الجزء الثاني مصر جمهورية مستقلة تديرها حكومة وطنية، طبقًا للدستور الموضوع عام 1391ه، 1971م. تشكل مصر مجتمعًا ديمقراطيًا اشتراكيًا، والمصريون جزء من الأمة العربية،ويدار الحكم في مصر من قبل ثلاث سلطات: 1- السلطة التنفيذية ويرأسها رئيس الجمهورية 2- السلطة التشريعية أي مجلس النواب (مجلس الشعب) 3- السلطة القضائية أو نظام المحاكم.
الحكومة الوطنية. يُعّين رئيس الجمهورية بالانتخاب؛ويرشحه ثلث أعضاء مجلس الشعب على الأقل، وفي مرحلة تالية يوافق عليه ثلثا أعضاءمجلس الشعب، ويُدلي الشعب بعد ذلك برأيه في استفتاء عام، ويحكم رئيس الدولة لمدة ست سنوات قابلة للتجديد بدون حد أقصى.
لرئيس الجمهورية أن يختار نائبًا له أو أكثر بالإضافة إلى اختياره رئيس وأعضاءمجلس الوزراء. وتختار الحكومة المركزية حكام المحافظات (المحافظين) الذينيتم تعيينهم بقرار من رئيس الجمهورية. ومن هنا فإن رئيس الجمهورية يحظى بتأثير مباشر وسلطة قوية على كل المسؤولين الحكوميين بما في ذلك القوات المسلحة التي يرأسها بحكم الدستور.
يبلغ عدد أعضاء مجلس الشعب الذين يختارهم الشعب 448 عضوًا (زاد عددهم أخيرًا إلى 454 عضوًا بعد إنشاء دائرتين جديدتين في محافظة البحر الأحمر) نصفهم على الأقل منالعمال والمزارعين. ويمكن لرئيس الدولة تعيين عشرة أعضاء إضافيين، ويخدم أعضاء مجلس الشعب طوال دورة نيابية مدتها خمس سنوات.
الحكومة المحلية. تنقسم مصر إلى 26 وحدة إدارية (محافظات). والمحافظ يعينه رئيس الجمهورية، وتنقسم كل محافظة إلى عدد من المراكزوالقرى، وتنقسم المحافظات الحضرية إلى أحياء يدير شؤونها العامة رجال الدولةوالمجالس المحلية المنتخبة.
المحاكم. المحكمة الدستورية العليا أعلى المحاكم في مصر. وهناك المستويات الأقل في الهيكل القضائي وهي محاكم الاستئناف والمحاكم الابتدائيةوالمحاكم الجزئية. ويعين رئيس الدولة القضاة بناءً على ترشيح وزير العدل. والمحاكم في مصر مستقلة تمامًا وبعيدة عن سيطرة رئيس الدولة أو تأثير سلطته، ولا يطبق في مصرنظام المحلفين.
السكان
مصر أقدم الدول العربية أخذًابسياسة حصر السكان عن طريق نظام التعداد؛ فقد أجري أول تعداد سكاني في مصر عام 1299ه، 1882م، ثم تلاه التعداد الثاني عام 1315ه، 1897م، وبعد ذلك أجريت التعدادات بصورة منتظمة كل عشر سنوات في أعوام 1325، 1336، 1346، 1356، 1367ه، 1907، 1917، 1927، 1937، 1947م، وكان من المفترض إجراء تعداد عام 1957م ولكنْ لظروفالعدوان الثلاثي الإسرائيلي البريطاني الفرنسي على مصر تأجل التعداد إلى عام 1380ه، 1960م. وفي عام 1385ه، 1966م أجري تعداد للسكان بطريقة العينة، في حينأجري آخر تعدادين للسكان في مصر خلال عامي 1396ه، 1976 و1407ه، 1986م.
بلغ عدد سكان مصر حسب تقدير 2008م، 81,713,517 نسمة. ويتزايد عدد السكان بمعدلات كبيرة. فبعد أن كان عدد سكان مصر لا يتجاوز 11,2 مليون نسمة عام 1325ه، 1907مو15,9 مليون نسمة عام 1356ه، 1937م، أخذ في التزايد ليبلغ 30,1 مليون، 37 مليونًا، 42,2 مليون، 51,9 مليون نسمة خلال الأعوام 1384، 1395، 1401، 1408ه، 1965، 1975، 1980، 1987م على الترتيب. لذا يقدر معدل الزيادة السكانية خلال السنوات الأخيرةبنحو 2,5% وهي زيادة كبيرة ترجع إلى ارتفاع معدل المواليد البالغ 29 في الألف عام 1995م، في الوقت الذي انخفض فيه معدل الوفيات إلى 9 في الألف، مما أدى إلى ارتفاع معدل الزيادة إلى نحو 20 في الألف عام 1995م. بعد أن كان 41 في الألف خلال أواخر القرن الرابع عشر الهجري، أواخر السبعينيات من القرن العشرين الميلادي و37% في نهاية ثمانينيات القرن العشرين.
وحتى وقت قريب كان المصريون يحجمون عن الهجرة إلىخارج بلادهم، إلا أنه خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن العشرين الميلادي بدأت مجموعه من السكان خاصة من فئة الشباب في الخروج إلى خارج البلاد إما بصفة مؤقتة للعمل في بعض البلاد العربية والإفريقية، وإما بصفة دائمة بالإقامة في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا؛ وذلك وفق ما تسمح به نظم ولوائح الهجرة المطبقة في الدول المشارإليها. ولا توجد إحصائيات رسمية تبين العدد الحقيقي للمصريين خارج بلادهم، إلا أنعددهم يقدر بأكثر من خمسة ملايين نسمة.
يبلغ متوسط الكثافة السكانية في مصر 63,4 نسمة/كم². وتبلغ كثافة السكان في منطقةوادي النيل ودلتاه 900 نسمة/كم² حيث يعيش فيها نحو 98% من مجموع السكان، في حين لاتتجاوز نسبة مساحة هذا النطاق 4% من إجمالي مساحة البلاد، لذا تُعَدُّ الكثافةالعامة للسكان هنا من أعلى الكثافات السكانية في العالم. ومع ذلك تتباين كثافةالسكان من مكان لآخر تبعًا للموقع وخصوبة التربة، ومدى توافر مياه الري ووسائل الصرف وطرق النقل. لذا ترتفع كثافة السكان في الأجزاء الوسطى والجنوبية من دلتاالنيل بشكل كبير؛ بحكم طبيعة الموقع وخصوبة التربة وتوافر عوامل الزراعة الجيدةوتعدد المراكز الحضرية، ينطبق ذلك على محافظات القليوبية والمنوفية والغربية علىوجه الخصوص. وتقل كثافة السكان بشكل ملحوظ بالاتجاه صوب أطراف دلتا النيل شرقًا أوغربًا؛ لتغير خصائص التربة كما في محافظتي الشرقية والبحيرة، أو ناحية الشمال (محافظة كفر الشيخ)، نظرًا لارتفاع نسبة الأملاح الذائبة في التربة.
أما في الأقاليم الصحراوية فتتصف الكثافة الكلية بالانخفاض نتيجة لطبيعتهاالحارة، لذلك لا يقطنها سوى أقل من 0,5% من مجموع السكان. وهم جماعات بدوية متنقلة (رُحَّل)، يوجد معظمها في شبه جزيرة سيناء والصحراء الشرقية. وتوجد تجمعات سكانية تتركز في الأماكن التي تتوافر فيها مصادر المياه الجوفية، خاصة في واحات الصحراءالغربية وفي نطاق الأودية، كما في شبه جزيرة سيناء مما أسهم في قيام الزراعةالجافة، بالإضافة إلى مراكز التعدين المنتشرة في كل من شبه جزيرة سيناء (مراكزتعدين النفط والمنجنيز واستخراج الرخام)، والصحراء الشرقية (مراكز تعدين النفط،والصحراء الغربية (حيث توجد مراكز لتعدين النفط والحديد والفوسفات.