الخطه شامل وحقيقه مشاركه الجزائر في حرب اكتوبر الخطه شامل
بحث عن خطه لم يكتب لها التنفيذ
اعداد احمد عبد المنعم زايد
حقوق النشر مكفوله لصاحب المقال ولموقع المجموعه 73 مؤرخين
ولا يجوز اعاده نشره بدون الاشارة الي الموقع والكاتب
المقدمه :
سامح الله الرئيس السادات الذي
لم ينفذ الخطه شامل ويزيح من كاهلنا عبء الدفاع عن نتيجه حرب اكتوبر بسبب
الفشل الاعلامي العربي في مواجهه الاعلام الغربي والاسرائيلي الذي كان ومازال يريد ان يستخدم الثغرة دعائيا لقلب نتيجه الحرب وليبث في عقولنا حقيقه اننا كدنا ان ننهزم في تلك الحرب .
سامح الله القاده والمؤرخين
الذين لم يعطوا الخطه شامل حقها الكامل من الشرح والسرد لكي نعرف حقيقه
موقف قواتنا بعد وقف اطلاق النار ، كما اهملوا خطه المأذن العاليه حجر اساس
خطه العبور المصريه .
المجموعه
73 قامت ببحث تلك الخطه بالتفصيل في هذا الموضوع وخلصت الي نتائج حاسمه لا
تقبل مجالا للشك وتجعل اي مصري فخور بحرب اكتوبر ، وفخور بالثغرة !!! نعم
لنفخر بالثغرة التي قام بها الاسرائيلين لكي يضعوا قواتهم تحت رحمه قواتنا
المسلحه وليتحول الجنرالات الاسرائيليين بدبابتهم الي ورقه ضغط مصريه
استخدمها السادات بدهاء بالغ لكي يجبر الاسرائيليين علي الفرار من الثغرة
ومن خط المواجهه مع الجيش الثاني والثالث الي شرق الممرات طواعيه وبدون ان
تنتازل عن مكاسبنا التي حققناها علي الارض.
في هذا الموضوع سنري كيف وضعت القوات الاسرائيليه نفسها داخل فم الاسد وانتظرت امريكا لكي تخرجها منها
في
هذا الموضوع نلقي الضوء علي الخطه شامل من واقع مذكرات القاده ومن واقع
كتب التاريخ القليله التي تتكلم عن الخطه شامل ، ونلقي الضوء علي حقيقه
الخطه شامل 2 ، وحقيقه الجيش الرابع الميداني الذي اذاع الجنرال ديان بأن
هذا الجيش الجديد اصبح يحاصر القوات الاسرائيليه
، ولنقرأ كلمات اللواء معتز الشرقاوي عن وقائع الحصار وكيف شاهد الجنود
الاسرائيليين يتسولون الطعام من اهالي السويس ، ونعرف رد فعل الاسرائيليين
علي فض الاشتباك .
وقبل
ذلك كله لنعرف حقيقه لا تقبل الشك في نتيجه حرب اكتوبر المجيده وكيف ان
تاريخ هذه الحرب البطوليه يجب الا يكون مثارا للشبهات او للتجني او
للمتاجرة .
مقدمه عن الثغرة
في
اليوم العاشر لحرب اكتوبر وتحديدا ليله 15 – 16 اكتوبر تمكنت قوة مظليين
اسرائيليين تدعمها سبع دبابات برمائيه من عبور القناه الي منطقه الدفرسوار ،
ايذانا ببدء فترة عصيبه علي الجيش المصري معروفه عالميا بثغرة الدفرسوار ،
وخلال ساعات وبسبب سوء التقدير المصري للموقف اصبحت تلك القوة تعادل 3
مجموعات عمليات اسرائيليه مجموع دباباتها يزيد عن ستمائه دبابه اسرائيليه
تقابلها حوالي مئتين دبابه مصريه هي القوام الرئيسي للفرقه الرابعه المدرعه
والتي دعمت بلواء حرس جمهوري من القاهرة .
وتمكنت
القوه الاسرائيليه التي يقودها ثلاث جنرالات هم شارون وادان وماجن ، من
الوصول لمشارف الاسماعيليه شمالا والسويس جنوبا مطوقه بذلك الجيش الثالث
كله وجزء من ظهر الجيش الثاني .
وفشل
الجنرال شارون من دخول الاسماعيليه يوم 22 اكتوبر بسبب بساله رجال الصاعقه
والمظلات المصريين الذين انيط لهم دور الدفاع عن الاسماعيليه وبسبب حسن
توقع اللواء عبد المنعم خليل القائد الجديد للجيش الثاني لمحاور الهجوم
وتركيزه في الدفاع عن تلك المحاور ،
(
في قسم حرب اكتوبر تحليل لمعركه الاسماعيليه البطوليه- وفي قسم بطل الشهر
حوار مع سياده اللواء عبد المنعم خليل قائد الجيش الثاني في مرحله الثغرة )
ولم يحاول الجنرال شارون مره
اخري مهاجمه الاسماعيليه بعد ان كبدته قوات الصاعقه وخاصه المجموعه 127
صاعقه بقياده العميد اسامه ابراهيم خسائر كبيرة .
اما
الجنرال ادان ومن خلفه الجنرال ماجن فقد انطلقا بفرقهم المدرعه تجاه
السويس غير مبالين بقرار وقف اطلاق النار يوم 22 اكتوبر وتمكنا من
الاستيلاء علي ميناء الادبيه يوم 23 اكتوبر حيث لم تكن هناك قوات تستطيع
وقف تقدمه في الجيش الثالث بعد سحب الفرقه الرابعه للنطاق التعبوي للجيشين
الثاني والثالث ، او بمعني ابسط تم وضع الفرقه الرابعه احتياطي خلف
الجيشين لحمايه القاهرة ففتح الطريق لهم لمحاصرة السويس ، وتقدم ادان يوم
24 اكتوبر لاحتلال السويس بعد ان استمع لنصيحه الجنرال بارليف القائد
الفعلي للقياده الجنوبيه الاسرائيليه ، والذي اعطاه الاختيار (( اذا كانت بئر سبع فتقدم ، انما اذا كانت ستالنجراد فلا تتقدم )) اي ان اذا كان احتلال السويس مثل بساطه احتلال بئر سبع عام 1948 فليتقدم ، اما اذا كانت عنيده وصلبه كستالنجراد فلا تتقدم .
وتوقع
ادان ان تكون السويس مثل بئر سبع فتقدمت دباباته ترفع اعلام المغرب
والجزائر لخداع اي قوه مقاومه بالمدينه ، ورغم القصف الجوي العنيف للسويس
يومي 22 و23 الا ان قوات المقاومه الشعبيه تعاونها وحدات من الفرقه 19 مشاه
متخصصه في اصطياد الدبابات تمكنت من صد التوغل الاسرائيلي علي كل المحاور
وكبدت الدبابات الاسرائيليه خسائر كبيرة ، وايضا سقط العشرات من جنود
المظلات الاسرائيليين قتلي في معارك ضاريه بين البنايات وداخلها ، فقد كانت
معركه من شارع لشارع ومن بنايه لاخري .
وبعد
فشل هجومه تأكد ادان ان السويس لم تكن بئر سبع ولم تكن ستالنجراد ، انما
وضعت السويس أسمها في موقع جديد لمدينه باسله يدافع شعبها مع جنود جيشها
للدفاع عنها ومنع سقوطها .
ووفقا
للخريطه المرفقه يستطيع القارئ معرفه وضع القوات المصريه والاسرائيليه بعد
فشل الهجوم تجاه السويس والاسماعيليه في صباح الخامس والعشرين من اكتوبر .
ما بعد فشل سقوط الاسماعيليه والسويس
بحياديه
تامه ووفقا للعلم العسكري الحديث ، فقد وضعت القوات الاسرائيليه نفسها
بدأا من يوم 25 اكتوبر في وضع عسكري خاطئ من كل النواحي
، ولم يكن هناك لديها حل سوي الثبات في موقعها والبدء في معركه صبر وتحمل
واستنزاف اخري مما يعني الاستمرار في حاله تعبئه عسكريه طويله وهو ما كان
يعني اضعاف الاقتصاد الاسرائيلي اكثر واكثر .
الوضع العسكري الاسرائيلي :
1-القوات الاسرائيليه فقدت قوه الهجوم واجبرت علي التوقف لعدم وجود اهداف يمكن التقدم نحوها لتحقيق هدف عسكري او اعلامي .
2-
القوات الاسرائيليه تحتل مساحه اكبر بكثير من حجم القوات الموجوده فعليا
داخل الثغرة ، مما يعني عدم تحكمها الكامل في كل المناطق ، وهذا يؤدي الي
سهوله تسلل عناصر الصاعقه المصريه الي قلب معسكرات القوات الاسرائيليه وقطع
خطوط الامداد الحيويه لها ، وهو ما حدث في الفترة من اول نوفمبر 73 وحتي
يناير 74 .
3-
القوات الاسرائيليه تتنفس عبر ممر ضيق عرضه عشر كيلو مترات في منطقه
الدفرسوار وهو الممر الوحيد البري المؤدي الي القوات داخل منطقه الثغرة ،
وهو وضع خاطئ
4-
القوات الاسرائيليه لا يمكنها التقدم تجاه القاهرة غربا لوجود الفرقه
الرابعه المدرعه ، ولا يمكنها التقدم تجاه الاسماعيليه شمالا لوجود ترعه
الاسماعيليه كمانع طبيعي ومن امامها قوات صاعقه ومظلات مدربه تدريب عال علي
اصطياد الدبابات ، ولا يمكنها التقدم جنوبا بحذاء البحر الاحمر لعدم وجود
اهداف تكتيكيه او استراتيجيه مهمه لها في الجنوب غير مدينه الغردقه والتي
تبعد مائتي كيلو متر تقريبا ولا تمثل اي اهميه استراتيجيه او عسكريه تذكر
5-
القوات الاسرائيليه تعاني من طول خطوط الامدادات لها والتي تمتد من الطاسه
علي المحور الاوسط لمسافه طويله جدا الي الثغره ، وتلك الخطوط معرضه للقطع
بقوات الفرقه 16 مشاه شرق القناه .
ويمكن
وبلغه بسيطه تشبيه القوات الاسرائيليه في الثغرة بعد يوم 25 اكتوبر ، بشخص
اقتحم شقه بلا نوافذ واستمتع بعدم وجود سكان تقريبا في الشقه لمقاومته ،
وبعد انتهاءه من اقتحام معظم الغرف بنجاح تاركا غرفه واحده بها سكان لا
حول لهم ولا قوة ، وجد ان باب الشقه ومهربه الوحيد قد احتشد عليه العشرات
من سكان الشقه ، فلا هو يستطيع التحرك من الشقه ولا يستطيع ان يظل في الشقه
مستغلا حفرة في الحائط يأتي اليه المدد منها ، في نفس الوقت لا يستطيع ان
يدافع عن كل ارجاء الشقه ، فهو وضع عسكري خاطئ تماما ، وقد ادرك ان رهانه
الوحيد هو الرهائن في تلك الغرفه التي لو استطاع ان يهدد سكانها بالحصار
الطويل ربما يتركه سكان العقار المتجمعين في الخارج .
وضع القوات المصريه
عانت
القوات المصريه بدأ من يوم 14 اكتوبر من قرارات القياده العامه الخاطئه
بدأ من قرار تطوير الهجوم الخاطئ ومرورا بالتعامل الخاطئ مع الثغرة وفقدان
الاتزان في التخطيط السليم
فكانت
الفترة من 14 الي 25 اكتوبر فترة تخبط قيادي مصري واضحه جدا ، لكن بعد ان
توقفت القوات الاسرائيليه ونفذت اهدافها وفشلت في احتلال الاسماعيليه
والسويس بدأت القياده المصريه في التفكير المتزن الهادئ وعادت الحكمه في
اتخاذ القرارات مرة اخري وتمثل ذلك في الاتي .
1-
سحب قياده وافراد الفرقه 21 المدرعه بدون دبابات الي الغرب مرة اخري ،
واعاده تجميع الفرقه في منطقه ابو سلطان مرة اخري ( كما اراد الفريق سعد
الشاذلي يوم 17 اكتوبر)
2- ارتداد حائط الدفاع الجوي للنسق الثاني واستمرار عمله بنجاح رغم الخسائر
3- سحب مجموعات اقتناص الدبابات من الشرق واعاده تكوينها تحت قياده الجيش الثاني
4-
اعاده تكوين الفرقه 23 مشاه ميكانيكي والفرقه 6 مشاه ميكانيكي مرة اخري
وذلك بناء علي الامدادات السوفيتيه التي بدأت في الوصول بفاعليه بعد انتهاء
القتال يوم 25 اكتوبر
5-
اعاده تجميع الفرقه الرابعه المدرعه في نطاق الجيش الثالث الميداني تحت
قياده القياده العامه مباشرة بعد ان تم تغيير مسمي قوات الجيش الثالث شرق
القناه الي اسم قوات بدر .
6-
حشد فرقه مشاه جديده ، تتكون لواء مشاه مغربي ولواء مشاه مختلط من كتائب
سودانيه واماراتيه وفلسطنينيه وكويتيه ، ووضعها في نطاق الجيش الثالث
وتدعيمها بالمدفعيات اللازمه
7- اعاده تدعيم الفرقه 16 مشاه شرق القناه ، بعد الخسائر التي تعرضت لها في معارك طاحنه أيام 15 و 16 و17 اكتوبر
8- وضع اللواء المدرع الجزائري علي طريق السويس لصد اي هجوم اسرائيلي تجاه القاهرة
وبلغه
بسيطه مرة اخري ، امكن للقوات المصريه في اول ديسمبر 1973 من تحقيق
التوازن للقوات المصريه شرق القناه وغربها وتكوين قوة مدرعه وميكانيكيه
كبيرة غرب القناه تحت مظله حائط الصواريخ وفي ظل خطوط امداد قصيرة جدا .
وليس
هناك اكثر درايه من اللواء كمال حسن علي مدير ادراه المدرعات في حرب
اكتوبر لكي يخبرنا في مذكراته عن كيفيه استعاده الفرق المدرعه والميكانيكه
كفاءتها بسرعه
فيقول
في مذكراته المنشورة في قسم المراجع بالموقع ويمكن للاعضاء تحميلها مجانا
(( مشاوير العمر – اسرار وخفايا 70 عام من عمر مصر)) في صفحه 354
((يوم
26 اكتوبر قمت بزيارة الفرقه الرابعه المدرعه التي تم امدادها بعدد كبير
من الدبابات التي تم اصلاحها ، كما زرت اللواء المدرع الجزائري وقد تمركز
فوق جبل غره جنوب الثغرة ، وكان المنظر من فوق الجبل لارض المعركه يؤكد
امكانيه تدمير القوات الاسرائيليه داخل الثغرة بسهوله حيث كان عرض المنطقه
التي عبرت منها القوات الاسرائيليه في الدفرسوار 7 كيلومترات فقط ، وقد
قامت لجنه من الكونجرس الامريكي بزيارة الموقع يوم 7 نوفمبر بصحبه اللواء
سعد مأمون وخرجت بأنطباع يؤكد ضرورة التسويه السلميه لهذا الصراع لان
القوات الاسرائيليه التي داخل الثغرة اصبحت في حصار اوشك ان يكتمل .....))
(( وفي السابع من نوفمبر كنت في زيارة لوحدات شرق القناه وسمعت تصريحا لموشي ديان في الاذاعه الاسرائيليه يقول فيه ان مصر اكملت دفع الجيش الرابع الميداني حول
الثغرة ، ولقد سعدت بهذا القول جدا حيث كان الجيش الرابع في واقع الامر
سوي الامدادات التي تلقيها اداره المدرعات الي الجبهه بأستمرار تعويضا
لخسائر القتال بعد ان وصل الي مصر من يوغوسلافيا 94 دبابه جاهزة لركوب
اطقمها ، كما استقبلنا لواء مدرع من ليبيا بدون افراد ، علاوه علي وصول
مدافع اقتحام من الجزائر ، وبعد زيارة بومدين الي الاتحاد السوفيتي وصل
الينا 200 دبابه تي 62 خصصت بالكامل لدعم الفرقه 21 المدرعه ، حيث تركت
دبابات الفرقه 21 المتبقيه لدعم رأس جسر الفرقه 16 وعادت الفرقه 21 بدون
دبابات الي منطقه تمركزها الجديده وتم تدريب افرادها علي الدبابات الجديده
من طراز تي 62 خلال اسبوع واحد فقط ثم دفعت الفرقه 21 الي الجبهه مرة اخري
علي مدار ثلاث ايام واثارت غبارا يزيد طوله علي 30 كيلو متر وكان اخر يوم
لوصولها هو 7 نوفمبر وهو ما واكب تصريح ديان بأن الجيش الرابع قد اكتمل حول
الثغرة ))
في
هذه السطور نستطيع ان نتعرف تماما علي الحاله النفسيه لوزير الدفاع
الاسرائيلي الذي ظن ان اعاده تجهيز الفرقه الرابعه والفرقه 21 المدرعتين هو
بمثابه تجهيز جيش جديد يسمي الجيش الرابع وهو ما لم يكن له حقيقيه في
الوجود.
الخطه شامل وتطورها
تعتبر
بعض المصادر يوم 13 ديسمبر 1973 هو يوم ميلاد الخطه شامل ، وطبقا لنفس
المصادر فأن هذا اليوم شهد قرار الرئيس السادات القائد الاعلي للقوات
المسلحه بتعيين اللواء سعد مأمون القائد السابق للجيش الثاني الميداني حتي
يوم 14 اكتوبر 1973 كقائد لقوات تصفيه الثغرة غرب القناه ، رغم انه ليس
لدينا ما يؤكد ذلك فنحن نميل لتصديق تلك المعلومه لعدم وجود ما يخالفها
وتم وضع القوات التاليه تحت قيادته المباشرة
* الفرقه 21 المدرعه
* الفرقه الرابعه المدرعه
* الفرق 3 و 6و 23 ميكانيكيه
* فرقه مشاه عربيه مختلطه
* مدفعيه الجيش الثاني والثالث الميداني
* مدفعيه خمس فرق مشاه شرق القناه
* قوات المظلات والصاعقه المتاحه والتي تصل الي حوالي تسع كتائب او ما يعادل 3 لواء مشاه
ولم
تكن تلك القوات في حاجه الي تدريب او استطلاع لارض المعركه والتي كانت
ارضهم السابقه لمده ست سنوات ويعرفها القاده بدقه ، لذلك تسارعت عجله
الاستعداد لتنفيذ الخطه شامل فور انتهاء استكمال النقص في المعدات
والدبابات .
لذلك
اسرع اللواء سعد مأمون بتكوين قيادته والتي تشكلت اساسا من قيادات الجيش
الثالث الميداني غرب القناه وضباط اركان حرب الجيش الثالث
لكن
رغم بدء سريان وقف اطلاق النار فعليا يوم 25 اكتوبر 1973 وبدء توافد قوات
الامم المتحده علي المنطقه الا ان الجبهه لم تكن هادئه بالمرة ، فالقوات
المصريه الخاصه تعمل داخل الارض المحتله وتقوم بعمل الكمائن لعربات الامداد
.
وفي
هذه المناسبه اود ان اذكر ثلاث معلومات ذكرها للمجموعه 73 مؤرخين شخصيا ،
اللواء معتز الشرقاوي من الصاعقه المصريه والذي كان يحتل بسريته نقطه لسان
بورتوفيق شرق القناه وكان تحت الحصار مع قوات بدر .
المعلومه الاولي :
ان قوة الصاعقه في لسان بوتوفيق قامت بالعبور لغرب القناه عده مرات وشاركت
في اعمال كمائن وزرع الغام لقوات اسرائيليه ، وان سريته قامت بقتل عدد غير
معروف من الجنود الاسرائيليين ودمرت عدد من الدبابات والعربات المدرعه حول
السويس ، وان سريته طوال الحرب لم تخسر جنديا واحدا .
المعلومه الثانيه :ان
وحدته لم تكن تعاني من نقص في المياه او الغذاء طوال ايام الحصار التي
امتدت حوالي مائه يوم ، وانه اثناء الحصار قد شارك في معرض للغنائم اقامته
الفرقه 19 مشاه بقياده العميد يوسف عفيفي ، وانه كمكافأه لسريته اهداهم
قائد الفرقه 19 مشاه عربتين نقل حموله الواحده 5 طن من الغذاء والحلويات .
المعلومه الثالثه :
انه
تلقي معلومه من مكتب مخابرات السويس تفيد بان الجنود الاسرائيليين
المرابضين حول السويس يطلبون الطعام من الاهالي مقابل مبالغ ماليه عاليه
جدا ، وان الاهالي يرفضون التعاون معهم .
تلك المعلومات الثلاث التي انفردت بها المجموعه 73 مؤرخين تؤكد حقائق معينه
1-
قوات بدر شرق القناه لم تكن في وضع صعب بدليل تقدم الفرقه 19 والفرقه
السابعه مشاه لاكتساب بضع كيلو مترات شرقا ، وان كفاءه الفرق لم تتأثر
بالحصار ، وان النزعه الهجوميه مازالت موجوده ، وكذلك لقوه الصاعقه التي
انقطع الاتصال بها مع القياده منذ بدء الحصار والتي كانت تقوم بمبادرات
شخصيه باعمال هجوميه وتكبد العدو خسائر كبيرة
2-
لم تعاني قوات بدر شرق القناه من نقص الغذاء بدليل اهداء سريه الصاعقه 10
طن من الطعام والحلوي مكافاه علي مشاركتهم في معرض الغنائم التي تقيمه
الفرقه 19 وهي تحت الحصار.
3-
الطرف الاسرائيلي الذي يحاصر السويس وتحاصرة القوات المصريه يعاني نقصا في
الغذاء بدليل تسول الجنود الاسرائيليين للطعام من اهالي السويس
بالاضافه الي معلومه اللواء معتز الشرقاوي فأن المؤرخ جمال حماد قد ذكر في كتابه المعارك الحربيه علي الجبهه المصريه ( الكتاب في قسم المراجع ويمكن للعضو تحميله مجانا)
انه
فور استعاده القوات المصريه لتوازنها بعد فشل القوات الاسرائيليه احتلال
السويس ، فقد بدأت حرب استنزاف ثانيه شملت 1500 اشتباك وقصف مدفعي شارك فيه
مع القوات المصريه قوات من الجزائر والمغرب ، وادت تلك الاشتباكات الي
الاتي
تدمير 11 طائرة و41 دبابة وعربة مجنزرة و10 رشاشات ثقيلة.
- تدمير 36 بلدوزر ومعدة هندسية وعربة ركوب.
- إصابة ناقلة البترول الإسرائيلية (سيرينا) بعطب جسيم.
- إغراق قارب إنزال بحري.
- قتل 187 فرد إسرائيلي فضلا عن مئات الجرحى.
وذلك خلال 440 عمليه هجوميه مصريه من شرق وغرب القناه .
فقد
كان التخطيط والاستعداد للخطه شامل يسير جنبا الي جنب مع حرب استنزاف
طاحنه ابطالها بلا منازع رجال الصاعقه والمظلات التي عملت داخل عمق العدو
واحالت حياته الي جحيم لدرجه ان عناصر الاستطلاع والمخابرات رصدت شيئين
جديرين بالاهتمام
الاول
: ان القوات الاسرائيليه تنتشر نهارا وتعود الي معسكراتها ليلا خوفا من
الكمائن الليليه لقوات الصاعقه مما جعل دوريات امداد الجيش الثالث السريه
تسير بأنتظام تام بعيدا عن القوافل التي تكون تحت سيطرة الامم المتحده
وتحاول اسرائيل عرقلتها .
الثاني
: تم رصد عمليه زرع الغام هستيريه تقوم بها القوات الاسرائيليه حول
معسكرات قواتها وان معدلات نشر الالغام تماثل ما قام به روميل بعد معركه
العلمين ، وهي نسبه كبيرة مرجعها الخوف والرعب الشديد للقوات الاسرائيليه
داخل الثغرة .
نعود الي الخطه شامل التي وضعها اللواء سعد مأمون لتصفيه الثغرة وشارك فيها اللواءعبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث .
في مذكراته المنشوره بقسم المراجع بالموقع ، وبدأ من صفحه 325 ، يطلعنا اللواء عبد المنعم واصل علي حقائق جديده وهي تتعلق بتعديلات جوهريه في الخطه قبل عرضها علي الرئيس
منها
اغلاق الفاصل بين قوات الجيشيين الثاني والثالث شرق القناه وغربها والتي
تمتد الي 30 كيلو متر هي طول البحيرات المرة ، وتحديد مسئوليات القاده في
هذا القطاع الحيوي لتجنب عيوب ترك تلك المساحه خاليه شرق القناه مما جعل
العدو يستغلها بحريه تامه
وطبقا لكلامات اللواء عبد المنعم واصل
تم استقطاع قوات محدده من القوات الرئيسيه بهدف حصار وتأمين قوات العدو ومنعها من التوسع في اي اتجاه وهي كلاتي :
1- اللواء المغربي في منطقه بير عديب علي خليج السويس لمنع العدو من التوسع جنوبا
2-
اللواء المدرع الجزائري ومعه اللواء السادس ميكانيكي والكتيبه 339
ميكانيكيه من اللواء 113 ميكانيكي تحتل النطاق الدفاعي الثاني للجيش الثالث
من جبل عتاقه وحتي المدقات 12و 13و 14
3- اللواء
18 ميكانيكي من الفرقه 21 المدرعه ومعه اللواء 182 مظلات ( البعض يطلق
عليه اللواء 150 ) واللواء 116 ميكانيكي تحتل المنطقه شرق جبل شبراويت الي
جنوب الاسماعيليه
حددت
خطة "العملية شامل2 " مهاجمة القوات الإسرائيلية في الغرب من 5 محاور
محدده ، ويمكن استنتاج نتائج المعركه وفق اوضاع القوات المتحاربه في ذلك
الوقتالمرحله الاولي ( تصفيه القوات الاسرائيليه غرب القناه )
1. الاتجاه الأول
ضربة من الجانب الأيمن لرأس كوبري الفرقة 16 (من الشرق) في اتجاه جنوب غرب،
بهدف إغلاق ثغرة الاختراق من الشرق وتصفيتها،ومن المتوقع ان يقوم بهذه
الضربه اللواء 22 مدرع والذي الحق علي الفرقه 16 مشاه بالتدريج من الفرقه
الثانيه مشاه نظرا لتحرج موقف الفرقه 16 مشاه طوال ايام القتال في الثغرة .
ونظرا
لتوقع اسرائيل مثل هذا الهجوم فأنه كان من المتوقع الا يكون ناجحا 100%
نظرا لوجود عدد كبير من المدرعات الاسرائيليه تقاتل في معركه حياه او موت
لعدم غلق المحور المؤدي الي غرب القناه ، ولكنه كان من المحتمل ان يضع
القوات المصريه في موقف احسن كثيرا لتهديد محور الامداد الاسرائيلي الهام
ومن ثم تقليل او تعطيل جزء كبير من تلك الامدادات .
2. الاتجاه الثاني
ضربة على محور أبو سلطان، في اتجاه الدفرسوار، لتصفية قاعدة الثغرة التي
يرتكز عليها إمدادها من الشرق إلى الغرب (نطاق عمل مجموعة شارون) ، وتقوم
بتلك المعركه الفرقه 21 المدرعه والمكونه من 250 دبابه تقريبا مقابل مجموعه
شارون المدرعه المكونه من عدد مماثر تقريبا ، وكان من المتوقع ان تكون تلك
معركه تكسير عظام بشكل رهيب حيث ان شارون ليس لديه القدرة علي المناورة
بقواته في تلك المنطقه الضيقه فكان دفاعه سيكون بالمواجهه مع الدبابات
المصريه التي تتوجه الي نقطه الدفرسوار الرئيسيه لتدمير الجسر وعزل القوات
الاسرائيليه
تماما شرق القناه ، وكان مخططا ايضا ان تقوم عناصر الصاعقه بالضغط علي
قوات شارون من تجاه الاسماعيليه لتثبيت جزء من قواته لتسهيل مهمه الفرقه 21
المدرعه
ولا
يمكن توقع نتيجه تلك المعركه نظرا للتفوق الاسرائيلي في معارك الدبابات
وقدرته علي المناورة بسرعه وخفه ، ومن ناحيه اخري فان معرفه الفرقه 21
الواسعه لارض المعركه المتوقعه كانت ستشكل عاملا في اختيار محاور الهجوم
الثانويه للوصول الي الاهداف مع استخدام وحدات المشاه الموجوده باللواء 18
ميكانيكي من الفرقه 21 في اكتساب اراضي والتمسك بها
وتكون الفرقه 23 ميكانيكي نسق ثان للفرقه 21 المدرعه لتعزيز هجومها والتدخل في حاله اي طارئ يستوجب ذلك .
www.group73historians.com
3. الاتجاه الثالث
ضربة على محور طريق جنيفه، في اتجاه البحيرات المره الصغرى، لتصفية القوات
الموجودة من فايد وحتى منطقة الجناين، وتقوم بها الفرقه الثالثه مشاه
ميكانيكي بهدف عزل قوات الجنرال شارون عن قوات الجنرال ادان وقوات الجنرال
ماجن في الجنوب ونظرا لوجود زراعات كثيفه بتلك المناطق تم اختيار الفرقه
الميكانيكيه الثالثه لكي تستطيع وحدات المشاه الانتشار في الزراعات وتكوين
خطوط دفاعيه محميه في حاله وجود هجوم مضاد من الجنوب او من الشمال ، وتلك
المهمه اعتقد انها كانت ستكون اسهل المهام في الخطه حيث ان تلك المناطق
التي كانت ستتحرك لها الفرقه الثالثه كانت ضعيفه الدفاع الاسرائيلي كما
ذكرنا سابقا ان مساحه الارض المحتله من جانب القوات الاسرائيليه كانت كبيرة
جدا جدا مقارنه بحجم القوات الموجوده بها ، لذلك كان من السهل تجنب اماكن
تمركز القوات الاسرائيليه والتحرك في محاور شبه خاليه لتحقيق هدف قطع وعزل
القوات الاسرائيليه عن بعضها البعض ، وقوات الجنرال ماجن هي القوات
المتواجده بتلك المنطقه وهي قوات جديده لم تشارك في معارك كثيرة وخبرتها
بالارض منعدمه
4. الاتجاه الرابع
ضربة على محور طريق السويس، طريق 12 (الضربة الرئيسية)، لتصفية القوات
الموجودة من الشلوفة وحتى السويس، وفك حصار السويس، وتقوم بها قوات الفرقه
الرابعه المدرعه في مواجهه فرقه ادان مباشرة ، وهي ايضا معركه تكسير عظام
وهدفها الدعائي والعسكري من فك الحصار عن السويس كبير جدا جدا . ويمكن
توقع ان الفرقه الرابعه المدرعه كانت قد تتمكن من فتح طريق للسويس وفك
الحصار عنها لكن في نفس الوقت لا يمكن الادعاء بقدرتها الكامله علي تدمير
فرقه ادان المقاتله والخبيرة بالحرب والمتمسرة علي القتال من اول يوم قتال .
وتكون فرقه المشاه المكونه حديثا من لواء جزائري ووحدات كويتيه وسودانيه هي النسق الثاني للفرقه الرابعه المدرعه
www.group73historians.com
5. الاتجاه الخامس
ضربة على المحور الساحلي الموازي لخليج السويس من الجنوب إلى الشمال،
لتصفية القوات الموجودة جنوب السويس وفي الأدبية وهي ضربه ثانويه يقوم بها
اللواء المغربي بهدف فتح طريق امداد جنوبي لمدينه السويس وايضا تثبيت قوات
اسرائيليه لتأمين جنب الفرقه الرابعه المدرعه في هجومها ، ويمكن توقع نجاح
هذا اللواء في تحرير ميناء الادبيه والوصول لمشارف مدينه السويس من الجنوب
www.group73historians.com
[center]المرحله الثانيه من الخطه شامل 2 تقوم الفرقه الرابعه والفرقه 21 المدرعتين بتعزيز النجاح واستثماره في تطوير الهجوم لشرق القناه في محاوله الوصول لخط المضايق .
واود
ان اشير الي ان المرجع الوحيد الذي اشار لوجود مرحله ثانيه للخطه شامل
تشمل الوصول الي منطقه المضايق هو مذكرات اللواء عبد المنعم واصل المنشوره في قسم المراجع بالموقع وذلك في صفحتها رقم329 ولم اقرأ بأي مرجع اخر ذكر وجود مرحله اخري لتلك الخطه .
وتلك
المرحله من وجهه نظري كانت كارثيه ومماثله لما حدث يوم 14 اكتوبر 1973 حيث
ان القوات الاسرائيليه شرق القناه كانت في حدود مجموعتي عمليات ( 2 فرقه
مدرعه ) مؤمنه بوسائل مضاده للدبابات ومدفعيه كثيفه من مخزون الجيش
الامريكي في اوروبا وقد شكلت احداها تحت قياده الجنرال ساسون ، ولم يكن لدي
القوات المصريه مظله دفاع جوي تحمي القوات المدرعه شرق القناه في منطقه
الجيش الثالث، مما يعني انه فور وصول الفرقه المدرعه المصريه شرق القناه
كانت ستتعرض لهجمات جويه عنيفه جدا جدا من الطيران الاسرائيلي .
تحليل الخطه شامل :
وجهه نظر شخصيه للمجموعه 73 مؤرخين
*
الخطه شامل وضعت علي اسس جيده ، فهناك الحشد للقوات في محاور محدده وهناك
تركيز لقوه الهجوم في تلك المحاور مما يزيد من فرص نجاحها في تنفيذ الاهداف
الموكوله لها .
*
القوات المصريه المدربه جيدا قبل حرب اكتوبر اكتسبت رصيدا هائلا من
الخبرات طوال ايام القتال واصبحت بتلك الخبرات قوات متمرسه علي الحرب
المتحركه ، وعلي علم بالتكتيكات الاسرائيليه المتبعه .
*
محاور هجوم القوات المصريه قصيرة واهدافها قريبه ومعروفه ومدروسه جيدا ،
مما يعني ان زخم الهجوم لن يحتاج الي قوه صغيرة لصده ، انما يحتاج الي قوات
اسرائيليه كبيرة لوقف اي محور من المحاور .
* تناست اسرائيل المبدأ العسكري الهام (( اذا اردت ان تكون قويا في كل مكان ، فستصبح ضعيفا في كل مكان ))
،اي انها اغفلت مبدأ الحشد للقوات ، فمن الواضح ان المساحات التي
اكتسبتها القوات الاسرائيليه للوصول الي السويس والاسماعيليه انقلبت لتكون
عبئا اداريا وعسكريا علي القياده الاسرائيليه ، فاللواء المدرع الاسرائيلي
المفترض ان يحتل مواجهه تصل الي عشرة كيلو متر مثلا ، اصبح مكلفا بأن يكون
علي خط مواجهه لعشرين كيلو متر ، مما يعني تواجد فواصل بين كتائبه مما يجعل
قوه صده للهجوم تضعف الي الثلث ، فبدلا من تصد دباباته المائه تقريبا
هجوما في قطاع ما ، اصبح قوه الصد ثلاثين دبابه فقط .
مما
يعني ان القوات المدرعه الاسرائيليه الموجوده في الثغرة والتي تتكون من 3
مجموعات عمليات والتي تتكون من 6 الويه مدرعه بأجمالي 600 دبابه تقريبا
بالاضافه الي لواء مظلات ولواءين ميكانيكين ، تلك الدبابات بدلا من ان يتم
حشدها في مواجهه واحده لصد هجوم مصري ، استوجب تأمين مناطق الاحتلال
الجديده ان تكون تلك الدبابات موزعه علي مواجهه كبيرة مما قلص من قوتها ومن
تأثير هجماتها المضاده
*
اعتمدت الخطه شامل علي استغلال عيوب الموقف العسكري الاسرائيلي ، فغلق
ممر الهروب الوحيد للقوات الاسرائيليه والمتمثل في الجسر الحجري علي قناه
السويس كان من اولويات الخطه المصريه ، ولتتحول القوات الاسرائيليه الي
رهينه في يد القوات المصريه وتفاوض في تسليمها ، حيث اوكل لتلك النقطه
الحيويه الفرقه 21 المدرعه واللواء 22 مدرع شرق القناه مع دعم كامل من
مدفعيه الجيش الثاني وعناصر الصاعقه والمظلات .
كذلك
غلق ممر الهروب والامداد الاسرائيلي الضيق في الدفرسوار كفيل جدا بجعل
باقي القوات الاسرائيليه غير جاده في القتال لعدم وجود موارد للقتال (( اود
ان اذكر هنا ان جميع مخازن الوقود والذخيرة الاسرائيليه غرب القناه كانت
هدفا لعناصر الصاعقه المصريه في حرب الاستنزاف الثانيه )) مما يجعل مخزون
الذخيرة والوقود اللازم للقتال يعتمد اعتماد كلي علي الامدادات من شرق
القناه
*
لا يوجد ما يشير الي توقيت الهجوم والذي اعتقد انه كان سيكون في منتصف
اليوم لاتاحه الوقت الكافي في النهار لوصول الدبابات المصريه الغير متمرسه
علي القتال الليلي ، لوصولها لاهدافها ، واستغلال الليل في نشر قوات المشاه
الميكانيكيه والصاعقه لنصب كمائن للقوات الاسرائيليه المتوقع لها الهجوم
مع صباح اليوم التالي والله اعلم .
*
وضع الطيران المصري افضل بكثير من وضع الطيران الاسرائيلي ، فرغم خسائر
الطيران المصري الكبيرة مع بدء الثغرة والتخلف التكنولوجي للطائرات المصريه
كما وكيفا ، فأن وجود المطارات المصريه بالقرب من خط الجبهه كفيل بطيران
تلك الطائرات علي ارتفاع منخفض مع وجود مخزون كاف من الوقود للبقاء فوق
الهدف الذي لا يبعد عن اقرب مطار اكثر من 3 دقائق طيران ، مما يعني تواجد
اكثر للطائرات المصريه لدعم القوات البريه .
*
ارتداد حائط الصواريخ واستعادته لخطورته المعهوده علي النسق الثاني غرب
القناه سيمكن القوات البريه المصريه من التعامل مع قوات الثغرة الاسرائيليه
بدون تدخل كثيف للطيران الاسرائيلي .
*
فك حصار السويس وفتح الطريق للجيش الثالث له هدف اعلامي ومعنوي فقط للجيش
والشعب المصري ، وكما علمت المجموعه 73 مؤرخين من احد قاده سرايا الصاعقه
شرق القناه اللواء معتز الشرقاوي ، فلم يكن هناك ما يدعو للخوف علي القوات
المصريه سواء من نقص الامدادات التي كانت تصل بصورة مستمرة عبر عمليات خاصه
لرجال الصاعقه او القوات الجويه المصريه او خوف من استسلام قوات بدر (
قوات الجيش الثالث شرق القناه ) بدليل الروح المعنويه العاليه للجنود
والضباط والعلميات الناجحه اثناء الحصار .
لذلك
اعتقد ان دفع الفرقه الرابعه المدرعه لفك الحصار عن السويس سيكون هجوم
متوقع جدا ومن المتوقع ان يحشد الجنرال ادان دباباته غرب السويس لصد الفرقه
الرابعه وكانت ستكون معركه رهيبه جدا لو تمت والخسائر كانت ستكون عاليه
وغير قابله للحصر، وفي رأيي الخاص ان وضع الفرقه الرابعه كنسق ثاني لدعم
الفرقه الثالثه ميكانيكيه في هجومها تجاه فايد لعزل فرقه الجنرال ادان في
الجنوب وحصارها سيكون اقل خطورة واكثر فائده واكثر مفاجأه ، والله اعلم .
في النهايه
لماذا لم تنفذ الخطه شامل ؟
لا يوجد
مرجع رسمي او في مذكرات من مذكرات القاده يتحدث عن الخطه شامل في اكثر من
صفحه، ولعل ذلك مرجعه الي ان الخطه لم تنفذ من الاساس ، لذلك تم تجاهلها
اعلاميا رغم حاجتنا النفسيه والفكريه والمعنويه في معرفه حقيقه تلك الخطه
للرد علي مروجي هزيمه مصر في حرب اكتوبر سواء من الاروبيين او الاسرائيليين
او العرب المتصهينيين
وطبقا
لكلامات الرئيس السادات في كتابه ( البحث عن الذات ) فقد رصدت اقمار
التجسس الامريكيه الاستعدادت المصريه لتلك الخطه عبر حشد القوات وتدريبها
وعمليات الاستطلاع واواضاع القوات الهجوميه وتحركات المدفعيه الخ الخ ،
والرئيس السادات لم يذكر لنا في كتابه هل هو علي ثقه من أن معلومه رصد
الاقمار الصناعيه الامريكيه لتلك الحشود جاءت له من كسينجر كما قال ، او
انها استنتاج شخصي .
المهم ان وزير الخارجيه الامريكي تدخل بقوه لوقف تنفيذ تلك الخطه وهذا الثابت في مذكراته الشخصيه وفي مذكرات الرئيس السادات أيضا .
وفي كتاب اللواء كمال حسن علي (( مشاوير العمر – اسرار وخفايا 70 عام من عمر مصر)) في صفحه334 يقول
((
وهكذا انقلبت الثغرة الاسرائيليه الي مصيده ، حتي انه مع مجئ كسينجر الي
مصر في الاول من نوفمبر 1973 ، لخص له الرئيس السادات الموقف قائلا ، انا
عندي 800 دبابه واسرائيل لها 400 دبابه وعندي صاروخ ونص