المصريون وأنفلونزا الخنازير
فور الإعلان عن المرض سادت حالة من القلق في الأوساط الرسمية والشعبية المصرية، خصوصا مع تواصل الكشف عن مزيد من حالات الإصابة بأنفلونزا الطيور والحيث عن إمكانية تحور المرض وانتقاله من إنسان إلى إنسان، وقد اتخذت الحكومة قرارا سريعا بذبح جميع الخنازير الموجودة في البلاد والتي يبلغ عددها 300 ألف رأس، وهو أمر أدى إلى حالة من السخط في أوساط أقباط المهجر الذين اعتبروا الأمر نوعا من الطائفية إلا أن مصادر رسمية أكدت أن الحالة المزرية لأماكن تربية الخنازير عجلت بقرار الحكومة التي كانت تنوي قبل الكشف عن المرض نقل هذه الأماكن إلى مناطق نائية، وأشارت إلى أن ظهور المرض في مصر في ظل هذا الوضع سيؤدي إلى كارثة محققة.
من جهته أعلن وزير الصحة المصري د. حاتم الجبلي أنه يدرس إمكانية وقف سفر المعتمرين لمدة 3 أو 4 أسابيع على الأقل لحين التأكد من خلو المنطقة العربية من الفيروس القاتل ولزيادة الاحتياطات الصحية في الابتعاد عن التجمعات البشرية ، كما أعلن الأزهر أنه يفكر في إلغاء صلاة الجمعة والجماعة وإغلاق المساجد في حال ظهور المرض في البلاد. أما رجل الشارع العادي فذكر أحمد تيمور، مدرس بمحافظة الجيزة ، أن حمى الشائعات هذه تترك أثرا خطيرا في نفوس البشر ربما أخطر من ظهور حالات إصابة، لأنها ببساطة تقود الناس لسلوكيات خاطئة وطالب بتخصيص قناة تليفزيونية أو حتى تحديد برنامج زمني يذاع كل 4 ساعات حول ما يجب أن يعرفه المواطنون عن الفيروس وللرد على استفساراتهم، أما إيمان محمود وتعمل صيدلانية فأشارت إلى انتشار حالة وسواس رهيبة بين المرضى، فإذا أصيب أحد بارتفاع درجة الحرارة وحالة إرهاق حادة فأول ما يتبادر إلى ذهنه أنه ربما أصيب بالمرض ويظل يختلق سيناريوهات لاحتمال انتقال العدوى له من خلال محل بيع الدواجن الحية الذي يقع بجوار منزله، ويتوجه فورا للصيدلية ويرهق أصحاب الصيدلية بالاستفسارات ويتساءل عن وجود أمصال للوقاية من عدمه، وهذا كله يحمل مؤشرات خطيرة يجب أن تلتفت لها أجهزة الدولة. ويؤكد أحمد وهو مصري مقيم في السعودية على شعوره بالخوف من أن يصل الفيروس لمصر خاصة وأن هناك حالات ظهرت في على الحدود في "إسرائيل"،حيث أن مجرد ظهور ذلك الفيروس في مصر لا يعنى إلا كارثة حقيقية وخطر كبير لأسباب كثيرة برأيه أهمها الكثافة السكانية الكبيرة والتي ستجعل من فيرس ينتقل عبر الهواء إلى وباء كبير يصعب التعامل معه، أما هشام وهو طبيب بيطري من القاهرة أبدى موافقته على قرار الحكومة المصرية بشأن ذبح الخنازير لدرء الخطر عن المصريين، كما أيده في ذلك مصطفي لأن أماكن تربية تلك الحيوانات مصدر للقاذورات، كما قال.
كلمة أخيرة:
ليس من المستغرب أن تكون هناك حلقة أخرى يتم الإعداد لها أكثر خطورة من أنفلونزا الخنازير ففى عام 2004 نشرت نقابة الأطباء البريطانية تحذيرا من أن العالم "ربما يبعُد بضع سنوات فقط عن أسلحة بيولوجية مخيفة قادرة على قتل أشخاص ينتمون إلى مجموعات إثنية محددة" وهو ما يشير إلى إمكانية استهداف العرب وحدهم مثلا بنوع من الفيروسات المميتة خصوصا وأن أيادي الكيان الصهيوني ليست بعيدة عما يجري في المعامل الأمريكية، وكون أنفلونزا الخنازير أصابت أمريكا و"إسرائيل" نتيجة لخطأ ما ـ حسب أصحاب تلك النظرية ـ لا يعني أن احتمال توجيه سلاح بيولوجي للعرب وحدهم يعد أمرا مستبعدا، كما أن امتلاك الغرب وحده التكنولوجيا اللازمة لتصنيع الأدوية المضادة يزيد من خطورة الوضع.