من الناحية الدينية
ثبتت القسطنطينية دعائم المسيحية واعتبرت الدين المسيحى هو الدين الرسمى للامبراطورية الرومانية عام 323م.وعلى ذلك كان الطراز البيزنطى في العمارة هو التعبير الرسمى للابنية العامة والكنائس والأديرة ولكن سرعان ما دب الخلاف بين المسؤولين في الكنيسة ،وخاصة حينما بدأ يظهر ذلك الانقسام السياسى بين الشرق والغرب في الإمبراطورية الرومانية .وكانت الكنيسة الغربية تزعم أن "الروح تتقدم وتنبع من الأب والابن" بينما الكنيسة في الشرق تقول "أن الروح تتقدم وتسير مع الأب فقط" (هذا تبعا لعقائد المسيحية الموجودة) ونشأ عن هذه الخلافات المذهبية أن غادر البلاد بعض الفنانين والمهندسين الأغريق، ورحلوا إلى إيطاليا ليزاولو أعمالهم وفنهم المتحرر، ولهذا السبب نجد أن العمارة البيزنطية في الشرق خالية من التماثيل المعبرة واللوحات الزيتية عكس الطراز البيزنطى في الغرب الذى تميز بهذه العناصر المعبرة من تماثيل و لوحات زيتية ذات الألوان الزاهية الجميلة.
من الناحيتين الاجتماعية و التاريخية
تعتبر بيزنطية من الناحية الاجتماعية مقرالحكم السياسى والدينى و العسكرى عام 234م،نظرا لموقعها المتوسط بالنسبة للامبراطورية الرومانية ،ولكن نظرا لأن أهل هذه المدينة في ذلك الحين كانوا محدودى الذكاء ،مشهورين بالكسل و الشراسة ،فكان لهذاالتغيير، وهو انتقال العاصمة و الحكم إلى القسطنطينية،أثر فعال وسريع في تدهور الإمبراطورية الرومانية.كانت بيزنطية مدينة إغريقية قديمة ،وعلى ذلك فالمبانى الحكومية التي أنشئت في ذلك الوقت قام ببنائها حرفيين أغارقة متأثرين بالروح والتقاليد الرومانية .ولذلك نجد أن القسطنطينية نفسها أنشئت غلى اسس و خطوط رومانية كلما سمحت المناطق الجبلية بذلك .فأنشت الفورم forum حول الشارع الرئيسى ،وأنشئت كنيسة آيا صوفيا والقصر الامبراطوري ومجلس العلوم ودار القضاء وساحة العرض الكبرى والإحتفالات العامة و الإستعراضات ،حيث كانت الساحة تخصص أيضا لمحاكمة وإعدام المجرمين .كما إهتم الرومان اهتمام بالغا بمجارى المياه و الحمامات ووسائل تخزين المياه ،إما تحت سطح الأرض في مخازن خاصة أو في خزانات مرفوعة على عمد .وبمرور الايام إتسعت المدينة و زاد عدد السكان ،وانشئ الحائط العظيم ببوابته و أبراجه المشهورة الذى بناه تيودور الثانى عام413م لحماية المدينة .ولكن خلف قسطنطين "الرجل القوى"أباطرة ضعفاء وإنقسمت الإمبراطورية ،إلى عدة إقسام ،بعد ذلك حكم جستنتيان البلادعام527-565م ،راعى الفن و العمارة ،والذى في عهده استمر في إنشاء كنيسة إيا صوفيا وكنائس أخرى مختلفة في المدينة وفى سوريا و فلسطين .وبعد ذلك دب الفساد في البلاد و انتهى الحكم الرومانى حينما سقطت المدينة في يد الأتراك العثمانيين عام1453م على يد السلطان محمد الفاتح.