''انتصار الجزائر دوليا كان بفضل التسويق المحترف لحادثة الحافلة''

المصريون يكتشفون الحقيقة بعد هدوء تسونامي الكراهية
''انتصار الجزائر دوليا كان بفضل التسويق المحترف لحادثة الحافلة''

أجمعت وسائل الإعلام المصرية التي كانت وراء تهييج الشارع المحلي، على أن الجزائريين نجحوا في إظهار المصريين في صورة المعتدي في أهم وأكبر وسائل الإعلام الغربية المؤثرة في الرأي العام الدولي، من خلال التسويق عالي المستوى لحادثة الهجوم على حافلة لاعبي المنتخب الجزائري عشية مباراة القاهرة 14 نوفمبر الحالي.
بعدما استنفذ من ينسبون أنفسهم ظلما لحرفة الإعلام، من منشطي البرامج على القناة المصرية الرسمية والقنوات الخاصة التي تخدم مصالح عائلة مبارك، كل مفردات وألفاظ الكراهية والشتم والقدح ضد الجزائر، وبعدما انتهوا من البكاء والعويل على هزيمة أم درمان الشهيرة، اتفقوا جميعا خلال الحصص التي بثتها تلفزيوناتهم الليلة الماضية، على أن تعاطيهم مع الحدث الكروي الضخم في محطتي القاهرة والخرطوم، كانت تنقصه الاحترافية والذكاء من جانب التسويق لما يعتبرونه ''اعتداءات الجزائريين'' في وسائل الإعلام الغربية.
واستضافت قناة ''الحياة'' رئيس هيئة الاستعلامات العامة، اسماعيل خيرت، الذي استفاق بعد أربعة أيام من نهاية مباراة الخرطوم، ليعلم الجمهور المصري أن مصالحه أعدّت ''ملفا كاملا عن تجاوزات الجزائريين'' تم تعميمه على مكاتب الإعلام الخارجي التابع للهيئة، خاصة في الدول التي تستضيف الجاليات الجزائرية لعرض الموقف مما يسميه المصريون ''أعمال البلطجة'' التي قام بها أنصار المنتخب الجزائري في السودان. ويقصد خيرت بحديثه عن الدول التي توجد بها جاليات جزائرية، فرنسا بالتحديد وبدرجة أقل بلجيكا وإسبانيا وإيطاليا وبريطانيا. وأبدى رئيس الاستعلامات المصري انزعاجا من تعامل وسائل الإعلام الغربية خاصة الفرنسية والبريطانية والألمانية، مع تداعيات الحدث الكروي، قائلا إن بعضها ''تعامل معه بطريقة خبرية بينما كان هناك إعلام منحاز للطرف الآخر''.
وسألت منشطة البرنامج ضيفها عن سبب التأخر الكبير في عرض ''بلطجية الجزائريين'' على وسائل الإعلام الغربية، فرد عليها ''ومن قال لك أننا تأخرنا ولم نفعل شيئا؟ عدم الحديث عن الموضوع لا يعني أننا صامتون أو جامدون''. وقد أحرجت صاحبة البرنامج خيرت وحاصرته بالملاحظات التي أثبتت أن أقصى ما فعله الجانب المصري، هو البكاء والشتم بدل جمع الأدلة والبراهين التي تدين الجزائر. ومن بين ملاحظاتها ''في أهم الصحف والفضائيات الغربية مثل قناة ''سكاي نيوز'' التي يتابعها الملايين، ظهر المصريون هم المعتدون من خلال التسويق الجيد لحادثة الحافلة بالقاهرة، وبدا الجزائريون هم الضحية، فلماذا غاب دوركم في نشر الوقائع على حقيقتها؟''.
وقد أجمعت القنوات المملوكة لرجال الأعمال المرتمين في أحضان أسرة مبارك، بعد أن لفظ تسونامي الحقد كل ما بداخله من شتائم التي عكست هزيمة نفسية في مصر، كانت للأسف أفظع من هزيمة حرب 1967، على أن الجزائريين كانوا أذكى وأكثر احترافية وأكثر رزانة، وأقل إثارة للضجيج عندما تمكنوا من إقناع العالم بأسره بأنهم ضحايا حرب نفسية واعتداءات صدرت من المصريين، الذين استقبلوا منتخب الجزائر بالحجارة وضربوا مشجّعيه بعد نهاية مباراة القاهرة، مما أدى إلى جلب التعاطف معهم. وذكر الغندور المهزوم بكثير من المرارة في قناة ''دريم''، بأن كبريات وسائل الإعلام الفرنسية مثل ''تي في 5'' و''كنال بلوس'' نشرت الرواية الجزائرية بخصوص تهشيم رؤوس أشبال سعدان، وتباكى على ''التعتيم الإعلامي الذي مورس بشأن اعتداءات المجرمين الجزائريين على صفوة المجتمع المصري في الخرطوم''.