خلافات بين باراك وغيتس حول العقوبات على ايران وواشنطن وتل ابيب تعقدان جلسة الحوار الاستراتيجي لاول مرة منذ استلام نتنياهو الحكم
من زهير اندراوس:
2/28/2010
الناصرة ـ 'القدس العربي' على الرغم من اعتراف الدولة العبرية رسميا بانّ العلاقات الثنائية بين الرئيس الامريكي باراك اوباما، ورئيس الوزراء الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وصلت الى قطيعة تامة، الا انّ هذا الامر لا يعيق التعاون والتنسيق الامني بين الدولتين، لا بل اكثر من ذلك، فقد افادت صحيفة 'هآرتس' العبرية في عددها الصادر الجمعة انّه عقدت في وزارة الخارجية الاسرائيلية، جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة واسرائيل.
ولفتت المصادر السياسية في تل ابيب الى انّ الوفد الامريكي ترأسه نائب وزيرة الخارجية الامريكية، جيمس ستاينبرغ، فيما ترأس الجانب الاسرائيلي نائب وزير الخارجية داني ايالون.
وكعادة هذه المداولات نصف السنوية، شارك في الاجتماعات ممثلو قطاعات اخرى، اقتصادية وعسكرية وامنية، امريكية واسرائيلية.
وانعقد اللقاء المهم في وقت يقوم فيه وزير الامن الاسرائيلي ايهود باراك بزيارة الى الولايات المتحدة، حيث التقى نظيره الامريكي روبرت غيتس، ورئيس اركان الجيوش الاميرال مايكل مولن الذي قام مؤخرا بزيارة الى الدولة العبرية، علما بانه من المنتظر وصول نائب الرئيس الامريكي جو بايدن الى اسرائيل في مطلع آذار (مارس) المقبل، فيما ينوي رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، زيارة واشنطن من 21 الى 23 آذار (مارس).
يشار الى انّ نتنياهو يسعى لترتيب لقاءٍ مع الرئيس الامريكي اوباما في واشنطن على هامش مشاركته في اجتماع اللوبي الاسرائيلي (ايباك)، اما وصول بايدن الى تل ابيب فهدفه اقناع صنّاع القرار في تل ابيب بعدم توجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الايرانية، خصوصا وانّ الاميرال مولن كان قد اوضح خلال زيارته الى اسرائيل بانّ بلاده لا تريد توجيه الضربة لايران، مؤكدا على انّها تعمل على استنفاد جميع الوسائل الدبلوماسية والعقوبات الصارمة لثني الجمهورية الاسلامية عن مواصلة برنامجها النووي. واعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية انّ الحوار وفر فرصة لمداولات معمقة في مختلف القضايا الاقليمية والدولية، وبذلك اضاف وعزز التعاون الاستراتيجي الوثيق بين الدولتين، لافتةً الى انّه سيتواصل في جلسة اخرى في واشنطن قبل نهاية العام. ويواصل هذا الحوار سلسلة من الحوارات الاستراتيجية التي اجرتها اسرائيل والولايات المتحدة بشكل منتظم على مر السنين، والتي ستستمر ايضا في المستقبل، لافتةً الى انّه من المتوقع ان يجري الحوار المقبل في واشنطن في النصف الثاني من هذا العام.
جدير بالذكر انّ جولة الحوار الاستراتيجي هذه بين الدولتين تتسم باهمية خاصة لكونها الاولى التي تجرى في عهد حكومة بنيامين نتنياهو. وقد انشئ هذا المنتدى الرسمي نصف السنوي اساسا لمواجهة ما يعتبره الطرفان خطرا ايرانيا، الا انّ المنتدى لم يعقد تقريبا منذ عام ونصف العام بسبب خلافات ثارت بين الدولتين في عدد من القضايا.
وبحسب المصادر السياسية والامنية في تل ابيب فانّ من بين ابرز المشاركين في هذا المنتدى، الى جانب الخارجية في الدولتين، جهازي الموساد الاسرائيلي (الاستخبارات الخارجية) والاستخبارات المركزية الامريكية (CIA) . كما يشارك فيه من الجانب الاسرائيلي ممثلون عن كل من وكالة الطاقة النووية وشعبة الاستخبارات العسكرية في الجيش الاسرائيلي (امان) ومجلس الامن القومي وديوان رئاسة الوزراء ووزارة الامن، ونظراء هذه الجهات في الجانب الامريكي. ورغم ان نائبي وزيري الخارجية في الدولتين، ايالون الاسرائيلي وستاينبرغ الامريكي، هما من قادا المحادثات رسميا، الا انّ الحوار فعليا دار من الجانب الاسرائيلي بين كل من مستشار الامن القومي عوزي اراد ورئيس الطاقم السياسي الامني في وزارة الامن الجنرال في الاحتياط، عاموس غلعاد، والمدير العام للخارجية الاسرائيلية يوسي غال. وضم الوفد الامريكي 16 عضوا بينهم مسؤولون كبار في وزارة الدفاع ومجلس الامن القومي والبيت الابيض.
في سياق ذي صلة، نقلت صحيفة 'اسرائيل اليوم' المقربة جدا من الحكومة الاسرائيلية عن مصدر شارك في الماضي في اعمال هيئة الحوار الاستراتيجي، قوله انّ هذه قناة حوار جدي جدا توضع فيه كل الامور على الطاولة ويتم عبرها تبادل المعلومات الاستخباراتية على اعلى المستويات. ويرتبط نجاح الحوار في الاجابة عن السؤال: الى اي مدى يطلق لنا الامريكيون الحبل؟ وكانت الجولة السابقة من الحوار قد بلورت قائمة العقوبات العشر التي ينبغي فرضها على ايران، والتي تشكل حاليا اساس المداولات في مجلس الامن الدولي. على صلة بما سلف، كشف موقع صحيفة 'يديعوت احرونوت' على الانترنت النقاب عن انّ خلافا نشب بين الجانبين الامريكي والاسرائيلي، على خلفية اعلان واشنطن انها لا تعتزم فرض عقوبات شالّة على ايران، فبعد وقت قصير على هذا الاعلان قال باراك لنظيره الامريكي روبرت غيتس انّ ايران مشكلة العالم بأسره، وليس فقط اسرائيل، وفي هذه المرحلة من المهم ان تفرض عليها عقوبات جديدة وشالّة من اجل منعها من التقدم باتجاه امتلاك السلاح النووي.
وجاء من ديوان باراك انّه بحث في اثناء اللقاء مع غيتس قضايا تتعلق بـما تسميه المصادر الاسرائيلية بالمحور الراديكالي (ايران، سورية، حزب الله) في اعقاب اللقاء الذي جمع الرئيسين السوري بشار الاسد والايراني محمود احمدي نجاد في دمشق. وبحسب الموقع الاسرائيلي فقد ابلغ باراك نظيره الامريكي انّ الدولة العبرية تنظر بخطورة بالغة الى استمرار التسلح المكثف من جانب حزب الله، وفي الاساس السلاح الصاروخي الذي لا هدف له سوى ضرب المدنيين في اسرائيل الامر الذي يعني ارهابا من اجل الارهاب، على حد تعبيره.
http://www.alquds.co.uk/today/26qpt45.jpg