البشير يدشن حملته بالرقص في استاد أم درمان
الخرطوم - العرب أونلاين- أدى الرئيس السوداني عمر حسن البشير رقصته الشهيرة أمام جماهير غفيرة باستاد ام درمان وسخر من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية واعدا منتخبيه بمزيد من الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في بداية حملته لأول انتخابات تعددية حقيقية تشهدها السودان منذ نحو ربع قرن.
وبعد ان كاد اليأس يسيطر على السودانيين، انطلقت السبت الحملة الانتخابية الاولى منذ 24 عاما في البلد الاكبر في افريقيا. ورغم المخاوف والارجاء مرتين، الا ان هذه الانتخابات الرئاسية والتشريعية والاقليمية تبدو اليوم على مسارها الصحيح.
وما كان يبدو نزهة للرئيس عمر البشير، تحول الى سباق حواجز نتيجته غير محسومة سلفا. اذ يواجه الرئيس البشير 11 مرشحا في الانتخابات الرئاسية، من بينهم ياسر عرمان المسلم العلماني المتحدر من شمال السودان وممثل متمردي جنوب السودان في الحركة الشعبية لتحرير السودان، والصادق المهدي زعيم حزب الأمة القومي الذي أطاح به البشير سنة 1989.
وقد استفاد البشير من مذكرة التوقيف الصادرة بحقه من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور، ليطلق حملته الدعائية وليوجه انتقادات حادة للغرب. وتساءل عن التطهير العرقي والإبادة وقال إنه مستعد لعقد سلام في اقليم دارفور المتمرد منذ سبع سنوات مع أي شخص هناك لديه الرغبة في التوقيع على اتفاق سلام.
وقال البشير امام الالاف من انصاره أكثرهم من مشجعي كرة القدم في استاد الهلال في ام درمان، المدينة المجاورة للخرطوم، "عندما جئنا لم نجد شيئا وكان الناس يقفون صفوفا للحصول على رغيف الخبز ولكن الان الرغيف يقف صفوفا في انتظار الناس ".." يوم ان اتينا كانت مخازن القوات المسلحة خالية من الاسلحة والذخيرة ولكنا الان نصنع جميع اسلحتنا الاساسية".
واضاف البشير إن برنامجه يرمي الى مواصلة الجهود لتحويل السودان الى دولة صناعية وزراعية.
وأشار الرئيس السوداني في خطابه الذي استمر لمدة ساعة إن أحدا لم يجبره على إجراء هذه الانتخابات وقال إنه يريد انتخابات نزيهة ونظيفة.
وتم التعهد باجراء هذه الانتخابات في اتفاق السلام الشامل الذي وقع عام 2005 والذي أنهى أكثر من عشرين عاما من الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب. وتسبق هذه الانتخابات استفتاء في الجنوب على الاستقلال عن السودان يجرى في يناير/ كانون الثاني 2011.
وقد تعهد البشير باحترام التصويت على الانفصال إذا حدث وهو الخيار الذي يتوقعه أكثر المحللين. وقال إن الجنوبيين إذا اختاروا الانفصال فسوف يكون الشمال أقرب جيرانهم وسيقف إلى جوارهم.
وتخشى المعارضة من ان يعتمد البشير على اجهزة الدولة واستخباراتها في معركته الانتخابية. وقالت إن الانتخابات لا يمكن ان تكون حرة بسبب ما يجري في دارفور وبسبب التزوير الواسع في الانتخابات وبسبب سيطرة حزب المؤتمر الوطني على موارد الدولة وعلى وسائل الإعلام.
ولكن رغم كل الامكانات المتاحة للبشير الا ان الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر "رجح" الا يفوز الرئيس السوداني في الجولة الاولى من الاقتراع.
وقد أعلن حزب الأمة السوداني المعارض، الفائز في الانتخابات التشريعية الأخيرة في 1986 والذي انقسم منذ 2002، اعادة اتحاده في اليوم الاول من الحملة للانتخابات.
وصرح مبارك الفاضل زعيم الفصيل المنشق في الحزب لوكالة فرانس برس "توصلنا الى اتفاق مع الصادق المهدي لتوحيد الحزب. سنوحد برنامجنا السياسي ومرشحينا للانتخابات".
واختلف الفاضل المهدي الذي كان وزير الداخلية قبل انقلاب 1989، اختلافا كبيرا مع الصادق المهدي رئيس الوزراء السابق، سنة 2002 حول قيادة حزب الامة فانفصل عنه واسس حزبه. ويعتبر من ابرز وجوه المعارضة.
وترشح الفاضل والمهدي للانتخابات الرئاسية لكن على احدهما الانسحاب من السباق الرئاسي لتوحيد صفوف الحزب فعليا.
ويفترض ان يستفيد ياسر عرمان المسلم العلماني المتحدر من شمال السودان وممثل متمردي جنوب السودان في الحركة الشعبية لتحرير السودان من دعم كبير في الجنوب، فيما يعول الصادق المهدي على بعض مناطق الشمال. الا انه من الصعب التكهن بالنتيجة في بلد تغيب فيه استطلاعات الراي، ولم يخض اقتراعا حقيقا منذ 1986.
وتختتم الحملة الانتخابية في التاسع من نيسان/ابريل على ان تجري الانتخابات الرئاسية والتشريعية والاقليمية من 11 الى 13 نيسان/ابريل.
Alarab Online.
All rights reserved.
ارسل هذا الخبر الى صديق بالبريد الالكتروني
نسخة للطباعة