15- النشأة خلقاً آخر
(أ)في البداية:العينان متباعدتان على جانبي الرأس وموضع الأذنين إلى الأسفل والأنف في صورة فتحتان متباعدتان وفتحة الفم متسعة.
(ب) جنين في نهاية الأسبوع السابع من الحمل.العينان على جانبي الرأس، الأذنان في موضع أسفل من الوضع الطبيعي.
(ج) الرأس تمثل نصف طول الجسم في بداية الشهر الثالث، ثلث طول الجسم في نهاية الشهر الخامس، ربع طول الجسم عند الولادة.
(د) طول الجسم حوالي 7 سم في نهاية الشهر الثالث، يصل إلي حوالي 50 سم في نهاية الحمل.
ابتداءً من الأسبوع التاسع ( بداية الشهر الثالث ) وحتى نهاية الحمل يكون أهم ما يميز الجنين في هذه المرحلة صفتان:
الصفة الأولى: النموالسريع في الطول والوزن من مضغة يبلغ طولها حوالي 2-3 سم ووزنها نحوخمسة جرامات في نهاية الأسبوع السابع إلى طفل مكتمل النموطوله حوالى50سم ووزنه نحوثلاثة كيلوجرامات ونصف عند الولادة وهومعدل نموسريع جداً لا يتكرر باقي العمر وهذه الصفة المميزة قد عبر عنها القرآن الكريم في قوله تعالى (... ثم أنشأناه خلقاً آخر فتبارك الله أحسن الخالقين ) (سورة المؤمنون:14). والنشأة هي الزيادة والنمو.
الصفة الثانية: تعديل نسب أجزاء الجسم المختلفة الخارجية والداخلية وأماكنها:
أ) في البداية تكون الرأس طولها حوالي نصف طول الجسم والعينان متباعدتان على جانبي الرأس وموضع الأذنين إلى الأسفل والأنف في صورة فتحتان متباعدتان وفتحة الفم متسعة والجسم مقوس بشدة فيعتدل كل ما سبق فيكون طول الرأس يماثل ربع طول الجسم عند الولادة ويعتدل وضع العينين في مقدم الوجه ويرتفع موضع الأذنين وتتقارب فتحتا الأنف وتصغر فتحة الفم كما يعتدل تقوس الجسم.
ب) أما الأعضاء الداخلية فتنزل الخصية من الظهر على جانبي العمود الفقري إلى كيس الصفن في الذكور أوينزل المبيض من الظهر على جانبي العمود الفقري إلى جانبي تجويف الحوض في الإناث بينما تصعد الكلى من الحوض إلى جانبي العمود الفقري إلى غير ذلك مما يطول سرده وهذه الأعضاء الداخلية هي ما تعرف في علم الأجنة باسم الأعضاء المهاجرة (Migrating organs).
وهذه الصفة..وهى التعديل..قد عبر عنها القرآن الكريم في قوله تعالى ( يأيها الإنسانُ ما غرك بربك الكريم، الذي خلقك فسواك فعدلك ) (سورة الانفطار:6-7) وبذلك فإن القرآن الكريم لم يكتف بالإشارة إلى النشأة والتعديل كمرحلة من مراحل تطور الجنين بل وضعهما أيضاً في الترتيب الزمني الصحيح كآخر مراحل خلق الجنين قبل الولادة.
تتكون الكلى في البداية في تجويف الحوض ثم تهاجر لتصعد إلى مكانها المعتاد
Sadler، Langman's Medical Embryology 10th ed،2006، p:236
16- تيسير السبيل
كيف يخرج الجنين المكتمل النمومن رحم الأم إلى الخارج ؟
إن عملية الولادة هي عمل معجز. فطوال الحمل كان جسم الرحم مرتخياً ليستوعب الجنين وكان عنق الرحم مغلقاً بإحكام وإلا حدث السقط. ولكن عند بدء عملية الولادة يتم إفراز هرمونات تؤدي إلى إنعكاس هذا الوضع فيبدأ عنق الرحم في الإرتخاء والقصر واللين حتى يختفي عند الولادة الفعلية بينما يبدأ جسم الرحم في الإنقباضات المتوالية ليدفع بالجنين إلى الخارج كما أن الهرمونات تؤدي إلى إرتخاء أربطة مفاصل الحوض فتسمح بحركة خفيفة في عظام الحوض عند مرور الجنين مفسحةً له مكاناً أوسع لتيسير له طريق الخروج من الرحم. والجنين نفسه لا يخرج على هيئته وحوله كيس ممتلىء بالماء بل ينفجر كيس الماء أولاً في الغالب ليندفع الماء إلى الخارج فيغسل مجرى خروج الجنين بما يحتويه من مطهرات فيمنع عنه ما شاء الله من البلاء. وأخيراً فعند خروج الجنين يتحرك حركات نصف دائرية
وينثني ثم ينفرد في حركات متتابعة دقيقة لا يمكن أن يكتب له الخروج بدونها في تتابع دقيق محكم ضمن خطة كاملة لإخراج هذا الجنين من ضيق الرحم إلى سعة الحياة وصدق الله العظيم إذ يقول تعالى: ( من نطفة خلقه فقدره، ثم السبيل يسره ) (سورة عبس: 19-20).
1