لن أطيل عليك بالمقدمات...تفضلوا الدروس
نظرية نشأة الدين البدائي
النظرية الروحية :تذهب هذه النظرية التي كان الانتربيولوجى تايلور أشهر القائلين بها ثم اعتمدها عالم الاجتماع هربر سبنسر إلى أن أقدم دين في الوجود هو الاعتقاد في الأرواح وعبادتها ومن هنا جاء أصل تسمية النظرية الروحية يؤكد تايلور في معرض التأسيس أن فكرة الكائنات الروحية قد سيطرة سيطرة تامة علي حياة الإنسان فكان لها كبير الأثر على حباته ونظرته للأشياء أما السبب الأساسي في انتباه الإنسان إلى فكرة الروح فهو بحسب تايلور حالتي النوم واليقظة وما يحدث أثناء النوم من رؤى وأحلام, إنما الحلم كما هو معروف ينقل الإنسان ذهنيا من مكان إلى آخر وقد يرى أشخاص قد ماتوا من أمد وهذا ما دفعه إلى الاعتقاد ببقاء أرواح الموتى واستمر اتصالها بالأحياء بل بقدرتها على التفهم وإلحاق الضرر بهم, فتتقرب إليها, لتجنب أذاها ومن الواضح الآن أن إسقاط ثنائية الخير والشر وتقابلها المتأصلة في الطبيعة البشرية على نظرة الإنسان البدائي هذه قد قسمت الأرواح إلى أرواح خيرة تحل بالإنسان فتحلب له المنفعة والخير والصحة والتربية وأخرى خبيثة وشريرة تسبب له أفظع الآلام وتجلب له الشقاء و التعاسة والمرض ومن هنا نعمم كيف جاءت عبادة الآباء والأسلاف عند الإنسان البدائي الذي اعتقد أن أرواحهم بعد الموت ترفرف في سماء الأسرى أو القبيلة يحفظها من الشرور .....
النظرية الطبيعية : إذا كانت النظرة الروحية قد استندت في تفسيرها إلى المعتقدات القديمة إلى أن الأحلام هي التي نبهت الإنسان إلى فكرة الروح فان النظرية الطبيعة التي كان أشهر أنصارها ماكس مولر تؤكد أن الاعتقاد الديني الأول قام على الإدراك الحسي المسبق بمعنى أن الجماعات البدائية عبدت مظاهر الطبيعة المختلفة ,
فالدين عنده وأنصاره استندت إلى التجربة الحسية, فالإنسان البدائي ألها بعض مظاهر الطبيعة لاعتقاد أن فيها قوى روحية مؤثرة في العالم فان الشمس والقمر والنجوم...... لما لشمس من اثر ضار في الزرع والأرض ولما للقمر من اثر في نفس الإنسان
وقد استند ماكس مولر لنظريته على الوثائق التاريخية التي خلص من خلال قراءته وتحليلها لها إلى أن معظم أسماء الإله القديمة عند الشعوب الهند وروسية هي كلمات دالة على ظواهر طبيعية مثل اجني AGni وهو اله النار,و كلمة اجني تعني النار وكلمة دياؤس إله السماء غير أن مولر يرى أن الدين الحقيقي وبشكله المنظم لم يوجد إلا عندما خرجت مظاهر الطبيعة من حالتها الذهنية المجردة إلي حالة الفعل أي عندما اعتقد الإنسان البدائي بان للظواهر الطبيعية كائنات روحية تحتلها وسبب هذا الانتقال حسب مولر هو من تأثير اللغة على الأفكار هو ما اسماه المعرض اللغوي الذي تم حينما اعتبر التعبيرات الغوية المجازية مثل الشمس تطلع ..والنهر يجري ...حقيقة باختلاط المظاهر بالأفعال الإنسانية وهو ما يعني أن النظرية الطبيعة تؤكد أن اللغة هي التي فرضت على العالم الطبيعي عالما متخيلا من الكائنات الروحية التي عبدت في تحكمها في حركة الطبيعة
النظرية الطوطمية :يقول دوكايم بان الطوطمية دين وليست نظاما اجتماعيا يعتبرها مصدرا أساسيا لسائر الاتجاهات الفكرية في الديانات المعاصرة كما يري دوكايم أن في الطوطمية ثلاث عناصر مقدسة في العشيرة والمادة الممثلة للطوطم والشخص المنتمي للعشيرة ولعل أهم ما يميز نظرية دور كايم هي وصفه للطوطمية بأنها أقدم الأديان لاتصالها بالتكوين الاجتماعي الذي يعتبره البعض أن له قوى قدسية دفعة أفراد العشيرة إلى عبادة الطوطم الذي يعتبر شكله المادي (شعار العشيرة)عن جوهره الأحادي الذي يعني الارتباط بالوحدة والاجتماع والتضامن الاجتماعي من خلال الاحتفالات والشعائر الجماعية , وبالتالي يرى أن موضوع العبادة هو المجتمع نفسه الذي يسعى إلى أن يؤكد ذاته بذاته ويرسخ شرعته وقيمه ومنه فالإله هي صورة المجتمع وليس المجتمع صوره لها ...ويضيف دور كايم بأن تأثير الدين سينحصر مع تطور المجتمعات الحديثة وسيحل مكانه التفكير العلمي ...
نقد النظرية(الروحية) هو تركيز القائلين بها على تفسير ظاهرة الحلم تفسيرا يبتعد عن الواقع هذا من ناحية ومن ناحية أخرى اعتقد هؤلاء أن الإنسان البدائي لم يبلغ مرحلة النضج العقلي التي تؤهله إلى التأمل الفلسفي بحيث يمكنه تفسير وجود الروح عن طريق الحلم بالإضافة إلى انه لا يمكن أن يكون الاعتقاد بالأرواح قاعدة عامة لدى المجتمعات البدائية
أما النقد الذي وجه للنظرية الطبيعة فهو أنها أقامت الدين على تخيلات في شكل الالتباسات في اللغة ,أن الدين أسمى من ان يكون قائما على الأمراض والالتباسات اللغوية فمثل هدا التحليل قد يقيل تفسير نشأة الالهه وليس تفسير نشاه الدين في حد ذاته لان للدين نزعة فطرية ونظام ثابت عاشت عليه الإنسانية أجيالا .فالدين كان اسبق بكثير من المرحلة التي ظهرت فيها الآلهة في تاريخ الأديان أما ما يؤخذ على النظرية الطوطمية أنها بالغت في إعطاء الأهمية للعقل الجمعي رغم دورة البارزة في حياة المجمعات إلا انه لا يصل الخلق الدين ..لقد أغفل أنصار هذه النظرية دور الفرد في صنع العقيدة الدينية وأغفلوا التفاعل والتعاون المتبادل بين الفرد والمجتمع , والشارات والرسومات والعلامات الطوطمية تعد ظواهر اجتماعية خارجية فهي تحمل طابع الإلزام الجمعي ولا يعتبر عن جوهرية الدين كما يزعم دور كايم –أما الاعتقادات والتصورات فهي التي تعبر عن حقيقة الدين وهي تحمل تجارب للفرد من أحاسيس ومشاعر وأفكار . ذلك أن أول بدايات الفترة الدينية تبدأ من الفرد فلا يمكن سلب الصفة الفردية عن الدين
الدين نزعة فطرية :لقد خلق الله عز وجل الإنسان بحكمته من مادة وروح وجعل لكل منهما حاجات ضرورية تصورات البدن الغذاء والماء ..كذلك فان ضرورات روح التدين والإيمان الذي هو نزعة فطرية مغروسة في بنى البشر إذا يقول سبحانه((.فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ) الروم آية 30 وقوله ((وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ )) الأعراف آية 172 وبرغم من أن الله عز وجل أودع في قلوب عبادة هده الفطرة الطبيعة فانه رحمة منه لم يشأ أن يتركهم هملا بل بشرهم منذ البداية انه سيبعث لهم رسلا يهدونهم إلى سواء السبيل كما أودع مع هذه النزعة عقلا لكل إنسان يرشد إلى الحق ويحذره من الباطل قال تعالى ((قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلاَ يَضِلُّ وَلاَ يَشْقَى.وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى))طه .آية 123/124
أراء بعض المفكرين في علم الاجتماع حول الدين
كارل ماركس :لقد تأثر ماركس في دراسته للدين بكتابات المفكر والفيلسوف لودفيغ فيورياخ الذي ألف كتابه جوهر المسيحية عام 1841 حيث يرى هذا الأخير أن الدين يتكون من أفكار وقيم أنتجها البشر خلال تطورهم الثقافي لكنهم اصبغوها علي قوى سماوية أو اللاهية أي أن مجموع المعايير والقيم التي أنتجها مجتمع ما مع مرور الوقت توارثتها الأجيال اللاحقة لتجعلها وسيلة ضبط وتنسبها إلى أنشطة اللاهة , ويضيف فيورياخ أن عجز البشر عن فهم الرموز الدينية التي ابتدعوها يجعل من الدين حالة من الاغتراب الإنساني وهذا ما ذهب إليه كارل ماركس , كما توصل من خلال نقدة الفلسفي والسياسي للدين بان الدين بمثابة القلب في عالم لا قلب له إذ يمثل الملاذ من قسوة الواقع اليومي وفيه يحتمي الضعفاء . كما يرى ماركس في مقولته ((الدين أفيون الشعوب )) الذي يهيأ الناس لقبول أوضاعهم في هذه الحياة لان السعادة والجزاء سيكونان في عالم الآخرة وبالتالي صرف الانتباه عن المظالم ووجود التفاوت و اللا مساواة في العالم وتكريس الطبيعة ,وعليه فالدين كما يراه ماركس ينطوي على عنصر إيديولوجي قوي إذ أن المعتقدات والقيم الدينية تستخدم لتبرير جوانب لا مساواة في الثروة والسلطة انطلاقا من فكرته أن الإنسان الذي يمثل المجتمع فهو الذي ينتج الدين وليس العكس أي أنه يستطيع تحقيق المثل والقيم العليا بنفسه التي أضفاها على الآلهة (القيم ....)كما اشار كارل ماركس بان الدين سوف يختفي او لابد له من ان يختفي
ماكس فيبر :1864-1920.حاول ماكس فيبر كغيرة من علماء الاجتماع تحديد العلاقة مابين الدين والمجتمع فقام بدراسته واستقصاء الأديان القائمة في العلم الهندوسية البوذية الطاوية اليهودية والمسيحية ...ولم يستكمل دراسته للإسلام وكان كتاب الأخلاق البروتستينبة وروح الرأسمالية الذي نشر عام 1904-1905من ابرز مؤلفاته
ركز فيبر في دراسته على الترابط بين الدين والتغير الاجتماعي حيث توصل إلى أن البروستنيتة أو المذهب البروستنتي لاسيما الاتجاه التطهري البيوريتاني بزعامة كالفن هو المنبع الأساسي للنظرة الرأسمالية في المجتمعات الفردية الحديثة كالنجاح الذي حققه التجار االبروستنيتين والذي دفع بعجلة التنمية الاقتصادية الغربية كان بدافع خدمة الله وكان النجاح المادي المالي بالنسبة إليهم علامة من علامات العناية الإلهية ... وفي مقارنة بين الأديان وتحليله لها وجد أن الأديان الشرقية كانت تنطوي على حواجز عالية تحول دون تنمية الرأسمالية كما شهدها الغرب . وبالرغم من رفي الحضارة في الصين والهند فيما مضي ووصولها إلى مستويات عالية من النمو في مجالات التجارة والتصنيع , إلا أنها لو تؤدي إلى إحداث أنماط من التغير الاجتماعي الجذري لأنه حسيب فيبر الأديان الشرقية لاسيما الهندوسية والكنفوشوسية كرست الخضوع والخنوع فالهندوسية مثلا تمثل دين العالم الأخر ولا تركز على ضرورة تشكيل العالم المادي والسيطرة عليه كما يرى فيبر أن الديانات الخلاصية بعض التيارات داخل المسيحية *يمثل دينا خلاصيا* تنطوي على جانب ثوري يدعو إلى التمرد على الأوضاع الراهنة ويطالب بتغيرها ,بينما تنتمي الأديان الشرقية لدى إتباعها موقف سلبيا يميل إلى تقبل النظام الحاكم ......
الإسلام كموضوع للدراسات السوسيولوجية :الإسلام شريعة يسعي إلى الاهتمام بالمجتمع بالأمور المادية من خلال تطوير الحقول الاقتصادية للحياة كالزراعة والصناعة والتجارة والخدمات التي يحتاجها المسلمون في الحياة اليومية . لقد أعطي الإسلام لكل ذي حق حقه واستجاب لكل رغبات الإنسانية وقدم لها ما تطلبه من غذاء فأشبع الجسد وأتاح للعقل أن ينشط وقدم للروح غذائها الروحاني من العقيدة , وبذلك يكون الإسلام الدين الذي يجمع ويوازن ويوحد بين المادة والروح ,ان الدارس والمتتبع لتطور المجتمع العربي الإسلامي وبلوغه إلى الصناعة والحضارة يجد أن المنبع الروحي لهذا التطور في ميادين الدين والدنيا هو الدين الإسلامي , وما يمثله من عقيدة نابعة من القران الكريم والسنة الشريفة , هذه الحضارة التي ازدهر فيها العلم والعلوم في جميع مجالات الحياة ورفعت الفرد إلى مستوي الرفاهية في الوقت الذي كان الظلام والاضطهاد يسودالدول الغربية في فترة القرون الوسطي مما جعلها منبر للعقل يقصده طلاب العلم من كل أنحاء العالم ,فيحتكون من آدابها الكثير وفي الوقت ذاته شكلت عند الغرب هاجس خوف من توسعها وانتشارها في بلدانهم ,شنو الحروب الصليبية ثم الحملات الاستشراقية بعدها ظهرت الحركات الاستعمارية يعد ضعف الدول الإسلامية وتفرقها
السياق التاريخي :
الحروب الصليبية :في الوقت الذي كانت فيه المسيحية تتراجع أمام الإسلام كان هذا الأخير يتقدم بقوة في آسيا وافر يفيا *صقلية واسبانيا* فجاءت الحملات الصليبية كرد أوروبا بالمسيحية على أقاليم إسلامية , وبصفة عامة الحملات الصليبية هو اسم يطلق حاليا على مجموعة من الحملات والحروب التي قام بها الأوروبيون في القرن 11 والى الثلث الأخير من القرن 13 (1096-1291). وأسميت بهذا الاسم لان الفرسان الذين اشتركوا فيها كانوا يخيطون على ألبستهم في الصدور والكتف علامة الصليب من قماش احمر كان يهدف بهذه الحروب في الأصل استرداد القدس والأرض المقدسة من المسلمين
دوافع الحروب الصليبية :
الدوافع الدينية : بدأت الحروب الصليبية بدعوة البابا اوبان الثاني 1095 مبررا الحملات بتطبيق إرادة الرب عن طريق الحج إلى الأرض المقدسة للتكفير عن الخطايا وتحرير المسيحيين في الأرض المقدسة من اضطهاد الحكم الإسلامي المزعوم
دوافع اجتماعية : في رأي الكثير من المسيحيين في الحملات الصليبية فرصتهم في الحصول على أراضي في الشرق
(أدي قانون الإرث إلى نشوء منطقة من النبلاء أو الأسياد الذين لم يكونوا يملكون إقطاعيات ) ورأي آخرون فيها فرصة لتوسيع أملاكهم لضم أملاك جديدة كما كان الفقراء يجدون فيها فرصة لحياة أفضل ووسيلة تخرجهم من حياة العبودية التي كانو ا يعيشونها في طل نظام الإقطاع السائد في ذلك الوقت وتوالت الحملات الصليبية على فترات متقطعة وظلت الحروب بين المسيحيين والمسلمين من نصر وهزيمة إلى القرن 13 , وانتهت أخيرا بطرد الصليبيين من الأراضي المقدسة , ومهما تكن أسباب هذه الحملات فقد أدت إلى احتكاك الصليبيين بالحضارة العربية الإسلامية وتعود البعض منهم على آداب الشرقيين وطرق عيشهم وكان لابد من احتكاكهم بنظام اجتماعي متطور جدا أن يولد لديهم التطلع إلى حرية فردية اكبر والنزوع إلى تحرير العقول والنفوس .
الاستشراق :بدأت أول الدراسات الاستشراقية حينما قصد الرهبان الغربيون الأندلس في إبان عظمتها ومجدها , وتثقفوا في مدارسها وترجموا القران والكتب العربية إلى لغاتهم وتتلمذوا على علماء المسلمين في مختلف العلوم خاصة الفلسفة والطب والرياضيات , و من أوائل هؤلاء الرهبان الراهب الفرنسي جربرت الذي انتخب بابا في كنيسة روما عام 999م ,بعد نعلمه في معالم الأندلس ,كانت الجامعات الغربية تعتمد على كتب العرب وتعتبرها المراجع الأصلية للدراسة قرابة
06 قرون ... ومع انقلاب الوضع وسقوط الحضارة الإسلامية ونبوغ الأوروبيين بدا الغرب في القرن 18م استعمار العالم الإسلامي والاستيلاء على ممتلكاته وظهرت طائفة من المستشرقين تقوم بدراسة المجتمعات الإسلامية كدراسات الانتروبولوحية في البداية لمعرفة البلد المستعمر فاصد رو لذلك المجلات واستولوا على المخطوطات العربية في البلاد العربية الإسلامية .
ميدان الاستشراق ودوافعه :
بدا الاستشراق بدراسة اللغة العربية والإسلام وانتهى , وبعد التوسع الاستعماري الغربي في الشرق الى دراسة جميع ديانات الشرق وعاداتها وحضاراته وجغرافيته وتقاليده وأشهر لغاته مع التركيز أكثر على الإسلام والآداب الإسلامية ,وذلك نظرا للدوافع الدينية التي شجعت على الدراسات الشرقية
01* الدافع الديني :ذلك أن الاستشراق بالرهبان ومازال وكان الهدف منه الطعن في الإسلام وتشويه محاسنه وتحريف حقائقه حتى تبقى الشعوب تخضع لزعامتهم الدينية ويمنع الإسلام من الانتشار ,.وزاد هذا الهجوم في العصر الحالي بعد رفع شعار العلمانية في مدنهم الغربية ,فشددوا الهجوم على الإسلام لصرف أنظار الغربيين عن نقد ما عندهم من عقيدة وكتب مقدسة هذا من جهة أخري محاولة التبشير المسيحي في الأوساط المسلمة ..
02*الدافع الاستعماري : حيث عملت الدول الغربية على احتلال بلاد المسلمين فاتجهن إلى دراسة هذه البلدان في كل شؤونها من عقيدة وعادات وأخلاق وثروات للتعرف على مواطن القوة فيها فتضعفها وعلى مواطن الضعف فتغتصبها ولما تم لها الاستيلاء العسكري والسيطرة السياسية كان من دوافع الاستشراق إضعاف المقاومة الروحية والمعنوية في نفوس المسلمين ..
03*الدافع التجاري :هو من الدوافع التي كان لها أثرها في تنشيط الاستشراق وهو رغبة الغربيين في التعامل مع دول الشرق لترويج بضائعهم وشراء المواد الطبيعية الخام بأثمان بخسه وفتح أسواق جديدة في بلاد العرب والمسلمين ..
04* الدافع السياسي : وقد ظهر جليا بعد استقلال أكثر الدول العربية والإسلامية ففي كل سفارة من سفارات الدول الغربية لدى هذه الدول سكرتير أو ملحق ثقافي يحسن اللغة العربية ليتمكن من الاتصال برجال الفكر والصحافة والسياسة فيتعرف على أفكارهم ويبث فيهم من الاتجاهات السياسية ما تريده دولته ..
*05الدافع العلمي :القلة من المستشرقين من اقبل على الاستشراق بدافع حب الاطلاع على حضارات الأمم وأديانها وثقافتها ولغاتها فجاءت أبحاثهم اقرب إلى الحق والى المنهج العلمي .
الاستعمار : هو الاستعمار هو ظاهرة تهدف إلى سيطرة دولة قوية على دولة ضعيفة وبسط نفوذها من أجلاستغلال خيراتها في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهي بالتالي نهبوسلب منظم لثروات البلاد المستعمرة، فضلاً عن تحطيم كرامة شعوب تلك البلاد وتدميرتراثها الحضاري والثقافي، وفرض ثقافة الاستعمار على أنها الثقافة الوحيدة القادرةعلى نقل البلاد المستعمرة إلى مرحلة الحضارة
تطور مفهوم الاستعمار وأنواعه
01* الاستعمار الاستيطاني : وهو السيطرة المنظمة على أراضي الآخرين وانتزاع ملكيتها بالقوة والعمل لإنشاء كيان سياسي بديل مما كان قائما .
02* الاستعمار الاستقلالي (الامبريالية): وهو نقل الدولة سلطتها المباشرة إلى إقليم خارجي بوسائل سياسية أو اقتصادية أو عسكرية ..
03*الاستعمارالجديد (الغير مباشر ):وهو سيطرة غير مباشرة على دول معينه بأدوات اقتصادية أو عسكرية ...
أهداف الاستعمار ودوافعه :
الأهداف السياسية :وتتمثل في تحسين مركز الدولة الاستعمارية في التنافس على مراكز المتقدمة على سلم القوى الدولي ويمكن اعتبار مؤتمر برلين عام 1884 م مؤشر على ذلك ,بدا البحث عن مراكز نفوذ بتمويل بعثات الاستكشافات الجغرافية ,والتي نستهدف البحث عن مناطق غنية بالموارد وار سال موجات من المستوطنين في بعض الأحيان إلى مناطق التي تمت السيطرة عليها ومن أمثلة الاحتلال العسكري المباشر –احتلال البريطاني لعدن عام 1839م ولمصر عام 1882 م والاحتلال الفرنسي على الجزائر عام 1830 م و لفيتنام عام 1858م أما المناطق التي عرفت استعمار استيطاني فمن أمثلتها الاستيطان الصهيوني بفلسطين ويكاد الوطن العربي يمثل ابرز مثال عن الموقع الاستراتيجي والتنافس في السيطرة عليه فقد تنافست الدول الأوروبية ومازالت على الوطن العربي إذ أن السيطرة عليه تعني التحكم في شبكة الموصلات التي تربط بين القارات الثلاث
الأهداف الاقتصادية : الحصول على المواد الخام لسد حاجة مصانع الدول المستعمرة وإيجاد الأسواق لتصريف إنتاجها والحصول على اليد العاملة الرخيسة,و تامين طرق الموصلات
الأهداف الثقافية :يتلخص الهدف الثقافي للدولة الاستعمارية في إعادة تشكيل المنظومة الثقافية لمجتمع المستعمرات لجعله اكثر ارتباط بالدولة المستعمرة وهو ما نلاحظه في عمل المستعمر على التمكين للغته ,وارتباط عدد من الحالات الاستعمارية بوجود بعثات وإرساليات تبشيرية دينية وقد نجح عدد منها في تنصير قطاعات من سكان المستعمرات وكان ابرز حالات النجاح في هذا المجال في الدول الإفريقية مثل جنوب السودان وجنوب نيجريا .
الأهداف الشكلية :*الديمغرافية *ارتفع عدد سكان أوروبا عام 1800م من 187 مليون نسمة إلى 401 مليون نسمة عام 1900 وهو الأمر الذي أدي إلى تعزيز فكرة الاستيطان الخارجي والغزو في الدول الغير أوروبية
ذرائع الاستعمار : لتبرير مسلكها الاستعماري بررت الدخول الاستعمارية سياسة الاحتلال والغزو الظالم بمجموعة من الذرائع نوجزها فيما يلي:
01*- تمدين الشعوب غير الأوروبية والبحث عن الحرية .
02*-تامين طرق المواصلات .
03*-حرية التجارة
04*-الشرعية الدولية .
الصياغ المعرفي : ظهور علم الاجتماع الديني كعلم قائم بذاته في النصف الأول من القرن 20 أدي بالضرورة إلى دراسة الإسلام لتعرف على أثره في المجتمع .
علم الاجتماع الديني
أن علم الاجتماع الديني فرع من فروع علم الاجتماع ,تمكن من الاستقلالية عن علم الاجتماع وعلوم الدين خلال النصف الأول من القرن 20 ’بعد تعقدا لمؤسسة الدينية وتشعبها وزيادة تفاعلاتها مع البناء الاجتماعي وبعد حاجة المجتمع المتزايدة للدين عندما ضعفت القيم وتخلخلت الأخلاق والمثل واستفحلت المنفعة المادية والنوازع الأنانية على الاعتبارات الروحية والمنطلقات الجماعية ,لهذا أصبحنا نعيش عصر العقائد الدينية بعد فشل الاديولوجيات بسبب عدم تلبيتها لحاجات النفس الإنسانية او تحقيقها للسعادة المرجوة على مستوى الجماعات والأمم وفشلها في تحقيق النتائج المنتظرة فإذا ثبت ذلك يحق للعقيدة الدينية ان تتربع على عرش القلوب وان تتخذ منهاجا لتحقيق الحياة الطيبة للأفراد والمجتمعات ,على ضوء كل هذا ظهر علم الاجتماع الديني كعلم مستقل عن علم الاجتماع والعلوم الدينية فما هو علم الاجتماع الديني ؟
مفهوم علم الاجتماع الديني :يعرف علم الاجتماع الديني على انه العلم الذي يدرس العلاقة المتفاعلة بين الدين والمجتمع ,كما عرف بأنه العلم الذي يدرس الجذور الاجتماعية والظواهر الدينية واثر هذه الظواهر في المجتمع والبناء الاجتماعي ويذكر الدكتور خليل احمد خليل معلقا على الدراسات د.يوسف باسل شلحت *على أن هذا الأخير يسعى إلى تبيين الموقع الاجتماعي للأديان بطريقة علمية ,فالدين كما يرى هو ...ظاهرة سوسيولوجية ذات توظيفات شتى على جميع الأصعدة الاديولوجيات السياسية والاقتصادية ,وعلى العالم دراسة التوظيفات بذاتها على أن لا
يضع الدين كايديولوجية في مواجهة الايديولوجيات الأخرى .وتوصل بهذا الى أن علم الاجتماع الديني هو ( درس ما يحدث في المجتمع وتحديد نسبة الحدث الديني وقوته وتبيان أثرة وتأثيره وخصوصا تأثره بالمجتمع الذي يعتنقه ودراسة الدين كظاهرة في السلوك الاجتماعي في نظام المجتمع وحتى في سياسته وأدائه الاقتصادي وهويته الثقافية ..))
كما عرف علم الاجتماع الديني (بأنه العلم الذي يدرس المؤسسة الدينية دراسة اجتماعية )) وقد عرف هولت المؤسسة الدينية في كتابة علم الاجتماع الديني (أنها المنظمة الدينية الرسمية ذات الصبغة الدائمة والمستمرة ))
إن الدراسات الاجتماعية للمؤسسة الدينية تنطوي على تحليل الأمور التالية :
01*دراسة الأنساق العمودية والأفقية للمؤسسة الدينية
02*دراسة وتحليل العلاقات الاجتماعية في المؤسسات الدينية .
03*دراسة نظام السلطة في المؤسسة الدينية وهو نظام النسق الذي يمارس القوى والذي يدير شؤون المؤسسة ويضمن سير أعمالها.
04*نظام المنزلة في المؤسسة الدينية وهو نظام النسق الذي يوزع الأجور وغيرها على العمال .
عوامل ظهور علم الاجتماع الديني : إن علم الاجتماع الديني وليد علاقة جدلية بين الموضوعات التي يدرسها كل من علم الاجتماع والدين ,فقبل ظهور ه كانت موضوعاته وأدبياته مشتته ومبعثرة ,وبظهوره انفصلت الموضوعات الاجتماعية الدينية لكي تنمو وتنضج وتتكامل وتصبح قادرة على تفسير الظواهر الدينية تفسيرا علميا هادفا
إن العوامل التي أدت إلى استقلالية علم الاجتماع الديني هي كما يلي :
01*عدم قدرة علم الاجتماع على دراسة الظواهر الدينية دراسة اجتماعية مخصصة نظرا لسعة الجوانب الدراسية وموضوعاتها وكثرة العوامل وتنوعها وكثرة العوامل الاجتماعية في حياة علم الاجتماع للإنسان إلى جانب عدم اهتمام علم الدين لدراسة اثر الظواهر الدينية في البناء الاجتماعي .
02* تعقد الحياة الاجتماعية وتفرعها وتداخل ظواهرها في القيم والممارسات الدينية والاهتمام المتزايد للدين بشؤون المجتمع
03*خضوع الدراسات والأدبيات الكثيرة في حق علم الاجتماع الديني خلال فترة (1920-1950) لاسيما علم الاجتماع الديني لماكس فيبر وكتاب علم الاجتماع الديني لمؤلفه *هورث* وكتاب الأخلاق البروتستانتية والروح الرأسمالية لــ ماكس فيبر وكتاب أصدره د.يوسف شلحت 1946 بعنوان علم الاجتماع الديني إلى جانب ذلك ظهور عدة أقسام علمية متخصصة بحق علم الاجتماع الديني التي تم تأسيسها بالعديد من الجامعات الصوفية والأمريكية والتي أدت بدورها إلى بلورة اختصاص وتنميته وانتشاره .
موضوع علم الاجتماع الديني وميادينه :
إما موضوعات علم الاجتماع الديني :يختص علم الاجتماع الديني بدراسة الظواهر الاجتماعية التي تبنت المؤسسات الدينية التي درسها الأستاذ *جورج ريمل * في كتابه علم الاجتماع الفقهي في ما يلي :
01*الرئاسة والمرؤوسة في المؤسسات الدينية .
02*المركزية واللامركزية لهذه المؤسسات .
03*الموضوعية والذاتية في المؤسسات الدينية .
04*الصراع والنفاق في المؤسسات الدينية
05*المنافسة والتعاون في المؤسسات الدينية .
أما ميادين علم الاجتماع الديني يمكن تحديد مبادئ دراسية ومنهجية فيما يلي :
-*تحديد علاقة علم الاجتماع الديني وعلم الاجتماع وعلم الدين
-* تحديد علاقة علو الاجتماع الديني وباقي العلو الأخرى
-* تحديد العلاقة بين الدين والمجتمع ...أي ما هو دور الدين ؟
-* تحديد العلاقة بين الدين والمادة والروح ويعالج هذا الأخير عدة قضايا أهمها :دعوة الدين للفرد والمجتمع والاهتمام بالأمور الالاهيه والدينية والمثالية والأخلاقية والاهتمام بالأمور الدنيوية الواقعية التي تؤدي إلى إصلاح المجتمع
كذلك الدين والمؤسسات (أي علاقته). والدين والتشريعات الاجتماعية كالعادات والتقاليد وهناك إيضاح مابين الدين والقيم الاجتماعية ( الأخلاق ...التسامح ...التكافل ..التكاتف .......الخ )
الحضارة عند مالك بن نبي
1/ التعريف بمالك بن نبي :
نشأته :هو مالك بن الحاج عمر بن الخضر بن نبي ولد في الخامس من ذي القعدة عام 1323 ه الموافق أول جانفي 1905 في مدينة قسنطينة ، من أبوين مسلمين ، ثم نشأ في تبسة ، حيث استقر مقام عائلته فيها وحصل على شهادة الثانوية في الجزائر ، ثم سافر إلى فرنسا البلد المستعمر حيث دخل كلية الهندسة وتخرج منها مهندسا كهربائيا عام 1935 ، ثم سافر مالك بعد فرنسا إلى القاهرة وغادر فرنسا نهائيا عام 1956 واستقر بمصر وهناك تعرف على العالم العربي وتعرف العالم عليه ، وفي العام 1959 قام بزيارة لسوريا ولبنان ، وشارك في عدد من المؤتمرات التي عقدت في السعودية والكويت وليبيا ، وعين من قبل الحكومة المصرية مستشارا للمؤتمر الإسلامي ( الذي أصبح في ما بعد مجمع البحوث الإسلامية )
وفي عام 1963 عاد بن نبي إلى وطنه الجزائر وقد تحرر من الاستعمار الفرنسي بعد احتلال دام أكثر من 130 سنة
تفرغ مالك بن نبي للعمل الفكري بعد ما ستقال من منصبه المتمثل في مدير عام للتعليم العالي بوزارة الثقافة والإرشاد القومي الجزائري ، توفى يوم الأربعاء 4 شوال 1393 ه الموافق لـ 31 أكتوبر 1973م
آثاره : أصدر في فرنسا باللغة الفرنسية، و" الظاهرة القرآنية " ، " شروط النهضة ووجهة العالم الإسلامي " الفكرة الإسلامية وفي مصر عندما أتقن اللغة العربية أصدرت له الكتب التالية : "مشكلة الثقافة " ، " ميلاد مجتمع " ، " في مهب المعركة " ، فكرة كومنولث إسلامي " ، " الصراع الفكري في البلاد المستعمرة ".
ومن مؤلفاته في الجزائر " آفاق جزائرية " ، " مشكلة الأفكار في العالم الإسلامي " ، " المسلم في عالم الاقتصاد " ، " مذكرات شاهد القرن " .
2/ الحضارة ومشكلاتها :
إن الاهتمام الكبير الذي شغل مالك بن نبي هو الإنسان في صورته الفردية والاجتماعية ، وقد انتهى بعد تأمله في التاريخ الإنساني والإسلامي إلى آراء وأفكار في الحضارة ، وفي التاريخ وفي السلوك الاجتماعي .
وله تفسير خاص يتعلق بالحركة التاريخية فهو يرى أن التاريخ نشاط مشترك مستمر مسجل على صفحة الزمن بتأثير من عالم الأشخاص و عالم الأفكار و عالم الأشياء مع الملاحظة بأن هناك علاقات في عالم الأشخاص يسميها مالك بن نبي شبكة العلاقات الاجتماعية و صورة النشاط المشترك في التاريخ تكون تابعة لعالم الأفكار فالسلوك يتبع الأفكار ينفذ ذلك عن طريق عالم الأشياء .
المجتمع الطبيعي و التاريخي :
1 – المجتمع الطبيعي :هو المجتمع البدائي
2- المجتمع التاريخي :هو الذي ولد في ظروف أولية معنية و لكنه عدل من بعد صفاته الجذرية ابتداء من هذه الحالة الأولية طبقا لقانون التغيير ، و المجتمع التاريخي ليس حدثا عرضيا بل هو نتيجة عملية تغيير مطردة
تفسير مالك بن نبي للحركة التاريخية :
أولا:حركة تاريخية مستمرة (استمرارية الحركة التاريخية)
ثانيا :إن هذه الحركة لها أسباب تنتجها (علية هذه الحركة )
ثالثا:إن لها غاية تريد الوصول إليها (غائية الحركة)
و هذه الحركة التاريخية ترجع في حقيقتها إلى مجموع من العوامل النفسية التي تعتبر ناتجا عن بعض القوى الروحية ، و هذه القوى الروحية هي التي تجعل من النفس المحرك الجوهري للتاريخ الإنساني .
و يستخلص " مالك بن نبي " أن التاريخ ليس سوى هذا التغيير الذي تتعرض له " الذات " و المجال الذي يحوطها على السواء و بتعبير أدق : أن صناعة التاريخ تتم تبعا لتأثير طوائف اجتماعية ثلاث :
تأثير "عالم الأشخاص "
تأثير " عالم الأفكار "
تأثير " عالم الأشياء ".
لكن هذه العوامل الثلاثة لا تعمل متفرقة بل تتوافق في عمل مشترك تأتي صورته طبقا لنماذج اديولوجية من عالم الأفكار يتم تنفيذها بوسائل من "عالم الأشياء " من أجل غاية يحددها عالم الأشخاص و بما أن وحدة هذا العمل التاريخي ضرورة فإن توافق هذه الوحدة مع الغاية منها هي التي تتجسم في صورة " حضارة " و بالتالي فإن هذا التوافق ضرورة ملحة لصناعة الحضارة و هو ما يستلزم - كنتيجة منطقية – وجود عالم رابع هو مجموع العلاقات الاجتماعية الضرورية أو ما يطلق عليه {شبكة العلاقات الاجتماعية}
و يرى " مالك بن نبي " إن تطور مجتمع ما على أية صورة هو دائما تطور مسجل كما و كيفا في شبكة علاقاته
وعندما يرتخي التوتر في خيوط الشبكة تصبح عاجزة عن القيام بالنشاط المشترك بصورة فعالة وفي ذلك دليل على أن المجتمع مريض وانه ماض إلى نهايته .
إن هذا الاهتمام الكبير من مالك بن نبي بموضوع الحضارة له ما يسوغه حسب تعريفه للحضارة ومضامينها الثقافية والعلمية ، فالأمة التي تقلع باتجاه حضارة ، وذلك بالفكرة التي غدت هذا الإقلاع ، تكون شبكة علاقاتها وحلل الزواج ، وحرم الربا وأحل التجارة ......الخ وأصبحت شخصية المسلم سوية ليس فيها عقد نفسية أو اجتماعية .
نقل الإسلام الفرد الذي يقتفي ضلال آبائه ولا يتبع إلا هواه إلى الفرد الذي يقرأ وينظر ويفكر ويتدبر ، وحين قال لهم القرآن (( ولا تمش في الأرض مرحا )) سورة الإسراء : الآية 38 ، كان يهدف إلى ترشيد النفس العربية بهذا الانضباط الحضاري ولقد صنعت الحضارة الإسلامية لأول عهدها ثقافة مشتركة جعلت العرب يقبلون على العلم بنهم عظيم ، وجعلت خليفة عبقريا مثل عمر بن الخطاب "" رضي الله عنه "" يأمر بتخطيط المدن في العراق والشام وافريقية ، وابتني ست مدن فهو أبو المدن كما يعبر المؤرخ شاكر مصطفى .
تعريف الحضارة :ليس سهلا تعريف مصطلح عميق الدلالة كالحضارة تعريفا جامعا مانعا كما يقال .
فالحضارة عند ابن خلدون هي
التفنن في الترف ، واستجادة أحواله والكلف بالصنائع التي تؤنق من صنوفه والحضارة تكون عند انتهاء الدولة ، ومن مفاسد الحضارة الانهماك في الشهوات والاسترسال فيها لكثرة الترف ) .
الحضارة عند مالك بن نبي : يعرف مالك بن نبي الحضارة أنها " مجموع الشروط الأخلاقية والمادية التي تتيح لمجتمع معين أن يقدم لكل فرد من أفراده في كل طور من أطوار وجوده المساعدة الضرورية " .
والحضارة عنده هي :" نتاج فكرة جوهرية تمنح المجتمع في مرحلة ما قبل التحضر القدرة عل "" الاندفاع "" يجعله يدخل التاريخ فيبني نظامه الفكري طبقا للنموذج المثالي الذي اختاره وعلى هذا النحو تتأصل جذوره في محيط ثقافي أصيل يتحكم بدوره في جميع خصائصه التي تميزه عن الثقافات والحضارات الأخرى ".
والحضارة " هي جوهر الوجود للمجتمع وعكسها هو الهمجية والعودة إلى البدائية الترحلة ".
إذا الحضارة عند مالك بن نبي هي الحاضنة للتقدم وهي المحيط المناسب لإشاعة ثقافة العلم .
العوامل التي تشكل الحضارة :
أما العوامل التي تشكل الحضارة فقد صاغها مالك بن نبي في المعادلة التالية :
ناتج الحضارة = إنسان + تراب+ وقت
ولكن هذه المعادلة لا تعطي ثمارها إلا بمفاعل أو مركب يدمج هذه العناصر ويعطيها غاية وهذا المفاعل هو الدين أو ما أسماه " الفكرة الدينية " أو " العنصر الأخلاقي " والذي رافق دائما تركيب الحضارة عبر التاريخ .
وفي حديثه عن دور الدين في الحضارة يخصص مالك بن نبي فصلين لذلك ويستنتج أن الحضارة لا تظهر في أمة من الأمم إلا في صورة وحي يهبط للناس شرعة ومنهاجا ، ففي هذه الفترة من نزول الوحي تسيطر الروح على حياة الأمة وتظل هي العامل الرئيسي في سيرها التاريخي .
فالحضارة القائمة على الدين تولد مرتين ، مرة عند نزول الوحي ومرة أخرى عندما تنطبع الفكرة الدينية في نفوس معتنقيها ( ودليله في ذلك ما حدث في المسيحية فقد ولدت أولا عندما تلقى عيسى "" عليه السلام "" الوحي وولدت ثانيا في عصر النهضة ، ولكن المولدين حدثا في وقت واحد في الإسلام ) .
الدورة الحضارية :
انطلاقا من المعادلة السابقة يعتقد مالك بن نبي بالدورة الحضارية ، فالحضارة تبدأ قوية مندفعة عندما تسيطر عليها الروح أو العاطفة الصادقة أو الشعور الجماعي القوي لتنفيذ فكرة وهذه الروح تضبط الغرائز الدنيوية وهي مرحلة النهضة .
ثم مرحلة العقل : وفيها تبدأ مرحلة قطف ثمار الحضارة من التمدن وازدهار العلوم والفنون وتبدأ في المقابل الغرائز في التفلت شيئا فشيئا .
وأخيرا مرحلة الانحطاط :وفيها تتفكك العلاقات الاجتماعية وتسود الفردية ، ويتحول العلم إلى علم انتفاعي يعيش أصحابه على الجهل المنتشر ويسميها مرحلة الغريزة ثم يدخل الإنسان بعدها مرحلة ما بعد الحضارة .
ويشير مالك إلى أن الوصول إلى المرحلة الأخيرة لا يعني أنها دورة حتمية المآل أو الزوال فالحضارة يمكن أن تستأنف مرة ثانية أو تستمر إذا استطاعت الفكرة الدينية أن تكون فاعلة وحاضرة في الأمة من جديد .
أهم آرائه وأفكاره في النهوض الحضاري :
لقد درس مالك بن نبي أسباب تخلف العالم الإسلامي ، ولم يدرس حالة بعينها ، درس العالم الإسلامي وهو يعيش في بؤرة الصراع مع الغرب خاصة في بلد مثل الجزائر وتنبه مالك إلى الأسباب عدم نهوض الأمة الإسلامية من عدم وجود منهج واضح للإصلاح ولا نظرية محددة للأهداف والوسائل ولا تخطيط للمراحل .
وقد شخص أمراض المسلمين وهو في الغالب يركز على الفرد والمجتمع أكثر من تركيزه على الدولة والإصلاح السياسي
أولا : الأمراض الداخلية :
1/ الشلل الأخلاقي :تحتل الأخلاق حجر الزاوية في فكر مالك بن نبي ، فهي مرتبطة بالسياسة والحضارة والمجتمع ، وبفقدان الأخلاق يتحول المجتمع المتحضر إلى مجتمع منحط " إن أخطر مرض أصاب المسلمين وهو الانفصام بين النموذج القرآني والتطبيق العملي فقد انعدمت الدوافع التي حركت الرعيل الأول من الصحابة " .
وازداد هذا المرض انتشارا في القرون الأخيرة فأصبح المسلم نتيجة لغروره لا يقر بأخطائه وأصبحت المعادلة عنده : بما أن الإسلام دين كامل وبما أنني مسلم فأنا كامل وبذلك اختلت الحركة عنده فلا يزيد من جهوده للبناء والإصلاح ونتيجة لهذا الخلل ضعفت الروابط الاجتماعية .
ا2/ لخلل الفكري :
-يميل المسلم في تقويميه للأشياء إما للغلو فيها أو الحط من قيمتها ويتمثل هذا في نوعين من الأفراد
أ/ذهان السهولة/وهو أن يعتقد الشخص أن الأمور سهلة جدا ولا تحتاج إلى تعب و نصب وهي الحالة التي يسميها مالك بن نبي (ذهان السهولة )
ب/ذهان الاستحالة :وهو أن تحدث العكس فيصاب بذهان الاستحالة فيرى المسلم أن الأمور مستحيلة ويقف أمامها عاجزا وهي في الحقيقة غير مستحيلة ولكن ربما يضخمها عمدا حتى لا يتعب نفسه في أيجاد الحلول لها أو أنه يشعر بضعف همته فيحكم عليها بالاستحالة
ج/طغيان عالم الأشياء :عندما يكون مجتمع في حالة نهوض لابد أن يحقق الانسجام بين هذه العوالم (الأشياء,الأشخاص الأفكار )ولكن في حلة التخلف تكون النزعة الكمية هي المسيطرة ( فلا يسأل المؤلف عن الموضوع الذي تناوله وإنما يسأل عن عدد صفحات الكتاب)
د/ طغيان عالم الأشخاص :عندما يتعلق الناس بالأشخاص أكثر من تعليقهم بالمبدأ فأنهم يرون الإنقاذ من الحالة التي هم فيها ب( البطل القديم ) دون أن يقدموا بجهد يذكر في حين أنه من واجب المسلمين جميعهم حمل الرسالة وقيادة الدعوة بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم .يقول الله تعالى ( وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفاين مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ) سورة آل عمران الآية 144
هـ/ طغيان عالم الأفكار:عندما يكون المجتمع في حالة تخاف قد يصل الأمر ألي طغيان عالم الأفكار فعندما لا يستطيع المسلم القيام بعمل مثمر يلجأ إلى البحث في الأفكار المجردة النظرية التي لا تأخذ طريقها إلي التطبيق
و/ العقلية الذرية : وهذا مرض من ينظر إلي الأحداث والوقائع مجزأة ومنصفة فردية .هذه العقلية موجودة في أوساط المسلمين بسب البعد عن الفعل الحضاري ومن مظاهرها أن الجهود المبذولة في المجتمعات الإسلامية لاتتسم بالتواصل بل بالمحاولات المنفصلة وهذا العجز عن التعميم يحدث للعقل الإنساني عامة عندما يقصر عن بلوغ درجة معنية من النضج . بينما في حالة الحضارة مثل ما هو الحال في الحضارة العربية فان التراث العلمي الذي خلفته هذه الأخيرة يظل شاهدا على ما اتسم به العقل الإسلامي من القدرة على التركيب و الإحساس بالقانون العام و البعد عن العقلية التجزيئية (علم أصول الفقه اكبر دليل على ذلك)
1- القابلية للاستعمار :هذا المصطلح من أهم المفاهيم التي أطلقها مالك بن نبي و هو يعني غالبا التخلف الحضاري الذي أصاالمسلمين في العصور الأخيرة لان كثيرا من المسلمين يحاولون تبرير تخلفهم و ضعفهم بالاستعمار فأراد مالك بن نبي إن يرجع المشكلة إلى سببها الأول و هو القابلية للاستعمار أي ملاحظة الخسائر التي ألحقها المسلمون بأنفسهم قبل التحدث عن الخسائر التي ألحقها الآخرون بهم
2- ثانيا: الخطر الخارجي :
3- و الذي يتمثل في الاستعمار الغربي و يعلق مالك على هذا:
4- بأن ظاهرة الاستعمار من طبيعة الرجل الأوربي و بالمقارنة نجد أنه في عصر ازدهار الحضارة الإسلامية عرف المسلمون الكثير من البلدان عن طريق رحلات ابن بطوطة و أبو الفدا، و المسعودي و ابن جبير و لكنها لم تثر شهيتهم للاستعمار
5- أن المستعمر يستخدم بخبث منطق الفعالية مع الشباب المسلم و خاصة الذين يدرسون في الخارج و خلاصته (بما أننا المسيطرون و الأقوى إذا أفكارنا هي الصحيحة)
6- و من وسائله الماكرة أيضا التي ما يزال يتقن استعمالها رميه للمسلم بشتى الاتهامات ليضعه في موقف الدفاع فيعيش المسلم متهما و في حالة من التوتر النفسي و العقائدي و الحقيقة ليست في الدفاع عن الإسلام بل في تعليم المسلمين كيف يدافعون عن أنفسهم.
7- ثالثا: الإقلاع باتجاه الحضارة :
8- لقد قدم مالك بعض الحلول التي تساعد على النهوض باتجاه حضارة و هي كالتالي:
1/ الأيمان العميق بالمبدأ الذي يعتنقه الإنسان :هذا الإيمان يعطيه قوة فوق قوته واحتمالا فوق احتماله فيتغلب علي المصاعب ويتحول هذا الإيمان إلي عاطفة قوية جارفة والمسلم الذي يصل إلي درجة التوتر الروحي كما يعبر مالك بن نبي يشعر بالسعادة الغامرة .وهي الحالة التي جعلت بلالا(رضي الله عنه ) يصبر ويتحدي قريشا وهو يردد :أحد أحد .وهذه الطاقة الإيمانية هي التي جعلت الفرد المسلم في عصر النبوة يقسم ثروته مع أخيه المهاجر وهي التي جعلت الصاحبة يحفرون الخندق في أيام قليلة
2/شبكة العلاقات الاجتماعية :
إن المجتمع لا يتكون من مجموع أفراد بل بعلاقات معينة بين هؤلاء الأفراد .
إن الذي يخطط للنهوض بالمجتمع الإسلامي يجب أن تكون لديه أفكار جد واضحة عن العلاقات الاجتماعية فعملية بناء كيان اجتماعي ليست بالأمر السهل لأن العقد النفسية كما يؤكد العالم الأمريكي " مورينو " هي في العلاقة بين الأفراد وليست من داخل الفرد كما يقول " فرويد " ، والفرد في المجتمع الإسلامي اليوم لا تقدم له الضمانات والمسوغات التي تجعله يقدم أقصى طاقاته .
3/ الحق والواجب :يميل الفرد بطبيعته إلى المطالبة بحقوقه وقد يتناقل عن قيام بواجبه ، ولأمة التي تصاب بمرض السهولة تميل إلى المطالبة بالحقوق ونسيان الواجبات والخلاصة أن الطريق الوحيد للحصول على الحقوق هو القيام بالوجبات .
4/ الفعالية : إن مالك بن نبي يطرح السؤال التالي : لماذا لا يستطيع المسلم – رغم أنه يحمل أفكارا صحيحة - تطبيقها في دنيا الواقع ؟ و يجيب : انه غير فعال : ...." لقد افتقد الضابط الذي يربط بين الأشياء ووسائلها وبين الأشياء وأهدافها انه لا يفكر ليعمل ، بل ليقول كلاما مجردا " .
إن المسلم الذي يحمل القران يجب أن يستفيد منه للتخطيط للنهوض ، وان التوازن الذي صاغ به القرآن شخصية المسلم من أكبر الأسباب التي تساعده على الفعالية ، كما أن الشريعة تحمله على التوسط بين التشدد والتساهل .
التكديس والبناء : أن الإنسان في حالة التخلف تغلب عليه النظرة تكديس الأشياء و هذا يتصل بمرض الشيئية و عليه لا يعني تكديس مجموعة من الحجارة و الاسمنت إنشاء البناء فالأمر يحتاج إلى مهندسين و بنائين و تخطيط بعد وجود المواد الأولية التي أشار لها مالك بعنصر " التراب " .
6 / رجل الفطرة :الإنسان الخارج من الحضارة يختلف عن الإنسان الذي بدأت به الحضارة ة هذا الأخير هو " إنسان الفطرة " الصنف الأول تغلغلت فيه دواعي الانحطاط فأصبح يعيش في منتصف طريق و منتصف فكرة و منتصف تطور و إذا ليس بإمكانه أن يكون نقطة انطلاق كرجل الفطرة و لا نقطة انتهاء كرجل الحضارة فهو " رجل النصف " و الصنف الثاني هو رجل الفطرة , ساكن البادية الذي يترحل بدون مواشي و فلاح بدون محراث و لا ارض ، و كلا الصنفين يحتاجان إلى التوجيه و ذلك من ناحية الفكر ( الثقافة ) و من ناحية العمل و من ناحية راش المال ، و فكرة التوجيه تنبع من تجنب الإسراف في الجهد و الوقت .
جاك ريسلر: مستشرق فرنسي معاصر ولد سنة 1893 من آثاره كتاب الحضارة العربية ويعد من أهم من أنصف الإسلام من المستشرقين .
الحضارة العربية كا يراها ريسلر:بعد تحدثه عن تاريخ المنطقة العربية قبل الإسلام(طبيعتها ومعتقداتها)ثم تطرق إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وكيف استطاع من خلال هديه أن يوحد هذه القبائل المتفرقة ويجعل منها امة قوية متحضرة استطاعت في وقت وجيز تكوين إمبراطورية عظيمة بفضل التوافق بين التعاليم الشرعية والدعوية باستعمال القران الكريم واللغة العربية.
ولقد بنى محمد صلى الله عليه وسلم مجتمعه المسلم على أساس من الأخلاق والتقاليد التي وطدت بعض ما كان معروف في الجاهلية من مكارم الأخلاق وقضت على ما شذ وفسد من أخلاقهم كطاعة الوالدين واحترام الجار والنهي عن الكذب والزنا واكل الربا وظلم النساء ....ودور الآباء في تربية أبنائهم والسهر على تكوينهم تكونا صحيحا كما رغب في الزواج لأنه أساس بناء المجتمعات المتماسكة.
ذروة الحياة الاجتماعية:لم يكن العرب أهل علم ولا فن لكن بمجيء الإسلام واحتكاكهم بالحضارات الأخرى " الفارسية والهندية" استطاع وان يكونو كيانا خاصا بهم فلقد انشأو إدارة الخاصة بهم حيث أسس العباسيون إدارة مركزية تحكم الأقاليم رغم شاسعة الدولة الإسلامية وجعلوا لأنفسهم قوانين تنظم حياتهم واهم هذه القوانين القران الكريم والمذاهب الأربعة كما سنو نظاما اقتصاديا ضريبيا مبنيا على الزكاة والجزية .
ولقد عامل الإسلام أهل الذمة وهم المقيمين في الدولة من غير المسلمين معاملة حسنة مبنية على حرية المعتقد كما لم تكن الخدمة العسكرية إلزامية بل كانت ركنا من أركان الدين المتمثل في الجهاد وينال المجاهد بذالك أجره ومكانة خاصة ونفوذا كما يعد العرب أول من صنع البارود.
الحياة الثقافية والفنية :
التعليم : لقد اعتنى الإسلام عناية خاصة بالتعليم والمعلمين واشتهر الكثير من العلماء والمسلمين في كل المجالات وفي القرن العاشر ميلادي تأسست أول مدرسة " المدرسة النظامية سنة (1065م) وألفت الكثير من الكتب تأثرت بهما حتى الحضارة العربية "كألف ليلة وليلة" و"كليلة ودمنة" وغيرها .
كما كان للأدب ذوقا خاصا عند الأغنياء من أبناء الأمة وتخصص بعض العلماء في التاريخ كابن قتيبة وابن إسحاق و ابن النديم ,وكثرت المكتبات حتى ق