دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أفادت أنباء
الأربعاء بأن مصرياً لقي مصرعه وأصيب اثنان آخران بجروح في اشتباك مع قوات
إسرائيلية قرب منطقة طابا، وأن دورية عسكرية إسرائيلية النار على مجموعة من
الأشخاص، قال الجيش الإسرائيلي إنهم "مهربون، كانوا يحاولون التسلل" إلى
الدولة العبرية عبر الحدود مع مصر.في البداية، نفى مصدر أمني
مصري مسؤول علم السلطات المصرية بصحة هذه الأنباء وأكد أنه لم يتم إبلاغ
السلطات المصرية رسميا بمقتل أحد حتى الآن.
غير أن الإذاعة الإسرائيلية نقلت عن مصادر أمنية مصرية أنه تم
العثور على جثة "مهرب مصري"، قُتل خلال اشتباك مع دورية للجيش الإسرائيلي
بالقرب من "طابا" في جنوب سيناء، لم يمكن لـCNN بالعربية الحصول على تأكيد
من الجانب المصري بشأن الحادث.
وفي وقت لاحق، قالت مصادر أمنية مصرية إن الشرطة عثرت على مصري
مقتولًا قرب الحدود مع إسرائيل بالقرب من منطقة صحراء النقب قرب العلامة
الدولية رقم 82، مشيرةً إلى أن هناك اثنين آخرين مصابين على الأقل.
وأوضحت المصادر أن المصري- مجهول الهوية- مصاب بطلقين ناريين
وأن المعاينة المبدئية للمكان تشير إلى أن اثنين آخرين مصابين علي الأقل
وأنهم أصيبوا في فلسطين المحتلة برصاص إسرائيليين، وفقاً لما نقلته وسائل
إعلام مختلفة.
يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يقتل فيها مواطن أو
مجند مصري برصاص إسرائيلي.
ففي أغسطس/آب الماضي، سقط مجند مصري برصاص جنود إسرائيليين
عندما "ظنوا خطأ أنه عنصر متطرف حاول التسلل عبر الحدود."
روابط ذات علاقةالضحية
مواطن مصري.. ردود الفعل الحادثة تم تجاهلها مؤقتاً قبل أن تعاود الصحف التطرق لها،
ونقلاً عن مصادر إسرائيلية، بالإضافة إلى واحدة أبرزت ما نقلته وكالة أنباء
الشرق الأوسط الرسمية، حول "مجهولين" أطلقوا النار على المجند المصري.
وفي وقت سابق، أفادت وسائل إعلام نقلاً عن الإذاعة الإسرائيلية
عن وقوع اشتباك على الحدود المصرية الإسرائيلية شمالي مدينة إيلات المطلة
على خليج العقبة على البحر الأحمر، أسفر عن إصابة شرطي مصري، غير أنه ظل
دون تفاعل يذكر.
بالمقابل، أثار الجانب المصري وبقوة قضية مقتل جندي مصري على
برج مراقبة مطل على قطاع غزة، واتهمت السلطات حركة حماس بقتله، وكذلك أثيرت
قضية مقتل مصري في بلدة لبنانية بعد اتهامات له بقتل عائلة لبنانية،
وسبقها كذلك أنباء عن تعرض مصريين لإصابات بعد مباراة المنتخبين المصري
والجزائري في أم درمان، في المباراة التأهيلية الفاصلة لكأس العالم.
ردود الفعل الشعبية المصرية على الحوادث المذكورة، وهي حوادث
ليست مبررة على الإطلاق، كانت عنيفة.
غير أنه لا يسع المراقب إلا أن يتابع الصمت النسبي لرد الفعل
الشعبي على حوادث القتل برصاص إسرائيلي.
فعلى صفحة "الفيسبوك" الخاصة بموقع CNN بالعربية، كانت
التعليقات، التي لم يتجاوز عددها 11 تعليقا، خجولة بعض الشيء، مقارنة برد
الفعل على مقتل المواطن المصري في لبنان، والتي اتسمت بأنها عنيفة، وأدت
إلى تطاول فاق الحدود بين معلقين مصريين ولبنانيين وعرب.
الأمر نفسه ينطبق على قضية مقتل الجندي المصري بأيدي
عناصر من حماس، وهي أيضاً عملية قتل غير مبررة، ولكن رد فعل البعض حينها
اتسم بالحدة البالغة، وهو لا يقارن بردود الفعل المتعلقة بمقتل مصري برصاص
إسرائيلي.
السؤال الذي يطرح نفسه، هل هناك ازدواجية عند بعض المواطنين
المصريين تجاه مثل هذه الأمور غير المبررة، وهل مقتل مصري بأيدي عربية
يختلف عن مقتله بأيدي إسرائيلية؟ لماذا لا تكون ردة الفعل الشعبية واحدة في
الحالتين، ففي النهاية الضحية "مواطن مصري"؟