فوز كاسح لحزب الرئيس في طاجيكستان، واتهامات التزوير تتزايد
أضف هذا الموضوع على مواقع أخرى
2010/3/1 الساعة 21:34 بتوقيت مكّة المكرّمة
دوشانبي (ا ف ب) - حقق الحزب الشعبي الديموقراطي بزعامة الرئيس امام علي رحمنوف فوزا كاسحا في الانتخابات التشريعية والمحلية التي جرت الاحد في طاجيكستان، الا ان المراقبين الدوليين سارعوا الى التنديد بها ووصفوها بانها لم تكن ديموقراطية.
وحصل الحزب الحاكم على 71,69 بالمئة من الاصوات تلاه حزب النهضة الاسلامية المعارض مع 7,74 بالمئة ثم الشيوعيون مع 7,22 بالمئة، بحسب نتائج غير نهائية اعلنتها اللجنة الانتخابية المركزية.
واعلن مراقبو منظمة الامن والتعاون في اوروبا الاثنين ان الانتخابات التشريعية والمحلية التي جرت الاحد في طاجيكستان شابتها "تجاوزات خطيرة" من بينها "حشو صناديق الاقتراع" ببطاقات انتخابية مزورة.
وقالت بيا كريستماس مولر منسقة المهمة التي تقوم بها منظمة الامن والتعاون في اوروبا "انا مرتاحة لسير الانتخابات في اجواء جيدة الا انني مستاءة لانها لم تكن متوافقة مع المعايير الديموقراطية الاساسية".
وتعتبر طاجيكستان افقر بلدان الجمهوريات السوفياتية السابقة، ولم يعتبر المراقبون الدوليون ان ايا من الانتخابات التي جرت خلال السنوات الماضية كانت ديموقراطية وحرة.
ولم تكن نتيجة الانتخابات مفاجئة وسط سيطرة الرئيس رحمنوف الكاملة على مقاليد السلطة في البلاد حيث يحوز حزبه على 57 مقعدا من مقاعد مجلس النواب المنتهية ولايته ال63.
والحدث الوحيد في هذه الانتخابات هو دخول الشاب رستم امام علي غمارها وهو ابن الرئيس الحالي الذي لا يبلغ من العمر سوى 23 عاما. والمعروف عنه انه لاعب كرة قدم مشهور يعشق السيارات الفاخرة وقد فاز بعضوية المجلس البلدي في العاصمة دوشانبي.
وفسر المراقبون ترشحه بانه قد يكون مقدمة لخلافة والده على رأس الدولة.
كما ندد حزب النهضة الاسلامية ابرز احزاب المعارضة الطاجيكية بمسار الانتخابات مشيرا الى حصول "عمليات تزوير".
وقال زعيم الحزب محي الدين كبيري لوكالة فرانس برس "ان عمليات التزوير فاقت ما سجل خلال الانتخابات السابقة عام 2005".
وتابع "لقد احصينا وقوع مئات الحوادث الا انها فعليا تعد بالالاف. نملك اثباتات دامغة يمكن استخدامها امام المحاكم".
الا ان حزب الرئيس قلل من اهمية هذه الانتقادات.
وقال المتحدث باسم الحزب الشعبي الديموقراطي اسامة سوليخوف "ان الانتخابات كانت جيدة التنظيم" مضيفا "حصلت خروقات صغيرة ارتكبتها اللجان الانتخابية المحلية وهي لا تؤثر على نتائج الانتخابات".
ووصلت نسبة المشاركة الى 85,2 بالمئة اي اقل من نسبة المشاركة عام 2005 عندما تجاوزت نسبة التسعين بالمئة.
ويشكك المراقبون بهذه الارقام خصوصا ان نحو مليون طاجيكي غادروا بلادهم للعمل في الخارج، في روسيا وكازاخستان في محاولة لتحسين مستوى معيشتهم.
ورأى ارتيم اولونيان خبير الشؤون الاسيوية في اكاديمية العلوم الروسية في مقالة نشرتها صحيفة كومرسانت الروسية الاثنين ان رحمنوف الذي عزز سلطاته خلال السنوات الخمس الماضية "قرر ان يعلن للعالم استعداده لادخال اصلاحات على نظام الحكم المتسلط القائم، على امل الحصول على بعض المكاسب من الدول الغربية".
واضاف هذا المحلل "انه يبحث عن موارد لدعم الاقتصاد الطاجيكي" الذي يتقهقر منذ سقوط النظام السوفياتي عام 1991، مع العلم ان علاقات طاجيكستان بروسيا سجلت تدهورا خلال السنوات القليلة الماضية.