بيت لحم - ترجمة معا - بعد 37 عاما على حرب اكتوبر 1973 كشفت صحيفة 'يديعوت احرونوت' الناطقة بالعبرية أمس الاثنين(4/10/2010) ما وصفته بأكثر بروتوكولات الحكومة الاسرائيلية سرية، والذي وثق تفاصيل جلسة الحكومة التي عقدت يوم 7/10/1973 وهو ثاني ايام الحرب واظهر مدى الصدمة والارباك الاسرائيلي والخوف الوجودي الذي انتاب وزير الجيش الاسرائيلي في تلك الحقبة.
بعد اكثر من يوم بقليل على بداية الهجوم المصري - السوري المنسق وبالتحديد يوم 7/10/1973 دعت رئيسة الوزراء الاسرائيلية انذاك غولدا مائير وزراء الحكومة الاسرائيلية الى جلسة وصفت بـالدراماتيكية قدم خلالها وزير الجيش موشي ديان وصفا دقيقا لكيفية سقوط المواقع والتحصينات الاسرائيلية واحدا اثر الاخر على طول خط قناة السويس، مؤكدا ان خط القناة الذي كان يعرف باسم خط بارليف قد سقط وانتهى امره مقترحا انسحابا اسرائيليا حتى منطقة الممرات بعمق 30 كم بعيدا عن قناة السويس وترك الجرحى الاسرائيليين داخل المواقع المنهارة، قائلا :' حيث لا يمكننا انقاذهم يجب تركهم وانقاذ ما نستطيع انقاذه في مواقع اخرى ومن يقدر منهم على مواصلة طريقه وصولا للمواقع الاسرائيلية فليفعل ومن يريد الاستسلام يستسلم وعلينا ان نقول لهم اننا لا نستطيع ان نصل اليكم حاولوا التسلل او استسلموا'.
وتوقع ديان ان يضحك ويستهزء العالم باسرائيل بعد هذه الحرب ويقول عنها بأنها نمرا من ورق بعد ان انهارت امام الهجوم الاول رغم تفوقها النوعي وهنا تدخلت غولدا مئير وقدمت ملاحظة على اقول ديان قائلة :' شيئا واحدا لا افهمه اعتقدت بأننا سنبدأ بضربهم فور عبورهم القناة ماذا حدث ؟!!' فرد ديان عليها بالقول' لقد ذهبت الدبابات وكان لهم غطاء مدفعية فدمروا دباباتنا والطائرات لا يمكنها الاقتراب بسبب الصواريخ لقد سمحت 1000 فوهة مدفع للدبابات باجتياز القناة ومنعتنا من الاقتراب انها الطريقة والتخطيط الروسي انها ثلاث سنوات من الاعداد والاستعداد'.
وتحدث ديان خلال الجلسة المذكورة عن اعداد القتلى والاسرى الاكثر واعترف بخطأ تقديراته لنوايا وقدرات العدو قائلا :' انه ليس وقت حساب النفس لم اقدر جيدا قوة العدو ووزنه الحربي وبالغت في تقدير قوتنا وبقدرتنا على الصمود... ان العرب يقاتلون بشكل افضل بكثير من السابق ويوجد لديهم الكثير من الاسلحة انهم يدمرون دباباتنا بالاسلحة الفردية وتشكل الصواريخ مظلة صعبة لا يمكن لسلاحنا الجوي اختراقها وانا لا اعرف فيما اذا كان بمقدور ضربة استباقية تغيير الوضع بشكل اساسي'.
وقال 'كان لدي شعورا بأننا سندمرهم في الطريق وكانت لدينا تقديرات مبنية على الحرب السابقة وهي لم تكن صحيحة لقد كان لنا وللاخرين تقديرات غير صحيحة عما سيحدث في حال حاولوا العبور'.
وعن اهداف الحرب قال ديان :' انهم 'العرب' يريدون احتلال اسرائيل واصفا سيناريو يوم القيامة فردت غولدامئير رئيسة الوزراء بقولها :' ان العرب لن يوقفوا الحرب'، فرد ديان :' انها حربا على وجود ارض اسرائيل... العرب لن يوقفوا الحرب واذا اوقفوها ووافقوا على وقف اطلاق النار اذا وافقوا فأنهم سيعودون اليها مجددا لقد وصلوا معنا الى الحرب الوجودية واذا انسحبنا من هضبة الجولان فان هذا الامر لن يحل شيئا'.
فطرحت غولدا مائير ملاحظة سريعة تؤكد ما ذهب اليه ديان وقالت :' لا يوجد أي سبب ليتوقفوا لماذا لا يستمرون ؟! ليس الان فقط انهم مصاصوا دماء' فدر ديان :' يريدون احتلال ارض اسرائيل وتصفية اليهود'.
واستمر ديان في خطه المتشائم قائلا :' اعتقد انا متأكد بأن الاردن ستدخل الحرب... لا يمكننا السماح لانفسنا بعدم الاستعداد... هناك حاجة لاستعدادات بالحد الادنى ويجب علينا ان نفحص الاحتياط ويجب ان نعد قوة تتصدى لكل محاولة اردنية لاقتحام الضفة الغربية ويمكن ان يسمح الاردن للمخربين بالعمل ضدنا'.
وسألت غولدامائير ديان فيما اذا كان يقترح طلب اسرائيل وقف اطلاق النار حيث تقف قواتها الان؟ فرد عليها ديان بقول حاسم 'نحن لا نقف' وهنا اقترحت ان تطلب مساعدة هنري كيسنجر فرد ديان بيأس شديد 'موافق' وطلب التوجه للامريكان لشراء 300 دبابة.
وانهى ديان عرضه امام الحكومة بالكلمات القاسية التالية التي المحت الى ضرورة استخدام وسائل اخرى لصد الهجوم ودفع الخطر عن ارض اسرائيل 'هذه هي MY HONEST VIEW' هكذا ارى الامر ان كميات الاسلحة لديهم فعالة مؤثرة وتفوقنا الاخلاقي لا يصمد امام هذا الكره والبغض والارقام حاسمة جدا من الممكن وجود افكار اخرى كيف يمكن ان نفعل في مثل هذا الوضع ؟! وحكيه اكثر تشاؤما مني بخصوص الوضع في الجولان حيث قال 'اتمنى لو استطعت الحفاظ على الخط وكذلك غرديش قلق جدا على الوضع في الجنوب'.
وبعد اقل من ساعة على بداية الجلسة دخل رئيس الاركان 'دافيد اليعازر' حاملا اقتراحات لصد الهجوم وبلورة خطة هجومية مضادة، وقال :' اننا نقف امام قرارات مصيرية ستكون على متن سرب طيران ليلي كتيبة احتياط بقيادة ارئيل 'شارون' اضافة الى كتيبة 'بيرن' وقد اقترحوا علي مهاجمة القناة والصعود على الجسر ومواصلة التقدم وهاتان القوتان اللتان ستعبران القناة ستدمران القوات 'المعادية' وبعدها سنقوم نحن بتدمير تلك القوتين وهذه مقامرة لان القوتان المذكورتان هما كل ما تبقى بين قناة السويس وتل ابيب واذا هاجمنا القناة وعبرناها ولم نخرج منها جيدا سنبقى فقط مع ثلاث كتائب محطمة وحينها سيحضر العراقيون والجزائريون وتصبح الحرب بعد يومين او ثلاثة ايام داخل حدود ارض اسرائيل'.
واقترح دودي 'اسم الشهرة لرئيس الاركان' شن هجوم مضاد لكن ليس عبر قناة السويس وانما ضد تجمعات القوات المصرية التي عبرتها قائلا :' ربما بمساعدة 200-300 دبابة وبدعم جوي نستطيع محالة كسر القوة المصرية التي عبرت القناة وحينها نعود مرة اخرى للوقوف على خط الجبهة اذا نجح هذا الامر سنكون في وضع ابتدائي جيد واذا لم ينجح فإنه لن يكون نهائيا وستتبقى لنا بعض القوات للانسحاب حتى الممرات والتحصن هناك '