لندن ـ القدس العربي ـ قال البريغادير"الون فريدمان" نائب قائد القيادة الشمالية في الجيش الاسرائيلي ان الهدوء الذي ساد الحدود اللبنانية مع اسرائيل خلال الاعوام الثلاثة الماضية قد يتفجر في اي وقت.
ونقلت عنه صحيفة "التايمز" في لندن ان قلق الجنرال الاسرائيلي نابع من ما قال انها التهديدات المتكررة من قيادة حزب الله الذي هدد انه في حالة قيام اسرائيل بضرب الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية فان مقاتلي الحزب سيمطرون اسرائيل بوابل من الصواريخ كما فعلوا في حرب عام 2006 وسيستهدفون تل ابيب كبرى المدن الاسرائيلية.
وتعكس تصريحات المسؤول العسكري التهديدات التي اطلقها وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك قبل يومين.
ونقلت "التايمز" عن مسؤولين اسرائيليين ومن الامم المتحدة قولهم ان الحزب اليوم اقوى مما كان عليه قبل ثلاثة اعوام عندما خاض حربا استمرت ثلاثين يوما.
واشارت الى ان حزب الله يملك الان 40 الف قذيفة صاروخية ويقوم بتدريب مقاتليه على استخدام صواريخ ارض ـ ارض، قادرة على ضرب اسرائيل وتحدي القوة الجوية العسكرية الاسرائيلية. وكان زعيم حزب الله السيد حسن نصر الله قد تحدث في الايام الاخيرة عن ما اسماه تغيير المعادلة التي وجدت في السابق قائلا ان المعادلة الجديدة هي الضاحية الجنوبية مقابل تل ابيب وليس بيروت مقابل تل ابيب كما كان في السابق.
وتشير الصحيفة ان حزب الله يقوم باعادة تسليح قواته والسبب له علاقة بالتهديدات الاسرائيلية المتكررة لايران التي تعتبر حليف حزب الله.
ويرى الاسرائيليون انه في حال قيام اسرائيل بتنفيذ وعيدها وضرب المنشآت النووية الايرانية فحزب الله سيقوم بالرد الانتقامي. وتقول الصحيفة ان كلا الجانبين يأخذ تهديدات الطرف الاخر على محمل الجد.
وتقول الصحيفة ان مدى استعداد حزب الله ظهر في الشهر الماضي عندما كشف عن مخازن ذخيرة في خربة سليم التي تبعد 12 ميلا عن الحدود الاسرائيلية. وحصلت "التايمز" على لقطات تجسسية تظهر مقاتلي حزب الله وهم يحاولون نقل ذخيرة من الموقع.
وكان مسؤول قوات المراقبة الدولية التابعة للامم المتحدة قد تحدث لمجلس الامن الشهر الماضي قائلا ان الحادث يمثل خرقا لقرار المجلس رقم 1701. وهو القرار الذي اعلن وقف اطلاق النار وحظر التسلح بعد الحرب.
وقال المسؤول ان كل الاشارات تظهر ان المخزن يعود لحزب الله وعلى خلاف المخازن الاخرى التي اكتشفتها القوات الدولية والجيش اللبناني فالمخزن لم يكن مهجورا ولكن تمت العناية به. ويتوقع ان يتم تجديد سلطة وحدات اليونيفيل التابعة للامم المتحدة الشهر القادم، وتضغط اسرائيل باتجاه موقف اكثر تشددا من هذه القوات من اجل منع حزب الله والجماعات المسلحة الاخرى من اختراق المنطقة التي تحرسها قوات الامم المتحدة جنوب نهر الليطاني.
وقالت الصحيفة ان حزب الله يقوم ومنذ حرب عام 2006 بجهود واسعة للتجنيد حيث يتم تدريب المقاتلين على المبادئ الاساسية للقتال في المناطق الجبلية في البقاع ويتم ارسال مئات المقاتلين الى ايران لتلقي دروس خاصة حول كيفية صناعة القنابل واطلاق الصواريخ المضادة للدبابات والقنص واطلاق القذائف الصاروخية. ونقل عن مقاتل من حزب الله قوله ان الحرب ستتجدد لان اسرائيل لن تترك حزب الله وشأنه.
وبحسب مسؤولين مقربين من الحزب فان الاخير راغب بتطوير منظومة دفاعاته الجوية ويعتقد انه حصل على راجمات محمولة على الكتف من نوع اس اي ـ 18 القادرة على ضرب المقاتلات الاسرائيلية المحلقة على مستوى منخفض والمروحيات ايضا. ونقلت "التايمز" عن استخبارات اجنبية قولها ان مقاتلي الحزب يتلقون تدريبات على استخدام الراجمات هذه في سورية.
وتهدد اسرائيل بتدمير النظام الدفاع الجوي الذي حصل عليه حزب الله.
ويبدو ان التهديدات الاسرائيلية التي نقلت لسورية أخرت دخول النظام الى لبنان. وتزعم اسرائيل ان حزب الله ضاعف قدراته العسكرية منذ عام 2006 وقدراته الصاروخية، ارض ـ ارض والتي وصلت الى 40 الفا. ونقلت عن داني ايلون، نائب وزير الخارجية الاسرائيلي قوله ان حزب الله لم تتراجع قدراته من الذخيرة فقط بل يتفاخر بقدراته على ضرب اسرائيل. وتقول مصادر غربية ان حزب الله يأمل بالحصول على صواريخ متقدمة مصنعة في ايران وهي "فاتح -110".
وبحسب تعليقات من الشيخ نعيم قاسم للصحيفة فحزب الله في وضع احسن مما كان عليه في تموز (يوليو) 2006 وانه ان كانت اسرائيل تعتقد بقدرتها على ضرب حزب الله فهي تعلم ان الحزب قادر على ضربهم وبشدة.