سباق ماراطوني لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة

سباق ماراطوني لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة
طارق الهاشمي يحذّر من عودة الطائفية مجددا بسبب ''حوارات طهران''

حذّر طارق الهاشمي، نائب الرئيس العراقي والقيادي في القائمة العراقية التي يتزعمها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي أمس، من الدخول في نفق الطائفية مجددا بسبب تدخلات دول الجوار، بعد الحوارات التي أجراها قياديون من حزب رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، والائتلاف الوطني العراقي، مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في طهران، لإحياء التحالف الشيعي وتكوين أغلبية برلمانية تشكل الحكومة العراقية المقبلة.
قال الهاشمي إن''العراقيين قلقون جدا من اجتماعات طهران، لأنها تحمل في طياتها إعادة رسم الخارطة السياسية على أساس طائفي''. وتزامن ذلك مع انطلاق سباق ماراطوني لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
ففيما تستعد الكتلة التي يقودها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي الفائزة في الانتخابات لتشكيل الحكومة الجديدة، فإن كتلة رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي هي الأخرى تسلك نفس المساعي لتشكيل حكومة جديدة.
وكانت القائمة العراقية التي تضم تكتلا غير طائفي بزعامة إياد علاوي قد أنهت السباق الانتخابي بحصولها على 91 مقعدا، متقدمة بذلك بمقعدين على قائمة دولة القانون، التي تحصّلت على89 مقعدا بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي. وبناء على هذه النتيجة، فان الواقع السياسي في العراق اصطدم بالمادة 76 من الدستور التي تنص على أن الكتلة الأكبر في مجلس النواب المقبل هي التي تتولى تشكيل الحكومة. ولم يشر الدستور إلى الكتلة الفائزة في الانتخابات. من هنا اختلفت التفسيرات وتباينت مواقف الكتل السياسية التي تسعى كل واحدة منها لإقامة تحالفات مع الكتل السياسية الأخرى لتشكيل الحكومة الجديدة.
إلا أن رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي يواجه معارضة قوية من الكتلة الصدرية التي أحرزت 40 مقعدا ضمن قائمة الائتلاف الوطني العراقي في الانتخابات. الأمر الذي دفع بالمالكي إلى إيفاد أول أمس، وفدا من كبار مساعديه إلى إيران لإجراء مباحثات مع رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر المقيم في مدينة قم لإقناعه بتشكيل حكومة ائتلاف موحد تضم الائتلاف الوطني العراقي وائتلاف دولة القانون والتحالف الكردستاني الذي أحرز43 مقعدا ليحتل بذلك موقع القوة الرابعة بعد الكتل الكبرى الثلاث.
إلا أن المتتبعين يحذّرون جماعة المالكي من تشكيل حكومة دون ضم كتلة إياد علاوي لما يحمله ذلك من مخاطر تهميش قوة كبرى. وهو أمر يعرض العملية السياسية برمتها إلى الخطر، خصوصا مع التدخل المفضوح لإيران في هذه العملية.