óŤĦmÂŅĕ ÏśŸĈØà مراقب عام
مزاجي *: : الجنسيه *: : عدد المساهمات : 2273 تاريخ التسجيل : 10/10/2010 العمر : 28
| موضوع: جدلية الانسان - المكان - الزمان الخميس نوفمبر 25 2010, 13:56 | |
| جدلية الانسان - المكان - الزمان بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ارفق لكم مقالا آخر ، له علاقة بفلسفة المكان ، أرجو الافادة منه ، مع تحياتي وتقديري . جدلية الإنسان – المكان – الزمان أ.د. مضر خليل عمر
وحدة الأبحاث المكانية
ليسللإنسان في دنياه الفانية إلا المكان والزمان الذي يعيشه ، ومنذ الأزل وهويجهد نفسه في استيعاب المكان وإدراكه و فهم الزمن و مجرياته . وأثمرتجهوده هذه العلوم جميعا . فالبعض قد ركز على الطبيعة و مكوناتها ، والآخرانصب اهتمامه على الإنسان و نشاطاته ، ومنهم من حاول سبر أغوار الإنسان لفهم كنهه ، والبعض حلق في أجواء فكريةتنئى عن المكان والزمان قصد فهمهما . وفي جميع هذه كان الإنسان و خدمته هوالهدف المعلن وغير المعلن (فرادا و مجموعات) . فدراسة المكان هدفهاالإنسان لأنه يعيش فيه وينشط ، ودراسة الزمن لأنه من نتائج حركة الإنسانوالمادة ( الطبيعة والكون) وتفاعلهما مع بعض . في هذا المقال ، نسلط الضوءعلى العلاقة الجدلية بين الإنسان و المكان والزمان وما تفتق عنه فكر بعضالرجال الذين شغلتهم هذه الجدلية ردحا من الزمن ، ومن أماكن مختلفة منالكرة الأرضية . وسأبتعد قدر الإمكان عن كتابات الجغرافيين كي أوضح أنالمكان ليس حكرا لهم ، بل انه موضوع اهتم به الجميع كل ضمن تخصصهواهتماماته .
الإنسان و المكان يشير الأستاذ محمد علي المحمود ([1])في مقال له عن جدلية الإنسان والمكان إلى أن عنصر المكان " لا يقتصر علىالجغرافيا ، وإنما يشمل الواقعة الاجتماعية ككل " وبهذا فله " أهمية كبرىفي سياق تحليل الظواهر الإنسانية ، ذات الطابع العام" . وان عنصر المكان"مشدود إلى حقول معرفية لا حصر لها ، حتى وإن كانت هذه الحقول – من حيثالمرجعية التخصصية – تتمحور حول تخصصين اثنين ، يشكلان الدعامة الأساسيةلها ، وهما علم النفس الاجتماعي ، وعلم اجتماع المعرفة ." وحسب رأيه فانهمن عالم " هذين التخصصين ، تستمد معظم الرؤى التحليلية – واعية وغير واعية– آلياتها في مقاربة جدلية الإنسان والمكان" . فعلماءالاجتماع يركزون على دور المجتمع (مجموعة من الناس تربطهم روابط و يعيشونفي مكان محدد) وفي زمن محدد . مما يعني أن العلوم الاجتماعية على وجهالخصوص تتباهى في تخصصها بالمكان وتعده ملكا لها ، وبهذا لم تعد الجغرافيابدون منافسين كما يعتقد البعض ويجهل ذلك الكثير . وركزعمر منيب إدلبي على تبادلية التأثير بين الإنسان والمكان ، " إذ يسهمالمكان في تشكيل وعي الإنسان بوجوده ، ويطبع فكره و هويته – وقبل ذلك كلهفيزيولوجيته – بطابعه ، فيما يسهم الإنسان في إضفاء خصائص إنسانيته علىالمكان بتبدل صفاته وبنيته ، وأنسنة فضائه ، وهذه العلاقة التأثيريةالمتبادلة تتحول بفعل التعود على مر الزمن إلى علاقة حميمة ، يترك هدمهااو قمعها آثارا كارثية على الطرفين " . وما معاناة المهجرين العراقيين إلاأمثلة منوعة و أدلة دامغة على الارتباط بالمكان . فشخصيةالمكان يرسمها الإنسان ، و خصائص الإنسان و سماته تتحدد بنسب متباينةبالمكان . ولا يعني هذا الاعتقاد بالحتم الطبيعي (الجغرافي) ، بل إنالتأثير موجود (سلبا وإيجابا) ولكنه ليس العامل الوحيد و الحتمي ، انهيتفاعل مع عوامل أخرى ذاتية وموضوعية في جدلية صارخة أحيانا و هامسةأحيانا كثيرة . فشخصية الموصلي غير شخصية البصري ، والبغدادي غير ابنالعمارة . وفي الوقت نفسه فان شخصية الأبناء في البيت الواحد مختلفة(ومتناقضة أحيانا) . فعند الحديث عن التأثير يقصد به الأكثر احتمالا(المنوال في المصطلح الإحصائي) . ولهذا السبب يقول الإدلبي " ولما كانللمكان حضوره المؤسس والبناء لعلاقات المجتمع بفعل تفاعل الإنسان مع محيطهالجغرافي و أشيائه ، فان للإنسان بالمقابل دوره في تشكيل القيم الخاصةبهذا المكان عبر مجموعة العلاقات والسلوكيات الإنسانية التي تصبح فيما بعدرموزا دلالية تشكل في مجموعها صفات مكان ما " . وللتوضيح نشير إلى أمثلةعن تباين القيم الخاصة بين سكان منطقة الفضل و المنصور مثلا ، وسكانالكرادة و الكريعات في بغداد . وقد رسمها المعنيون بالقيم الاجتماعية وتمحورها مكانيا كجزر حضارية (البعض يسميها ثقافات فرعية) ضمن الحضارة الأم(البغدادية هنا) . وتقود نشاطات المجتمعقيمه ، العليا منها على وجه الخصوص ، و تتجسد واقعيا بالتراتبيةالاجتماعية التي تصنع المكان والمكانة (محمد علي المحمود) . والدليل علىذلك تاريخيا يعود إلى دويلات المدن حيث التوزيع الاجتماعي – المكانيلسكانها ، ومدرسة شيكاغو للبيئة الاجتماعية التي قدمت الأدلة الإحصائيةعلى التراتب الاجتماعي – الاقتصادي – المكاني لسكان المدن الكبيرة .فالإنسان ينظم مكانه ليبرز خصائصه الذاتية والاجتماعية بصيغ مكانية . ويشيرالأب روبير الكرملي إلى " إن الدراسة الفلسفية للطبيعة ليست فقط دراسةموضوع مستقل عن الإنسان ، وإنما دراسة العلاقات أو الحوار بين الإنسانوالطبيعة التي هي من حوله ، ومن خلال هذا الحوار تكتمل الطبيعة بمعرفةالإنسان لها ، وان الإنسان يكتمل بمعرفته للطبيعة ، فهناك تعامل جدليبينهما" . فالفلسفة التي عنت بالطبيعة اقتنعت بأن الطبيعة لا تكتمل إلابمعرفة الإنسان لها ، ولا تكتمل شخصية الإنسان و إنسانيته إلا بمعرفةالطبيعة ، فهما وجهان لعملة واحدة اسمها الحياة على سطح الأرض . كانهذا على المستوى الاجتماعي والفلسفي ، أما على المستوى الفردي (الشخصي)فنجد كتاب السير الذاتية يركزون على المكان وأثره على شخصية المبحوث وأفكاره ونتاجه الأدبي أو العلمي . وفي الأدب فان "الفضاء الجغرافي"والإشارة إليه له أهميته في تشكيل الصورة في ذهن و مخيلة المتلقي للتعرفعلى خصائص الأمكنة وصفاتها . وعودة إلى عمر منيب الذي يؤكد أن عنصر المكان" لا يمكن النظر إليه من منطلق عزلة عن بقية العناصر السردية الأخرى(الزمن ، الشخصية ، ...) ، ولاسيما عنصر الزمن ، إذ (يستحيل وجود مكانارضي ، أو غير ارضي لا يتضمن كمية من الزمن وجدت بوجوده واستمرتباستمراره) , كما أن المكان (لا تتجلى ابرز صفاته الجمالية إلا من خلالالزمان والإنسان)" . فعملية الفصل بين الإنسان والمكان والزمان اعتباطيةوليست حقيقية . ويعترف محمد شكري بدورالمكان في حياته حيث يقول " لي ارتباط كبير جدا بالمكان ، أنا أقدر مايسمى بجمالية المكان في القصة أو الرواية على الرغم من أنه مذهب كلاسيكيواقعي ولكني مرتبط جدا بالأماكن ، وأحيانا لا أعرف كيف أكتب حتى أكونجالسا في مكان معين " . فعلى الرغم من عدم اعتناقه المذهب الكلاسيكي إلاانه يقر أهمية المكان له و في كتاباته . أما إدوارد سعيد فقد خرج منالمكان ليناور " في أفق البلاغة والفلسفة والسياسة والتاريخ في آن معا ،فهو لا يغادر المكان على مستوى الواقعة ، جغرافيا ، إلا من أجل أن يعودإليه رمزيا ليحتويه ويعلن انتماءه إليه ، وعدم تخليه عنه ، والإمساك بهحتى الرمق الأخير" . فالمكان محفور في وعي الإنسان و اللاوعي ، موجود علناوضمنا في تفكيره وسلوكه . وعند مراجعةالعنوانات الأدبية و الفنية نجد للمكان حضور يلفت النظر ، فعلى سبيلالمثال لا الحصر ، المكان في قصص وليد إخلاص ، خارج المكان ، أنا والمكان، البئر الأول ، فلسفة المكان في الشعر العربي ، فاعلية المكان في بناءالقصيدة عند ذي الرمة . وعلى مستوى المسلسلات التلفازية نجد : بنت الحتة ،بين القصرين ، قصر الشوق ، باب الحارة ، أين مكاني والعديد غيرها . ألمكان والزمان لقدشغل موضوعي المكان والزمان الفلاسفة من القديم ، وهم متفقون على إنهما منأشكال المادة ، ولكنهم منشغلون في جدل مفاده : هل هما حقيقيين أم إنهماتجريدان لا يوجدان إلا في وعي الإنسان ؟ ويرى البعض أنه بمجرد الادعاءبوجود الشيء (جسم) نكون قد حددنا مكانا معينا له ، ولهذا فان المكان هو مايتعلق بالاين ، وبالتالي يحدد خاصية معينة لشيء معين كالمادة . ولهذا يخلصعبد الغفور بالريسول إلى القول " فالمكان ليس جسما ، بل هو الشرط الأساسيلكيان الجسم ، إذ لا يمكننا أن نتصور جسما ما إذا لم تنطبق عليه شروطمكانية (حجم ، طول ، ارتفاع ...) ومن ثمة نستطيع انطلاقا من دراسة حالةالجسم أن نفهم أو نستنبط الكثير عن المكان " . ([2]) وجاءاينشتين بالنظرية النسبية لتربط المكان بالزمان وتظهر مفاهيم تتجاوزالاستيعاب الإدراكي الحسي لتظهر الحقيقة في معادلات رياضية جد مجردة ومعقدة . فالمكان والزمان عنده لا يوجدان بنفسيهما معزولين عن المادة بلهما جزء من العلاقة المتبادلة المتشابكة الكلية التي يفقدان فيهااستقلالهما ويبرزان كجانبين نسبيين للزمان والمكان المتكاملين اللذين لاينقسمان . و ترى الفلسفة المادية أن لا وجود للحقيقة خارجهما (المكان والزمان) . لذا فالوجود مرهون بالمكان والزمان . أما الفيلسوف كانط (كانت)([3])فيرى أن الزمان ليس تصورا كليا ، ولكنه شكل خالص للعيان الحسي . وذلك لأنالمرء لا يستطيع أن يتصور غير زمان واحد وحدي ، أما الأزمنة المختلفةفليست إلا أجزاء لهذا الزمان ، وإذا كان الزمان واحد ، فهو لا يقبل أنيكون ذا تصور بل عيان . ويضيف " إن الأشياء في ذاتها لا تأتي إلى عقولناكما هي دون تغيير ، بل لابد أن تمر بهذا الإطار ، إطار الزمان والمكان ،فتترتب وفقا له ، فكأنما بمجرد أن تصبح مدركة ، لابد أن تظهر على هيئةالزمان و (المكان) ، ونحن لا نعرفها كما هي في ذاتها ، بل كما تبدو لناولهذا فنحن لا نعرف إلا الظواهر" . ويجد أن المكان واحد فريد في جوهره ،والتعددية فيه تستند فقط على التحديات ، ويعني هذا أن المكان عنده حدسأولي ولا يتعدد المكان ذاته . وأن المكان ليس في الحقيقة لا متناهيا ، وهويدور شأنه شأن سطح الكرة الأرضية . وخلافا عن الزمن ، فان المكان قابلللانعكاس حيث نستطيع السير فيه باتجاهات متعاكسة ونستطيع العودة إلى نقطةالبداية . ويخلص كانت إلى القول " إذا كانالمكان والزمان ثابتين بالمعنى العام للوجود حيث المكان الذي لا يحويهمكانا إلا نفسه . أما الزمان فسائر بالوجود . وأن التغيير الذي يحدث ليسمنهما ، وإنما من المادة القابلة للتغيير والانتقال ، إلا أن المادة لاتقوم بذلك لولا الحركة التي فيها . إذن الحركة والتغيير هما سبب الإحساسبالمكان والزمن . ولسنا في مجال الغوص في جدليات فلسفية معمقة ، بل عرضمبتسر لبعض الآراء والأفكار ذات الصلة ، ولهذا يجدر بنا وبإيجاز ، استخلاصالسمات والحجج التي عرضها الفلاسفة :- · حجج المكان - المكان ذو أبعاد ثلاثة ، أما الزمن فليس له إلا بعد واحد - يعبر المكان عن توزيع الأشياء الموجودة وجودا تلقائيا - يعبر المكان عن تتالي الظواهر - من الممكن تخيل لا شيء في المكان ، ولكن من المستحيل تخيل لا مكان . - المكانليس تصورا تجريبيا ، هو مجرد من التجربة الخارجية ، وذلك لأن المكان مفترضمقدما في دلالة الإحساسات على شيء خارجي ، والتجربة ممكنة فقط من خلالمثول المكان . - المكانتمثل ضروري أولي ، يشكل الأساس لجميع الادراكات الخارجية ، إذ لا يمكنناأن نتخيل أن ليس هناك مكان ، ومع ذلك يمكننا أن نتخيل اللاشيء في المكان . - المكانليس تصورا منطقيا أو عاما للعلاقات بين الأشياء بوجه عام ، إذ أن هناك فقطمكان واحد ، تكون ما ندعوه " أمكنة " أجزاء له وليست أمثلة . · حجج الزمان - يعبر الزمن عن تتابع الظواهر حيث تحل الواحدة محل الأخرى - الزمان لا يرتد ، بمعنى أن كل عملية مادية لا تتطور إلا في اتجاه واحد من الماضي إلى المستقبل - إن الحركة هي ماهية الزمان والمكان ، وان المادة و الحركة و الزمان والمكان لا تنفصل عن بعض . - بما أن المادة مرئية والزمان غير مرئي ، فهو ليس مظهرا من مظاهرها ، وإنما هو متطلب شرطي مستقل و متداخل لها ليس إلا . - تأنيب الضمير يعبر عن عجز تجاه الماضي ، و هو في الوقت نفسه يعبر عن بعد التقدم . · الزمكان ([4]) - مصطلححديث منحوت من كلمتي الزمان والمكان ليعبر عن الفضاء رباعي الأبعاد الذيأدخلته النظرية النسبية ليكون فضاء الحدث بدلا من المكان المطلق الفارغ فينظرية الكم . - والمصطلح ببساطة شديدة يعني السفر عبر الزمان والمكان في آن واحد . - من خلاله جاءت فكرة السفر عبر الزمن ، لتمنح الإنسان أملا خياليا في تغيير حاضره و مستقبله ، بل وربما مستقبل العالم أيضا . الإبداع الإنساني في المكان والزمان درس كونار تورنكفست Gunnar Tornqvist ( [5])مائةعالم نال جائزة نوبل ، ومن جنسيات مختلفة وفي أزمنة متباينة . درس سيرهمالذاتية قاصدا معرفة العوامل الموضوعية (البيئية) التي ساعدت على نبوغهم وتقدمهم على غيرهم في الأداء و الأفكار . لقد بحث عن ظروف المكان والزمان اللازمين للإبداع الفكري . لاأريد أن الخص البحث ، ولكني اعرض أبرز ما جاء فيه من نتائج . - بالنسبةللعديد من العلماء المميزين كان للمدرسة أهمية خاصة في حياتهم . فهميتحدثون بحرارة عن كفاءة مدرسيهم الذين أيقظوا الاهتمامات فيهم وأثروا علىتركيزهم في دراستهم اللاحقة . وكانوا يتحدثون عن المدارس بتخصص معين وطلب محدد ، لذا تحدوا قدرات الطلبة الآخرين بما فيهم الممنوحين هدايا وجوائز في تلك المدارس . إذن المدرسة كمكان تعلم وبمواصفات معينة كانتعاملا بارزا في الإبداع الفكري لهؤلاء العلماء . فمدارس المتميزين يمكن أنتكون أماكن نبوغ وإبداع وتنافس يثمر الخير للبلد والعلم . - إنبيئة الإبداع يجب أن ينظر لها مبدئيا كأماكن و مجاميع جذبت الكفاءات ضمنتخصص علمي محدد . وتأسست هذه التقاليد ، جزئيا ، نتيجة جذب الأماكن والمؤسسات ذاتها لأشخاص معينين ولفترة زمنية طويلة . وفي حالات محددة ، فقداحتاجت قوة الجذب هذه حوافز و دفعا من أشخاص من خارج الميدان التخصصي ،وكذلك المفكرين . وفي حالات أخرى ، فان قوة الجذب قد تأثرت بالبيئة حيثالفائض الاقتصادي و ظروف العمل الحازمة . وفي الأماكن حيث تتوافق هذهالشؤون فان الجذب يكون قويا بشكل خاص . أي إن مؤسسات علمية (بحثية) معينةقد شكلت أماكن جذب للأذكياء و المبدعين ليلتقوا ويتحاوروا و يتعاونوا ويبدعوا . والمراكز والوحدات البحثية هي المقصودة ، إضافة إلى النواديالخاصة برجال العلم و المفكرين . - إنالتعدد و التنوع يعززان العمليات الإبداعية ، بينما التشابه و التوحيدألنسقي التجانس لا يعملان ذلك . والعديد من الأمثلة الموثقة قد أعطتانطباعا خاصا بان بيئة الإبداع في بعض الأوقات كانت عبارة عن فوضى .والملاحظة الهامة التي أخذت عن العملية الإبداعية و التجديد الشامل بأنهمايبدأان حيثما تتطابق الكفاءة المميزة و صلات حميمة مع حالة اللااستقرارو اللاضمان . وهناك الكثير عن تضمين كل عملية إبداعية ، وسواء أكانت معنيةبالابتكار التقني أو تغيير جذري في البحث أو فن جديد ، تضمينها لما يمكنتسميته باللااستقرار البنيوي . و هذا اللااستقرار البنيوي يسهل عملية خروج الأفكار عن النمطالموجودو الضوابط الصارمة المحيطة بها . هنا جاء الزمن ، الزمن الصعب ، سيادةالفوضى والخروج عن المألوف ، والحاجة لإثبات الوجود والخروج إلى العالمالذي أصبح بأمس الحاجة لشيء يبهره و يجعل أنفاسه تقف وروحه تستكين ،وبالتالي تتلاشى الفوضى . فالتنوع والتعدد مصدر قوة اقتصادية واجتماعيةوحضارية ، ولكنه نقطة ضعف عندما يستغل لأغراض سياسية دنيئة . - الظاهرةالمميزة في مختلف السير الذاتية تركيزها على أهمية البيت و المدرسة فيإيقاظ و تطوير الطاقة الإبداعية عند الأشخاص . وبتتبع حياة مبدعين فرادا وما توحيه سيرهم الذاتية ، فهناك حالات عامة تؤثر على جغرافية الإبداع .وهي : العلاقات حيث أدركتها جيدا الدراسات السابقة عن البيئات . و المعطىالجديد المضاف هو الفائض الاقتصادي ، و أهمية سماح البيئات المختلفةللبدائل و الفرص للخروج عن المألوف في القيم و أنماط الأفكار . و الملاحظةالأخرى أن المناقشات و اللقاءات تسمح بتجمع الأشخاص المبدعين مع بعض وتشكيل أفكارا يمكن أن تقود إلى تجديد شامل . و بالختام فهناك سبب وجيهلتكرار القول : كيف أن عددا قليلا من مسارات حياة أشخاص يعكس التغيراتالجذرية في المجتمع الأكبر . نجد هنا المكان بأكثر من صيغة ، المنزل ،المدرسة ، أماكن اللقاء (نوادي ومكتبات) ، وبالتالي انشغال هؤلاء المبدعينعن من سواهم بالعلم دون الانخراط بمسارات الفوضى السائدة في زمانهم . مجرد تساؤلات وفيالختام ، لقد أثار الموضوع كوامن وشجون و محطات بحاجة إلى أن نقف عندهالنراجع أنفسنا ونكون صريحين معها ولو لمرة واحدة . والتساؤلات هذه مجردتساؤلات لا غير ، فلا ضير من عرضها . - هل أدركنا ماهية المكان ؟ - هل استوعبنا علاقتنا به ؟ - ما السبيل لتنميته ؟ - أليس التنوع مصدر قوة ؟ لماذا نسمح لأن يكون نقطة ضعف ؟ - هل يمكن أن تشع عن اللااستقرار و اللاأمان الحاليين في وطننا ومضات إبداع تعيد الثقة وتطمئن بالنفوس الحائرة ؟ - أليس الحوار سبيل جيد لحل المشكلات والنهوض من الكبوة ؟ - أليس المسكن موضوعا جيدا للدراسة كمكان ؟ - أليست المدرسة بحاجة إلى دراسة كمكان ؟ لنعيد لها مكانتها وأهميتها . - ألسنا بحاجة إلى الاهتمام بأماكن يلتقي بها من نأمل بهم خيرا و نحميهم من شذاذ الآفاق ؟ - السنا بحاجة إلى مبدعين ينقذونا من محنتنا ؟ ولا أقول سياسيين و العياذ بالله . - السنابحاجة إلى مراكز و وحدات بحثية تجمع من يريد خدمة بلده بعلمه و يطور نفسهو بالتالي المؤسسات التعليمية في البلد ؟ ولا أقول الإبداع رغم انه الهاجسو المقصد . [1] محمد بن علي المحمود ، التقليدي .. جدلية الإنسان والمكان ، جريدة الرياض الخميس 21 رجب 1429هـ -24 يوليو2008م - العدد 14640 ، http://www.alriyadh.com/2008/07/24/article361883.html [2]http://www.marxists.org/arabic/glossary/terms/11.htm [3]http://www.alqosh.net/ssh49.htm [4]http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B2%D9%85%D9%83%D8%A7%D9%86 — [5]Tornqvist, G. , 2004 : Creativity in time - and space. Geogr. Ann. , 86 , B (4) : 227-243 . Gunnar Tornqvist , Department ofSocial and Economic Geography , Lund University , Solvegatan 12 , 22362 Lund , Sweden , | |
|