كشف أحد الجنود الصهاينة الذين شاركوا في حرب لبنان الثانية، أنه أُرسِل إلى الحرب في الشمال كجندي في الاحتياط دون أن يكون جاهزا لذلك من ناحية بدنية، أو حتى نظرية لما سيحدث، مشيرا إلى أنه لم يكن يعلم كيف يتم تفكيك السلاح.
وأشارت صحيفة معاريف إلى أن الجندي في الاحتياط "يوني ليفي" صنع تمثالا ضخما من البلاستيك لجندي يقف على الأرض، وقد برر هذا العمل بقوله: "ذهبت في صيف 2006 إلى خدمة الاحتياط الأولى منذ أن سُرِّحت من الجيش، في الخدمة النظامية, وكنت مساعدا لقائد سرية في كتيبة مدرعات".
وأضاف "قدمت طلب حتى لا أدخل في وحدة ميدانية، وكان لي رغبة بالدخول في كتيبة المظليين إلا أن الكتيبة رفضت السماح لي بالانضمام إليها، وبقيت مساعد قاعدة الاستيعاب والفرز، إلى أن تم إرسالي إلى سرية قديمة لمقاتلي جولاني بدون تدريب وبدون توضيح نظري لما يدور".
وتابع: "لقد أُرسِلت إلى الخدمة في الشمال وشاركت في حرب لبنان الثانية كجندي احتياط، واستملت سلاحا دون أن أعلم كيف أفككه أو أتعامل معه، كما سلموني عتادا بدا عليه أن من الحرب اللبنانية الأولى، وكان برفقتي مجموعة من الجنود لغاتهم مختلفة، وقد كنت أشعر في ذلك الوقت أنني تُرِكت وحيدا".
وأشار إلى أنه في كل ليلة كان يحرس فيها في أحد مواقع الحرس، يشعر بالعزلة وبوحشة الظلام الدامس، خاصة وأن الاتصالات تكون منقطعة بشكل تام، لافتا إلى أنه باقي الجنود في الموقع كانوا بعيدين عنه، وقال: "في هذه الليالي شعرت بالمعاناة الشديدة ولفترة كبيرة، بالإضافة إلى كوابيس وقلة في النوم".
ولفت الجندي الصهيوني إلى أنه وبعد عامين من انتهاء الحرب، بدأ يعالج نفسه بشكل شخصي حتى اليوم، دون أن يُخبر أحدا بمعاناته، وأضاف "فضلت المعاناة بهدوء لاعتقادي بأني ضعيف، وهذا الإحساس كان معي طوال الوقت وهذا آذى العديد من مجريات حياتي، وبقيت عصبيا طول الوقت، شكاك بشكل كبير، ولم أثق بأي أحد غير نفسي".
وذكر الجندي أنه صنع اليوم تمثالا يشخّص جنديا كبيرا وثقيلا، طوله 180 سم، ووزنه 60 كجم، وذلك بحجم المعاناة التي شعر بها، ونوه إلى هذه الفكرة جاءت لكي تعكس معانات الجندي، موضحا أن قدمي التمثال مربوطتين بالأول، للتدليل على المعاناة الدائمة له بعد الحرب والتي تحد من حركته.
وعرض الجندي تمثاله في شارع روتشيلد في تل أبيب, وقال بأنه كان من مهم أن يعرض تمثاله في تل أبيب بسبب كثرة الناس خلال الصيف.