بعد جنون البقر والحمى القلاعية والجمرة الخبيثة وسارس وأنفلونزا الطيور بدأ النفير العام يتوجه إلى أنفلونزا الخنازير مع تحذير منظمة الصحة العالمية بإمكانية تحول المرض إلى وباء يقضي على ثلث سكان الكرة الأرضية، ورغم حالة الهلع التي أصابت الشعوب في شتى بقاع المعمورة نتيجة لظهور المرض في عدد متزايد من الدول إلا أن أصواتا بدأت تخرج للتحذير من المبالغة في الأمر وأن هناك جهات تسعى لإفزاع العالم لأغراض معينة تخدم مصالح الدول الكبرى التي يهمها صرف الأنظار عن مخططاتها التوسعية، كما تحاول إنقاذ شركات الأدوية العالمية من الأزمة المالية الطاحنة التي تمر بها باختراع مرض جديد مما يؤدي إلى ضخ المليارات في خزائنها مقابل أدوية للوقاية وأدوية أخرى للعلاج.
مبررات نظرية المؤامرة
أول الأسباب التي يسوقها أصحاب نظرية المؤامرة هو إصرار المسئولين عن الصحة العالمية توجيه العالم للبحث عن اللقاحات الواقية من المرض، وكيفية مواجهة آثاره السلبية على البشرية والاقتصاد، مع تجاهل تام لمرحلة ما قبل انتشار المرض والأسباب التي أدت إليه خلافا لطريقة التعامل مع الأمراض السابقة الشبيهة والتي عرفها العالم، وقد ربط هؤلاء بين انتشار أنفلونزا الخنازير والتقارير التي تحدثت عن تحقيق للجيش الأمريكي في ملابسات اختفاء عبوات زجاجية من أحد المختبرات في قاعدة عسكرية في ولاية ميريلاند تحتوي على عينات من فيروس خطير، وأشارت التقارير إلى أن الفيروس واسمه العلمي "التهاب الدماغ الخيلي الفنزويلي" يصيب الخيول ويمكن أن ينتقل إلى البشر.
وقالت المتحدثة باسم معهد الأبحاث الطبية والأمراض المعدية التابع للجيش الأمريكي: إنه في 97 في المائة من الحالات يعاني الأشخاص المصابون بالفيروس من أعراض شبيهة بالأنفلونزا. من جهة ثانية فقد نشرت جريده (لوس انجلوس تايمز) الأمريكيه ، مقالا شكك فى أن أنفلونزا الخنازير يعتبر سلاله متحوره ووصفها بأنها غير فتاكه، وقال المقال المنشور نقلا عن عالم جزيئات الفيروسات الذى يدرس أنفلونزا الخنازير فى جامعه "ويسكنسون" الدكتور كريستوفر أولسن: إن تفشى فيروس (اتش1- ان 1) قد لايحدث خساره كبيره كالتى تسببها الأنفلونزا عاده كل شتاء بدون أيه ضجه إعلاميه كبيره . وأضاف: دعونا لانفقد مسار كون الأنفلونزا الموسميه العاديه هى من مشاكل الصحه العامه الضخمه التى يذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الأشخاص فى الولايات المتحده الأمريكيه وحدها بالاضافه إلى مئات الآلاف فى جميع انحاء العالم . وقال عالم آخر، يوصف بأنه رائد فى عالم فيروسات الأنفلونزا فى مستشفى أبحاث الاطفال فى ممفيس : إن هذا الفيروس ليس لديه قدره القتل مثل فيروس 1918 الذى راح ضحيته مايقدر بـ30 مليون ضحيه فى أنحاء العالم . وقد تم التعرف على أوجه الشبه بين الفيروس الحالى وفيروس 1918 وكلاهما من سلاله (اتش1- ان 1)وأطلق عليهما هذا الاسم لشموليتهما على نوعين من البروتينات )، وقال الخبير فى الميكروبولوجى والأنفلونزا فى مركز سيناى الطبى فى نيويورك ، الدكتور بيتر باليسى : هناك بعض الخصائص الجزئيه التى يفتقر إليها الفيروس الحالى ..إذ ليس به الأحماض الأمينيه، ولكى يكون فتاكا فإنه يجب أن تزيد عدد جسيماته فى الرئه.