أوباما يعلن عن استراتيجية جديدة للحدّ من الانتشار النووي

استثنى منها إيران وكوريا الشمالية
أوباما يعلن عن استراتيجية جديدة للحدّ من الانتشار النووي

كشف الرئيس الأمريكي، أول أمس، عن استراتيجيته الجديدة التي تضمنت التقليص من انتشار السلاح النووي، إضافة إلى الحد من استعمال هذا السلاح ما عدا في حالات الدفاع عن النفس. تشير الوثيقة التي كشف عنها أوباما إلى أن الولايات المتحدة لن تستعمل السلاح النووي ضد دولة لا تملك هذا السلاح، وتحترم معاهدة عدم انتشار النووي.
وتعهّد الرئيس أوباما بالعمل على تعزيز القدرات الدفاعية لبلاده، من خلال الحفاظ على كل الوسائل لحماية الشعب الأمريكي، حيث اعتبر أن الولايات المتحدة لن تتخلى عن تطوير قدراتها الدفاعية التقليدية.
وكان الرئيس الأمريكي قد استبق إعلانه بالكشف عن نية حكومته التعامل استثنائيا مع كل من إيران وكوريا الشمالية على خلفية برنامجهما النووي، حيث أشار في حديث لصحيفة ''نيويورك تايمز'' إلى أن الاستراتيحية الجديدة تستثني الدول الخارجة عن القانون، التي تحتفظ واشنطن بحق استعمال السلاح النووي ضدهما. ويتضمن القرار ضرورة ما وصفته الإدارة الأمريكية بالتصدي لـ''الإرهاب النووي'' الذي اعتبرته أخطر تحد يهدد السلام الدولي من البلدان التي تملك السلاح نفسه.
وقد كشفت الحكومة الأمريكية النقاب عن هذا الاستراتيجية، بعد أشهر من المداولات، وسط معارضة من قبل المناوئين لأوباما، الذين اعتبروا تخلّي الولايات المتحدة عن حقها في استعمال الضربة الأولى في حال حرب نووية محتملة، تراجعا أمنيا في السياسة الأمريكية، في الوقت الذي يعتبر فيه أوباما أن التعامل مع هذا الملف لا بد أن يتم وفق الابتعاد عن عقلية الحرب الباردة التي سيطرت على السياسة الدفاعية الأمريكية لسنوات طويلة، تميزت بتسابق منقطع النظير للتسلح نوويا. وتأتي هذه الخطوة أيام قلائل على حدثين مهمين؛ يتعلق الأول باستعداد واشنطن وموسكو لتوقيع وثيقة تعديل معاهدة ''ستارت ''2 لخفض الرؤوس النووية، بالعاصمة التشيكية براغ، بعد سلسلة طويلة من المفاوضات المتعثرة. أما الحدث الثاني فيتمثل في الاجتماع الموسع الذي دعت إليه واشنطن، والذي سيضم 40 دولة لبحث مسائل الأمن والحد من الانتشار النووي. وفي السياق ذاته أوضحت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، أن التهديد الإرهابي النووي أصبح أمرا واقعا، وذلك من خلال المحاولات المتكررة للجماعات المتطرفة الحصول عليه، ودعت كلينتون المجتمع الدولي لنبذ كل الخلافات السياسية من أجل التصدي لهذا الخطر، معتبرة أن اجتماع واشنطن الأسبوع القادم، سيكون مهما لتحديد مستقبل خطر الإرهاب النووي.