أوقفوا المهزلة

أي حكمة يمكن أن نجدها في إعادة نشر بذاءات الإعلام المصري في وسائل الإعلام عندنا؟ المؤكد أن الذين يفعلون هذا يبحثون عن الربح لاعتقادهم أن الجزائريون يتسقطون هذه الأخبار ولا يريدون أن تضيع منهم تفاصيلها، لكن الأمر بدأ يخرج عن نطاق السيطرة.

التخصص في نشر الشتائم يشيع حالة من الغضب قد تفلت من السيطرة، وهذا العمل غير المهني لا يمكن إلا أن يزيد في تشويش الصورة وهو لن يساعد أبدا في توضيح الرؤية أو في بناء رأي موضوعي حول ما يجري، بل إن نشر هذه القذارة على صفحات جرائد تسحب ملايين النسخ يعطي هؤلاء مزيدا من القدرة على بلوغ أهدافهم.

الذي يلجأ إلى السب هو الأضعف، هذه قاعدة لا يمكن نقضها، فالأقوى يميل إلى استعمال الحجة، وفي أسوأ الأحوال يحصل على ما يريد بالوسائل التي يراها مناسبة ولا يهمه رد فعل الآخرين، والإعلام المصري متجرد من الموضوعية والأخلاق، وهذا أمر ليس بالجديد، وهو إعلام محترف في السب والشتم، وضحاياه كثر، وربما لا يوجد بلد عربي واحد لم يتعرض للسب من قبل الإعلام المصري، في المشرق أو المغرب، وفي الحالة الجزائرية كانت الأمور فوق التحمل لسبب بسيط هو أن من يحركون هذه الحملات شعروا بخطر يتهدد مصالحهم الشخصية، ولا علاقة للأمر بكرة القدم إلا من حيث هي وسيلة لتخدير الشعب وفرض التوريث عليه والحكم عليه بالعيش في حالة من الذل والهوان إلى الأبد.

كانت وسائل الإعلام المصرية تسبنا قبل أن تكون هناك فضائيات وانترنيت، وستبقى تسب لأن هذا هو مستواها، والرد على الشتائم يدفع إلى السقوط إلى الحضيض، ومن هنا فإن إعادة نشر ما يقوله بعض المعتوهين، والتعليق على كلام راقصة أو مغنية أو ممثلة سيقود حتما إلى السقوط في الرداءة، وعلى مستوى أدنى سيؤدي إلى حالة من التشنج لدى من لا يملكون وسيلة للتعبير عن آرائهم وقد يأخذ الرد شكلا عنيفا يصعب التحكم فيه.

ما ينشر اليوم لا مبرر له، وإذا كنا نقول إن هؤلاء سفهاء فمن السفاهة إعادة نشر بذاءاتهم، فرجاء أوقفوا هذه المهزلة.