حقوق الإنسان
أولا : ما يشاع عن علاقة النشطاء والمنظمات الحقوقية بالخارج (الاتهام بالاستقواء بالخارج و العمالة الأجنبية)
* حركة حقوق الإنسان تستخدم وسيلة للضغط علي الحكومات العربية من أجل التغبير و الإصلاح "عبر الاستقواء بالخارج". * هي وسيلة للاتجار بمشاكل الشعوب و تبرير تدخل الغرب في شئوننا. * منظمات حقوق الإنسان معظمها ولد من رحم دول استعمارية كأمريكا – بريطانيا – فرنسا – ألمانيا و يتم استغلالها من قبل هذه الدول لخدمة أجندتها الخاصة. * نشطاء حقوق الإنسان متهمون بالعمالة و الخيانة ومساعدة أمريكا في استهداف البلدان العربية باسم حقوق الإنسان. * تسمح حركة حقوق الإنسان بالتدخل الأجنبي مما يعد شكلا من أشكال الاستعمار الحديث * أكثر التعليقات و الكلام عن حقوق الإنسان ليس سوى كذبة كبيرة تتعلق بمصالح سياسية – " واللي تريده أمريكا هو اللي راح يحصل " .
ثانيا: اتهامات وشائعات حول التمويل الأجنبي* منظمات حقوق الإنسان لا تفصح عن حجم التمويل الذي تتلقاه ومصادر هذا التمويل. * منظمات المجتمع المدني الناشطة في مجال حقوق الإنسان غالبا تمويلها أمريكي أومن منظمات صهيونية * "حقوق الإنسان"هي مجرد أصوات الغرض منها الحصول علي التمويل الأجنبي.
* حركة حقوق الإنسان يتم تمويلها من جهات مشبوهة وغير واضحة الأهداف * "حقوق الإنسان"هي وسيلة استرزاق لمجموعة من المنتفعين ( أكل العيش ).
ثالثا : اتهامات حول العلاقة بالأنظمة والحكومات العربية. * "حقوق الإنسان"تفضح الانتهاكات بما يسئ لسمعة البلاد * منظمات حقوق الإنسان تتحرك بضوء أخضر من الأنظمة السياسية لتلميع وجهها أحيانا و التواطؤ معها في أحيان أخرى. * نشطاء حقوق الإنسان - حسب ترويج الإعلام الرسمي - يسيئون للوطن ويسعون لزعزعة أمنه * "حقوق الإنسان" تعد جهة معارضة لسياسات الدول وأجهزتها خصوصا الأجهزة الأمنية .
رابعا :حركة حقوق الإنسان وتساؤلات حول الجدوى والتأثير والانتقائية * لماذا يبتعد المهتمون بقضايا حقوق الإنسان عن العمل وسط الجماهير ولماذا التركيز عموما بين المنظمات على الحقوق السياسية أكثر من الحقوق الاقتصادية والاجتماعية؟ * ما جدوى منظمات حقوق الإنسان بينما حقوق الإنسان نفسها لا وجود لها - في الواقع - في الدول العربية أصلا؟ * أين دور منظمات حقوق الإنسان من غياب الوعي بالحقوق عند الأكثرية و خصوصا بين الشباب؟ * ما العمل أمام قلة الوسائل الانتشارية لثقافة وقيم حقوق الإنسان؟
* لماذا باتت أنشطة منظمات حقوق الإنسان معزولة جماهيريا، و غير معنية بمد جذورها في الشارع مع المواطن العادي؟
خامسا : اتهامات لحركة حقوق الإنسان متعلقة بالقيم الدينية و الثقافية والاجتماعية * "حقوق الإنسان" هي وسيلة لاختراق المجتمعات و تقويض الأديان * "حقوق الإنسان" هي محاولة لتقويض قيم مجتمعاتنا العربية تحت شعارات براقة تدعي حماية حقوق الإنسان. * "حقوق الإنسان" تسعى لترسيخ مفاهيمها الخاصة وفقا للخلفية الثقافية الغربية دون مراعاة واقع الشعوب الأخرى.
لماذا نبحث عن حقوق الإنسان في المواثيق الدولية ومع المنظمات الحقوقية "وإحنا عندنا ديننا الإسلامي اللي فيه كلالحقوق"؟ * "حقوق الإنسان" تقف ضد بعض الاعتقادات الدينية الراسخة (كحرية المرأة ، حرية المعتقد) * "حقوق الإنسان" تسعى - مع المشاريع الغربية - إلى تغريب الدول الإسلامية . * "حقوق الإنسان" هي ثقافة غربية يراد بها ضياع الإسلام ومبادئه . * "حقوق الإنسان" تتعارض مع الدين وتحاول إقصاءه من الحياة العامة.
2- الردود على التساؤلات والاتهامات التي تشاع عن حقوق الإنسان:
أولا : ما يشاع عن علاقة النشطاء والمنظمات الحقوقية بالخارج (الاستقواء و العمالة ) .
يجب أولا أن نحدد ما هو هذا الخارج ، فهل المقصود كل ما هو خارج دولتنا أو عالمنا العربي ؟
وهل الخارج هو كتلة صماء دون تفرقة بين الحكومات والشعوب والمجتمع المدني؟
بالطبع يسعى النشطاء إلى الإصلاح ودعم الديمقراطية في العالم العربي ، وحركة حقوق الإنسان هي جزء من المجتمع المدني العربي والعالمي ، ومثلما تتعاون الحكومات فيما بينها، لابد أن يتعاون المجتمع المدني لأنه لم يعد مقبولا أن يكون كل حاكم أو رئيس "حرا في شعبه" . فعلى سبيل المثال لم يكن مقبولا أن تقف الشعوب ومنظمات المجتمع المدني والحكومات الديمقراطية مكتوفة الأيدي أمام الانتهاكات الوحشية التي مارسها كل من الديكتاتور بينوشيه في شيلي، أو جعفر نميري في السودان، أو حكومة بورما البوليسية ضد شعوب هذه الدول. والمؤسسات غير الحكومية العاملة في مجال حقوق الإنسان هي جزء من الشعوب وتدافع عن حريات المواطنين وحقوقهم ، ودائما ما تكون ضمن المدافعين عن استقلالية البلدان والدول . ومن ثم فاتهامها بالتواطؤ مع الحكومات أو الجماعات غير الرسمية ، غالبا ما يأتي عقب كشفها لانتهاكات ما مارستها هذه الحكومة أو تلك المجموعات. فحين تندد أو تكشف انتهاك حكومي ضد مجموعة غير حكومية مثل "المجموعات المتشددة أو المعارضة أو الإخوان المسلمين .... أو غيرها" ، تتهمها الحكومات بالانحياز لهذه المجموعات. وحين تندد أو تكشف انتهاك مارسته هذه المجموعات ، يتم اتهامها بالانحياز للحكومات ، وكثيرا ما تعد هذه الاتهامات مؤشرا على سير المؤسسات الحقوقية في الطريق الصحيح. وليس صحيحا أن هذه المؤسسات تستهدف العالم العربي أو أنها صنيعة الغرب أو الولايات المتحدة ، لان مؤسسات حقوق الإنسان تنتشر في العالم كله ، وتكشف الانتهاك في أي – وكل - مكان وبغض النظر عمن مارسه. وهناك العديد من المؤسسات التي لا تعلم شيئا عن العالم العربي أو تتناول قضاياه ، مثل المؤسسات الآسيوية واللاتينية والأفريقية ، فكل منها يعمل في نطاقه الجغرافي . وكذلك ثمة الكثير من المؤسسات الدولية التي تغطي العديد من بلدان العالم ومنها الدول الأوروبية والأمريكية وتكشف انتهاكات مارستها هذه الحكومات ، مثل منظمة هيومان رايتس ووتش، أو منظمة العفو الدولية، أو الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، أو لجنة حماية الصحفيين ، وكثيرا ما تكون اتهاماتها للحكومة الأمريكية أشد حتى من اتهاماتها لحكومات أخرى مثل الحكومات العربية. والأمثلة على هذا كثيرة ومنها مثلا: الكشف عن نقل المتهمين بالإرهاب بالولايات المتحدة إلى دول أخرى تقوم بتعذيبهم، أو التعامل مع اللاجئين بشكل غير إنساني ، بل أيضا تنتقد تلك المنظمات الدولية الأوضاع التي يعاني منها المواطنون في الولايات المتحدة أو أوروبا ، وتقوم كذلك بالمطالبة بالمحاكمات الدولية ضد بعض المسئولين الكبار هناك. ويمكن هنا الرجوع للتقارير التي تصدرها أي مؤسسة دولية عن الانتهاكات في هذه الدول. كما أنه ليس حقيقيا أن "ما ترغبه أمريكا سوف يتم" ، بدليل بدء عمل المحكمة الجنائية الدولية (التي تختص بجرائم الإبادة الجماعية وجرائم الحرب) بنجاح ، رغم معارضة أمريكا الشديدة لهذه المحكمة ، بل ومحاربتها. لكن الدعم الذي حظت به هذه المحكمة من المنظمات الحقوقية وبعض الحكومات الديمقراطية جعلها ترى النور وتبدأ في العمل ضد إرادة الولايات المتحدة الأمريكية. وبالطبع ينبغي على النشطاء التمسك بمعايير النزاهة والموضوعية والحياد في التعامل مع الملفات التي تطرح على أرضية حقوق الإنسان ، سواء على المستوى المحلي أو الصعيد العالمي ، كما ينبغي فضح ازدواجية المعايير والمواقف الانتهازية التي تتخذها بعض الدول في هذا الإطار. كما أن علاقة البلدان العربية بأمريكا على وجه الخصوص لا يجوز تناولها بهذه الخفة ، فهناك من يرى العكس تماما، حيث تعد أغلب الحكومات العربية حليفا قويا لأمريكا سعيا لمصالح سياسية ، على عكس أغلب المؤسسات التي تنحاز لمصلحة المواطنين ضد أي حسابات ضيقة أو سياسية. ثانيا: حول التمويل الأجنبي. للأسف هناك بالفعل مؤسسات "حقوق إنسان" فاسدة ، بل أن بعضها قد أنشئ أساسا من أجل الحصول على التمويل وحسب. لكن التعميم – رغم ذلك - ليس صحيحا ، لأن هذه القضية وهذا السلوك تمارسه "بعض المنظمات والمؤسسات" وليس جميعها ، وهو ليس سلوك قاصر على المؤسسات الحقوقية ، بل يقع فيه كذلك مؤسسات صحفية ، ورجال أعمال ، ومحامون وقضاة وأطباء وغيرهم.فضلا عن ذلك، فالعديد من المؤسسات تعمل بشكل تطوعي ودون الحصول على تمويل بل من خلال اشتراكات أو تبرعات أعضائها. وبالطبع هذا لا يغفل أهمية مبادئ الشفافية والعلانية في هذا المضمار. وأهمية مساءلة نشطاء الحركة على قاعدة "من أين لك هذا" ، شرط أن يكون الهدف هو التقويم بالأساس، ومن أطراف تتسم هي نفسها بالشفافية ، وليس كوسيلة هجوم وتشهير بالمؤسسات الحقوقية. أما عن التمويل الأمريكي فهناك فرق بين التمويل الحكومي والتمويل الذي تقدمه منظمات غير حكومية. وعند مقارنة التمويل الحكومي الأمريكي لمنظمات حقوق الإنسان بالتمويل الذي تقدمه منظمات أمريكية غير حكومية فسوف نجد أن الفارق شاسع ودائما ما يكون لصالح المنظمات غير الحكومية ، والكثير منها ذو سمعة جيدة. ولا يعني هذا بالطبع أن المنظمات التي تحصل على تمويل حكومي أمريكي ترتكب خطأ جسيما، ولكن غالبية المؤسسات الحقوقية عربيا وعالميا تفضل التمويل الغير حكومي من حيث المبدأ. وهو ما تنتهجه أغلب المنظمات الحقوقية غير العربية أيضا ، على سبيل المثال فمؤسسات دولية كبرى مثل العفو الدولية أو هيومان رايتس ووتش ترفض تماما أي تمويل حكومي ، سواء كان أمريكيا أو غير ذلك. وكذلك تفعل العديد من المؤسسات العربية. أما عن التمويل الصهيوني ، فهي كذبه كبيرة ، إذ لم يثبت على أي من المؤسسات العربية تلقيها لتمويل من هذا النوع، إن وجد. وعن استخدام حقوق الإنسان كوسيلة للتربح ، فكما قلنا أن بعض هذا صحيح ، ولكن أيضا يجب النظر إلى أن العمل بمجال حقوق الإنسان أصبح بالفعل مهنة ، ولابد للعاملين في هذا المجال من الحصول على أجور تساعدهم على الحياة ، وفارق كبير بين الأجر الذي يحصل عليه البعض مقابل عمل، والفساد المالي الذي يمارسه البعض من خلف الستار. ثالثا : العلاقة بالأنظمة والحكومات العربية. تعمد الكثير من الحكومات إلى محاولة تشويه صورة مؤسسات و نشطاء حقوق الإنسان بحجة أنهم يسيئون لصورة البلاد ، وهي محاولات تلوي عنق الحقيقة ، لان ممارسة الانتهاك ضد المواطنين وحقوقهم هو الذي يسئ لصورة البلاد وليس الكشف عنه أو فضحه ، وإذا كانت الحكومات مثلا تعتبر الحديث عن التعذيب أو تزوير الانتخابات إساءة لسمعتها