-
- نشرت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية مقالا للكاتب روبرت كورنويل جاء فيه: "بالنسبة لباراك أوباما، فإن الماضي مجرد مقدمة. فاعتبارا من الأول من كانون الثاني (يناير) 2011، سيكون الرئيس جزءا من لعبة سياسية جديدة بالكامل في واشنطن. وإذا لم تكن جميع استطلاعات الرأي التي أجريت خلال الأيام الماضية حول الحملات الانتخابية للانتخابات النصفية على خطأ، فإن التصويت الذي سيجري الأسبوع المقبل سيجبر أوباما على التعامل مع عالم يشكل فيه الجمهوريون الأغلبية في الكونغرس ونسبة تقارب النصف في مجلس الشيوخ- وسيكون عليه أن يتخذ بخططه الرئاسية منحى مختلفا. وفيما يتعلق بالولاية الأولى لرئاسة أوباما على الأقل، فإن الوقت الذي شهد اكتساح التغيير السياسي قد أوشك على الانتهاء.
لكن من ناحية أخرى، فإن سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب بعد الانتخابات النصفية قد يؤدي إلى صناعة الرئيس. ولو كانت لديه قوى خفية، فإن هذا الرئيس قد يستشير شبح (الرئيس الأميركي الأسبق) هاري ترومان لإثبات ذلك. أما بطريقة أكثر عملية فيمكن لأوباما ان يدرس –وبالتأكيد لا بد أنه قام بدراسة- كيف حول الرئيس الأسبق بيل كلينتون الذي ما زال حيا يرزق تلك المعضلة لصالحه بعد الانتصار الجمهوري عام 1994. أما خلال هذه الأيام الأربعة الأخيرة من الحملة الانتخابية، فإن على أوباما ان يدافع عن سجلاته، وهو ما فعله خلال استضافته في برنامج "ذا دايلي شو" مع جون ستيوارت يوم الأربعاء الماضي. وقد سعى من خلال الترويج لإصلاح نظام الرعاية والصحية وغيرها من الانتصارات التشريعية الصعبة إلى تذكير الناخبين الشباب (الذين يقنعهم ستيوارت أكثر من أي سياسي محترف) بما حققه في مواجهة معارضة الجمهوريين الصارمة.
وبسبب تلك المعارضة، فأيا كان ما ينتج عن الكونغرس المقبل فإنه سيتطلب القيام بتسوية. لكن ذلك يمكن أن يكون أمرا جيدا- وليس فقط للرئيس، بل للدولة أيضا. قد يعتبر السياسيون تاريخ الثاني من تشرين الثاني (نوفمبر) على أنه نهاية العالم، (أو يوم البعث، والأمر يعود إلى انتمائهم الحزبي). وفي الواقع، فإن الحكومة المنقسمة تشكل القاعدة لا الاستثناء في الولايات المتحدة، وفي الحقيقة فإن آخر رئيس حكم ولاية كاملة بوجود سيطرة كاملة من حزبه على كل من الكونغرس ومجلس الشيوخ كان جيمي كارتر.
وربما لم يكن بمحض الصدفة أن تكون العلاقة بين كارتر وقيادة الحزب الديموقراطي في الكونغرس فظيعة. وفي نهاية الأمر كان التحدي داخل حزبه حين واجهه تيد كينيدي في الانتخابات التمهيدية، ثم هزم في الانتخابات. ويعتبر حكم كارتر ذو الولاية الواحدة فشلا. ولا يريد أوباما أن يسير على خطاه كما أنه لا يحتاج إلى ذلك.
لكن طريقة التفكير في واشنطن الآن مختلفة بالطبع. إذا كنت تبغض الموالاة والاستقطاب الذي اتجهت إليه السياسة في الولايات المتحدة خلال العامين الماضيين، إذن استعد، فأنت لم تر شيئا بعد. يقال إن أعضاء حزب الشاي المتعصبين سيحصلون على قاعدة قوية في الكونغرس وسيقودون الجمهوريين باتجاه اليمين أكثر، مما يجعلهم أقل استعدادا للقبول بالحلول الوسط. مرحبا إذن بالأزمات الدائمة والجدال الذي لن ينتهي حول العجز والضرائب والسياسة الاجتماعية.
لكن هذه التكهنات القاتمة قد لا تتحقق. صحيح أن جون بوينر، قائد الأقلية الحالية في الكونغرس والذي لا يبدو من المؤكد أنه سيقود الكونغرس بعد نانسي بيلوسي، كان يقوم بكل ما يمكنه للانتصار خلال العامين الماضيين. لكن حاسته السياسية ذات طبيعة أقل مواجهة من بيلوسي. وهو يعلم من خلال خبرته الطويلة أنه مع السلطة تأتي المسؤولية.
منذ عام 2008، كانت الامور سهلة للجمهوريين. فالناخبون الأميركيون يملكون ذاكرة قصيرة. وكان الحزب قادرا على مشاهدة شعبية اوباما والديمقراطيين تتراجع بفضل الاقتصاد القاتم- حتى على الرغم من ان سياسات عدم الدخل التي اتبعتها ادارة بوش قد سببت الى حد كبير الأزمة المالية عام 2008 والركود الذي تلى ذلك.
ولكن الجمهور سيتوقع الآن من الجمهوريين عدم توجيه الانتقادات من الهامش، وانما الخروج باجابات. وبوينر يعي تماما ان الفوز يوم الثلاثاء هي عبارة عن صرخة الم وغضب غير مركزة ضد الحكومة مما هي مصادقة للجمهوريين.
وفعليا فان الاستطلاعات تشير الى ان الاميركيين ما يزالون يعتقدون بشكل واسع بأن للديمقراطيين سياسيات افضل. وهنا تكمن الثغرة بالنسبة لأوباما في الوقت الذي يستعد فيه لحملة اعادة الانتخاب لعام 2012. ولكن عليه اولا تحديد شروط المعركة.
وقد فعل هاري ترومان ذلك عندما انتقد الكونغرس "الذي لا يفعل شيئا" الخاضع لسيطرة الجمهوريين والذي انتخب عام 1946. وبعد عامين من ذلك، حظي بالفوز في اشهر انتخابات رئاسية مضطربة في التاريخ الأميركي، وباكتساح ديمقراطي لكلا المجلسين في كابيتول هيل.
واتبع كلينتون نهجا اكثر دقة ولكن بنفس القدر من النجاح بعد الاذلال عام 1994 والذي تركه عند نقطة معينة يناشد البلاد بأن الرئاسة لا تزال "ذات صلة"، واجبره على الاعلان بأن "عصر الحكومة الكبيرة قد ولى".
وعوضا عن ذلك، فان انتقل الى الوسط وعمل مع الجمهوريين لتمرير اصلاح نظام رعاية اجتماعية رئيسي- في لعنة على اليسار الديمقراطي شكلت اثباتا للمستقلين بأنه ليس ليبراليا خارجا عن السيطرة. ولكن نال مساعدة كبيرة من نيوت غينغريتش، رئيس الكونغرس في ذلك الوقت، والذي ادت سياسة حافة الهاوية التي انتهجها بخصوص الميزانية الى اغلاق الحكومة عام 1995. ومثلما توقع كلينتون بصورة صحيحة، فان الجمهور حمل الكونغرس الجمهوري مسؤولية المأزق، وتم انتخابه بسهولة في العام التالي لفترة ولاية ثانية.
مواجهة مماثلة يمكن ان تقف في وجه رئيس المجلس بوينر اذا لم يتوصل الى تفاهم مع البيت الابيض حول السياسة الضريبية والانفاق والعجز في الموازنة. وسيميل الجمهوريون الى ان يصبحوا اكثر تصلبا، ليظهروا بأن اوباما غير فعال.
ولكنهم هذه المرة سيشاطرون المسؤولية اذا لم يتم انجاز شيء، في وقت تستصرخ فيه مشاكل البلاد من اجل تحرك. واذا استطاع اوباما البناء عل نوع كهذا من المقاومة، فان فرص اعادة انتخابه عام 2012 ستبدو افضل في الاسبوع المقبل.
الرجل الذي "يطلق النار" على الرئيس- بموافقة منه
كمصور البيت الابيض الرسمي، فان بيت ساوزا لديه قدرة عل الوصول الى باراك اوباما اكثر من اي شخص آخر خارج حلقته السياسية المقربة. ومنذ بدأ الموقع الاليكتروني للادارة بنشر صورة يوميا قبل عام، فان سوزا يتعقب الرئيس في كل حالة يتوجب على زعيم العالم الغربي التعامل معها- من اللحظات السياسية الهامة الى اللقاءات اللانهائية التي تشكل جزءا من العمل.
ونشر ساوزا امس مجموعة من افضل هذه الصور على مدونته. وكتب ساوزا: "اشهر الصور هي تلك التي تتضمن اللحظات المرحة مع الرئيس، او صور كلب العائلة. ولكننا نحاول ايضا اظهار الرئيس يفعل ما يقضي معظم وقته في عمله: ادارة البلاد".