المالكي يشتري الأصوات بتوزيع آلاف المسدسات على القبائل
بغداد- العرب أونلاين- مأمون السامرائي: احتدمت الحملات الانتخابية في العراق قبل خمسة أيام من موعد التصويت في "الأحد الكبير"، وبدأت الكتل المتنافسة تلقي بكل ثقلها لاستدرار أصوات الناخبين بكافة السبل، فيما كشفت مصادر غربية عن قيام رئيس الحكومة الحالية نوري المالكي بشراء الأصوات، عن طريق تقديم رشاوى بآلاف المسدسات وتقديم هبات ضخمة لزعماء القبائل، لحث رعاياهم على منح أصواتهم للقائمة التي يتزعمها المالكي.
وبموازاة حذر أمني كبير خشية حدوث تفجيرات مروعة، أطبقت الأجهزة الأمنية على المدن الكبرى، كما قامت القوات الأمريكية بتكثيف طلعاتها الجوية لمسح المداخل والطرق الرئيسية، بينما عبر مواطنون عن مخاوفهم من أن تشهد انتخابات الأحد مفاجآت أمنية، لا سيما بعد توالي اتهامات بتقديم رشاوى، يؤكد مراقبون أنها يمكن أن تطيح بما تبقى من "نزاهة" قد يشهدها يوم التصويت.
واتهم المتحدث السابق باسم جهاز المخابرات العراقية سعد الألوسي نوري المالكي رسميا بتقديم آلاف المسدسات لزعماء القبائل كهدية لشراء أصواتهم في الانتخابات، وليتمكن من التغلب على منافسيه.
وأظهرت صور المالكي وهو يقدم مسدسات لمؤيديه في جنوب العراق بالرغم من أنه نفى أن يكون السبب في ذلك هو شراء الأصوات.
وأكد الألوسي، حسب الجارديان البريطانية في عددها الإثنين، أنه كانت قد تمت الموافقة على طلبية من مورد صربي لتقديم ثمانية آلاف مسدس بنهاية 2008 لاستخدامها من قبل ضباط المخابرات، لكن المالكي رفض العقد في اللحظة الأخيرة وأبرم عقدا خاصا به لتوفير عشرة آلاف مسدس لاستخدامها في حملته الدعائية لنفسه ولحزبه.
لكن علي الدباغ المتحدث باسم حكومة المنطقة الخضراء نفى هذه الاتهامات، وزعم أن "هذه الهدايا قدمت إلى القبائل لمشاركتها في الحفاظ على الأمن، ولا صلة لها بالحملة الانتخابية".
ووصفت الجارديان تصريحات الألوسي بأنها تمثل تحديا غير مسبوق لحملة إعادة انتخاب المالكي من جهاز المخابرات الذي اعتبر اقرب للحكومة، وقالت إن هذا الجهاز الذي تأسس بتدريب وأموال من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية سي آي ايه كان يعتقد انه مستقل في اغلب الأحوال، ولا يخضع لتدخلات.
ومن جهته تدخل كمال الساعدي القيادي بحزب الدعوة الذي يقوده المالكي، وقال إن المسدسات التي وزعها رئيس الوزراء قد حصل عليها كهدية من الشركة الصربية ولم تشتر بأموال الدولة.
وأضاف الساعدي ان شركة صربية عقدت صفقة اسلحة مع وزارة الدفاع وهذه الشركة أعطت 200 مسدس كهدية إلى جلال طالباني "رئيس الجمهورية" و200 مسدس الى رئيس الوزراء، موضحا ان المالكي يعطيها الى الشخصيات المهمة والى ضيوفه كتكريم، نافيا شراءها بأموال الدولة أو من المال الخاص انما اتت على شكل هدية من الشركة المصنعة.
وبرأي مراقبين في بغداد أن قبول المالكي للرشوة من الشركة الصربية يدخل في إطار الفساد المالكي الذي تزعم حكومته أنها تحاربه.
وقال مسؤول في وزارة المالية ببغداد، رفض الكشف عن هويته، إن قبول المالكي رشوة من شركة عقدت مع الدولة صفقة سلاح، يعتبر أمرا غير قانوني، كما أن تقديم هذه الرشوة هدية لزعماء قبائل موالية له، يعتبر فضيحة انتخابية، فضلا عن أنها من المخالفات، وتزوير مبكر.
وفي الأثناء، وصل طارق الهاشمي "نائب رئيس الجمهورية" الإثنين إلى دمشق للقاء مسؤولين سوريين وممثلين عن اللاجئين العراقيين الهاربين إلى سوريا.
وتقدر الحكومة السورية عدد اللاجئين العراقيين الموجودين على الأراضي السورية بـ 800 ألف لاجئ، في حين تقول مصادر أخرى إن عددهم يتجاوز المليون و200 ألف لاجئ.
وذكرت مصادر إعلامية سورية أن رئيس "ائتلاف الكتلة العراقية" إياد علاوي سيصل إلى دمشق يوم الخميس القادم للقاء المسؤولين السوريين، لبحث العلاقات الثنائية والعملية السياسية الجارية في العراق.
Alarab Online.
All rights reserved.
ارسل هذا الخبر الى صديق بالبريد الالكتروني