ocean Admin
مزاجي *: : الجنسيه *: : عدد المساهمات : 16284 تاريخ التسجيل : 21/07/2009
| | أسرار عودة السلاح الروسي لمنطقة الشرق الأوسط.. بالصور | |
مفكرة الاسلام: شهدت الآونة الأخيرة عودة قوية للدور الروسي لمنطقة الشرق الأوسط، الذى كان بمثابة رمانة الميزان فى المنطقة قبل إنهيار الاتحاد السوفيتي فى مطلع التسعينات، وكانت الأنباء التى ترددت بشأن إبرام صفقة صواريخ بين روسيا وسوريا، وتزويدها الجيش الجزائري بأحدث العتاد العسكري، وتوقيعها لإتفاق أمني مع إسرائيل، هو الأول من نوعه فى تاريخ العلاقات بين البلدين لخير دليل على العودة الروسية للمنطقة. ويبدو أن الأسلحة الروسية كانت أسهل وسيلة لتحقيق ذلك، خاصة فى ظل أجواء الحرب التى تخيم على المنطقة منذ سنوات. كان الإتحاد السوفيتي السابق ينظر بعين الاعتبار لمسألة صادرات السلاح كعامل مهم لتحقيق أهدافه السياسية على الساحة الدولية. وتمكنت صادرت السلاح السوفيتية من النمو ليس بسبب كفاءته ولكن بسبب السياسة الخاصة التي أتبعتها موسكو في تسويقه, حيث تم تزويد زبائن موسكو بأسلحة متقدمة وفى الوقت ذاته بأسعار رمزية , كما عملت على تسويق أسلحتها للدول الموالية للسياسات السوفيتية والمعادية للغرب , وهدفت موسكو من وراء هذه السياسة العمل على توسيع قاعدة زبائنها الأمر الذي ساهم في جذب المؤيدين لها ولسياستها على الساحة الدولية. وفي أعقاب إنهيار الإتحاد السوفيتي وتفككه, تراجعت صادرات السلاح الروسي بنسبة بلغت نحو 40% بعد أن ظلت موسكو تسيطر على سوق السلاح العالمي حتي الثمانينات, وظلت المعدلات في الانخفاض حتي عام 1994 . فى المقابل تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من السيطرة على نصف صادرات السلاح العالمية. لكنه خلال الفترة الممتدة بين عامي 2001-2008 انخفضت هذه النسبة لتصل لنحو 37% من سوق السلاح العالمي, بعد تمكن روسيا من العودة تدريجياً إلي هذا السوق. وخلال تلك الفترة وصل نصيب روسيا من سوق السلاح العالمي نحو 17% , وذلك بفضل ارتفاع أسعار الطاقة والتغيير الذي طرأ على توجهات موسكو فيما يتعلق بسياستها الخارجية وعقيدتها العسكرية.وخلال السنوات الأخيرة وبعد جهود من أجل تحسين مكانتها في سوق السلاح العالمي وسوق التكنولوجيا العسكرية, عملت موسكو على فتح أسواق جديدة لها مع الصين بلغت نسبته نحو 35% والهند بنسبة 24% وكوريا الجنوبية وتايوان والجزائر بنسبة 11%. كما عملت روسيا على تحسين جودة السلاح الذي تقوم بتصنيعه لكي يكون قادر على منافسة السلاح الغربي، وسعت منذ ذاك الوقت لكي تصبح قوة عظمي في مجال صادرات الأسلحة العسكرية لكي تحظي بمكانة في سوق السلاح العالمي، ومنه تعود لمكانتها الدولية كأحد القطبين الكبيرين فى العالم. لذا فقد وجدت في عملية بيع السلاح الروسي فرصة لكي تستعيد تلك المكانة وتصبح قوة مؤثرة في مناطق المنافسة مع خصومها من الدول التي تقوم بتصدير الأسلحة العسكرية, بل أنه يمكن القول أن موسكو تسعي الآن لكي تكون المنافس الرئيس للولايات المتحدة ولدول حلف شمال الأطلنطي "الناتو". وعلى هذا الأساس ظلت روسيا تلعب بورقة صادرت السلاح الروسي لكي تعيد مجدها السياسي ولبنائه من جديد. تمثل منطقة الشرق الأوسط بالنسبة لروسيا أهمية خاصة من الناحية الجيو سياسية وقربها من الحدود الجنوبية لروسيا التي يعيش فيها أغلبية من السكان المسلمين , حيث ظلت موسكو قلقه من مسألة زيادة التأثير الإيديولوجي القادم من منطقة الشرق الأوسط على سكانها المسلمين. فضلا عن كون منطقة الشرق الأوسط, من أكثر مناطق العالم التى تشهد العديد من المواجهات الحربية، مما سيكون فرصة جيدة لها لترويج بضاعتها من الأسلحة العسكرية الفتاكة. لذا عملت موسكو على تفعيل علاقاتها مع الأطراف الإقليمية في المنطقة الأمر الذي منحها القدرة للترويج لبيع الأسلحة العسكرية والتكنولوجيا الأمنية الروسية لدول المنطقة .اتسمت سياسة روسيا الحالية باختيار الشركاء وليس كما كان يحدث في الماضي حينما كانت تعمل على الارتباط فقط بحلفائها السياسيين وأن سياستها المعادية للغرب تجعلها تتطلع لتفعيل علاقاتها بكافة الأطراف بمن فيها الأطراف التي يتم وصفها بدول محور الشر وكذلك الدول التي تنتمي للمعسكر الغربي. وترى موسكو في إتباع هذه السياسة فرصة مناسبة لكي تبرز نفسها كقوة قادرة على أن تكون جسر للتواصل وكقوة على الساحة الإقليمية , ولهذا سعت لتفعيل عملية بيع السلاح الروسي للحفاظ على هذا الهدف ولكي تكون عامل للتوازن الإستراتيجي في المنطقة. تراوحت صادرت السلاح الروسي لدول منطقة الشرق الأوسط بين 21% و26% من إجمالي ما تستورده دول المنطقة من أسلحة عسكرية، وعلى الرغم من هذا يبدي الروسي إصراراً نحو السعي للتوقيع على المزيد من اتفاقيات بيع السلاح مستقبلاً بهدف إستعادة تواجدها في المنطقة. وفيما يلي نستعرض أهم زبائن السلاح الروسي فى منطقة الشرق الأوسط، خاصة وأن عدد كبير من دول المنطقة تعتمد على السلاح الأمريكي، لاسيما فى أعقاب غزو الكويت فى مطلع التسعينات:1. إيران:قامت إيران بشراء العتاد العسكري الروسي في أعقاب انتهاء حربها مع العراق وفي الإطار العلني لم تمنح موسكو طهران أية قدرات من شأنها أن تساعدها على تطوير برنامجها الصاروخي, لكن يمكن القول أن موسكو قامت بتزويد طهران سراً بتكنولوجيا روسية في مجال صناعة الصواريخ , مثل بيع أوكرانيا لإيران صواريخ من طراز X-55 وكذلك بيع كوريا الشمالية لإيران صواريخ من طراز BM-25 وهي النسخة الكورية من صواريخ SS-N-6 الروسية التي يتم إطلاقها من الغواصات وكذلك قيام كوريا الشمالية بنقل تكنولوجيا صناعة محركات الصواريخ من طرازRD-216 المستخدمة في صاروخ R-12 المستخدم حتى الستينات.وفي مجال الأقمار الصناعية : حصلت طهران على تكنولوجيا فضائية تصنعها شركة صناعة الأقمار الصناعية الروسية ZOHREH وقامت طهران بالتوقيع على العديد من الاتفاقيات مع الجانب الروسي فى هذا المجال وتم الانتهاء من تنفيذ أخر اتفاقية عام 2005.وفي العِقد الأخير نُشرت عدة تقارير إعلامية تتحدث عن زيادة مبيعات الأسلحة الروسية لإيران ونجاح موسكو في توقيع صفقات بمليارات الدولارات , لكن لم تنفذ أي منها سوي صفقة لتزويد طهران بمنظومة دفاع جوي قصيرة المدى من طراز TOR-M1 عام 2006 وبلغت قيمتها نحو 900 مليون دولار , وكانت الصفقة الأهم التي تم الإعلان عنها صفقة لتزويد طهران عام 2007 بأنظمة دفاع جوي طويلة المدى من طراز S-300 . وقد تحولت تلك الصفقة فيما بعد لنقطة مهمة في مسألة العلاقات الروسية مع كل من إيران والولايات المتحدة الأمريكية، حيث استخدمتها للمناورة فى العلاقات بين طهران واشنطن . 2. سوريا:ظلت سوريا أحد أهم الزبائن بالنسبة للاتحاد السوفيتي وتستخدم كقاعدة سوفيتية لعقود عدة , واستمرت تلك العلاقة حتى انهياره, لكن كانت مسألة الديون الروسية المستحقة على دمشق أحد نقاط الخلاف الأساسية بين الجانبين. فيما شهدت العلاقات بين البلدين تطوراً كبيراً في عام 2005 بعد أن قامت روسيا بإلغاء 73% من الديون السورية القديمة مقابل أن تقوم دمشق بمنح موسكو موطئ قدم لها مجدداً في ميناء طرطوس واللاذقية السوريين.وعلى الرغم من توقعات الروس بأن تقوم دمشق مجدداً بعقد المزيد من الاتفاقيات التي تحصل بمقتضاها على كميات كبيرة من السلاح الروسي , إلا أن هذا الأمر لم يتحقق على الرغم من الأهمية التي توليها دمشق للحصول على منظومة الدفاع الجوي من نوع S-300 وكذلك صواريخ أرض – أرض من طراز ,ISKANDER-E لكن مبيعات السلاح الروسي اقتصرت على أنظمة دفاع جوي من طراز KORNET–METIS , وكذلك على أنظمة دفاع جوي من طراز Pantsyr-S1 وصواريخ مضادة للطائرات محمولة على الكتف من طراز IGLA-S. كما وقعت موسكو مع دمشق على صفقات لتزويدها بطائرات مقاتلة من طراز ميج MIG-31 وهي طائرات يمكن القول أن سوريا رغبت في الحصول عليها من أجل استخدمها في أغراض ومهام استخبارية , لكن لم تنفذ هذه الصفقة حتى الآن ولا يعرف مصيرها.3. مصر:كانت مصر منذ الخمسينات وحتى السبعينات أحد أهم زبائن روسيا في بيع السلاح وعلى الرغم من توجه مصر تجاه الحصول على السلاح الأمريكي , إلا أن وجود كميات كبيرة من السلاح الروسي لدي مصر حتى يومنا هذا خاصة فيما يتعلق بالمدرعات والدبابات والطائرات وأنظمة الدفاع الجوي دفع مصر من أجل العمل على شراء قطع غيار لهذه الأسلحة, وقامت مصر بالحصول من موسكو على مشروع خاص لتطوير الصواريخ المضادة للطائرات من نوع .PECHORA-M2, وعلى الرغم من كون هذه المنظومة قديمة إلا أنه تم تزويدها بمنظومات ومعدات إلكترونية حديثة.4. لبنان:لا تعتبر لبنان أحد الزبائن ذوي الشأن بالنسبة لروسيا، لكن وفي إطار المساعي الروسية من أجل إيجاد موطئ قدم لها في لبنان سعت لتزويد الجيش اللبناني بعشر طائرات من طراز ميج MIG-29 , لكن لبنان رفضت الاقتراح الروسي وطلبت بدلاً من ذلك حصولها على طائرات مروحية من طراز .MI-24وقد استجابت روسيا للطلب اللبناني خلال الزيارة التي قام بها الرئيس اللبناني لموسكو في فبراير من عام 2010 .5. دول الخليج العربي:لم تكن دول الخليج العربي مطلقاً من زبائن السلاح الروسي في الحقبة السوفيتية , ولم تكن حليفة لموسكو , لكن وبعد انهيار الإتحاد السوفيتي حاولت روسيا الدخول إلي سوق السلاح الخليجي , ونجحت خلال التسعينات في بيع مدرعات من طراز ,BMP-3 للكويت فضلاً عن منظومة دفاع جوي ومنظومة إطلاق قذائف طويلة المدى من طراز .SMERCH كما قامت موسكو بالتوقيع على صفقة مؤخراً مع دولة الإمارات العربية المتحدة تتضمن مدرعات من طراز BMP-3 وكذلك عتاد عسكري خفيف وصواريخ مضادة للدبابات وللطائرات.لكن أهم الصفقات التي وقعت عليها موسكو مع الإمارات كانت صفقة تزويدها بمنظومة دفاع جوي من طراز PANTSYR S-1 روسية الصنع وبتمويل إماراتي ويقال أن روسيا زودت بها دمشق كذلك. 6. الجزائر:نجحت موسكو في التوقيع على عدة صفقات مع الجزائر خلال العقد الأخير أبرزها صفقة تزويدها بطائرات مقاتلة وقاذفات من نوع .SU-24 وصل قيمتها لنحو سبع مليار دولار , وكذلك طائرات مقاتلة من نوع ميج MIG-29SMT وطائرات سوخوي من طراز SU-30MKA وطائرات تدريب من طراز YAK-130 ومنظومة دفاع جوي قصيرة المدى من طراز (TUNGUSKA - M1) وطويلة المدى من طراز ,(S-300PMU) ودبابات من طراز T-90 وغيره من العتاد العسكري. ويمكن القول أن بعض هذه الصفقات لم تنال رضا الجانب الجزائري بل يجب الإشارة أن بعضها تم إعادته لروسيا وتغييره بعتاد أكثر تطوراً. 7. الجماهيرية الليبية:مع رفع الحصار الدولي الذي فرض علي ليبيا قامت موسكو باستئناف مبيعاتها من السلاح لها كما وجدت موسكو الفرصة مواتية لها في أن توافق ليبيا على تطوير سلاحها القديم الروسي الصنع , ومن خلال المعلومات المتوافرة يمكن القول أنه حتي 2009 وقعت ليبيا على صفقات سلاح مع موسكو بقيمة 1,8 مليار دولار , تتضمن سفن حربية من طراز MOLNIYA , كما وقعت على صفقات خلال عام 2010 لكن لا يعرف تفاصيلها , لكن يعتقد أنها تتضمن طائرات تدريب من نوع YAK-130 ودبابات من طراز T-90 وكذلك تطوير طائراتها القديمة من طراز SU-30MK2 وكذلك من طراز SU-35 ومنظومات الدفاع الجوي من نوع .S-300PMU2 ويمكن القول إن التوغل الروسي في منطقة الشرق الأوسط من أجل زيادة نفوذها السياسي والدولي يعكس وجود فجوة كبيرة بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية في مجال التسليح، وهذا ما ظهر واضحًا في الأزمة بينهما بخصوص مشروع الدرع الصاروخي الأمريكي، وفي الناتج المحلي الإجمالي لصفقات التسليح والتي لا تمثل سوى 12.9% فقط بما يعادل (1.7) تريليون دولار من الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي (13.1) تريليون دولار، وإن إنفاقه العسكري 32 مليار دولار، لا يتعدى 6.3% من الإنفاق العسكري الأمريكي (505 مليارات دولار) وهي حقائق تدل على أن ميزان القوى ما زال يميل لصالح الولايات المتحدة التي لن يتم تحجيمها إلا بالإرادة العربية وبتفعيل مؤسساتها على كافة الأصعدة، وبالقضاء على المشكلات السياسية والحدودية بين دولها وبالعمل على التئام الصف العربي الإسلامي وتكوين نظام أمني إقليمي عربي محصن ضد التدخلات الخارجية ومحاولة النيل منه تحقيقا لمصالحها.كما نؤكد أن روسيا تطمح من وراء صفقات الأسلحة لدول الشرق الأوسط إلى تأمين دولها الصديقة في المنطقة وخاصة سوريا وإيران لتكون بمثابة خط الدفاع الأول في مواجهة التهديدات التي يمكن أن تتعرض لها مستقبلا، خاصة مع الأطماع الأمريكية في منطقة آسيا الوسطى وإفريقيا ومحاولة إقامة قواعد عسكرية دائمة بها، ومع تزايد احتمالات وقوع مواجهات ساخنة في منطقة الخليج العربي خاصة في ظل الحرب الباردة بين إيران والولايات المتحدة وتوقع انتشارها في المشرق العربي، حيث سوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة وأيضا إلى جنوب آسيا حيث باكستان ثم وسط آسيا حيث أفغانستان وأذربيجان وتركمانستان وكازاخستان وقرغيزيا، بل قد تمتد المواجهات العسكرية إلى جنوب أوروبا، حيث تركيا بل إلى بلدان أوروبا الغربية وأمريكا اللاتينية وغير ذلك. ختاماً نشير إلى أنه وخلال العقد الأخير أصبحت منطقة الشرق الأوسط من أهم المناطق التي تولي لها موسكو أهمية في مجال مبيعات السلاح ومن الممكن التوقع أن يزداد هذا الاتجاه مستقبلاً خاصة فى ظل التطلعات الروسية للعودة للعب دورها المحوري فى العالم . كما أنها تستخدم صناعاتها الحربية لتكون وسيلة تكتسب من خلالها مجدداً القدرة على التأثير السياسي عبر الاتفاقيات التي توقعها في مجال صادرات السلاح مع دول منطقة الشرق الأوسط . لذا يمكننا الجزم بأن مبيعات السلاح الروسية لدول منطقة الشرق الأوسط يمكنها أن تكون عامل مهم في إعادة بناء التأثير الروسي على الساحتين الدولية والإقليمية على حد سواء. | |
|