مواد البناء المنتشرة في هذا العصر
حذا البنائون البيزنطيون حذو الرومان في طرق الانشاء و استخدام مواد البناء، اي انهم استعملوا الطوب و الخرسانه في الحوائط و الأقبيه و غيرها و حتى الفخار فلقد استعملوه في القباب و ذلك لخفته . اما الطوب فكان يستعمل لدرجه محدده اذ لم يكن استعماله بمثل الكثره التي كان يستعمل بها في إيطاليا. وكان الطوب يستعمل غالبا في بناء الحوائط الخارجيه من مداميك على هيئة رباط لغرض زخرفى وليحل محل الحليات التي لم يكن لها وجود الا قليل وكان الطوب المستعمل كنظيره من الطوب الروماني تماما "أى من قطع كبيره رفيعة"وكان يبنى باستعمال المونة ولحاماتها متسعة.
ملامح المساقط الأفقية و التصميم الداخلي
ولقد كانت القباب و ما أدخل عليها من ابتكارات في أوضاعها وطرق انشائها هي أهم ما يميز عمارة ذلك العصر ،وخاصة استعمال المثلثات الكروية pendentives لحمل تلك القباب على الصالات المربعة تحتها وذات الشبابيك الصغيره في محيطها أو محيط ذلك الجزء الاسطوانى . وعلى أثر ذلك تطور المسقط الأفقى للكنائس في ذلك العصر بما يتمشى مع استعمال القباب،فأصبح المسقط عبارة عن صحن مربع كبير فوقه القبه الرئيسيه ،و له أذرع أربعة تكون معه شكل صليب ،و سقف كل من هذه الأذرع على شكل قبو أو نصف قبة ،أما الأركان الاربعة المحصورة بين الصحن وتلك الاذرع فكانت أسقفها اما قباب صغيرة أو مصابات "grointed vaults". وقد اشتهر المهندسون في ذلك العصر بالابداع والتفوق في التكوين المعمارى لهذه القباب مع بعضها من كبيرة وصغيرة ونصف قباب، مما جعلها فريدة من نوعها على مر الزمن . وأهم ما يلاحظ أيضاأن أبراج الأجراس للكنائس لم تظهر في هذه المنشئات في ذلك العصر. أما من حبث الوجهات الخارجيه لتلك الكنائس ،فقد كانت بسيطة قوية معبرة ،ذات صف واحد أوأكثر من الشبابيك الصغيرة لإنارة الأجنحة الصغيرة حول الصحن الكبير و الشرفات الداخلية أعلاها والتي أخذ استعمالها في الإنتشار.وأما من حيث التفاصيل المعمارية الداخلية فكانت أقرب ما تكون لتفاصيل العمارة الرومانية ،وأساسها الطراز الأيونى والطرازين الكورنثى والمركب، وذلك بعد إدخال عدة تعديلات على هذا الطراز بما يتناسب والطراز الجديد .وأهم هذه الإبتكارات و المستحدثات في هذا الشأن ، هو ما ظهر من إنبعاج تيجانها إلى الخارج، ووضع جلسة مربعة أعلا هذه التيجان مباشرة ،وذلك لتحسين حمل العقد الذى يبتدىء من هذا المنسوب مباشرة وبدون استعمال التكنة الرومانية المعتادة ، وكذا إستدارة سوك هذه العقود لاستمرار عمل الموزابيك على بطنياتها ،كالتي يتم عملها على الحوائط الرأسية تماما .
العوامل الطبيعيه التي اثرت علي الطراز البيزنطي
خريطة توضح موقع الامبراطورية البيزنطية
[عدل] من الناحيه الجغرافيه
كانت العاصمة هي بيزنطيه و سميت بعد ذلك بالقسطنطينيه أو اسطنبول و كانت أحيانا تسمى روما الجديده حيث كانت القسطنطينيه عاصمه الامبراطوريه الرومانيه عام 330م، ونجد أن بيزنطه تقع علي سبع هضاب و كانت أيضا تقع علي ملتقى طريقين رئيسيين للتجاره :و هما "الطريق المائي و هو طريق البحر الأسود و البحر الأبيض المتوسط"و"الطريق التجاري الواصل بين أوروبا واسيا" و لذلك تحكمت بيزنطه في التجاره.و على ذلك نرى ان الفن البيزنطي غزا الامبراطوريه الرومانيه الشرقيه ، و حمله التجار الي اليونان و سوريا و أسيا الصغري و روسيا حتى المناطق الواقعه غرب البحر الأبيض المتوسط مثل فينسيا و رافينا و غيرها و كان لهذ الفن البيزنطي تأثير كبير على العماره في هذه المناطق المختلفه حيث لعب الموقع الجغرافي دورا هاما في هذا الشأن.
من الناحيه الجيولوجيه
الحجر ،كماده أساسيه من مواد البناء، لم يكن موجود في هذه المنطقه مثل الطمي الذي استعمل في عمل الطوب أو الزلط في الخرسانه و على ذلك فكان لابد من استيراد تلك المواد الهامه المطلوبه لإقامه المباني التذكاريه على وجه الخصوص فكان يستورد الرخام مثلا من المحاجر التي تقع في منطقه حوض البحر الأبيض المتوسط الشرقيه بالنسبه إلى القسطنطينيه، و لذلك نجد أن العماره البيزنطيه تأثرت كثيرا بتلك الأحجار الضخمه التي كانت تبنى بها المباني التذكاريه و التي كانت تستخرج من تلك البلاد.
من الناحية المناخية
لم يغفل الرومان ظروف عوامل بلادهم الجوية ،تلك البلاد الشرقية ذات الجو الحار نسبيا القليل الأمطار إلى أوروبا ،وعلى ذلك ظهرت تلك العوامل واضحة على مبانيهم وفي فنونهم متأثرة بالنسبة لهذه الظروف المناخية ،و من ثم إبتكرت طرق معماريه و طرز خاصة وتأثرت بها مبانيهم .فمثلا نجد الاسطح المستوية مشتركة معا مع القباب ذات الطابق الشرقى الأصيل ،والفتحات الصغيرة الضيقة للشبابيك المرتفعة نسبيا عن منسوب الأرضية ،وتلك الحوائط الغير منكسرة ،والعقود المتكررة التي تحيط بالأفنية الداخلية ،كل هذه العوامل كونت الخواص المعمارية لهذا الطراز البيزنطى .والتي تعتبر من أهم الصفات والمعالم المميزة للعمارة البيزنطية