لقدس-,;hbj: بعيدا عن باقي القواعد الكبرى لسلاح الجو، وفي قاعدة 'عوفدا' شمالي مدينة إيلات أقصى جنوب 'إسرائيل' على الحدود مع مصر والأردن، يوجد عناصر السرب 115 المعروف بإسم 'السرب الأحمر'، أو سرب 'التنين الطائر'.
هذا السرب لا يقوم بمهام تنفيذية، أو حتى مجرد مشاركات في الاستعدادات على اعتراض أهداف معادية، فالطيارون والطائرات في هذا السرب مستعارون من أسراب جوية أخرى، وحتى في وقت الحرب – تتوقف عن الطيران، فالمهمة التي يكلف بها عناصره مختلفة تماما: السرب الأحمر يحاكي العدو. وقبل عام، وفي إطار الدورة التدريبية للإعداد الذهني للقتال، تم اختيار أحد الأسراب الجوية كضحية أولى، واحد تلو الآخر، ثم قام مراقب المناورة بإبلاغ الطيارين أنهم أسقطوا بواسطة العدو، وأن عليهم العودة إلى القواعد الأساسية لهم. 'في المساء، اتصلوا بنا لكي يسألونا ما هو الشيء غير الصحيح الذي فعلناه، كيف تم إسقاطنا'، يقول قائد السرب الأحمر المقدم 'أيال'، وأضاف 'قلنا لهم: لا تتصلوا بنا مجددا، اذهبوا وتحدثوا مع قائد سربكم، نحن نلتقي فقط في الجو، عليكم استخلاص الدروس من المناورة وحدكم – مثلما ستفعلون في الحرب'.
الذراع التنفيذي
السرب 115 يعمل اليوم عمليا كذراع تنفيذي لقسم التدريب والإرشاد التابع لسلاح الجو، ويدير مركز التدريب المتطور التابع للسلاح، وقد تأسس هذا السرب في هيئته الحالية قبل خمس سنوات، خلال تغيير في الأقسام إبان ولاية قائد سلاح الجو السابق، اللواء 'إليعازر شكيد'. وقد جاء قرار تخصيص طائرات من مهام تنفيذية، وإنزالها إلى طرف النقب، وعلى متنها مجموعات من الطيارين الممتازين والسماح لهم بالعمل فقط على محاكاة العدو.
وقد نبع هذا القرار من المعرفة التي ترسخت في السلاح حول نقص مراكز تأهيل الطيارين، ومن عكس هذه المعرفة هو قائد السلاح الحالي اللواء 'عيدو نحوشتن' في نهاية عملية الرصاص المسكوب، التي استهدفت حركة حماس في قطاع غزة، حين شكك في إنجازات السلاح، وأضاف المزيد والمزيد من الملاحظات والتحذيرات: 'الأطقم الجوية في حاجة لتعلم العمل تحت النار، ونحن نرى ما يمتلكه حزب الله وحماس وسوريا، وهو ليس من أنواع الأمور التي اعتاد عليها الطيارون'.
وقد ركز 'نحوشتن' على حقائق تاريخية، وأسس عليها، فالمرة الأخيرة التي أسقط طيار من سلاح الجو الإسرائيلي طائرة معادية كانت في عام 1986. وسلاح الجو بأسره لم يضطر للقتال أمام جيش لديه منظومة دفاعات جوية وطائرات اعتراضية منذ المعركة فوق البقاع اللبناني في عام 1982، وكانت المرة الأخيرة التي واجه فيها السلاح قتالا مكثفا تسقط خلاله طائرات إسرائيلية بشكل يومي ويتم أسر أو قتل الطيارين، كانت هذه المرة عام 1973 في حرب يوم الغفران أمام مصر.
إسقاط الطائرات
المقدم 'أيال' البالغ من العمر 36 عاما لا يرى بالضرورة حقيقة أن الطيارين من أبناء جيله لم يخوضوا معارك جوية أمر قد يشكل عيبا. وأضاف 'في حرب يوم الغفران قالوا في البداية أن من لم يحلق في حرب الأيام الستة لا يمكنه القتال، وفي النهاية قاتل الشباب أفضل حتى من المحنكين، وأنا أيضا كطيار شاب، حلقت مع من كانوا يمتلكون الخبرة القتالية، ولا يمكن أن أقول أنهم كانوا أفضل أو أقل.
وواصل: لست متأكدا عموما أن الدروس المستفادة من القتال في لبنان عام 1982، والقتال الجوي الوثيق في يومنا هذا أمر مجدي، خاصة حين نعتمد أكثر على سلاح أكثر دقة'. أكثر من ذلك، فإنه يؤكد أنه أيضا كطيار شاب، حلق في مهام مع مقاتلي السرب الأحمر، لعمل سيناريوهات مماثلة قدر الإمكان، من أجل التعامل مع المواقف التي قد يواجهونها خلال حرب، خاصة الطيارين الشباب الذين انتهوا للتو من فترة التأهيل وتم استيعابهم في الأسراب التنفيذية'.
خطط تنفيذية
إن كلمة إيران لا تسمع في أي حوار، وحتى المصطلح التجريدي، مهام في الدائرة القصوى، كل ذلك مسح مؤخرا من مفردات الاتصالات، بسب قيود الرقابة والأمن الميداني، اللذان لا يسمحان للطيارين ولقادة سلاح الجو بالحديث عن خطط تنفيذية، غير أن هناك عدو من الممكن الحديث عنه علنا بشكل نسبي، وهي لبنان، الجارة الشمالية.
وحقا، كجزء من حاضر السرب، يتم لصق أعلام سوريا على الملابس العسكرية للطيارين، وبدلا من أسمائهم الحقيقية، يحصل كل منهم على اسم عربي، لدرجة أنهم يتبادلون حتى بعض الكلمات بالعربية مع أبراج المراقبة حين يستعدون للإقلاع والدخول إلى الجو.
وعلى خلاف الأسراب الأخرى، والتي يقوم أحد الطيارين فيها بشغل مهمة ضابط الاستخبارات، ولكن السرب الأحمر لديه ضابط استخبارات مهني، يقوم باستغلال كل معلومة يمتلكها فريق الاستخبارات من أجل بناء قالب تدريبي واقعي قدر الإمكان بالتعاون مع الطيارين. وفي إطار دورة الإعداد الذهني للقتال، لا يعود الطيارون الذين تم إسقاط طائراتهم افتراضيا في التدريبات مع السرب الأحمر إلى القاعدة للتحقيق الروتيني معهم. وبدلا من ذلك، يتم اصطحابهم في رحلة ليلية شاقة، تنتهي في أفضل الظروف بطلب النجدة، حيث تصلهم مروحية إنقاذ لتخليصهم، وفي بعض الأحيان يحاكون عملية سقوط في الأسر.