بيروت ـ رويترز
'القدس العربي':
قال مسؤولون لبنانيون
الجمعة إنهم سيقدمون للعدالة قرويين غاضبين قتلوا شخصا يشتبه في ارتكابه
جريمة قتل وعلقوا جثته بخطاف قصاب في هجوم انتقامي أصاب البلاد بالصدمة.
وكان
المشتبه به محمد مسلم (وهو مصري كان يعيش في قرية كترمايا الجبلية في جنوب
شرق لبنان) قد اعتقل يوم الأربعاء للاشتباه في قتله رجلا مسنا وزوجته
وحفيدتيهما، عقب اغتصابه فتاة في حادثة سابقة في القرية نفسها.
وعندما
أحضرته الشرطة إلى مسرح الجريمة لتمثيلها الخميس تغلب حشد غاضب على رجال
الشرطة وضربوا مسلم بالعصي والحجارة وطعنوه ،ثم جردوه من ملابسه عدا
الملابس الداخلية والجورب وهم يهللون وسحلوه في الشوارع ثم علقوه على عمود
إنارة بخطاف قصاب. ثم جاءت قوات الأمن اللبنانية في النهاية وأخذت الجثة.
ووصف
وزير العدل اللبناني إبراهيم نجار الجريمة بأنها همجية وقال الجمعة 'لا
شيء في العالم يمكن أن يكون أساسا قانونيا لردة الفعل الجماعية التي حصلت
والتي ستنعكس سلبا على صورة لبنان في العالم وستحطم ما تبقى من هيبة للقضاء
والقانون والأمن في لبنان وتعطي إشارات يرفضها العقل البشري'.
وأضاف
أن 'السلطات القضائية تمتلك أسماء عشرة أشخاص من الذين قاموا بهذه الجريمة
البشعة'.
ونقلت الوكالة الوطنية للإعلام عن الرئيس ميشال سليمان قوله
إنه أمر وزيري الداخلية والعدل 'بوجوب ملاحقة المرتكبين وإنزال العقوبات
الصارمة بحق المقصرين'.
وحذرمراقبون من ان يقوم الاعلام المصري باستغلال
الحادثة للتصعيد مع حزب الله، على خلفية الخلية التي تمت محاكمتها مؤخرا،
بالرغم من ان العائلة التي تم اغتصاب ابنتها، اضافة الى الاربعة قتلى الذين
اعترف مسلم بقتلهم في القرية يتبعون الطائفة السنية.
ويرى المراقبون ان
الاعلام المصري غالبا ما يستغل مثل تلك الحوادث، لتعبئة الرأي العام
المصري ضد دول او احزب بعينها، وحتى شخصيات، مصرية كانت او عربية، لا
تتماشى مع سياسة الحزب الحاكم، كما حدث اثناء العدوان الاسرائيلي على غزة
والحملة الاعلامية المصرية التي صاحبتها ضد حركة حماس في تلك الاثناء،
اضافة الى الحملة التي شنها وما زال الاعلام المصري ضد حزب الله منذ
العدوان على لبنان في 2006 الى اليوم.