كثيرا
ما يتردد هذا السؤال عند ظهور شيء جديد.. وكثيرا ما يتساءل الناس عن هل
الجديد القادم سيلغي القديم؟ هكذا الحال كان عندما ظهر الراديو وهكذا الحال
صار عندما ظهر التلفزيون وتردد نفس السئوال عندما ظهرت الإنترنت وأفرزت
الصحافة الإلكترونية والإعلام الجديد.
إن
الجواب على هذا السؤال يمكن أن يكون على النحو التالي: أن المحتوى والمادة
الإعلامية بمختلف استخداماتها وأغراضها لن تزول أو تنقرض، بل ستتكيف مع
التغييرات التي قد تطرأ وتعيد قولبة نفسها وفقا لمفهوم وفلسفة الإعلام
الجديد والتطور المصاحب له،
فعلى
مر السنين لم نشهد أن الراديو ألغى الصحافة أو أن التلفزيون ألغى الراديو
أو أن وسيلة إعلامية ألغت الأخرى، بل على العكس من ذلك فالجديد كان دائما
مصدر تحدي للقديم التقليدي للوقوف بثبات على حلبة الصراع.
فالبي بي سي
BBC مثلا قامت في عام 1995م بالتفاعل مع الأفراد عبر Have Your Say في
برامجها الإذاعية عبر الأثير، وانتقلت الفكرة بشكل مطور مع ثورة الانترنت
في العام 2005م فقامت بإنشاء مدونة خاصة بهذه الخدمة، تشمل النص المقروء
والمسموع والصورة الثابتة والمتحركة، وفي 2008م أنشأت حسابها على تويتر
لتفاعل أسرع وأقرب، وتجد على موقعها إمكانية إرسال الرسائل القصيرة إضافة
للخدمات السابقة، وهنا رابط الخدمة العربية “شارك برأيك“، هذا فضلا عن
التواكب مع الأجهزة المحمولة والتقنيات الحديثة. وهكذا فعلت الكثير من
أجهزة الإعلام العتيقة والكبيرة التي حاولت جاهدة مواكبة الجديد في عالم
الإعلام والاتصال وكانت سباقة إلى الجمهور.
ختاما
نقول أنه كلما زادت رقعة الإعلام الجديد وزاد مستخدميه كلما بدأ الفارق
أكثر وضوحا مع وسائل الإعلام التقليدي، وعليه يمكن القول: أن الإعلام
الجديد لن يلغي المحتوى الإعلامي ولن يهدد مرتكزات وآليات وأسس الإعلام، بل
سيغير من أدواته ووسائله لتكون أكثر سرعة وتفاعلية ويكون المواطن الذي غيب
من الإعلام التقليدي هو مصدر المعلومة وهو صاحبها.
فالمهدد
بالانقراض ليس الإعلام، بل أفراد ومؤسسات الإعلام التقليدي الذين لم
يواكبوا أو يتكيفوا مع معطيات ومستجدات الإعلام الجديد، فالإعلام الجديد
ليس نبتة شيطانية ينبغي الحذر منها، ولكنه إعلام القرن الحادي والعشرين
الذي ينبغي مواكبته وإلا سينظر إلينا يوما ماء بأننا جزء من التاريخ وقد
تجاوزنا الزمن.
المصدر: مدونة أفاق إعلامية