الغساسنة هم سلالة عربية أسست إمارة قوية متحالفة مع الإمبراطورية الرومانية الشرقية المعروفة ببيزنطة، يعود أصلها إلى الأزد، و أطلق عليهم الغساسنة لأنهم استقروا في تهامة التي تقع في جنوب المملكة العربية السعودية حالياً قرب عين ماء اسمها "غسان" فاطلق عليهم هذا الاسم قبل تأسيس دولتهم في الشام.
أصولهم
بدأت هجرات الغساسنة من جنوب الجزيرة العربية عقب انهيار سد مأرب في اليمن وبعد السيل العرم، في أواخر الألف الأول قبل الميلاد. وكان إستقرار الغساسنة في جنوبي سورية في بصرى ثم أصبحت عاصمتهم الجابية بمرتفعات الجولان اليوم. سكن الغساسنة في المقاطعة العربية وفي جنوب دمشق وتغلبوا على قبيلة "الضجاغمة" من آل سليح القضاعيين التي كانت تولى حكم العرب من قبل الرومان وهذه القبيلة بدورها تغلبت على تنوخ التي سبقتها بهذا المنصب، وأنشأ الغساسنة دولة عاصمتها بصرى أولا واعتنقوا المسيحية الأرثوذكسية المشرقية المعروفة في سورية آنذاك باليعقوبية وهي مخالفة لمذهب الروم الأرثوذكس المعروف بالملكاني.
العصر الروماني
وجد الرومان في الغساسنة حلفاء أقوياء يمكن الاعتماد عليهم في الصراع ضد الفرس الساسانيين الذين دأبوا علي تهديد الولايات الرومانية الشرقية, لذلك زادوا من صلاحيات الغساسنة ليتمكنوا من تكوين دولة حدودية لكن ضمن نطاق الدولة الرومانية, وكانوا حلفاء الروم فاشتركوا معهم في حروبهم مع الفرس وحلفائهم المناذرة. حكم الغساسنة ستمائة سنة أي من أوائل القرن الأول الميلادي إلى ظهور الإسلام وكان أول ملوكهم "جفنة بن عمرو"، وامتد سلطانهم على قسم كبير من بلاد الشام مثل تدمر والرصافة في وسط سوريا والبلقاء والكرك في الأردن و إلى البحر، و كانت عاصمتهم بالجابية في الجولان.
فيليب العربي يعتقد بعض المؤرخين أن الإمبراطور الروماني فيليب العربي هو غساني الأصل وذلك بناءا على أن مسقط رأسه هو في مدينة شهبا في السورية والتي كانت ضمن سلطانهم.
العصر البيزنطي
أولى البيزنطيون الولايات الشرقية اهتماما خاصة نظرا للتهديد الساساني واللخمي, لذا فقد كانت المملكة الغسانية بمثابة الحارس الرئيس لطرق التجارة, كما أنضم الكثير منهم للجيش البيزنطي. قام الملك الغساني الحارث بن جبلة (حكم من 529-569) بمساعدة بيزنطة في حربها ضد الفرس وقد منحه الأمبراطور جستنيان لقب بتريسيوس سنة 529 مكافأة له علي إخلاصه.
الحالة السياسية
العلاقة بين الغساسنة وبيزنطه كانت لى احسن حال وكانت علاقة تكاملية ولكل من الدولتين دوره في تاريخ المنطقة وقد ساند البيزنطيين الغساسنة, وكان لمملكتهم سلطانها وأهميتها, عندما غادر الملك الغساني جبلة الشام ومعه 30000 ألف غساني من سوريا حيث شدوا الرحال إلي الإمبراطورية البيزنطية, واحتلوا مكانوا عالية في الدولة حتى تبوء نقفور منصب الإمبراطور (حكم 802-811) ثم حكم ابنه بعده و نقفور كان أول إمبراطور بيزنطي يرفض دفع الجزية السنوية لدولة الخلافة الإسلامية في عهد الخليفة الكبير هارون الرشيد. تنتسب العديد من القبائل و العوائل العربية المسيحية المعاصرة في سورية والأردن و لبنان و فلسطين إلى الغساسنة, وأكبر تجمع لمن تبقى على ديانة و معتقد الغساسنة هو في مدينة خبب وبعض بلدات محافة درعا في سوريا وكذلك مدينة زحلة في لبنان والكرك في الأردن بعد ان انتقلو من موطنهم في جنوب سوريا والأردن. والغساسنة ونسلهم اليوم معظمهم مسلمون.
ظهور الإسلام
ظلت المملكة الغسانية موالية للبيزنطيين حتي الربع الأول من القرن السابع الميلادي عندما أسقط المسلمون مملكتهم عقب معركة اليرموك سنة 636م . دخل الغساسنه في الإسلام ودخلوا في جيوش الفتح فكان لهم فيها سهم كبير ، فشاركوا في فتح شمال أفريقيا و الاندلس وانتشروا فيها واسهموا في اعمارها. اعتمد عليهم الخلفاء الأمويين في إدارة الدوله لخبرتهم في إدارة الدواوين و دور المال.
جبلة بن الأيهم كان جبلة بن الأيهم ملكاً من ملوك غسان أسلم ثم كتب إلى عمر بن الخطاب يستأذنه في القدوم عليه سرّ عمرُ والمسلمون لذلك سروراً عظيماً، وكتب إليه عمر :أن أقدم إلينا ولك مالنا وعليك ما علينا. فأقبل جبلة في خمسمائة فارس من قومه .. فلما دنا من المدينة لبس ثياباً منسوجة بالذهب, ووضع على رأسه تاجاً مرصعاً بالجوهر، وألبس جنوده ثياباً فاخرة ، ثم دخل المدينة فلم يبق أحد إلا خرج ينظر إليه حتى النساء والصبيان . فلما دخل على عمر رحَّب به وأدنى مجلسه. فلما دخل موسم الحج حج عمر وخرج معه جبلة فبينما هو يطوف بالبيت إذ وطئ على إزاره رجل فقير من بني فزارة فالتفت إليه جبلة مغضباً فلطمه فهشم أنفه . فغضب الفزاري واشتكاه إلى عمر بن الخطاب فبعث إليه فقال : ما دعاك يا جبلة إلى أن لطمت أخاك في الطواف فهشمت أنفه ! فقال : إنه وطئ إزاري ؟ ولولا حرمة البيت لضربت عنقه .. فقال له عمر : أما الآن فقد أقررت .. فإما أن ترضيه .. وإلا اقتص منك ولطمك على وجهك .. قال : يقتص مني وأنا ملك وهو سوقة ! قال عمر : يا جبلة .. إن الإسلام قد ساوى بينك وبينه .. فما تفضله بشيء إلا بالتقوى .. قال جبلة : إذن أتنصر .. قال عمر : من بدل دينه فاقتلوه .. فإن تنصرت ضربت عنقك .. فقال : أخّرني إلى غدٍ يا أمير المؤمنين .. قال : لك ذلك .. فلما كان الليل خرج جبلةُ وأصحابُه من مكة .. وسار إلى القسطنطينية وقيل انه تنصّر ويروي ابن كثير في البداية والنهاية انه شوهد يبكي ضياع حظه من الاسلام.
الحالة الثقافية
ولقد التحق بالغساسنة شعراء مشهورون مثل لبيد بن ربيعة والنابغة الذبياني وحسان ابن ثابت. تتمثل آثارهم في صهاريج الرصافة وقصر الرصافة ودار الضيافة خارج سور الرصافة وكنيسة الرصافة والبناء الذي داخل قلعة عمان وقلعة القسطل وقصر برقع والدير ذو البرج الموجود في قصر الحير الغربي وعدد من الأديرة.
ملوك الغساسنة
الترتيب الحـــاكــم فترة الحكم
1 جفنة بن عمرو 220-265
2 عمرو بن جفنة 265-270
3 ثعلبة بن عمرو 270-287
4 الحارث بن ثعلبة 287-307
5 جبلة بن الحارث 307-317
6 الحارث بن جبلة 317-327
7 المنذر بن الحارث, مع... 327-330
8 الأيهم بن الحارث, و... 327-330
9 المنذر الأصغر, و... 327-340
10 النعمان بن الحارث, و... 327-342
11 عمرو بن الحارث, و... 330-356
12 جبلة بن الحارث 327-361
13 جفنة بن المنذر, مع... 361-391
14 النعمان بن المنذر 361-462
15 النعمان بن عمرو بن المنذر 391-418
16 جبلة بن النعمان 418-434
17 النعمان بن الأيهم, مع... 434-455
18 الحارث بن الأيهم, و... 434-456
19 النعمان بن الحارث 434-453
20 المنذر بن النعمان, مع... 453-472
21 عمرو بن النعمان, و... 453-486
22 حجر بن النعمان 453-486
23 الحارث بن حجر 486-512
24 جبلة بن الحارث 512-529
25 الحارث بن جبلة 529-569
26 المنذر بن الحارث, مع... 569-581
27 أبو كرب النعمان بن الحارث 618-633
28 النعمان بن المنذر 582-583
29 الحارث بن الحارث 583
30 النعمان بن الحارث أبو كرب 583-?
31 الأيهم بن جبلة ?-614
32 المنذر بن جبلة 614-?
33 شراحيل بن جبلة ?-618
34 عمرو بن جبلة 618-628
35 جبلة بن الحارث 628-632
36 جبلة بن الايهم 632-638