كشفت مصادر مطلعة أن سهى عرافات، زوجة الرئيس الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات"، تراجعت عن إقرارها بصحة "وثيقة القدومي" تحت تهديد، رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.
وكانت سهى عرفات قد نفت، مؤخرًا، تصريحاتها لصحيفة "جمهوريت" التركية، والتي ذكرت فيها أن أبو عمار أطلعها على محضر الاجتماع، الذي كشفه رئيس الدائرة السياسة في منظمة التحرير الفلسطينية، فاروق القدومي، والذي يثبت تورط رئيس الوزراء "الإسرائيلي" السابق، آريل شارون، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، والقيادي بفتح، محمد دحلان، والمخابرات الأمريكية، في اغتيال عرفات.
وأضافت: "وإنني بهذه المناسبة أرفض وأدين هذا الاستغلال من قبل أبو اللطف (فاروق القدومي) لموضوع استشهاد الرئيس الرمز من أجل حسابات ومصالح لا علاقة لها بالشعب الفلسطيني ونضاله ضد الاحتلال، بل أن هذه الوثيقة المزعومة إنما تحمل في طياتها جانبًا يبرئ "إسرائيل"".
وقالت المصادر – بحسب "فلسطين اليوم" -: "إن سهى تعرضت لضغوط شديدة دفعتها إلى نفي التصريحات التي سبق لها أن أدلت بها لصحيفة "جمهوريت" التركية، والتي ذكرت فيها أن أبو عمار أخبرها بأنه يخشى على حياته من محمود عباس ومحمد دحلان".
وكشفت المصادر عن أن "نمر حماد، أحد مستشاري الرئيس محمود عباس وبتكليف من الأخير، هدد سهى عرفات بوقف راتبها الشهري ما لم تقم بتكذيب تصريحاتها للصحيفة التركية".
وأشارت المصادر إلى أن سهى المقيمة في مالطا في منزل فاخر بجوار منزل شقيقها جبران الطويل سفير فلسطين في فاليتا ذرفت الدموع عندما تلقت تهديدات عباس.
وأكدت أن "هذه الضغوط جعلت سهى توافق على قراءة النص المسيء للقدومي الذي أعده نمر حماد، دون أن يقتصر على نفي تصريحها السابق، حيث تضمن فقرات تحريضية ضد القدومي".
أدلة على تورط دحلان وعباس في اغتيال عرفات:
وكانت صحيفة "الشرق" القطرية قد نشرت، في وقتٍ سابق، نص خطاب أرسله دحلان إلى وزير الحرب في حكومة أرئيل شارون في حينه، شاؤول موفاز بتاريخ 13 يوليو 2003 يطلب فيها أن يتم قتل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "بطريقتنا" ويحدد أساليب قتله بالسم أو بالمرض, أو أن يتم ذلك باسم حركة "حماس" أو حركة "الجهاد الإسلامي".
وذكرت الصحيفة أن مراسلها حصل من "فتح الأصالة" على النص الكامل للرسالة بالغة الخطورة والتي تصب في ذات الاتجاه الذي يذهب إليه محضر اجتماع عباس دحلان مع شارون الذي كشف عنه القدومي.
وفي سياقٍ متصل، أكد مصدر فلسطيني أن القدومي لديه إثباتات إضافية تدعم الاتهامات التي وجهها لعباس ودحلان.
وأضاف أن من بين الأدلة "تسجيلات صوتية للرئيس عرفات نفسه من مقر المقاطعة التي كان محاصرًا فيها قبل وفاته، وتحديدًا عندما أقال محمود عباس من الوزارة".