في 29 تموز من العام نفسه، كشف الكاتب الإيراني علي نوري زاده في مقالة
نشرت في صحيفة "الشرق الأوسط" النقاب عن وجود قوات بحرية لدى "حزب الله"
دربت في ايران على وسائل القتال البحري، مؤكداً أن مصدر معلوماته هو ضابط
في الحرس الثوري الإيراني درب هذه القوات البحرية التي أطلقت إحداها صواريخ
مضادة للسفن أصابت "الكورفيت" الإسرائيلية "ساعر" مقابل شاطىء بيروت. ولفت
نفس المصدر إلى تزود الحزب بزوارق صينية سريعة واخرى حاملة للصواريخ
المضادة للسفن.
اذا لا تقتصر قوة "حزب الله" البحرية على الصواريخ وتصريح امين عام حزب
الله حول محاصرة الشواطئ الإسرائيلية يدل على قوة الحزب البحرية.
فالحزب يملك على الأرجح زوارق "بوغامرز" Boghammars المزودة بمدفع رشاش
عيار 12.7 وبقاذف صاروخي ثلاثي لصواريخ "حاسب" عيار 107 ملم وبمدى 8.5 كلم
وهناك زوارق أقل حجماً واكثر سرعة سيستخدمها الحزب في اي حرب قادمة تفوق
سرعتها 70 عقدة مسلحة تسليحاً متوسطاً بالراجمات وقادرة على الإنقضاض على
أهدافها بأسراب مما يفقد السفن المستهدفة أي قدرة على الردّ. كما يملك
زوارق تدعى c14 "قطة الصين" تبحر بسرعة 50 عقدة او 93 كلم بالساعة وتملك
بعض المميزات الشبحية مجهزة بصواريخ مضادة للسفن من طراز c701 واخرى من
طراز نصر.
اضافة الى ذلك، فإنه من المرجح ان يكون الحزب قد تزود بقوارب سريعة مطاطية
لا يستطيع الرادار التقاطها بالإمكان استخدامها في عمليات انتحارية ضد
السفن الإسرائيلية وما حدث للبارجة الأميركية "كول" في خليج عدن في تشرين
الأول عام 2000 حين تعرضت لهجوم إنتحاري من قبل تنظيم القاعدة نفذ بزورق
ملغوم وصرع عشرات الأميركيين يعتبر حافزاً لـ"حزب الله". وقد رجحت بعض
المصادر ان يكون جزء من القوات البحرية لـ"حزب الله" قد اشترك في المناورات
البحرية التي جرت في الخليج في الفترة الماضية، كما يعتقد ان ترسانة "حزب
الله" البحرية تضم على الأرجح الغاماً بحرية صينية الصنع حصلت عليها إيران
منتصف التسعينيات. أحد أنواع هذه الألغام هو من طراز "إي أم ـ 52" المخصَّص
لإغراق القطع البحرية الكبيرة والذي بالإمكان نشره في البحر وابقائه
هامداً لفترة طويلة.
وفي نيسان 2007 نبه مركز جورج مارشال الأوروبي للدراسات الى أن "حزب الله"
قد يلجأ إلى وسائل غير تقليدية في ضربه للسفن الإسرائيلية في اي حرب
قادمة، هي عبارة عن اجسام طائرة قد تتحول رغم ضعف دقة اصابتها، إلى قنابل
فعالة، ضد الأجسام العائمة الكبيرة والمتوسطة الحجم. في الواقع نسبت ايران
لنفسها اختراع "السفينة الطائرة" وقالت انه لا يمكن رصدها على الرادارات.
وعرض التلفزيون صوراً لطائرة صغيرة الحجم يقودها طيار واحد تطير على ارتفاع
منخفض فوق سطح الماء ويمكن استخدامها كقنبلة طائرة لتنفيذ عملية انتحارية
على سفينة. وقال التلفزيون الرسمي الايراني انه تم بنجاح اختبار زورق طائر
حديث للغاية في اطار مناورات "الرسول الاعظم" في مياه الخليج. وأضاف "انه
بسبب التصميم المتطور لهيكله الخارجي، لا يمكن لأي رادار في البحر أو في
الجو أن يحدد موقعه، ويمكنه الاقلاع من المياه وتم تصنيعه محلياً بالكامل
ويمكنه اطلاق صواريخ تصيب أهدافها بدقة بالغة خلال تحركها".
في الواقع بعد التمحيص تبين ان هذه السفينة الطائرة ليست الا اختراعاً
سوفياتياً قديماً سحب من الخدمة يعود للستينيات من القرن الماضي لا يملك
شيئاً مما وصف به. صحيح انه قد يستخدم للعمليات الإنتحارية الا انه في
الواقع بطيء ومعرض للكشف، لكن ربما يستطيع "حزب الله" استخدامه بشكل ما .
وقد رأى التقرير أن "حزب الله" قد يقوم بإستعمال السفن الكبيرة الحجم
والمدنية الطابع كعبوات موقوتة عبر تفخيخها وإرسالها إلى الشواطئ والمرافىء
الإسرائيلية. اما الصواريخ المضادة للسفن فبات الحزب يملك انواعا عدة منها
قادرة على اقلاق راحة البحرية الإسرائيلية.
SS-N-26 YAKHONT
هو الصاروخ الروسي المتطور جداً الذي تخشى اسرائيل ان تكون سوريا قد سلمته
او على وشك تسليمه لـ"حزب الله" نقلاً من ايران وذلك بحسب مصدر عسكري
اسرائيلي كبير صرح لمجلة "جينز" العسكرية البريطانية. الا ان نسبة صحة هذا
الأمر تبقى ضئيلة خصوصاً ان سوريا او ايران لم تتسلما كميات كبيرة منه. ثم
ان روسيا تضع شروطاً صارمة لتصديره. الا انه لا يمكننا نفي هذا الأمر كلياً
لأن هذه الشروط لطالما خرقت من قبل وقد اكدت التجارب ان الحزب يحصل على
أفضل الأسلحة الإيرانية في الوقت نفسه الذي يحصل عليها الحرس الثوري. يبقى
ان تشغيل هذا الصاروخ يتطلب خبرة قد تفترض ان تجسدها عناصر غير محلية.
ويعتبرالصاروخ من الصواريخ المضادة للسفن الجوالة الفوق صوتية supersonic
cruise الأسرع في العالم. يسير فوق سرعة الصوت في كل مراحل طيرانه وسرعته
القصوى تبلغ ضعفين ونصف من سرعة الصوت وحمولته من المتفجرات تبلغ 200 كلغ.
اما مداه فيتراوح بين 120 في مسار منخفض طيلة مدة الطيران و300 كلم في مسار
مرتفع ومنخفض. و قد صمم خصيصا لاختراق منظومة الدفاع الأميركية AEGIS وشهد
العام 1995 أولى إطلاقاته التجريبية ووضع في الخدمة عام 1998.
يدفع الصاروخ محرك نفاث ramjet يعمل بالوقود السائل. اما نظام الإشعال
الصاروخي، فيعمل بالوقود الصلب الذي يدفع الصاروخ لثوان معدودة ونحو سرعة
معينة ليستطيع بعدها المحرك النفاث من العمل. والصاروخ يوجه ذاتياً وفق
مبدأ اطلق وانسى shoot and forget. توجيه راداري ايجابي بعد الإطلاق يتحول
مع الأقتراب من الهدف الى توجيه سلبي. كما ان الصاروخ مزود بمستشعر راداري
او رأس باحث radar head seeker جد متطور تبلغ زاوية بحثه 45 درجة، ويستطيع
الصاروخ السير في مسارات مختلفة وصولاً الى ارتفاع 20000 متر. عادة يحلق
الى ارتفاع 14000 متر في اعلى نقطة من مساره العالي المنخفض وينخفض الى
ارتفاع 10الى 15 مترا في ادنى نقطة من مساره المنخفض. وقبل الإشتباك مع
الهدف مباشرة ينخفض مساره الى 5-10 امتار. على مسافة 60 – 80 كلم من الهدف
يشغل الصاروخ راداره ذاتياً بحثاً عن الهدف وعندما يحدد الهدف وعلى مسافة
25 كلم تقريباً ينتقل الرادار الى النمط السلبي تفادياً للإلتقاط. ثم ان
الصاروخ قد روعي في تصميمه ضرورة تقليص مقطعه الراداري RCS مما يجعله عصيا
على الرادارات المعادية كما طلي بمواد ممتصة تضعف البصمة الرادارية
radar-absorbent materials RAM ما يجعله صاروخاً شبحاً بنسبة كبيرة . صحيح
ان سرعة الصاروخ الكبيرة (2.6 ماك على علو شاهق و1.7 على علو منخفض) تؤمن
للصاروخ تجاوز الدفاعات المضادة، الا ان هذه السرعة تسبب دناميكية هوائية
ساخنة تعطي الصاروخ بصمة مرتفعة نسبياً من الأشعة تحت الحمراء. وللصاروخ
خصائص مضادة للتشويش ECCM تجعله قادراً على تجاوز افضل وسائل التشويش في
العالم.
-82 c- 802 鹰击
يطلق على هذا الصاروخ الجوال اسم CSS-N-8 Saccade في الغرب واذا ما ترجم
اسمه من اللغة الصينية الى العربية فيصبح "ضربة النسر" او Eagle strike
بالإنكليزية. خرج للعلن أول مرة سنة 1989 وانتجته مؤسسة ابحاث وصناعات
عسكرية صينية تدعى اختزالاً cheta (معروفة أيضا بإسم الأكاديمية الفضائية
الثالثة).
وضربة النسر هذا الذي يمخر عباب البحر في طريقه الى الهدف هو نسخة مطورة
عن صاروخ C801 الذي يطلق من السفن والمطور بدوره عن الإكزوسيت الفرنسي بعد
تفكيكه عن طريق الهندسة العكسية مضاف اليه محرك نفاثENGINE TURBOJET (محرك
احتراق داخلي ينفث الهواء المضغوط بسرعة فائقة لينتج قوة دافعة اعتماداً
على مبدأ نيوتن الثالث للحركة. كلما ازداد نفث الهواء- بالثانية كلما اصبح
الصاروخ اسرع) يمنح الصاروخ القدرة على الطيران لمسافة اكبر مع المحافظة
على الهيكل ونظام التوجيه ونظم الأفيونيكس الخاصة بالطيران العائدة للصاروخ
الأقدم. يتميز صاروخ C-802 الذي يشبه صاروخ "هاربون" الأميركي من حيث
القدرة والدقة بشكله الطويل ورأسه البيضاوي اضافة لأربعة أجنحة على شكل
دلتا وأربعة زعانف تثبيت للطيران في المؤخرة تطوى عندما يكون الصاروخ داخل
القاذف. كما يتميز بإمكانية اطلاقه على اهداف برية وهي ميزة ستخدم "حزب
الله" في اي حرب قادمة مع اسرائيل نظراً لصعوبة اكتشاف الصاروخ رادارياً.
ويعتمد الصاروخ - التي تشبه اجهزة التحكم السطحية الثلاثة فيه تلك
الموجودة في صاروخ هاربون الأميركي - على مزيج من التوجيه، فهو يملك ميزة
التحكم الذاتي لكن ليس لكامل الرحلة فتوجيهه الأساس يكون بالقصور الذاتي.
وخلال هذا التوجيه يتم تشغيل نظام الطيار الآلي AUTO PILOT SYSTEM كما يتم
التحكم في الإرتفاع عبر نظام راديوي RADIO ALTIMETER يجعل الصاروخ يحلق على
إرتفاع 5 الى 20 متر تبعاً للعوائق المعترضة ولحالة البحر. ومن ثم يشغل
الصاروخ بنفسه في المرحلة الأخيرة من الطيران رادار التوجيه النهائي ذات
النظام الأحادي النبض الذي يرشده نحو الهدف والذي يمتلك قدرات مضادة
للتشويش تمنحه القدرة على تفادي وسائل التشويش. كما بامكان الصاروخ
الإعتماد على نظام GPS للتوجيه عبر الأقمار الإصطناعية زودت الصين به شركة
روكويل الأميركية في عهد الرئيس كلينتون ابان محاولات التقارب الأميركي –
الصيني.
عندما يتم إطلاق الصاروخ من القاذف يقوم الوقود الصلب (solid propellant)
في نظام الإشعال بتحقيق قوة دفع تصل بالصاروخ الى سرعة كبيرة خلال بضعة
ثوان وينفصل اثر ذلك نظام الإشتعال عن الصاروخ ويبدأ المحرك النفاث الذي
يستخدم وقود البارافين (وقود صلب يسمح بالدفع مدة اطول تبلغ ثلاثة اضعاف
الوقود الصلب العادي) في العمل ليصل بالصاروخ الى سرعة 0.9 ماك .
عند الإقتراب من الهدف وعلى مسافة بضعة كيلومترات منه، يتحول الصاروخ إلى
رادار التوجيه النهائي لتحديد الهدف ) terminal guidance radar ( بحيث يقوم
الصاروخ بتخفيض إرتفاع طيرانه إلى 3 - 5 أمتار فوق مستوى سطح البحر وخلال
هذه المرحلة يقوم الصاروخ بمناورات تجعل إمكانية إصابته من طرف الأسلحة
المضادة أكثر صعوبة، وقبل الإرتطام بالهدف ينحدر الصاروخ إلى مستوى خط
الطفو للسفينة حيث يؤدي اختراقه لجسمها اضافة لقوة الإنفجارالى تسرب الماء
الى بدنها ما يؤدي الى غرقها.
ويستخدم الصاروخ لهذا الغرض رأسا حربيا يزن 165 كلغ من المتفجرات تنفجر
داخل بدن السفينة بعد ان يخرقها الرأس الذي يعتمد على الطاقة الحركية
KINETIC ENERGY للصاروخ لإختراق بدن السفينة لتنفجر الشحنة داخلها.
صاروخ نور ASCM (Anti-Ship Cruise Missile)
في بداية العام 2000 اوردت تقارير روجتها الصين ابعاداً للتهمة عنها ان
ايران وكوريا الشمالية تطوران معاً الصاروخ C802. فالصواريخ التي حصلت
عليها ايران منه لم تكن مزودة بنظم توجيه حديثة خصوصاً ان الولايات المتحدة
ابان عهد كلينتون كانت قد ساعدت الصين على تطوير هذا الصاروخ اعتماداً على
تكنولوجيا قدمتها شركة روكويل (ROCKWELL ) مشترطة عدم تصدير هذه
التكنولوجيا الى الخارج. الا انه يبدو ان الصين لم تف بوعودها وبقيت اجهزة
الإستخبارات الغربية على ثقة من ان للصين اليد الطولى في هذا التطوير. وردت
ادارة الرئيس الأميركي الجديد (وقتها) جورج بوش بفرض عقوبات على الشركات
الصينية التي تنقل تكنولوجيا الصواريخ الى ايران. وكانت المفارقة وقتها انه
كما ان التكنولوجيا الأميركية وصلت الى ايران، فإن التكنولوجيا
الإسرائيلية ايضاً وجدت طريقها الى ايران العدوة اللدودة. فإسرائيل باعت في
تلك الفترة للصين الكترونيات واسلحة متقدمة ومن ضمنها صاروخ "هاربي"
المضاد للرادار. وبدورها نقلت الصين كما هو مألوف عنها تصميم الصاروخ الى
ايران التي ظهر فيها مؤخراً صاروخ ايراني مشابه مضاد للرادار، اكدت اجهزة
الإستخبارات الغربية انه الصاروخ الإسرائيلي نفسه. ويبقى السؤال هل حقاً ان
الولايات المتحدة واسرائيل اعتبرتا ان التكنولوجيا اللتان باعتاها للصين
لن تصل ايران؟
اذا فالصاروخ "نور" هو نسخة محلية ايرانية مطورة عن صاروخ C-802 الصيني
المزود بالتكنولوجيا الأميركية وقد بدأت ايران انتاجه عام 2005 . وطورت
نسخة منه يمكن اطلاقها من الجو وجربته من على مروحية ميل مي 17 الروسية. تم
تحديثه بمحرك طلوع 4 الذي يعتبر نسخة عن المحرك الفرنسي ميكرو توربو TRI
60
والتحديثات تمت بشكل خاص على نظام التوجيه وذلك بمساعدة الصين. اولى
التحسينات كانت عبر نظام جديد للتوجيه بالأشعة تحت الحمراء، فأصبح نظام
التوجيه مزدوجاً. مقياس الإرتفاع الراداري تم استبداله بآخر ليزري يقلل من
امكانية رصد الصاروخ. باحث تلفزيوني وآخر عامل بالأشعة تحت الحمراء مشابهان
لتلك المزود بها ال C701 تم توفيرهما لاحقاً. ويمكن استبدال هذين الباحثين
عوضا عن الباحث الراداري بسهولة ولا حاجة حتى لإرسال الصواريخ الى المصنع
لإضافة هذين التحسينين.
ويستطيع "نور" اصطياد اهداف على بعد عشرة كيلومترات في الحد الأدنى. اما
مداه الأقصى فيبلغ 120 كلم لكن فعالية الصاروخ في هذا المدى تبقى مرهونة
بقدرة الرادارات التابعة له على رصد الأهداف البعيدة المدى ومن ثم اختيار
الأهداف الصحيحة خصوصاً في ظل منطقة عمليات تبحر فيها سفن تجارية اضافة الى
السفن الحربية. وهذه الحيثية لا يستهان بها خصوصاً بعد ان علمنا ان
الصواريخ المضادة للسفن التي اطلقها "حزب الله" لم تصب السفينة الحربية
الإسرائيلية وحدها! لذا انطلاقاً من هذا الأساس قد يصبح لزاماً عند وجود
اهداف بعيدة، الإعتماد على رادار ونظام توجيه محمول جوا على طائرات
هليكوبتر او طائرات من دون طيار DRONES لتوفير معلومات دقيقة ومستمرة عن
وضعية وإحداثيات الهدف عند أي تغيير فيه ولهذا الغرض تم اضافة شريحة
معلومات الى نظام التوجيه الثنائي الراداري والعامل بالأشعة تحت الحمراء
ليتلقى الصاروخ معلومات عن الهدف اثناء طيرانه.
وتقترب سرعة الصاروخ التي تتراوح بين 0.8 و 0.9 ماك من سرعة الصوت اما
رأسه الحربية فتبلغ 155 كلغ من اجمالي وزنه البالغ 715 كلغ. ويعمل الصاروخ
بواسطة محرك نفاث من ثلاث مراحل (طلوع 4) و نظرا للمقطع الراداري الصغير
للصاروخ ومسار طيرانه الجد منخفض والقدرات المضادة للتشويش، فإن السفن
المستهدفة تقل قدراتها بشكل كبيرعلى إعتراض الصاروخ.
وتدعي ايران ان الرادار الخاص بالصاروخ المركب على عربة التوجيه المتحركة
لديه قدرة على مكافحة اجراءات التشويش كما يستطيع ان يمسح الأهداف على
مسافة 210 كلم. ويمتلك الرادار امكانية رصد وتعقب اربعة اهداف دفعة واحدة
في مدى فعال يبلغ 130 كلم وبامكانه ايضاً التحكم في نيران صواريخ نور
المحمولة على اربع عربات اطلاق التي تستطيع كل واحدة منها حمل ثلاثة
صواريخ.
C701 kosar
يعتقد ان الصاروخ الإيراني "كوثر" هو نسخة عن الصاروخ الصيني c701 من دون
تعديلات تذكر. لقد بالغ التلفزيون الإيراني كثيراً عندما اكد ان "كوثر" له
قدرة على مكافحة انظمة التصدي الإلكترونية وانه لا يمكن حرفه عن مساره بأي
جهاز كان. ففي الواقع تبقى انظمة توجيه الصاروخ عادية والدليل على ذلك انه
ان صحت المعلومات عن استخدام "حزب الله" لهذا الصاروخ في مواجهة الكورفيت
الإسرائيلية "حانيت" فانه في الواقع ومن دون اجهزة تشويش مضادة او وسائل
دفاع، فإن الصاروخ اصاب الرافعة ولم يصب بدن السفينة. ثم ان صاروخا آخراً
اطلق عليها اصاب سفينة تجارية كمبودية كانت مارة على مسافة منها.
الظهور الأول لهذا الصاروخ الذي انتجته شركة CPMIEC كان عبر نسخة تطلق من
الجو وبعدها ظهرت نسخة الإطلاق البري عام 1989. النسخة الثالثة ظهرت بعد
ذلك مع باحث راداري عامل بالأشعة تحت الحمراء. اما النسخة التي تلت، فقد
وجهت بواسطة باحث راداري ميليمتري. النسختين الأخيرتين وإن كانت الأوساط
العسكرية الغربية على علم بهما منذ زمن بعيد الا ان ذلك لم يتم تأكيده
رسمياً الا في نهاية عام 2006 في معرض زوهاي الجوي العسكري حين عرضت كل هذه
النسخ للتصدير.
وقد تأكد ان الصاروخ يملك نظامي توجيه. الأول هو "اطلق وانس" FIRE AND
FORGET . وهو الذي يتيح لوحدة الإطلاق الخروج من مكان الإطلاق فوراً. وهو
يعطي نسبة امان كبيرة لرجال وحدة الإطلاق وللوحدة نفسها. والآخر هو الذي
يسمح لرجال وحدة الإطلاق بإعادة التوجيه بعد اللإطلاق او انهاء الهجوم اذا
لزم الأمر عبر تدمير الصاروخ لنفسه.
ويصنف هذا الصاروخ تحت فئة صواريخ الدفاع الساحلي الخفيفة المضادة للسفن
فوزنه لا يتعدى المئة كلغ. اما رأسه الحربي النصف خارق للدروع فيبلغ وزنه
29 كلغ فقط مع موقت يؤخر الإنفجار الى ما بعد اختراق الصاروخ لجسم السفينة
مستفيداً من سرعته العالية البالغة 0.8 ماك. وهذه الكمية من المتفجرات تؤهل
الصاروخ لمقارعة السفن التي يقل وزنها عن 180 طن. اما مداه فيتراوح بين 15
و 20 كلم.
NASR1 C704
صاروخ مضاد للسفن متوسط المدى انتج بجهد مشترك بين الصين وايران. في
الواقع صممت الصين الصاروخ وانتجته وارسلته بعدها الى ايران لتجميعه
محلياً. ظهوره الأول كان عبر مؤسسة الصناعات الفضائية الإيرانية التي اعلنت
مواصفات الصاروخ التي بدت قريبة من مواصفات برنامج الصاروخ الصيني المضاد
للسفن المعد للتصدير المعرف تحت اسم FL-9.
في العام 2004 وخلال معرض الصين الجوي، عرضت شركة "هونغدو" للطيران وللمرة
الأولى عدة صواريخ لم تكن معروفة بعد منها صاروخ موجه بالرادار مضاد للسفن
معرف بـ TL-6B/JJ-6B. اداء هذا الصاروخ ومواصفاته بدت مشابهة لصاروخ نصر.
الدلائل المتوفرة اوصلت الى استنتاج يفيد ان هذا الصاروخ هو النموذج
النهائي من صاروخ مضاد للسفن صمم وانتج في الصين طبقاً لمواصفات طلبتها
ايران. وهذا الإستنتاج اكد صحته ممثل شركة "هونغدو" الذي صرح ان برنامج
الصاروخ مصمم للتصدير فقط وليس للجيش الصيني، وزاد هذا التأكد عندما لم
يظهر صاروخ TL-6B/JJ-6B في معرض الصين الجوي عام 2006. وعوضاً عنه ظهر
صاروخ آخر مضاد للسفن اسمهC704 عرضته شركة صينية اخرى ((CASIC، وكان هذا
الصاروخ بدوره مشابهاً جداً للصاروخ TL-6B/JJ-6B مما ادى الى الإعتقاد ان
الصين صنعت الصاروخ اولاً لإيران ثم قررت لاحقاً عرضه للتصدير دون اي
مؤشرات على تزويد جيشها به.
صاروخ الدفاع الساحلي هذا صمم خصيصاً للتعامل مع السفن التي يتراوح حجمها
بين فئتي الف واربعة آلاف طن. الحاجة لهذا الصاروخ ظهرت مع اكتشاف انه لا
الصاروخ الأصغر c701 ولا الأكبر حجماً مثل الـ c802يفيان بالمتطلبات
المتنوعة لتدمير سفن من هذه الفئات. فصحيح ان الصاروخ c701 مصنف على انه
صاروخ دفاع ساحلي الا ان رأسه الحربية الصغيرة لا تسمح له الا بالتعامل مع
سفن صغيرة. اما الـc802 وصواريخ هذه الفئة فهي مصممة لتدمير سفن من فئة
ثمانية آلاف طن وما فوق واستعمال صواريخ هذه الفئة لمواجهة سفن صغيرة
نسبياً يعتبر غير ذي جدوى اقتصادية. وهكذا ظهر الـc704 كصاروخ مضاد للسفن
من فئة جديدة لتغطية هذه الفجوة.
معلومات قليلة سربت عن هذا الصاروخ في معرض زوهاي السادس عام 2006.
فالصاروخ الجوال الذي يطلق من الطائرات والسفن ومن قواعد برية فردية يعمل
بواسطة محرك صاروخي من مرحلتين يستخدم الوقود الصلب. سرعته تقارب سرعة
الصوت (0.8 – 0.9 ماك) ويحلق على ارتفاع 15 الى 20 مترا. اما رأسه الحربية
البالغة 130 كلغ فتعتبر ضخمة نسبة لمداه الذي يبلغ 35 كلم.
وقد رشحت معلومات اخرى عن هذا الصاروخ في ما بعد. ففي طريقهم لتسريع
الإنتاج مع تفادي المخاطر الناتجة عن تصميم جديد كلياً وضع المصممون كل
النضج التكنولوجي والخبرة المأخوذة من الـc701 في خدمة اهداف الصاروخ
الجديد، فكانت النتيجة ان ظهر الأخير في نسخة اضخم ورأس حربية اكبر. باحث
راداري يعمل بالموجات السنتيمترية حل مكان الباحث الخاص بـc701 والسبب في
ذلك يعود جزئياً للمدى الأطول لهذا الصاروخ الذي يبلغ تقريباً ضعف مدى الـ
c701. وبرغم ان الباحث الراداري هو الذي تزودت به نسخة زوهاي الا انه تم
التأكد فيما بعد انه تم تطوير باحث تلفزيوني ليزري وآخر تصويري يعمل
بالأشعة تحت الحمراء لأجل هذا الصاروخ.
قصة السفينة حانيت:
تعتبر السفينة ساعر 5 من ابرز السفن العسكرية الإسرائيلية في فئتها وهي
مجهزة بأنظمة حماية معقدة ضد الصواريخ sophisticated multi-layered missile
defense capability مثل نظام فالانكس لإطلاق وتوجيه النار وصاروخ باراك
المضاد للصواريخ الذي تبلغ سرعته ضعفي سرعة الصوت اضافة لأنظمة تشويش
متطورة Chaff and ECM. وتعتبر البارجة الاسرائيلية تلك من اولى السفن
الحربية ذات البصمة الرادارية الضئيلة التي يصعب رصدها في العالم .
مساء 14 حزيران 2006، وفيما كانت السفينة حانيت قبالة الشاطيء اللبناني
وعلى مسافة 16 كلم منه اطلق "حزب الله" من على الشواطىء اللبنانية صاروخي
ارض- بحر باتجاهها، فأصاب الأول منطقة نزول الهيليكوبتر قاتلاً اربعة جنود
ومحدثاً فجوة في البدن السطحي السفينة التي لم تغرق وسحبت لاحقاً الى ميناء
اشدود الاسرائيلي فيما اصاب الآخر سفينة كمبودية تجارية على بعد عشرة
اميال قتل على متنها عدد من البحارة المصريين. فيما بدا تهوراو استعجال من
الحزب في تشغيل الرادارات واطفائها قبل اكتشافها. والسفينة هذه هي التي
اعلن "حزب الله" انها سفينة حربية اسرائيلية اخرى في الساعات التي تلت قبل
ان تبان الحقيقة. اثر ذلك قصفت اسرائيل عدداً من الرادارات التابعة للجيش
اللبناني مسقطة عدداً من الجنود الشهداء، فيما بدا انه اتهام اسرائيلي
للجيش اللبناني بتشغيل راداراته لتوجيه صواريخ الحزب.
"حزب الله" بالطبع كان من حقه إستغلال هذه الضربة لإسرائيل لكنه بالغ
قليلاً وخاطر بمصداقيته. فموقع الحزب الألكتروني نشر في حينه صوراً لبارجة
تنفجر معلناً أنها البارجة الإسرائيلية في حين أن الحقيقة تظهر أن الصورة
تعود إلى السفينة الإسترالية تورنز التي تم إغراقها عمداً عام 1999 من خلال
ضربها بالطوربيد.
التقارير الغربية ركزت بعد اصابة السفينة على اهمال الإسرائيليين تشغيل
انظمة الدفاع بسبب سوء تقدير مخابراتي اسرائيلي اكد ان الحزب لا يملك
صواريخ مضادة للسفن الا ان هذا لا يبرر عدم تشغيلها في منطقة عمليات
عسكرية. اما التحقيق الإسرائيلي فقد اكد ان السفينة كانت تتولى القيادة
وانها كانت في حالة قتالية الا ان الإطمئنان جعل ضابط الإلكترونيات يتجاهل
انذار قائد الكورفيت بتعطل قطعة الكترونية كان من المفترض ان تشخص
التهديدات لذا فان حانيت لم تكتشف تشغيل الرادارات الأرضية التي وجهت
انطلاق الصاروخ وبالطبع لم تشعر باالصاروخ الا وقد اصابها.
التقارير العسكرية تبارت في تحديد نوع الصاروخ الضارب. فبعض التقارير اكدت
انه صاروخ سيلكورم الذي تسمي ايران احد نسخاته "رعد" الا ان هذا الصاروخ
كان قد جرب اطلاقه قبلا على سفن حربية اميركية في الخليج في 25 شباط 1991
الا ان السفينة الأميركية "غلوسستر" اسقطته بواسطة صاروخ "سي دارت" الأقل
تطوراً من غابرييل الإسرائيلي الذي يدافع عن حانيت، لذا فإن الحزب لم يكن
ليستعمل صاروخ غير ذي جدوى حالياً. ثم ان البحرية الإسرائيلية اكدت ان
الصاروخ الذي استهدف حانيت اكثر تعقيداً من السيلكوورم (دودة القز).
وتقارير اخرى افادت ان الصاروخ هو من نوع C701 الصيني، لكن الصين نفت ان
يكون احد صواريخها قد استعمله الحزب واكدت ان الصاروخ هو ايراني الصنع من
نوع كوثر. في مطلق الأحوال فإن كوثر هو نسخة عن C701 والجيش الإسرائيلي كان
اقرب الى هذه النظرة آخذاً بالإعتبار حجم الضرر الذي اصاب السفينة الذي
يتناسب مع قدرات الصاروخ. الا ان البحرية الأميركية اكدت ان الصاروخ هو من
طراز C802 الأكبر حجماً الا ان ضرره كان اقل من قدراته نظراً لكون الصاروخ
قد اصاب سطح السفينة تقريبا.
شروحات
- المحرك التوربيني النفاث turbojet engine : يمتص المحرك النفاث الهواء
من المقدمة بواسطة المروحة ويضغطه عن طريق سحبه في سلسلة من المراوح ذات
الشفرات الصغيرة والمتصلة بعمود إدارة، ومن ثم يخلط ويشعل مزيج الهواء
والوقود بواسطة شرارة كهربائية وينفجر المزيج بقوة وتتمدد الغازات المحترقة
وتتجه نحو التوربين ( وهو عدة مراوح تدور وبدورانها تحرك المراوح التي في
المقدمة عن طريق العمود المربوطة به) والغازات تتجه بقوة بعدئذ إلى المؤخرة
عبر فوهات العادم. هذه القوة المتجهة للخلف تدفع المحرك النفاث وبالتالي
الصاروخ للأمام.
اذاً كل الهواء المسحوب إلى داخل الضواغط من المروحة يمر عبر نواة المحرك
ثم يحرق ثم يتم إفلاته، وهنا ينشأ الدفع المقدم من قبل المحرك عن قوة سرعة
إفلات غازات العادم من المؤخرة.
ولزيادة قوة الدفع لبعض المحركات النفاثة لدى بعض الصواريخ يوجد هناك قسم
ما بعد الإحراق ويسمى (Afterburner) ويوضع قبل العادم وهو عبارة عن أنابيب
صغيرة موزعة بشكل منتظم لنشر رذاذ الوقود على الهواء المحترق والقادم من
المحرك مما يزيد من حرارة الهواء وتمدده. وبزيادة هذه الحرارة تزيد قوة
الدفع بحوالى 40 في المئة أثناء الإقلاع وتزيد أكثر أثناء الطيران بسرعات
عالية.
- المحرك النفاث التضاغطي ramjet: فكرة هذا المحرك بسيطة وهي الاستغناء عن
الضواغط والتوربين والسماح للمحرك نفسه بالتعامل مع الهواء بضغطه وتسخينه
ودفعه إلى الخلف. وهذا النوع من المحركات لا يعمل إلا بعد ان يكون متحركاً
بسرعة 485 كم/س تقريباً (للسماح بدخول الهواء بسرعة وضغطه) وهو جداً فعال
في السرعات العالية تقريباً ( ضعفي سرعة الصوت وما فوق) .
يعتبر نظام الملاحة بالقصور الذاتي نظاما ملاحياً مستقلاً لا يتطلب
معلومات خارجية، حيث يتم قياس العجلة الخطية ومعدل دوران الصاروخ في
الاتجاهات الثلاثة باستمرار طيلة مدة الطيران بواسطة اجهزة قياس خاصة داخل
وحدة القياس الملاحية وهي عبارة عن جيروسكوبات قياس اتزان وعجلات خطية
مثبتة في جسم الصاروخ متصلة باحد الأجنحة وعندما يميل جانب لسبب ما تتعامل
مع الخلل وتحاول ان تعيد الصاروخ الى مساره الأول قدر الإمكان. لكن نسبة
الخطأ في التوجيه القصور الذاتي