الانفتاح السوقي والتعبوي للقوات المسلحة
إن ظروف الحرب الحديثة والمفاجأة بشنها، جعل من الضروري الاحتفاظ بصورة مستمرة بحجم معين من القوات المسلحة، على درجة استعداد عالية موزعة في مناطق قريبة من الحدود وأخرى في عمق الدولة حتى يمكن صد العدوان المباغت ومنع الاختراق العميق لأراضي الدولة.
وعلى هذا فإن (الانفتاح السوقي: هو كافة الإجراءات الخاصة بتنقل وتحشد القوات القادرة على إدارة العمليات السوقية طبقا لفكرة الاستخدام السوقي للقوات المسلحة).
وحتى نتصور عملية الفتح السوقي للقوات فإنها تتم بثلاثة مراحل:
أ ـ مراحل الحشد السوقي، وفيها يتم نقل القوات المسلحة وتحريكها وإعادة توزيعها على ساحة العمليات.
ب ـ مرحلة التجمع السوقي، وهي عملية تشكيل القوات في تجمعات مشتركة من القوات البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي والأسلحة التخصصية طبقا لمطالب إدارة العمليات في الاتجاهات المختلفة.
ج ـ عملية انفتاح القوات، وفيما يتم توزيع هذه التجمعات المشتركة على الاتجاهات المختلفة والمحددة سلفا.
من الطبيعي أن تكون عمليات الانفتاح متداخلة، وتتم تلك العمليات من خلال مرحلة التعبئة. كما أن هناك عملية انفتاح سوقي لكل قوة رئيسية من القوات المسلحة على حدة. كأن تقوم بعض تشكيلات القوة الجوية ووحداتها فعلا بالانفتاح السوقي في توقيت منفصل عن الانفتاح السوقي للقوات المسلحة الأخرى لحاجتها لوقت أطول للانفتاح كما يحدث عادة مع فتح تشكيلات ووحدات الغواصات أمام سواحل العدو أو فتح التشكيلات الجوية الضاربة في أعماق البحار.
متى يصبح الانفتاح السوقي كاملا؟
أ ـ وصول التشكيلات والوحدات الى مناطق تحشدها الابتدائية وإنجاز عملية التجحفل.
ب ـ إكمال تمركز وحدات الصواريخ والمدفعية في أماكنها.
ج ـ إكمال تموضع الوحدات الجوية في المطارات الأمامية.
د ـ اتخاذ قطعات العمق والاحتياطات مواضعها ضمن الترتيب الأساسي للمعركة
هـ ـ إتمام وحدات الدفاع الجوي تمركزها في المواقع حسب الخطة.
و ـ إكمال انفتاح الوحدات الإدارية على جميع المستويات واحتلالها لأماكنها وبدء أعمالها.
ز ـ استلام التشكيلات والوحدات لمهامها وإنجازها لمتطلبات التنسيق.
تعبئة وتسليح القوات المسلحة
تشمل التعبئة إجراءات مختلفة لتحول الدولة من حالة السلم الى حالة الحرب. ومن الطبيعي أن تُعلن التعبئة (النفير) بواسطة أعلى سلطة في الدولة، وقد تكون حالة نفير عامة أو جزئية، وقد تعلن قبل الحرب كما حدث في مصر وسوريا في حرب 1967، أو أثناء الحرب كما فعل الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية. وتشمل التعبئة ما يلي:
أ ـ تعبئة القوات المسلحة.
ب ـ تعبئة الصناعة والنقل والزراعة.
ج ـ تعبئة المصادر المالية والتجارية.
د ـ تعبئة أجهزة الدفاع المدني.
هـ ـ تعبئة القوة العاملة.
و ـ تعبئة المعاهد العلمية والعلماء.
ز ـ تعبئة مصادر الإسكان (المباني العامة وباقي المباني)
ح ـ تعبئة أجهزة الإعلام.
مما تقدم نرى أن تعبئة كل موارد الدولة تتجاوز اختصاص القيادة العسكرية، ولذا فإن مسئولية اتخاذ قرار إعلان التعبئة العامة يقع على عاتق القيادة السياسية العسكرية للدولة. وسنمر على كل بند من تلك التعبئة:
أ ـ خطة التعبئة للقوات المسلحة:
تعتبر هذه الخطة جزءا رئيسيا من التخطيط السوقي العام وتشمل عدة خطط فرعية أهمها:
1ـ خطة بناء الحجم الحربي للقوات المسلحة.
2 ـ خطة سد نقص الوحدات والتشكيلات بالأفراد.
3ـ خطة تعبئة وتحويل السفن المدنية الى القوات البحرية.
4ـ خطة تعبئة وسائل النقل (سيارات، سكك، نقل جوي)
5ـ خطة تعبئة المعدات الخاصة والهندسية (شفلات، حفارات، رافعات الخ) لصالح المجهود الحربي
6ـ خطة الإسناد الإداري والفني للتشكيلات والوحدات المتشكلة حديثا.
7ـ خطة الإسناد السياسي والمعنوي للتعبئة.
وسنتطرق في المرة القادمة للخطة الأولى نظرا لأهميتها