعية الخاصة بإسرائيل وضاعفت تقريباً من درجة وضوحها ودقتها خلال الأيام الأخيرة.
ووصفت الصحيفة البرنامج بأنه يمثل "نقطة قوة" للدول الأعداء على حد تعبيرها, و"كنزا" للفصائل المسلحة، وأشارت إلى أن الصور تتكون من بيكسل واحد لكل مترين مربعين بالمقارنة للصور السابقة التي تتكون من "بيكسل واحد" لكل "10-20" متراً مربعاً على الأرض.
ومن بين المواقع البالغة الحساسية الممكن رؤيتها تفصيلا مقر وزارة الدفاع في "تل أبيب" وقواعد أساسية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي والمفاعل النووي الإسرائيلي السري المثير للجدل بمدينة "ديمونة" في الصحراء الجنوبية، كما تعرف مستخدمو النت على موقع آخر ترددت مزاعم أنه مقر وكالة الاستخبارات الإٍسرائيلية "الموساد" وموقعها سري.
تصريحات الفصائل
وأشعلت الفصائل الفلسطينية المسلحة الرعب الإسرائيلي, بعدما كشفت عن استخدامها لبرنامج "جوجل إيرث" لمساعدتها على تحديد وضرب أهداف عسكرية إسرائيلية، وذلك بالتزامن مع تحذير وسائل إعلام إسرائيلية من مغبة وخطورة نجاح هذه الفصائل في استخدام لهذا البرنامج.
وقال أبو مجاهد، الناطق الإعلامي باسم ألوية الناصر صلاح الدين الذراع العسكري للجان المقاومة الشعبية:" إن عناصر الألوية يعتمدون برنامج (جوجل ايرث) الذي يكشف البلدات الإسرائيلية ويجعل منها مرمى سهلا للمقاومة الفلسطينية، لكن هذا الاعتماد ليس كاملاً، منوها بأن "هناك وسائل وطرق أخرى تتبعها المقاومة الفلسطينية في استهداف البلدات الإسرائيلية وتصيب الهدف بدقة أيضا".
كما أكدت "سرايا القدس" الذراع العسكري لحركة الجهاد الإسلامي أن المقاومة الفلسطينية بشكل عام لا تدخر جهداً إلا وتقوم به لتطوير وسائل عملياتها ضد الاحتلال, وقال:" سرايا القدس بالتحديد تعتمد على خرائط خاصة بالمواقع الاسرائيلية المحيطة بقطاع غزة، وكان ذلك جلياً خلال الفترة الأخيرة من خلال استهداف مواقع محددة محيطة بالقطاع، حيث أوقعت المقاومة في صفوف الاحتلال القتلى والجرحى خلال عمليات قصف المواقع الاسرائيلية".
اطلاق الصواريخ
وقال خالد الجعبري "أبو الوليد" أحد قادة كتائب شهداء الاقصى بغزة أن " برنامج (جوجل ايرث) هو مكمل ثانوي لعملية اطلاق الصواريخ"، مؤكداً على ان كتائب شهداء الأقصى تمتلك العديد من الوسائل الخاصة ولديها إمكانات ضئلية ولكن ذات جدوى وفعالية عالية في تحديد الأهداف والمواقع الإسرائيلية الحساسة المحاذية لقطاع غزة.
وأضاف أبو الوليد أن اعتماد الكتائب على برنامج "جوجل ايرث" يكون عبر أخذ صور ومقاطع للمباني والأهداف الاسرائيلية تمكنها من تحديد هذه الأهداف بدقة، منوهاً الى ان هناك مشكلة تواجهها الكتائب وهي عدم وجود رأس كاشف في الصاروخ , وضرب مثلا الصاروخ "أقصى 103" حيث أن هذا الصاروخ مصنع من امكانيات بدائية وهو صاروخ خامد غير فعال وبالتالي ليس هناك تقنية الكترونية لتوجيهه نحو الهدف، لذا يتم تحديد رقعة معينة تكون على سبيل المثال 300 متر مربع يستطيع الصاروخ ان يسقط بعد عملية التحديد في هذه المساحة فقط.
استعراض العضلات
ورغم هذا التقارير التى تُعري الترسانة الإسرائيلية, واصل وزير الحرب إيهود باراك استعراض عضلاته, مؤكدأً أن بلاده جاهزة للتحرك ضد طهران إذا شعرت بتهديد لأمنها, زاعماً بأن إسرائيل أقوى دولة بالمنطقة وأثبتت في الماضي أنها لاتخشى التحرك عندما تتعرض مصالحها الأمنية الحيوية للخطر.
كما ردت إسرائيل على إعلان إيران إجراء المزيد من الاختبارات على الصواريخ لليوم الثاني على التوالي بالكشف عما أسمته بطائرة متطورة قادرة على تنفيذ طلعات تجسسية فوق إيران, حيث قالت شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية إنها زودت طائراتها من طراز "إيتام" بأنظمة متطورة لجمع المعلومات الاستخبارية.
ووصف أفيشاي ييتحقيان، نائب مدير شركة "إلتا" وهي إحدى فروع شركة الصناعات الجوية، القدرات التي تمتاز بها الطائرة الجديدة, قائلا:" هذه الطائرات تستطيع التقاط حركة الطائرات المحلقة على علو قريب من الأرض مثلما بإمكانها رصد حركة الطائرات المحلقة خلف الجبال, وهذه الطائرة التي تستطيع التحليق في علو مرتفع يزيد عن 40 ألف قدم وهو يعادل نحو 13 كيلومترا، مزودة بإحدى أنجع الخصائص فيما يخص هذا النظام".