وحتى تحقق ذلك العدل المنشود, سنعطيك بعض النصائح حتى تكون مستمعًا عظيمًا:
أ. أكثر من الأسئلة المفتوحة: هي الأسئلة التي تكون إجاباتها مفتوحة، لا تنتهي بنعم أو لا، وغالبًا ما تكون أداة السؤال هي: ماذا؟ كيف؟ لماذا؟ مَنْ؟ أين؟ متى؟ إنها تعطي الفرصة للشخص؛ لكي يتكلم ويفصح عما بداخله .
ب. ضع نفسك في موضع الطرف الآخر: حاول أن ترى العالم كما يراه هو وحاول أن تشعر بمشاعره هو.
ت. مارس الانعكاس: بمعنى أن تلخص ما سمعت وتعبر بطريقتك الخاصة عما قاله الشخص الآخر، فهذا يظهر أنك تعيره انتباهك.
ث. استخدم عينيك في التواصل: لا تحدق في الشخص ولكن انظر إلى عينيه فقط.
ج. اهتم بالآخرين: أظهر بأنك تعيره انتباهك بأن تقوم من حين لآخر بهز رأسك أو الإيماء أو بتعليق وجيز وتعاطف معه في الكلام.
ح. اطلب توضيحا إذا قال شيئا لا تفهمه.
هذه باختصار نقاط عملية حتى تنصف أذنيك كما قال أبو الدرداء رضي الله عنه, أما إذا جئنا لثاني ركيزة من ركائز فن الاتصال:
2- التحدث:
قبل أن نخوض في الكلام عن مهارة التحدث, يجب أن نقول أن اللسان إما يكون لك أو عليك, بمعنى إما أن يكون اللسان في صالحك فتجعله وسيلة ليس في التأثير في الناس فقط، بل وسيلة أيضًا لنيل رضى الله سبحانه وتعالى, وإما أن يكون ضدك فتخسر الناس وتجعل الله يغضب عليك.
وفي هذا قال النبي صلي الله عليه وسلم لمعاذ: (ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس فى النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم) [رواه الترمذي، (2825)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، (2616)], وكان أبو بكر رضي الله عنه يقول: (هذا الذي أوردني الموارد) [صفة الصفوة، ابن الجوزي، (1/43)] ويمسك بلسانه، وفيما يلي سنحاول إعطاء بعض النصائح حتى تنال رضى الله سبحانه وتعالى وتكسب قبول الناس وحبهم:
1- تجنب التوبيخ واللوم:
إن الأشياء السيئة التي يمكن لإنسان أن يفعلها هو أن يلوم أحدًا, فاللوم يفسد العلاقات الإنسانية كما يفسد الخل العسل, وليس أحد منا معصوم من الخطأ, ومن ثمَّ فنحن لن نستفيد شيئًا من لوم الآخرين, يقول ديل كارنيجي: (فبدلًا من أن ندين الناس؛ دعنا نحاول أن نفهمهم، ولنحاول أن نعرف لماذا يفعلون ما سيفعلون؟ فهذا أكثر إفادة وإثارة للاهتمام من النقد، كما أنه يؤدي إلى التعاطف والتسامح والعطف، أن تعرف الجميع فهذا يعني أن تغفر للجميع).
2- المدح والثناء:
إن الإنسان مفطور على حب المدح والثناء؛ فهو جزء منه، فكما يقول جون ديوي: (أعمق دافع للإنسان إلى العمل هو الرغبة في أن يكون شيئًا مذكورًا)؛ فلنحاول أن نعدد الصفات الطيبة في كل إنسان نلقاه، وأن نمنحه تقديرنا المخلص دون تملق، ولذا؛ كن كريمًا في مديحك واحترامك للناس، وسيذكروا كلماتك سنوات طوالًا حتى بعد أن تنساها أنت.
3- الابتسامة:
إن التعبير الذي يرتسم على وجه المرء أهم بكثير من الثياب التى يرتديها؛ لأن تعابير الوجه تتكلم بصوت أعمق أثرًا من اللسان، ولا تحسب أننى أعني بالابتسامة مجرد علامة ترتسم على الشفتين، لا روح فيها ولا إخلاص؛ إنما أتكلم عن الابتسامة الحقيقية التى تأتي من أعماق النفس.
وها هو المربي الأعظم الذي عرفه التاريخ المصطفى صلى الله عليه وسلم يعلمنا فن الابتسامة بل إن الذي ببتسم كأنه تصدق فقال عليه الصلاة والسلام: (تبسمك في وجه أخيك لك صدقة) [رواه الترمذي، (2038)، وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي، (1956)], وكما يقول المثل الصيني: (إن الرجل الذي لا يعرف كيف يبتسم لا ينبغي له أن يفتح متجرًا).
إن الابتسامة يمكن أن تجعلك مليونيرًا، فكما يقول شواب، وهو مدير أحد مصانع الصلب في أمريكا، وكان يتقاضى مليون دولار سنويًّا في أوائل القرن الفائت: (لقد اكسبتني ابتسامتي مليون دولار).
مهارات القائد:
بجانب أن المدير يجب أن تتوافر لديه صفات الاتصال الفعّال, فهذا لا يكفيه, بل إن هناك أيضًا بعض المهارات يجب أن تتوافر فيه فمنها:
1- المهارات التصورية:
وهي مهارات ضرورية في تخطيط العمل وتوجيهه وترتيب الأولويات والتنبؤ بما سيكون عليه العمل في المستقبل، وتتمثل في القدرة على ابتكار الأفكار والإحساس بالمشكلات وصياغة الحلول، والتوصل إلى الآراء وربط الأسباب بالمسببات.
2- المهارات التنظيمية:
وتتضمن معرفة النظريات التنظيمية والتطوير التنظيمي والاستعانة بها لتفسير الظواهر الإدارية والتنبؤ باحتياجات التنظيم المستقبلي.
3- المهارة السياسية:
وتتوفر حينما يكون لدى القائد الإداري الرؤية الشاملة للبيئة المحيطة بالمنظمة الإدارية التي يعمل بها من جميع النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ومعرفة الفلسفة السياسية للدولة، واتجاهات الرأي العام في المجال الذي يعمل فيه.
4- المهارة الفكرية:
وتعني قدرة القائد على الحكم على الأمور بشكل سليم، واتخاذ القرارات المناسبة، وعلاج الأمور والمشكلات بالشكل المطلوب والمناسب.
5- المهارات الإدراكية:
وتعني قدرة القائد على رؤية التنظيم الذي يقوده، وفهمه للترابط بين أجزائه ونشاطاته، وأثر التغيرات التي تحدث في أي جزء منه على بقية أجزائه، وعلاقات التنظيم بالمجتمع الذي يعمل في إطاره.
وأخيراً: ننصحك بهذه النصائح:
1- عبر عن اهتمامك بمن حولك:
دعهم يعرفون أنك مهتم بهم, عبَّر عن ذلك بنظراتك أو بحركاتك, أو بأي شكل آخر, دعهم يدركون بأنك مخلص لهم.
2-كن ودودًا:
عندما تقول (السلام عليكم), قلها بصدق, وعندما تسأل (كيف الحال؟) اسأل باهتمام وعمق، وابتسم وانظر في عيون الناس.
3-ارفع من شأن الآخرين:
فالعمل المنجز على خير وجه يستحق الإشادة, وحتى إنجاز جزء من العمل على الوجه المطلوب, يمكن أن يسترعي الانتباه والإطراء أحيانًا، وإن المدح لن يكلفك شيئًا, ولكنه سيعود عليك بمكاسب جمة وغير متوقعة.
4-اعترف بأخطائك:
إن هذا الاعتراف دليل على القوة المرونة, وليس كعلامة على الضعف والليونة.
5-لا تقحم (الأنا) في كل شيء:
أقلع عن استخدام كلمات (أنا، ونفسي، ولي) ليوم واحد فقط, ستجد في هذا الإقلاع تجربة مذهلة في ضبط النفس, وهي تجربة قد تتمخض عن إعادة اكتشافك لنفسك, وإدراك عيوب وحسنات لم تكن لتشك بوجودها على الإطلاق.
أهم المراجع:
1. صناعة القائد, طارق السويدان – فيصل عمل باشراحيل.
2. كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس, ديل كارنيجي.
3. سحر الاتصال, محمد أحمد العطار.
4. العادات السبع للمراهقين الأكثر فعالية لشين كوفي.
5. قوائم الحياة للمراهقين.
6. القيادة ومهارات القائد الناجح, عبدالله بن خميس الكعبي.
7. 181 بطاقة للتميز الإدراي, علي حسين العجمي.
8. قوة الذكاء الاجتماعي، توني بوزان.
9. فن التفوق والنجاح، أحمد البراء الأميري