يواصل مجلس الأمن الدولي مشاوراته حول موضوع التجديد لانتداب القوات الدولية المعززة اليونيفيل في الجنوب اللبناني و قد نشر اليوم نص المشروع الخطي الفرنسي المعروض للنقاش أمام المجلس و المتوقع ان يجري إقراره بعد إدخال بعض التعديلات في صياغته غدا أو بعد غد .
و في أعقاب معركة سياسية و إعلامية و دبلوماسية حامية الوطيس حركها الإسرائيليون على جميع الجبهات و بمساندة أميركية غير مشروطة داخل مجلس الأمن و عبر عواصم العالم أكدت اختبارات القوة فشل المحاولة الإسرائيلية لتعديل قواعد عمل اليونيفيل بقصد تحويلها إلى قوات متعددة الجنسيات للتدخل السريع و خارج مرجعية السيادة اللبنانية المتمثلة بالجيش اللبناني على أرض الجنوب و هو ما يعني عمليا و سياسيا جعل منطقة جنوبي الليطاني حزاما امنيا دوليا لحراسة الاحتلال الإسرائيلي .
النص الفرنسي ما زال موضع مناقشة في مجلس الأمن الدولي و سيكون عرضة لتعديلات يطالب عدد من الأعضاء تتناول تهذيب تعابير ملتبسة تتخطى حقيقة أن إسرائيل تعطل تنفيذ القرار 1701 من خلال استمرار احتلالها لأراض لبنانية و عبر اعتداءاتها المتواصلة على السيادة اللبنانية .
العقبات التي جابهت الإسرائيليين و محاولاتهم كانت واضحة في نيويورك خلال الشهرين الماضيين و على الرغم من الضجيج السياسي و الإعلامي الإسرائيلي :
- التوازنات اللبنانية فرضت في حصيلتها موقفا رسميا عبرت عنه رسالة رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة التي طلبت باسم الدولة اللبنانية تمديد ولاية اليونيفيل لسنة جديدة وفقا للشروط المعتمدة منذ عام 2006 و من غير أي تعديل .
- الدول المشاركة في اليونيفيل و خصوصا الأوروبية و منها فرنسا أظهرت رغبة في عدم القيام بأي تعديل استفزازي قد يرفع من نسبة الريبة و الشك التي يشعر بها الجنوبيون اتجاه تحركات بعض وحدات القوات الدولية على الأرض و بالتحديد تجاوزها لمرجعية الجيش اللبناني السيادية بدلا من التصرف كقوات دولية مؤازرة للشرعية اللبنانية و قد حذرت بعثات هذه الدول من تفاقم أزمة الثقة بين الوحدات الدولية و السكان الذين ينظرون بعين الشك لكل ما يمكن اعتباره انحيازا لإسرائيل القوة المعتدية التي تحتل الأرض و تنتهك السيادة أو تجاهلا لكون الجيش اللبناني هو السلطة المسؤولة على الأرض و التي تقرر وفق احتياجها الميداني طلب معونة اليونيفيل .
- ظهر الازدواج في الموقف الأميركي من خلال مناصرة و دعم الحملة الإسرائيلية لمحاولة تعديل قواعد الاشتباك و من ثم الدعوة لمراعاة الظروف و التوازنات اللبنانية التي لا تحتمل أي دعسة ناقصة و متسرعة و خصوصا بعدما فشلت محاولات أميركية و إسرائيلية حثيثة لاستثمار ما جرى في مجدل سلم و التي قطع الطريق عليها التحقيق المشترك بين اليونيفيل و الجيش اللبناني .
إسرائيل تواجه خيبة جديدة في التعامل مع هزيمتها في لبنان بفعل تلاحم الجيش و المقاومة و الشعب و هي تكتشف مرة أخرى أن الانقلاب على التوازنات في لبنان صعب و مستحيل بعدما غيرت هزيمتها في تموز مجرى الأحداث في الشرق الذي أفشل مغامرة بوش الخاسرة .
السبت أكتوبر 24 2009, 01:53 من طرف ocean