تاريخ الجزائر
شمال أفريقيا قبل دخول العرب.
نذكر هنا نوميديا، بلاد النومادوس، الأمازيغ البربر قديما، مقاطعة
للإمبراطورية الرومانية ثم البيزنطية، بين مقاطعة أفريقيا شرقا، و
موريطانيا القديمة غربا، ممثلة بالجزء الشرقي للجزائر حاليا.
النومادوس، هم البدو شبه الرحل، منقسمين لقبائل. وصف الرومان قبائل الشرق
بالماسيليين (نسبة لميس، جد ماسينيسا الأكبر) أما الغربيون فهم
الماسايليين.
البربر (الأمازيغ) كانوا من أوائل الشعوب التي استوطنت هذه المناطق. كان
الصيد أهم نشاطاتهم البدائية، ثم تحولوا إلى نشاطي الرعي والزراعة،
انتظموا في تجمعات قبلية كبيرة، أطلق عليهم المؤرخون الإغريق تسمية
"ليبيون"، وعرفوا عند الرومان باسم "نوميديون" و"موريسكوس" أو الموري.
خلال الحرب البونية الأولى، اتحد الماسايليون تحت قيادة الملك صيفاقس ، مع
قرطاجة، حين اتحد الماسليون بزعامة ماسينيسا مع الرومان. كانت كل نوميديا
في يد ماسينيسا بعد انتصار الرومان. دامت الدولة قرنا من الزمن حتى مجئ
الرومان وخلعهم لآخر ملوكها يوغرطة. أصبحت المملكة جزءا من الإمبراطورية
الرومانية.
قوس تيمقاد الرومانيةالتاريخ أحداث
1250 ق.م وصول القرطاجيين، تأسيس هيبون (عنابة) و أوتيك
510 ق.م معاهدة بين روما وقرطاجة، روما تعترف بالسيطرة التجارية لقرطاجة على غرب البحر الأبيض المتوسط
348 - 306 ق.م المعاهدات التجارية الرومانية - القرطاجية
(264-241،218-201،149-146ق.م) الحروب البونية
القرنين الثالث و الثاني قبل الميلاد المملكات النوميدية ل سيفاكس، ماسينيسا و يوغرطة
111 - 105 ق.م الحروب اليوغرطية بين يوغرطة، ملك نوميديا و الجمهورية الرومانية.
46 ق.م نوميديا تقسم بين موريطانيا و نوميديا الشرقية.
1 إلى 429 م كاليجولا يقتل بطليموس الموريطاني لتصير نوميديا ملحقة الامبراطورية الرومانية.
429 إلى 430 م دخول الوندال بقيادة جيسيريك
533 إلى 646 م بيليساريوس، جنرال جستنيان الأول البيزنطي، يقضي على الوندال، و يلحق المنطقة بروما الشرقية.
دخول الإسلام
مسجد عقبة بن نافع في القيرواناقرأ: الجزائر خلال الممالك الإسلامية
فتح العرب البلاد على يد المسلم أبو المهاجر دينار، الذي صادق كسيلة الأمازيغي، مدخله في الإسلام بعدها.
مبعوث الأمويين عقبة بن نافع يهاجم كسيلة المرتد (بسبب اهانته [2]) في انتقام، لكن عقبة يقتل على يديه، خلال القرن الثامن الميلادي.
عرفت البلاد قيام أولى الدول الإسلامية المستقلة، بعواصم مختلفة، (الأغالبة مندوبو العباسيين، الرستميون، الأدارسة).
ظهر بعدها التشيع الاسماعيلي برعاية الفاطميين ليتغير تدفق الفتوحات إلى
الخارج، ففتح هؤلاء بلاد مصر و الشام والحجاز، ثم تحولوا بعاصمتهم إلى جهة
الشرق.
رافق تمرد عملائهم السابقين، تغريبة (بنو هلال، بني سليم، بني المعقل) إلى الجزائر، بتشجيع منهم، ابتداءا من القرن ال11 م.
[
سيطرة العثمانيين
دخل الإسبان على الجزائر من وهران سنة 1504 بقيادة غونزالو سيسنيروز،
كاردينال الملوك الكاثوليك، فاستنجد سكان بجاية و جيجل بالاخوة عروج، حيث
قام باربروس عروج وخير الدين، بوضع بلاد الجزائر تحت سيادة الدولة
العثمانية، وجعلا من سواحل البلاد قاعدة لعملياتهم البحرية على الأساطيل
المسيحية.
بلغت هذه النشاطات ذروتها سنة 1600 م، (أطلق على مدينة الجزائر اسم دار الجهاد).
تعرضت مدينة الجزائر خلالها، لهجوم الملك شارل الخامس في 1535 بعد سيطرته على مدينة تونس، التي لم تدم طويلا.
في سنة 1827 م قام الداي حسين (حاكم الجزائر) بطرد القنصل الفرنسي من
مجلسه مشيراً إليه بالمروحة، فاعتبرتها فرنسا إهانة لها. و بعد حصار طويل
قامت فرنسا باحتلال الجزائر سنة 1830م.التاريخ أحداث
1518 دخول الجزائر تحت حماية السلطان العثماني لمقاومة تهديدات الغزو الإسبانية
1534 - 1587 حكم البايات (23 بايا يتوالون على الحكم)
1538 معركة بروزة
1587 - 1659 حكم الباشوات (40 باشا يتوالون على الحكم)
1659 - 1671 حكم الآغوات (04 آغوات يتوالون على الحكم)
1671 - 1710 حكم الدايباشات (11 دايا يتوالون على الحكم) والجزائر تقاوم الهجمات الفرنسية و الإنجليزية (1680)
1710 - 1830 حكم الدايات (18 دايا يتوالون على الحكم)
الجهاد البحري في المتوسط
قنبلة الجزائر عام 1816 من الانغليز
اعتبر البحر المتوسط محمية الاسطول الجزائري و رجاله، وكان على القوى الأوروبية دفع ضريبة الإبحار فيه، مقابل حمايتهم .
الولايات المتحدة الأمريكية، والتي فقدت حماية بريطانيا العظمى لها بعد
حرب تحريرها، تعرضت سفنها للجهاد البحري ، حيث تم بيع ركابها كعبيد، تلى
هذا، خلال 1794، مقترح مجلس الشيوخ الأمريكي، دعما للبحرية للقضاء على
القرصنة في سواحل المتوسط.
رغم حشد البحرية الأمريكية، عقدت الولايات المتحدة اتفاقية مع داي
الجزائر، سنة 1797، تضمن دفع ضريبة قدرها 10 مليون دولار خلال 12 سنة،
مقابل حماية مراكبها. بلغ سداد ضريبة الولايات المتحدة 20% من مدخولها
السنوي سنة 1800.
ألهت الحروب النابوليونية خلال القرن التاسع عشر، اهتمام القوى البحرية عن
سحق اساطيل الجهاد المغاربية. لكن الأمور تغيرت بحلول السلام في أوروبا
سنة 1815، حيث وجدت الجزائر نفسها في حروب مع إسبانيا، هولندا، بروسيا،
الدانمارك، روسيا، و نابولي الإيطالية. خلال نفس السنة، في مارس، سمح مجلس
الشيوخ الأمريكي بهجوم ضد البلاد المغاربية.
أرسل العميد البحري ستيفن ديكاتور مع أسطول من 10 قطع، لحماية السفن
الأمريكية، كذلك لردع نهائي للاساطيل الجزائرية ورغم أسره عددا من
المجاهدين ،إلا أنه لم يستطع تحقيق غرضه. لان الداي كان صارما معه
بعدها بسنة، تشكلت وحدة هولندية بريطانية، بقيادة الأدميرال البريطاني، فيكونت إكسموث، قنبلت الجزائر ل 9 ساعات، [3].
كان هذا، آخر عهد للجهاد البحري في الجزائر، حيث تخلى الدايات عن الجهاد
البحري ، كما التزموا بحماية السفن الغربية للقوى البحرية العظمى.
.
ا الاستعمار الفرنسي للجزائر
احتلت فرنسا الجزائر عام 1830م وبدأت في السيطرة على أراضيها، في 8 سبتمبر
1830 أعلنت كافة الأراضي الأميرية وأراضي الأتراك الجزائريين على أنها
أملاك للدولة الفرنسية.
في 1 مارس 1833 صدر قانون يسمح بنزع ملكية الأراضي التي لا توجد مستندات
لحيازتها، كما نشرت مراسيم ساعدت الفرنسيين على السيطرة على أملاك الأوقاف
وتم السيطرة على الأراضي على نطاق شامل مثل مرسوم 24 ديسمبر عام 1870 الذي
يسمح للمستوطنين الأوروبيين بتوسيع نفوذهم إلى المناطق التي يسكنها
الجزائريين و إلغاء المكاتب العربية في المناطق الخاضعة للحكم المدني.
واجه الفرنسيون عدة ثورات في توغلها للداخل، وكانت أهمها بقيادة الأمير عبد القادر الجزائري حتى عام 1847م.
ثورات الجزائر ضد فرنسا في القرن 19.
شجعت فرنسا الأوربيين على الاستيطان والاستيلاء على أراضي الجزائريين
المسلمين و حررت قوانين و قرارت تساعدهم على تحقيق ذلك.من بين هذه القرارت
و القوانين قرار سبتمبر 1830 الذي ينص على مصادرة أراضي السلمين المنحدرين
من أصول تركية و كذلك قرار أكتوبر 1845 الظالم الذي يجرد كل من شارك في
المقاومة أو رفع السلاح أو اتخذ موقفا عدائيا من الفرنسيين و أعوانهم أو
ساعد أعداءهم من قريب أو بعيد من أرضه. وقاموا بنشاط زراعي واقتصادي مكثف،
حاول الفرنسيون أيضا صبغ الجزائر بالصبغة الفرنسية والثقافة الفرنسية
وجعلت اللغة الفرنسية اللغة الرسمية ولغة التعليم بدل اللغة العربية.
حول الفرنسيون الجزائر إلى مقاطعة مكملة لمقاطعات فرنسا ، نزح أكثر من
مليون مستوطن (فرنسيون، إيطاليون، إسبان ...) من الضفة الشمالية للبحر
الأبيض المتوسط لفلاحة السهل الساحلي الجزائري واحتلّوا الأجزاء المهمة من
مدن الجزائر.
كما اعتبرت فرنسا كل المواطنين ذوي الأصول الأوروبية (واليهود أيضا)
مواطنين فرنسيين كاملي الحقوق، لهم حق في التمثيل في البرلمان، بينما أخضع
السكان العرب والبربر المحليون (عرفوا باسم الأهالي) إلى نظام تفرقة
عنصرية.
الغزو الفرنسي والمقاومة الشعبية:
في 14 جوان 1830 نزلت القوات الفرنسية بشبه جزيرة سيدي فرج غرب العاصمة ,
بعد أن أعدت جيشا يضم 40 ألف جندي من المشاة والخيالة , مزودين بأحدث
أدوات الحرب , وأسطولا يتكون من 700 سفينة . وقد اختار الفرنسيون هذا
الموقع لحرصهم على مباغته مدينة الجزائر بالهجوم عليها برا , نظرا لصعوبة
احتلالها من البحر , فقد صدمت طيلة قرون أمام الأساطيل الغازية.
بمجرد أن وطأت الجيوش الفرنسية أرض الوطن , هب الشعب الجزائري الرافض
للسيطرة الأجنبية إلى الدفاع عن أرضه , قائما إلى الجهاد نادت إليه
الحكومة المركزية , وطبقة العلماء والأعيان.
تركزت المقاومة الجزائرية في البداية على محاولة وقف عمليات الاحتلال ,
وضمان بقاء الدولة. لكن معظم هذه المحاولات باءت بالفشل نظرا لعدم توازن
القوي , وتشتت الثورات جغرافيا أمام الجيوش الفرنسية المنظمة التي ظلت
تتزايد وتتضاعف لديها الإمدادات.
وقد استمر صمود الجزائريين طوال فترة الغزو متمثلا في مقاومات شعبية
تواصلت طيلة القرن التاسع عشر إلى بداية القرن العشرين . ومن أهم الثورات
المسلحة خلال هذه الفترة :
- مقاومة الأمير عبد القادر والتي امتدت من 1832 إلى 1847 وشملت كل من المدية وبسكرة ومليانة ومعسكر وتلمسان.
الأمير عبد القادر مؤسس أول دولة جزائرية عصرية
- مقاومة أحمد باي من 1837 إلى 1848 وشملت منطقة قسنطينة .
- ثورة محمد بن عبد الله الملقب بومعزة , من 845 1الى 1847 بالشلف والحضنة والتيطري.
- مقاومة الزعاطشة من 1848 إلى 1849 بالزعاطشة ( بسكرة ) والاوراس. ومن أهم قادتها بوزيان ( بو عمار )
- مقاومة الاغواط وتقرت من 1852 إلى 1854 تحت قيادة الشريف محمد بن عبد الله بن سليمان.
- ثورة القبائل من 1851 إلى 1857 بقيادة لالة فاطمةنسومر والشريف بوبغلة.
- ثورة أولاد سيدي الشيخ من 1864 إلى 1880 بواحة البيض وجبل عمور ومنطقة
التيطري , سور الغزلان وتيارت بقيادة سليمان بن حمزة , أحمد بن حمزة , سي
لتعلي.
- ثورة المقراني من 1871 إلى 1872 بكل من برج بوعريريج , مجانة , سطيف, تبزي وزو , دراع الميزان , باتنة, سور الغزلان, الحضنة.
الشيخ بوعمامة الشيخ المقراني
- مقاومة بن العربي بن تاج , المعروف ببو عمامة من 1881 إلى 1883 ,وشملت عين الصفراء, تيارت , سعيدة, عين صالح.
- مقاومة التوارق من 1916 إلى 1919 بتاغيت, الهقار , جانت, ميزاب, ورقلة, بقيادة الشيخ أمود.
الحركة الوطنية
في بداية القرن العشرين , بلغت السيطرة الاستعمارية في الجزائر ذروتها رغم
المقاومة الشعبية التي شملت كامل أنحاء الوطن , وبدا دوي المعارك يخف في
الأرياف ليفتح المجال أمام أسلوب جديد من المقاومة التي انطلقت من المدن .
يعود الفضل في ذلك إلى ظهور جيل من الشباب المثقف الذي تخرج من جوامع
الزيتونة والأزهر والقرويين, ومراكز الحجاز , وعمل على نشر أفكار الإصلاح
الاجتماعي والديني, كذا دفعات من الطلاب الجزائريين الذين تابعوا تعليمهم
باللغة الفرنسية , واقتبسوا من الثقافة الغربية طرقا جديدة في التفكير.
وقد حملت تلك النخبة من المثقفين على عاتقها مسؤولية قيادة النضال السياسي
. وقد تميز أسلوبها بميزتين رئيسيتين وهما الاصالة والحداثة , مما أدى إلى
بزوغ اتجاهين في صفوفها , احديهما محافظ والثاني مجدد . المحافظون ينادون
بالاحتفاظ بقوانين المجتمع الجزائري والشريعة الإسلامية ويطالب الاصلاحيون
بحق الشعب في الانتخابات البلدية والبرلمانية لتحسين ظروفه. وقد اعتمد كل
من الاتجاهين أساليب جديدة في المقاومة تمثلت في الجمعيات والنوادي والصحف.
من جهة أخرى , نشطت الحركة الوطنية على الصعيد السياسي , فاتحة المجال
أمام تكوين منظمات سياسية تمثلت في ظهور تيارات وطنية شعبية وتأسيس أحزاب
سياسية من أهمها , حركة الأمير خالد , حزب نجم شمال أفريقيا (1926)
حزب الشعب الجزائري (1937 ) وجمعية العلماء المسلمين (1931) وقد عرفت مرحلتين هامتين:
مرحلة ماقبل الحرب العالمية الثانية: تميزت بمطالبة فرنسا بالتنازل عن الحقوق للجزائريين
مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية: اتجهت فيها الآراء إلى توحيد الجهود للمطالبة بالاستقلال.
من اليمين إلى اليسار الشيخ الطيب العقبي ، الشيخ عبد الحميد بن باديس ،
الشيخ البشير الإبراهيمي أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
كما ظهرت في الثلاثينيات حركة الكشافة الإسلامية الجزائرية التي كانت بمثابة مدرسة تخرج منها العديد من قادة الثورة التحريرية.
أحداث 8 ماي1945
غداة انتهاء الحرب العالمية الثانية بسقوط النظامين النازي والفاشي , خرجت
الجماهير عبر كافة دول العالم تحتفل بانتصار الحلفاء . وكان الشعب
الجزائري من بين الشعوب التي جندت أثناء المعارك التي دارت في أوروبا ,
وقد دفع العديد من الأرواح ثمنا للحرية, لكن هذه الأخيرة ( الحرية) اقتصرت
على الدول الغربية, وعلى رأسها فرنسا التي نقضت عهدها مع الجزائريين
بمنحهم الاستقلال مقابل مساهمتهم في تحررها من الاحتلال النازي .
فخرج الجزائريين في مسيرات تظاهرية سلمية لمطالبة فرنسا بالوفاء بالوعد.
وكان رد هذه الأخيرة بالسلاح والاضطهاد الوحشي ضد شعب أعزل . فكانت مجزرة
رهيبة شملت مدن سطيف و قالمة وخراطة , سقط خلالها ما يزيد عن 45.000 شهيد.
فأدرك الشعب الجزائري أنه لا حرية له ولا استقلال إلا عن طريق النضال والكفاح المسلح.
ثورة أول نوفمبر 1954
في 23 مارس 1954 تأسست اللجنة الثورية للوحدة العمل , بمبادرة قدماء
المنظمة السرية , وبعض أعضاء اللجنة المركزية للحزب انتصار الحريات
الديمقراطية , وقد جاءت كرد فعل على النقاش العقيم الذي كان يدور حول
الشروع في الكفاح المسلح وانتظار ظروف أكثر ملائمة. باشر مؤسسوها العمل
فورا , فعينوا لجنة مكونة من 22 عضوا حضرت للكفاح المسلح , وانبثقت منها
لجنة قيادية تضم 6 زعماء حددوا تاريخ أول نوفمبر 1954 موعد الانطلاق
الثورة التحريرية وأصدر بيانا يوضح أسبابها وأهدافها وأساليبها .
في ليلة الفاتح من نوفمبر من سنة 1954 شن ما يقارب 3000 مجاهد ثلاثين
هجوما في معظم أنحاء الوطن , على المراكز الحساسة للسلطات الاستعمارية .
وقد توزعت العمليات على معظم أنحاء التراب الوطني حتى لايمكن قمعها كما
حدث لثورات القرن التاسع عشر بسبب تركزها في جهات محدودة . وعشية اندلاع
الثورة أعلن عن ميلاد " حزب جبهة الحرير الوطني" وتم إصدار بيان يشرح
طبيعة تلك الأحداث ويحدد هدف الثورة , وهو استعادة الاستقلال وإعادة بناء
الدولة الجزائرية.
هجوم 20 أوت 1955
يعتبر هجوم 20 أوت 1955 بمثابة نفس جديد للثورة , لنه أبرز طابعها الشعبي
ونفي الادعاءات المغرضة للاستعمار الفرنسي , ودفع الأحزاب إلى الخروج من
تحفظها والانضمام إلى جبهة التحرير . إذ عمت الثورة العارمة جميع أجزاء
التراب الوطني , واستجاب الشعب تلقائيا , بشن عمليات هجومية باسلة استمرت
ثلاثة أيام كاملة كلفت تضحيات جسيمة في الأرواح, لكنها برهنت للاستعمار
والرأي العالمي بان جيش التحرير قادر على المبادرة , وأعطت الدليل على مدى
تلاحم الشعب بالثوار.
مؤتمر الصومام 20 أوت 1956
حققت جبهة التحرير الوطني في بداية نشاطها إنجازات هائلة , مما شجعها على مواصلة العمل التنظيمي.
فقررت عقد مؤتمر تقييمي لسنتين من النضال وذلك في 20 أوت 1956 في أغزر
امقران بوادي الصومام . كرس المؤتمر مبدأ القيادة الجماعية , مع الأولوية
للقيادة
العسكرية والنضال داخل التراب الوطني. كما قررت تمكين الجبهة من فرض نفسها
كممثل شرعي للشعب الجزائري أمام دول العالم وهيأته و\لك عبر مؤسستين
هامتين وهما:المجلس الوطني للثورة الجزائرية وهو الهيئة العلية التي تقوم
مقام البرلمان ولجنة التنسيق على الشؤون السياسية والعسكرية وهيكلة جيش
التحرير الوطني وتقسيم الجزائر إداريا إلى ست ولايات .
مقر انعقاد مؤتمر الصومام
أحداث ساقية سيدي يوسف 08 فيفري 1958
شهدت الثورة الجزائرية خلال السنوات الثلاث الأولى من اندلاعها تصاعدا
معتبرا إلى تكثيف المحاولات العسكرية من طرف الاستعمار لإخماد المقاومة
بشتى وسائل الدمار وقد تمثلت تلك المحاولات في القمع الوحشي للجماهير عبر
الأرياف والمدن.
من بين العمليات الوحشية التي قام بها الجيش الفرنسي من أجل عزل المجاهدين
وعرقلة وصول الأسلحة والمؤنة إلى داخل الوطن, قصف قرية سيدي يوسف التونسية
الواقعة على الحدود الجزائرية يوم 08 فيفري 1958 حيث قامت القوات
الاستعمارية بشن هجمات عنيفة بطائراتها الحربية تسببت في ابادة عشرات
الأبرياء من المدنيين التونسيين والجزائريين .
لكن تلك الحادثة لم تنل من عزم الشعب الجزائري على مواصلة كفاحه , كما
أنها لم تؤثر قط على أواصر الأخوة والمصير المشترك الذي كان لا يزال يربط
بين البلدين والشعبين الشقيقين.
الحكومة الجزائرية المؤقتة 19 سبتمبر 1958
مواصلة للجهود التنظيمية للهيئات السياسية التي تقود الثورة , تم يوم 19
سبتمبر 1958 من طرف لجنة التنسيق والتنفيذ الإعلان عن تأسيس الحكومة
المؤقتة للجمهورية الجزائرية , كإحياء للدولة واستعاد للسادة , وقد يظهر
جليا انه أصبح للشعب الجزائري ممثل شرعي ووحيد.
أعضاء الحكومة المؤقتة
مظاهرات 11 ديسمبر 1960
صعد الشعب الجزائري مواقفه لتصبح علنية استجابة لنداءات جبهة التحرير
الوطني منذ أول نوفمبر 1954 فقام باضطرابات ومظاهرات للتعبير عن رايه
والتأكيد على وحدته ونضجه السياسي , وقد بدا ذلك جليا خلال مظاهرات 11
ديسمبر1960 التي شملت كافة التراب الوطني.
وقد انطلقت تلك المظاهرات الوطنية يوم 10 ديسمبر من حي بلكور الشعبي
بالجزائر العاصمة , حيث خرج المتظاهرون يحملون الإعلام الوطنية ويهتفون
باستقلال الجزائر وشعارات مؤيدة لجبهة التحرير الوطني . فحاصرتهم القوات
الاستعمارية محاولة عزل الحي عن الإحياء الأوروبية . وفي اليوم التالي
تدخلت قوات المظليين فانطلقت النار على الجماهير مما أدى إلى خسارة في
الأرواح .
ولكن ذلك لم يمنع المظاهرات من الانتشار إلى بقية إحياء العاصمة وبعدها
إلى معظم المدن الجزائرية . حيث برهن الجزائريون خلالها على وقوفهم صفا
واحدا وراء جبهة التحرير الوطني.
أحداث 17 أكتوبر 1961
تحتفظ الذاكرة الجماعية بتاريخ 17 أكتوبر 1961 , يوم خرج مئات الجزائريين
بالمهجر في تظاهرات سلمية تلبية لنداء فيدرالية حزب جبهة التحرير الوطني
بفرنسا , فوجهوا بقمع شديد من طرف السلطات الفرنسية .أدى إلى قتل العديد
منهم , ويمثل هذا التاريخ اليوم الوطني لهجرة تخليدا لتلك الأحداث الراسخة
على صفحات التاريخ الجزائري.
التفاوض ووقف إطلاق النار:
أظهرت فرنسا التام لمبدأ التفاوض ثم أخذت تتراجع من جراء تزايد عنفوان
الثورة وتلاحم الشعب مع الجبهة فجاء تصريح الجنرال بتاريخ 16 ديسمبر 1959
كمرحلة جديدة في موقف الاستعمار الفرنسي . إذا أنه اعترف بحق الشعب
الجزائري في تقرير مصيره.
عرفت المفاوضات في مراحلها الأولى عدة صعوبات بسبب المناورات الفرنسية ,
وتمسكها بوجهات نظر مخالفة تماما لثوابت الجبهة خاصة تلك التي تتعلق
بالمسائل الحساسة , كالوحدة الترابية والشعبية للجزائر . لكن المفاوضين
الجزائريين لم يتنازلوا عن أي شرطمن الشروط التي املوها لوقف إطلاق النار
, حتى وان أدى ذلك إلى استمرار الحرب لسنوات أخرى.
استمرت المفاوضات لعدة أشهر بين اخذ ورد اكدت خلالها الحكومة موقفها
الثابت بمساندة شهبية هامة من خلال المظاهرات التي تنظمت في المدن
الجزائرية وفي المهجر .
جرت آخر المفاوضات نصفة رسمية ما بين 7 و 18 مارس 1962 بمدينة ايفيان
السوسرية والاستفتاء حول الاستقلال وتوجت اخيرا بالتوقيع على اتفاقيات
ايفيان ودخل وفق إطلاق النار حيز التنفيذ يوم 19* مارس 1962 على الساعة 12
ظهرا .
الاستقلال :
استمرت الثورة متحدية كل انراع القمع التي تعرضت لها في الأرياف والمدن من
أجل ضرب ركائزها .وتواصل الكفاح المسلح إلى جانب العمل المنطم من احل جميع
التبرعات المالية وشحن الادرية وتوزيع المناشير وغيرها .
بقي الشعب الجزائري صامدا طيلة سنوات الحرب يقاوم شتى أنواع البطش من
اعتقالات تعسفية وترحيل وغيرها مبرهنا بذلك عن ايمانه بحتمية النصر .
وفي الفاتح جويلية من عام 1962 تجلى عزم الشعب الجزائي على نيل الاستقلال
عبر نتائج الاستقلال عبر نتائج الاستفتاء التي كانت نسبتها 99.7 بالمئة
نعم .وتم الإعلان عن استفلال الجزائر يوم 3 جويلية 1962 واختير يوم
5جويلية عيد للاستقلال