تمكن المهندس العراقي المقيم في أستراليا ميثم العلياوي من اختراع جهاز يمكن من الطيران من الأرض بجناح واحد يثبت على الظهر ويمكن طيه على شكل حقيبة متوسطة الحجم والهبوط على الأرض بدون مظلة.
بدأ المهندس ميثم في تنفيذ فكرته في عام 2007 وكانت البداية قد تبلورت في إيجاد تصميم يخضع إلى نظام الطيران الطبيعي لتحليق الأجسام في الهواء بأسلوب أسهل حيث قام بدراسة طيران نوع من الطيور ومراحل أسلوبها بالطيران وكذلك الميكانيكية في استخدام أجزائها لتأدية هذه المهمة.
يقول المهندس ميثم: "إن المحاولات السابقة والحديثة واجهت التحدي في عملية الإقلاع وفي استمرارية الطيران وهذه المعضلة الهندسية سببت فشل الكثير من التصاميم في هذا المجال. المعروف عندنا أن عملية الطيران تحتاج إلى مسافة قبل الانطلاق كما تحتاج إلى قوة لسحب الهواء ودفعه في الإقلاع. ومن خلال مراقبتي لحركة نوع من الطيور في تأدية هذه الوظيفة لم ألاحظ أي تعقيد في الإقلاع أو الهبوط ولكني لاحظت شيء مهم هو أنه يستخدم الجناح الخلفي (الذيل) في الهبوط والإقلاع. وقد تبدو الفكرة للقارئ بسيطة ويقول ثم ماذا ! ... يوجد حاليا نوع من الطائرات العسكرية تعمل بهذا النظام. هذا صحيح ولكن نحن هنا بصدد طيران الإنسان منفرداً. وعلى هذا الأساس سيتميز هذا الاختراع عن ما سبقه بمواصفات أفضل أو على الأقل أكثر تطوراً".
ومنظومة الطيران التي ابتكرها المهندس ميثم العلياوي في حالة التشغيل الأمامي مزودة بصفائح خلايا شمسية تغطي الجناح لتشكل القسم الأعلى من الجناح وتقوم بتخزين الطاقة أثناء الطيران ومن خصائصها أنها خفيفة الوزن، والمنظومة مزودة أيضا بمحركين يعملان بواسطة الهيدروجين أثناء الإقلاع وأثناء الطيران السريع أما في الطيران بسرعة متوسطة فتستخدم البطاريات التي يتم تزويدها بالكهرباء من الخلايا الشمسية وبمساعدة مولد كهربائي لتشغيل مراوح سحب الهواء. وفي حالة توقف كلا المصدرين (وهذا ممكن ميكانيكياً) يمكن للتصميم أن يحافظ على الطيران باستخدام أسلوب الطيران الشراعي حيث أن التصميم النظري للاختراع يتضمن استخدام ثلاثة مصادر للطاقة.
يتضمن اختراع منظومة الطيران أيضا مفاصل ميكانيكية تتحرك إلى الجوانب لتغيير الاتجاه، فالجناح الخلفي (الذيل) والذي يتميز بشكل ومرونة يساعدانه على حجز تيارات الهواء تحت الجناح الأمامي لرفع الجسم إلى نقطة ما في الجو والشروع في الطيران التصاعدي أو التدريجي، أما الجناح الخلفي فيستخدم في الإقلاع والهبوط ولتغيير الاتجاه، وسوف يعتمد المستخدم لهذا الاختراع في حالة تغيير الاتجاه على الساقين بنسبة 70% وعلى تغيير مركز ثقل الجسم بنسبة 30%. كما أن استخدام قوة الساقين ومساحة الجناح الخلفي ستمكن الطيار من المناورة بمرونة وسيطرة أكثر، والجناح الخلفي فيتكون من مفاصل ميكانيكية تتحرك إلى الأمام على الأرض ونحو الأسفل أثناء التحليق.
أما بالنسبة لعتلات القيادة فهو الجزء المسئول عن سحب الجناح الأمامي على 180 درجة ودفع الجناح الخلفي بموازاة الساقين وكذلك تشغيل المحركين الرئيسين والتغيير من المحرك السريع إلى المتوسط وأيضا فصل منظومة الطيران عن الطيار في حالة الطوارئ.
يقول المهندس ميثم العلياوي: "هنا استطيع أن أقول إنه يوجد تطوير لم يسبقني به أحد من المهندسين أو المصممين، وهو أن العامود المتصل بالجزء الرئيسي والممتد إلى أسفل الساقين يتركب من مفصلين الأول يتحرك إلى الأمام والثاني إلى الخلف وبذلك ينتج لدينا حركه إلى الأمام، والغاية من ذلك أنه عند الهبوط التدريجي يفتح الجناح الخلفي وبزاوية تقترب تدريجيا من الزاوية القائمة وعند ذلك تكون الأقدام قد لامست الأرض وبخطوات متزامنة مع الهبوط يقوم بها الطيار لتقليل التعجيل الأرضي يمكن للطيار أن يهبط بدون خلخلة في التوازن".
ويضيف: "إن الجناح الأمامي لا يحتوي على مغيرات لتيارات الهواء ولكن سوف يمرر الهواء بزاوية 15 إلى 20 درجة وتتغير هذه الزاوية تلقائيا عندما يتغير اتجاه الجناح الخلفي، والجناح الأمامي ذو تركيب متحرك ويحتوي على أنابيب الوقود، البطاريات، والخلايا الشمسية، ويتركب من صفائح تنزلق إلى الخارج لتشكل الجناح وتنعكس هذه العملية في حالة طي الجناح".
جدوى الاختراع
الهدف المنشود من هذا الاختراع هو توفير فرصة أسهل للتحليق في الهواء واستخدامه لتلبية حاجات الإنسان في الحياة بصورة عامة، والمستفيد الأول من هذا التصميم هو المؤسسات العسكرية، وحسب المهندس ميثم فلو تم اختبار هذا الاختراع فإنه سوف يحقق أهداف بعيدة المدى في عدة مجالات، هواة الطيران أيضا سوف يكون لهم نصيب في تحقيق رغبة الطيران الفردي الفوري والانتقال السريع وهذا له أبعاد اقتصادية واسعة كذلك. في حالة نجاح عمل وفعالية المحرك ذات السرعة المتوسطة سوف يساهم ذلك في خلق جيل جديد من المحركات عديمة التلوث وسوف يكون لذلك مردود اقتصادي إيجابي.