سحر اجتثاث البعث العراقي ينقلب على ساحره
العرب
التجاذب السياسي الذي أصاب العملية السياسية في العراق يقود البلاد شيئا فشيئا إلى الانحدار مجددا في أتون حرب أهلية طاحنة، أعلنتها من جانب واحد الأحزاب الشيعية الحاكمة ضمن حملتها لاجتثاث من تعتبرهم "بعثيين"، في حين يكتفي الطرف المقابل من المتضررين من هذه السياسة بالتحذير من أن مآل حرب التطهير هذه ستكون وخيمة وسيدفع ثمنها الشعب العراقي.
إياد علاوي رئيس "القائمة العراقية" أعلنها صراحة من خلال تأكيد أن إصرار حكومة نوري المالكي على حظر المئات من الشخصيات من دخول الانتخابات يمثل تزويرا مبكرا لهذه العملية، كما أنه يهدد بجر العراق إلى أتون حرب أهلية، وهو ما يعني من جهة أخرى نسف العملية السياسية التي أطنب المحتل الأمريكي في مدحها وتعداد فضائلها، وتصويرها على أنها صفحة مشرقة فتحت في تاريخ العراق الحديث، ولكن يبدو أن هذا الباطل المعلن قد أخذ اتجاهه فعليا ليفضح التزوير الشامل الذي طال العراق، ولينقلب على مدبريه.
نعم، لقد حذر علاوي الذي كان في يوم ما شريكا في تدمير العراق، من عودة الحرب الأهلية، رغم أن هذه الحرب قائمة بالفعل، وما يعيشه الشارع العراقي لا سيما في الجنوب والشمال، من تجييش لهذه الحرب خير دليل على أنها قائمة.
هذا التجييش تزامن مع تظاهرات وحملات عقوبات جماعية وطرد من الوظائف ومنع من ممارسة السياسة تقوم بها مجالس محافظات جنوبية إضافة إلى بغداد تسيطر عليها أحزاب شيعية ضد مواطنين عراقيين يدعي الطائفيون أنهم من عناصر حزب البعث، في حين تؤكد الوقائع أن الحملات المسعورة لم تقتصر على البعثيين فقط وإنما تطول كل من لا يتوافق مع مشاريع حزب الدعوة والمجلس الأعلى والتيار الصدري وكتلة الجعفري، وهي كيانات شيعية، إضافة إلى الحزبين الكرديين في الشمال، كما أن هذه الحملات لم تستثن حتى حلفاء الأمس القريب ممن لا صلة لهم بحزب البعث، وسكنوا المنطقة الخضراء وزراء ونوابا وزعماء ميليشيات كانت تخدم تحت إمرة المحتل الأمريكي، ويعرف الشعب العراقي قبل غيره أن أيادي هؤلاء مثل أيادي أولئك متساوية في الجريمة والتلوث بالدم العراقي، وتظاهر هذا أو ذاك بأن مشروعه هو "الوطني" ليس إلا تمديدا لسنوات العقوبات الجماعية التي يرزح تحتها الشعب العراقي، ليس منذ الاحتلال فحسب، بل منذ عشرين عاما، وهذه الحملة ماهي إلا امتداد لمعارك سابقة بين النخب السياسية الجديدة التي ابتلي بها العراق.
ورغم موقفنا من المعلن من العملية السياسية الجارية، هي باطل بني على باطل، إلا أننا لسنا إطلاقيين في اعتبار جميع من دخلوا وشاركوا غير وطنيين، فهناك من الشخصيات من دخلت العملية السياسية بقناعة أنه يمكن أن تنقذ ما يمكن إنقاذه مما تبقى من العراق وتجنيبه المصير الأسود الذي يقوده إليه أعداؤه وصنائعهم في الحكومة الحالية، ويبدو أن هذه الصنائع، وهي في أغلبها، من خدم المشروع الايراني في بلاد الرافدين، قد استشعروا الخطر، وعوض أن يستكينوا أمام العاصفة بادروا بالهجوم، وإذا لم تحصل "معجزة" في الوقت الضائع فإن صفحة سوداء ستكون أشد قتامة وشؤما ستفتح على العراقيين، ولا يعلم أحد تداعياتها وإلى أين ستقف حدودها؟.
نقول هذا ونحن نستحضر بالأرقام ما دفعه العراقيون طوال سنوات الاحتلال، أكثر من مليون ونصف قتيل، نحو ثلاثة ملايين من المصابين "معوقون على وجه التحديد"، خمسة ملايين يتيم، أكثر من مليون أرملة، أربعة ملايين مهجر في الخارج، أما إذا خرجت الفتنة من عقالها هذه المرة فستكون الثمن أقسى وأعنف وأشد دموية، وهذه المرة لن تكون المنطقة الخضراء "حصينة" كما كانت في السابق، فصاعق الانفجار موجود داخلها، وإذا تفجر فلن يكون أحد في مأمن من شظاياه، وهو ما تلخصه التحذيرات التي يطلقها اياد علاوي والنائب صالح المطلك وظافر العاني وغيرهم، وهي بالمناسبة، لا تدخل في الحملة الانتخابية التي لم تنطلق بعد، وإنما هي مؤشرات قوية على أن المحظور يقترب، وأن الكارثة وشيكة.
المثير للحيرة أن القوات الأمريكية، وهي وفق القانون الدولي، قوة الاحتلال والمسؤولة عن الأوضاع السياسية والأمنية، باتت غائبة تماما، كما أن الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي التي أعربتا مؤخرا عن استعدادها لمساعدة العراقيين على تجاوز هذه المحنة، لم يصدر لهما أي صوت، ولم نشهد أي تحرك فعلي، باستثناء بعض التصريحات الخجولة، في حين تتحرك ايران واثقة وتتدخل مباشرة في تحريك الدمى السياسية بما يوافق مصالحها الإقليمية، أو بما يخدم صراعها المستمر ضد واشنطن والغرب حول برنامجها النووي.
أكثر ما نخشاه أن يكون القادم، هو الفصل الأخير من اجتثاث ما تبقى من العراق، وتدمير ما نجا من التدمير منه، نقول ذلك دون أن نسقط من المعادلة أن ما سيجري ربما سيحمل في طياته بشائر التحرير للعراق، لينقلب السحر على الساحر، ويصبح الاجتثاث سائرا في الاتجاه الصحيح الذي يفترض أن يكون عليه.
سيف الحف النجفي - حرام تمزبق العراق
نحن اهالي الوسط والجنوب غير معنين بالتصرفات التي يقوم بهاء هؤلاء العملاء ندين ونستنكر ماقام به من اقصاء لهولاء اصحاب الفكر العربي والمظاهرات الذي يدفعون بها للشوارع هي مقابل ثمن اوتبليغ عن طريق مؤسسة الشهداء حيث يقولون لهم بانه اذا فازوا البعثيه سيقطعون رواتبكم
عراقي - سيف النجفي
والله يا سيف مبين عليك انتي بعثي ابن بعثي لو صدام عادم واحد من اخوانك او ابن عمك لو ابوك كان ما حجيت هيج حجي مع الاسف انت من سكان النجف الاشرف المفروض تتنتقل لتكريت
Alarab Online.
All rights reserved.
ارسل هذا الخبر الى صديق بالبريد الالكتروني
نسخة للطباعة