ثم بدأ النص بعد ذلك في الحديث عن أدق خصائص الرسالة الإسلامية:
42: 11 لترفع البرية ومدنها صوتها الديار التي سكنها قيدار لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا.
42: 12 ليعطوا الرب مجدا ويخبروا بتسبيحه في الجزائر.
42: 13 الرب كالجبار يخرج كرجل حروب ينهض غيرته يهتف ويصرخ ويقوى على أعدائه.
42: 14 قد صمت منذ الدهر. ( كما وضحنا قبل ذلك: هذه الجملة في النسخة الإنجليزية: أمسكت سلامي منذ زمن طويل، ويقول القاموس الإنجليزي للكتاب المقدس أن سلامي تكتب في العبرية شيلاميم، ونلاحظ أن حروفها هي نفس الحروف التي تشتق منها كلمة الإسلام)
42: 15 اخرب الجبال و الآكام و أجفف كل عشبها واجعل الأنهار يبسا وانشف الآجام.
42: 16 وأسير العمي في طريق لم يعرفوها في مسالك لم يدروها أمشيهم اجعل الظلمة أمامهم نورا والمعوجات مستقيمة هذه الأمور افعلها ولا اتركهم.
البرية هي الصحراء، والديار التي سكنها قيدار هي مكة، وسكان سالع هم سكان جبل سلع بالمدينة المنورة(لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال).. وذلك وفقا للتأريخ العربي.. ووفقا لقاموس الكتاب المقدس فقيدار وسالع شمال الجزيرة وفي كلتا الحالتين تشيران لأماكن إسلامية حيث أن ذكر هذه الأماكن لا يمكن أن يكون إشارة إلى أماكن ستنتشر فيها المسيحية كما يقول بعض الرهبان ؛ لأن المسيحية انتشرت قديما في اليمن أي في جنوب الجزيرة العربية وليس في هذه الأماكن..
والعمي الذين ساروا في طريق لم يعرفوها، وكان الله معهم ولم يتركهم هم المؤمنون بالدين الجديد، ومتبعي الرسالة، الذين أبصروا في نور الإسلام، بعد أن كانوا عميا في الجاهلية التي زاغوا فيها عن التوحيد، وارتدوا فيها إلى الوراء، وعبدوا المنحوتات، وقالوا للمسبوكات أنتن آلهتنا... والمقصود بالسير في طرق لم يعرفوها ومسالك لم يدروها هو فتحهم للبلدان ونشرهم للإسلام في مشارق الأرض ومغاربها..
والمقصود برفع البرية صوتها وإخبارها بالتسبيح في الجزائر هو رفع الأذان، والنداء (الله اكبر الله اكبر) يسمعها سكان الصحراء وما حولها.. و( الجزائر ) كما ذكرنا لفظ يطلق في الكتاب المقدس على البلاد والأماكن عموما وهذه الأماكن لابد أن تكون بالجزيرة العربية لأن الصوت سيصلها من أماكن عربية أيضا (الديار التي سكنها قيدار وسالع).. كما أن الهتاف والتكبير من رءوس الجبال لم يعرف في أي رسالة سوى الإسلام.
والمقصود بقوله الرب كالجبار يخرج كرجل حروب والحديث عن هزيمة الأعداء وسحقهم هو الإشارة إلى دور الحروب في الإسلام، وفتح البلدان وسقوط أعداء الله تحت راية الإسلام سواء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أو في عهد الفتوحات من بعده..
والمقصود بـكلمة شيلاميم في جملة (أمسكت سلامي- شيلاميم بالعبرية- منذ زمن طويل) هو دين التوحيد –الإسلام- الذي بعث الله به جميع الأنبياء إلى البشر، فزاغوا عنه، وأشركوا مع الله آلهة أخرى ؛ فكان لابد من بعثه ونشره مرة أخرى بعد ضلال الناس عنه، وانقطاعه من على الأرض زمنا طويلا.. وحمل كلمة ( شيلاميم ) على ( الإسلام ) هو الأظهر للنص، والأوضح للمعنى، ولا يستقيم السياق إلا به ؛ فالله يقول: أمسكت الإسلام منذ زمن طويل وغاب التوحيد عن الأرض، لذلك سأخوض الحروب وأخرب الجبال والآكام من أجل إظهاره مرة أخرى، وأما حملها على (السلام) فإنه يكون مناقضا للمعنى، ومخالفا للنص ؛ فكيف يقول الله إذن أمسكت السلام منذ زمن طويل لذلك سأخوض الحروب وأخرب الجبال والآكام ؟!!
ويعود النص في النهاية ليؤكد أن قوم ذلك النبي كانوا من عبدة الأصنام:
42: 17 قد ارتدوا إلى الوراء يخزى خزيا المتكلون على المنحوتات القائلون للمسبوكات انتن آلهتنا.
كما رأينا فإن النص بكل ما فيه لا يمكن حمله من قريب أو من بعيد على أي إنسان غير محمد صلى الله عليه وسلم.. وبرغم ذلك يدعي النصارى أن هذا النص يخص المسيح عليه السلام.. وهؤلاء نسألهم: هل المسيح عليه السلام كان قومه يعبدون الأصنام؟! وهل حفظه الله وعصمه من الناس حتى وضع الحق في الأرض وقضى على عبادة الأصنام والمنحوتات؟! وهل المسيح هو نبي الأميين؟! وهل خرجت دعوته من أقصى الأرض وهو الجزيرة العربية في الديار التي سكنها قيدار وهي مكة، ورفعت بها الصحراء صوتها، وهتف بها من الجبال سكان سالع بالمدينة؟!، وهل اشتهر المسيح عليه السلام بكثرة الحروب والغزوات والفتوحات؟!!!!! (2)
(Hebrews, usually in plural, goyim), meaning in general all nations except the Jews. In course of time, as the Jews began more and more to pride themselves on their peculiar privileges, it acquired unpleasant associations, and was used as a term of contempt.
In the New Testament the Greek word Hellenes, meaning literally Greek (as in Acts 16:1, 3; 18:17; Romans 1:14), generally denotes any non-Jewish nation.)
نسخة لما ذكره موقع القاموس الإنجليزي للكتاب المقدس إيستون بيبل ديكشوناري عن أن كلمة بgentiles التي وردت في النسخة الإنجليزية للنص تعرف في العبرية ب (جوييم) و يقصد بها الأمم الغير إسرائبلية حيث يعتبر اليهود أنفسهم حملة الكتاب ويطلقون هذا اللفظ على الأمم الأخرى وهو اللفظ الذي يترجم في العربية إلى الأميين كما ذكرنا..
http://eastonsbibledictionary.com/g/gentiles.htm والتين والزيتون وطور سينين
يقسم الله تعالى في بداية سورة التين قائلا: (والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ).
وهذا القسم له دلالته ؛ فالتين والزيتون تشير إلى أرض فلسطين أو بيت المقدس، وهو المكان الذي تلقى فيه المسيح عليه السلام الرسالة من ربه، وطور سينين هو جبل الطور بسيناء الذي كلم الله موسى عليه، والبلد الأمين هي مكة المكرمة مهبط الوحي على رسول الله صلي الله عليه وسلم.
فهذه الآيات الكريمة تشير إلى أماكن الرسالات الثلاث: اليهودية والمسيحية والإسلام، ولكن هل هناك ما يشير إلى تلك الأماكن الثلاثة في الكتاب المقدس ؟
لقد ورد في سفر التثنية الإصحاح 33 الفقرة 2 على لسان موسى عليه السلام وهو يخاطب قومه قبل موته:
33: 2 فقال جاء الرب من سيناء و اشرق لهم من سعير وتلألأ من جبال فاران و أتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم..فأحب الشعب جميع قديسيه في يدك وهم جالسون عند قدمك يتقبلون من أقوالك.
وجاء الرب من سيناء، المقصود بها رسالة موسى عليه السلام، وأشرق من ساعير، تشير إلى رسالة عيسى عليه السلام وساعير هي منطقة جبلية بأرض فلسطين، وهي الأرض التي عاش فيها المسيح عليه السلام.
وتلألأ من جبال فاران المقصود بها إنزال الرسالة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم-، وفاران: كلمة عبرانية معربة، وهي من أسماء مكة المكرمة(3)
وهى نفس الأرض التي عاش عليها إسماعيل عليه السلام:
(وكان – إسماعيل- ينمو رامي قوس وسكن في برية فاران) سفر التكوين الإصحاح 21 الفقرة 21.
(ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم) إبراهيم: 37