دبي - العربية، بور أو برنس (هايتي)- وكالات
أعلن وزير الداخلية في هاييتي انطوني باين ايمي أن عدد قتلى الزلزال قد يصل الى 200 الف موضحا أنه تم بالفعل جمع نحو 50 ألف جثة معربا عن توقعه أن يكون
هناك في المجمل ما بين 100 الف و200 الف قتيل.
وفي وقت سابق من يوم الجمعة 15-1-2010 أعلن رئيس وزراء هاييتي جان ماكس بيلريف انه تم انتشال ودفن أكثر من 15 الف جثة لضحايا الزلزال الذي اجتاح البلاد يوم الثلاثاء 12-1-2010.
وقال رئيس الوزراء بعد اجتماعه مع وزير وزير التعاون الفرنسي آلان جويانديه "قمنا حتى الأن بجمع أكثر من 15 الف جثة ودفنها". وأضاف أن هذه الحصيلة لا تزال "جزئية".
وقال "كل ما قمنا به هو جمع جثث القتلى التي كانت ممددة في الشوارع". ولا تزال الآف من الجثث مطمورة تحت انقاض المباني المهدمة في العاصمة بور او برنس.
وقدرت الأمم المتحدة ان 300 الف شخص باتوا بلا مأوى في العاصمة وحدها، التي تضم 2,8 ملايين نسمة، حيث دمرت 10% من المساكن. ويقطن 3,5 ملايين شخص في المنطقة التي تعرضت لاسوأ الاضرار نتيجة الزلزال، اي بور او برانس وضواحيها، بحسب المصدر نفسه.
صعوبات ميدانية
وتشارك حوالى 30 دولة في اعمال الاغاثة الميدانية بحسب الخارجية الامريكية فيما اعلنت الأمم المتحدة الجمعة انها تلقت وعودا بمساعدات دولية بقيمة 268,5 ملايين دولار.
لكن الصعوبات الميدانية هائلة. فمطار بور او برانس المجهز بمدرج واحد مكتظ، فيما تدهورت وسائل الاتصال وتعذر التنقل بسبب الطرقات المدمرة او المقطوعة.
وانتشر مظليو الكتيبة 82 المحمولة جوا في الجيش الامريكي الجمعة 15-1-2010 على مدرج مطار بور او برنس وبدأوا نقل معدات الاغاثة الثقيلة.
واعلن قائد اركان الجيوش الامريكية مايكل مولن ان الولايات المتحدة ستنشر ما بين 9 و10 آلاف جندي في هاييتي او قبالة سواحلها بحلول الاثنين مع وصول لسفينة "فنسن" وسفن اخرى.
ويضاف دمار البنى المحلية ومشكلات النهب الى العوائق اللوجستية. فبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الذي قرر ارسال مساعدات طارئة لمليوني منكوب اعلن الجمعة ان مخازنه في بور او برانس تعرضت "للنهب".
غير ان وزير الدفاع الامريكي روبرت غيتس اعلن ان الظروف الأمنية "ما زالت مقبولة" بالرغم من المعلومات حول عمليات نهب وإطلاق نار.
كما اعلنت واشنطن ان السلطات الكوبية سمحت لها باستخدام مجالها الجوي بغية اقامة جسر جوي بين الولايات المتحدة وهاييتي لتسريع وصول المساعدات.
وأعلن مسؤولون في منظمة أطباء بلا حدود في مؤتمر صحافي في العاصمة الهاييتية ان "آلاف" الجرحى ما زالوا ينتظرون خضوعهم لعمليات جراحية في المستشفيات.
كما تمكن الصليب الأحمر الامريكي من جمع اكثر من 8 ملايين دولار من الهبات من اجل هايتي من خلال حملة للتبرع عبر الرسائل الهاتفية القصيرة، على ما اعلن موقع البيت الابيض على الانترنت.
واعلنت لجنة الطوارىء البريطانية للكوارث الجمعة ان التبرعات الفورية للبريطانيين بلغت مليونين و300 الف يورو لهايتي، جمعت خلال 36 ساعة عبر الانترنت ولمنظمات غير حكومية.
أحياء تحت الأنقاض
وعلى الارض تواظب فرق من المسعفين وفدوا من الولايات المتحدة، فرنسا، جمهورية الدومينيكان، وفنزويلا على البحث عن ناجين تحت الانقاض.
فتحت انقاض فندق مونتانا في بور او برانس انقذ مسعفون فرنسيون الخميس سبعة امريكيين وهاييتية واحدة فيما انتشل المسعفون الامريكيون فرنسية.
واعلنت منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (يونسكو) الجمعة ان موظفيها الـ14 العاملين في هاييتي سالمون جميعا.
ويشكل الأمن احد الهواجس الاساسية لدى فرق الاغاثة. وقال المسؤول عن عمليات الدفاع المدني الهاييتي دلفين انتونيو رودريغز "هناك عمليات نهب ومسلحون، فهذه بلاد فقيرة جدا والناس يائسون".
بالاضافة لهذا، قد يضطر المسعفون للعمل بغياب اي تنسيق من السلطات المحلية نظرا الى دمار البنى التحتية في البلاد.
واتصل الرئيس الامريكي باراك أوباما الجمعة هاتفيا برئيس هاييتي ليعرب له عن "تضامنه التام" معه ويعده بتقديم الدعم لحكومة وشعب هاييتي، سواء من خلال المساعدات المباشرة او اعادة الاعمار على المدى البعيد، كما افاد بيان للرئاسة الأمريكية.