"الشروق اليومي" تنشر تفاصيل القبض على مدير وكالة سياحة وأسفار الجزائر بالجلفة

"الشروق اليومي" تنشر تفاصيل القبض على مدير وكالة سياحة وأسفار الجزائر بالجلفة
استولى على مليار و200 مليون سنتيم من مواطنين وهدّد شخصيات معروفة باسم القاعدة
2010.02.02 كريم يحيى

تمكنت "الشروق اليومي" من الحصول على معلومات دقيقة، تتعلق بتوقيف مدير وكالة سياحة وأسفار الجزائر بالجلفة، عقب القبض عليه قبل أكثر من أسبوع في قضية تتضمن تهديد مقاولين وشخصيات نافذة بولاية الجلفة باسم القاعدة في المغرب الإسلامي.

وقد باشرت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بالجلفة تحقيقا بإشراف من النيابة العامة، بعد تقديم مقاول وشخصية معروفة بالولاية شكوى تتضمن تعرضهما للتهديد من طرف أمير جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المكنى "مصعب" والتابع للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وطالبت رسالة التهديد الموجهة لهما بتسليم مبلغ مالي قدره ملياري سنتيم و200 ألف أورو على مرحلتين، مع التحذير من إبلاغ المصالح الأمنية المختصة، وإلا سيكون مصيرهما القتل.
وحسب التعليمات التي حملتها رسالة التهديد، فقد أوصت بتقديم مبلغ ملياري سنتيم في كيسين، يحتوي كل واحد منهما على أوراق مالية من فئة 1000 دج يتم وضعهما بإحكام داخل علبة قرب باب المقبرة المتواجدة بحي برنادة في اليوم المحدد، مع ترك مبلغ قدره 200 ألف أورو داخل أحد المساجد في اليوم الموالي. وأكدت الرسالة أن أحد عناصر التنظيم سيتكفل بنقل المبلغ فيما بعد إلى قيادة جماعة الأمر بالمعروف والنهي على المنكر.
وفور تلقيها الشكوى، نصبت مصالح الأمن كمينا محكما حول مقبرة "برنادة" تحت إشراف النيابة العامة، حيث ظهر مدير وكالة سياحة وأسفار الجزائر بالجلفة في حدود الساعة السادسة مساء، ويتعلق الأمر بالمدعو
"محمد، ب " 39 سنة، رفقة ابنه البالغ 09 سنوات، وقام بحمل المبلغ الذي وضع داخل كيسين، وفي هذه اللحظة تدخل عناصر المصلحة الولائية للشرطة القضائية وقبضوا عليه في حالة تلبس.
وبعد أخذ إذن من النيابة العامة، فتش عناصر الأمن منزل المتهم، إلى جانب مدرسة يملكها تقع أمام مقر وكالة سياحة وأسفار الجزائر بحي "محمد بوضياف" وسط مدينة الجلفة، وحجزوا أجهزة إعلام آلي وأقراص مضغوطة وهواتف نقالة، وقاموا بتشميع مكتبه بمقر وكالة سياحة وأسفار الجزائر.
من جهة أخرى، توصلت التحريات التي باشرتها مصالح الأمن إلى قيام مدير وكالة سياحة وأسفار بالجلفة بالإستيلاء على مبلغ مالي قدره ملياري سنتيم، بعد أن تسلمه من 40 مواطنا كانوا بصدد الحصول على تأشيرة للذهاب إلى البيت الحرام للحج، حيث تعرضوا للنصب والاحتيال، بعد أن قدموا مبلغا ماليا قدره 30 مليون سنتيم لكل شخص.
واستنادا لمعلومات تحصلت عليها "الشروق اليومي"، فقد برر المتهم قيامه بتهديد مقاولين وشخصيات معروفة بالولاية بحاجته إلى تعويض المبلغ الذي أخذه من المواطنين، الذين كانوا بصدد التوجه لتأدية مناسك الحج، إذ قام بمنح المبلغ الذي جمعه من المواطنين إلى أحد المقيمين بمالي، والذي أقنعه بقدرته على الحصول على تأشيرات لضمان سفر المواطنين، وأضاف أنه وقع ضحية احتيال، حيث استحوذ النصاب على المبلغ المذكور وغادر باتجاه دولة مالي دون عودة.
وبعد تقديمه أمام وكيل الجمهورية لدى المحكمة الابتدائية بالجلفة، أحاله على قاضي التحقيق، الذي أمر بإيداعه رهن الحبس المؤقت بتهمة النصب والاحتيال والتهديد في انتظار المحاكمة.