سادت حالة من التوتر على حدود مصر مع قطاع غزة، أمس، عقب إطلاق عدد من الفلسطينيين النار بشكل كثيف باتجاه الجانب المصرى فى شمال سيناء، وميناء رفح البرى، مما تسبب فى توقف العمل فى الجدار، خاصة بعد تعطل «بريمة» الحفر الرئيسية، و٣ حفارات أخرى، وانتشرت قوات الأمن على طول الشريط الحدودى تحسبا لأى تطورات.
وقال شهود عيان إن المسلحين الفلسطينيين استهدفوا المعدات، وحرصوا على عدم إصابة الأفراد، مشيرين إلى أن البريمة تسببت فى هدم أحد الأنفاق الرئيسية، وهو ما يبدو أنه السبب وراء هجوم المسلحين.
وأحجم العاملون فى موقع إطلاق النار، الذين ينتمون إلى إدارة الأساسات فى شركة «المقاولون العرب»، عن العمل خوفاً على حياتهم، رغم محاولة الشركة استرضاءهم بحضور قيادة كبرى من القاهرة لتهدئة الموقف.
فى السياق نفسه، اعترف أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، ضمنياً ببناء جدار فولاذى على حدود مصر مع قطاع غزة، مؤكدا أن من حق مصر فرض سيطرتها على حدودها، وصيانة أرضها، ويجب ألا يسمح أى مصرى بانتهاكها.
وقال أبوالغيط، فى حوار مع مجلة «الأهرام العربى»، تنشره فى عددها الصادر اليوم، ردا على سؤال عما يتردد حول بناء الجدار، أو وضع أجهزة أمريكية للكشف عن الأنفاق: «المهم هو صيانة الأرض المصرية، ويجب ألا يسمح أى مصرى بأن تنتهك أرضه بهذا الشكل أو ذاك،
مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية فى قلب كل مصرى، لكن أرض مصر وأمنها أكبر من أى شىء، ونحن على استعداد للتضحية بالكثير لاستعادة الحقوق الفلسطينية، غير أن المأساة الكبرى هى أن الكثير من القيادات الفلسطينية لا يرون هذه الرؤية، ومن يقل إن مصر تفرض سيطرتها على حدودها، نؤكد له أن هذا حق كامل لمصر».
وقررت مصر، أمس، فتح ميناء رفح البرى لعودة نحو ١٢٠ من الفلسطينيين القادمين من مختلف الدول العربية والأجنبية عبر الموانئ والمطارات المصرية، ممن لا يحملون إقامات أو تأشيرات دخول مصر، إلى جانب العالقين والحالات الإنسانية.
فى غضون ذلك، قالت مصادر أمنية إن شرطيا مصريا قتل، أمس الأول، برصاص من يشتبه أنهم مهربون، فى اشتباك على الحدود، موضحة أن الحادث وقع جنوب معبر رفح، وأصيب الجندى بطلق نارى فى الجزء العلوى من جسمه أودى بحياته، ولاذ المهربون بالفرار.