kadiro nino
مزاجي *: : الجنسيه *: : عدد المساهمات : 0 تاريخ التسجيل : 13/01/2014
| موضوع: الشعر الحر بحث الخميس يونيو 16 2011, 15:22 | |
| الشعر الحر إعداد الباحث /محمد عباس محمد عرابي يقر الباحثون أن الشعر الحر ليس خروجا على طريقة الخليل (1) , كما أن تحمس الشاعر للشعر الحر ليس نتيجة عجز , وإنما رغبة في الكشف عن وسائل جديدة , فالشاعر الحر يختار من الأوزان العربية المألوفة وزنا يجعله بمثابة هيكل للقصيدة , بمعنى أن كل سطر أو شطر في القصيدة يجب أن يتفق مع هذا الوزن في إطاره العام , فلا يستغني الشعر أبداً عن الموسيقى ؛ لأن هناك ارتباطاً عضويا ً بين معنى الشعر وموسيقاه يصعب الفصل بينهما , ولذا يضيع معنى الشعر تماماً إذا ترجم إلى النثر(2)· لقد أعلنت نازك الملائكة موقفها من أوزان الشعر الحر في غير موضع من مؤلفاتها , ومقالاتها , فهي ترى أن هناك أوزانا ً تلائم الشعر الحر كما أن هناك أوزاناً أخرى لا تصلح لهذا اللون من الشعر فتقول :- يجوز نظم الشعر الحر من نوعين من البحور الستة عشر التي وردت في العروض العربي , يجوز نظمه من البحور الصافية وهي الكامل والرمل والهزج والرجز والمتقارب والخبب , ومن البحور المزدوجة وهي السريع والوافر أما البحور الأخرى التي لم تتعرض لها كالطويل والمديد والبسيط والمنسرح , فهي لا تصلح للشعر الحر على الإطلاق ؛ لأنها ذات تفعيلات منوعة لا تكرار فيها , وإنما يصح الشعر الحر في البحور التي كان التكرار قياسياً في تفعيلاتها كلها أو بعضها . وتؤكد نازك أن الشعر الحر " شعر موزون كالشعر التقليدي تماما ً , ولكنه يختلف عنه في عدد التفعيلات المستعملة في البيت الواحد , وفي عدم تقيده بالشكل التقليدي المكون من البيت ذي الشطرتين المتساويتين فكانت كما وصفها الدكتور لويس عوض من شعراء اليمين المتطور الذكي أو المحافظين المتطورين الأذكياء الذين يحاولون منع ظهور الجديد بتبني شعاراته وإدخال بعض التعديلات على الثوب القديم ليبدو في زي جديد . وبقدر ما كانت دعوة نازك الملائكة إلى التجديد في الأوزان والعروض دعوة متحفظة بعض الشيء في دعوتها إلى التجديد في القافية كانت على النقيض من ذلك , فقد رفعت صوتها لتحطيم هذا القيد وسمتها ( الأسرة الملعونة ) وقالت في دعوتها إلى التحرر من القافية " إنني أتمنى لو تعاون الشعراء الشباب المثقفون في البلاد العربية جميعاً على دك جدران هذه القلعة العتيقة , قلعة القافية , فلن يكون لها أثر سوي من عصر الظلام عاماً أو عامين أو قل عشرين على الأكثر , فلما لا تختصر الطريق " ([1])ولقد حددت نازك الملائكة أوزان الشعر الجديد في كتابها " قضايا الشعر المعاصر([2])موضحة أن الشعر الجديد ليس وزناً معيناً أو أوزاناً معينة وإنما هو أسلوب في ترتيب تفاعيلالخليل ’ تدخل منه بحور عديدة من البحور الستة عشر المعروفة , معتمد التفعيلة أساساً في بناء القصيدة العربية الجديدة , وتقسم البحور والأوزان التي يرد عليها الشعر الجديد إلى قسمين : - الأول : البحور البسيطةوالتي تسميها " الصافية " التي يتألف شطراها من تكرار تفعيلة واحدة ست مرات وهذه هي : - * - الكامل , الرمل , الهزج , الرجز , ومن البحور الصافية بحران اثنان يتألف كل شطر فيها من أربع تفعيلات : المتقارب , والمتدارك , بالإضافة إلى مجزوء الوافر فإنه من البحور الصافية , وهناك وزن صاف جديد ابتكرته نازك واشتقته من الوزن الخليلي المعروف المسمي مخلع البسيط . الثاني: البحور الممزوجةوهي التي يتألف الشطر فيها من أكثر من تفعيلة واحدة على أن تتكرر إحدى التفعيلات وهي بحران :- السريع , الوافر . والواقع كما تقول نازك :- إن نظم الشعر الحر بالبحور الصافية أيسر على الشاعر من نظمه بالبحور الممزوجة ؛ لأن وحدة التفعيلة هناك تضمن حرية أكبر , وموسيقى أيسر فضلاً عن أنها لا تتعب الشاعر في الالتفات إلى تفعيلة معينة لابد من مجيئها منفردة في خاتمة كل شطر. وأجمع معظم النقاد والدارسين على أن الشعر الجديد لا يستخدم إلا البحور البسيطة والتي سمتها نازك بالصافية فيشير الدكتور عبد القادر القط إلى ذلك فيقول : إن الشعر الجديد لا يستخدم إلا البحور البسيطة التراكيب التي تعتمد على تفعيلة واحدة ولذلك لا يستخدم إلا ستة بحور هي : الكامل والرجز والهزج والمتقارب والرمل والمتدارك . ولا شك أن تكرار التفعيلة الواحدة مهما يتنوع عددها في الشطر الواحد , يوقع إيقاعاً واضحاً حاداً أكثر مما في البحر المتنوع التفعيلات , ويلاحظ أن من بين البحور الستة بحرين يمتازان بإيقاع راقص منظم هما المتقارب , المتدارك وهما من أكثر الأوزان دوراناً في الشعر . ويلاحظ شوقي ضيف أن أصحاب الشعر الجديد " لا يكادون يتجاوزن في نظمهم ثمانية بحور هي : الكامل والرجز والسريع والرمل والمتقارب والهزج والوافر والخبب ")وحدد على أحمد باكثير البحور التي يمكن استعمالها في الشعر الجديد وذكر إنها ( البحور التي تفعيلاتها واحدة مكررة كالكامل والرمل والمتقارب والهزج والرجز والمتدارك ويذكر محمد زكي العشماوي أن الشعر الجديد يلتزم بحور الخليل ويكتفي منها بالبحور المتساوية التفاعيل كالرجز والرمل والكامل وغيرها , وهو مع التزامه لهذه البحور يتحرر من نظام البيت الكامل فسطور الشاعر تختلف طولاً وقصراً , ولا يحده هذا الطول إلا ما يحتاجه انفعال الشاعر وصدق تعبيره من وقفات لا ما يشترطه البيت من تفعيلات. ومن الإنصاف أن نذكر التجارب الشعرية الناضجة التي استقام تشكيلها الموسيقي على هذه الأوزان فمن بينها ما ذكرته نازك الملائكة في مقدمة ديوانها " شظايا ورماد " عن البحر الكامل وطريقة الوزن فيه فتقول : هذا الأسلوب ليس خروجاً على طريقة الخليل , إنما هو تعديل لما يتطلبه تطور المعاني والأساليب خلال العصور التي تفصلنا عن الخليل . أهديك ذاكرتي على مرأي من الزمن . أهديك ذاكرتي . ماذا تقول النار في وطني ؟ ماذا تقول النار ؟ هل كنت عاشقتي ؟ أم كنت عاصفة على أوتار. وأنا غريب الدار في وطني , غريب الدار .
وأفاد الشاعر عبد الوهاب البياني الذي يعد نفسه رابع أربعة من دعاه الشعر الحر في العراق حيث يسبقه بدر شاكر السياب , ونازك الملائكة وبلند الحيدري([3]) – أفاد من إمكانيات " البحر الكامل " الإيقاعية وأحسن استغلالها في خلق موسيقى شعرية رفيعة فيقول :- .1- محمد علي شمس الدين ، الأصوات الشعرية الجديدة ، كتاب العربي 77 ، تجارب في الإبداع العربي ، يوليو 2009 ، صـ 309 .2- نازك الملائكة ، شظايا ورماد ، صـ 11 1- محمد مصطفى هدارة ، مقالات في النقد الأدبي ، القاهرة ، دار القلم ، 1965 ، صـ 89 .2- نازك الملائكة ، قضايا الشعر المعاصر ، صـ 83 - 85 . | |
|