منتدى التربية و التعليم تلمسان
اهلا بالزائر الكريم يرجى التسجيل للافادة و الاستفادة
سجل لتتمكن من تصفح المنتدى
منتدى التربية و التعليم تلمسان
اهلا بالزائر الكريم يرجى التسجيل للافادة و الاستفادة
سجل لتتمكن من تصفح المنتدى
منتدى التربية و التعليم تلمسان
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى التربية و التعليم تلمسان

لتحضير جيد للامتحانات و الاختبارات لجميع المستويات
 
الرئيسيةالرئيسية  البوابةالبوابة  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  العاب فلاشالعاب فلاش  
تعلم ادارة المنتدى انه تم فتح مؤسسة رياض باروتجي لبيع ادوات الحاسوب و الشبكة باسعار جد مناسبة على الرغبين في التواصل و تقديم اللطلبات ترك رسالة خاصة لمدير المنتدى
تعلم ادارة المنتدى انه تم فتح مؤسسة رياض باروتجي لبيع ادوات الحاسوب و الشبكة باسعار جد مناسبة على الرغبين في التواصل و تقديم اللطلبات ترك رسالة خاصة لمدير المنتدى
Awesome Hot Pink
Sharp Pointer
المواضيع الأخيرة
» حصرى تحويل رائع لirissat6800 hd الى جهاز AB CryptoBox 400HD وFerguson Ariva 102E-202E-52E HD
الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالجمعة ديسمبر 06 2019, 00:54 من طرف saad sa

» أسطوانة الاعلام الآلي سنة أولى ثانوي علمي
الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالجمعة أبريل 07 2017, 13:09 من طرف mhamedseray

» مذكرات تخرج في التاريخ
الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالأحد يناير 08 2017, 23:30 من طرف hawarkmirza

» _ كــيفــيــة ادخــال شفرة الجزائر الارضية الجديدة على مختلف الاجهزة
الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالسبت يناير 07 2017, 01:29 من طرف bobaker1992

» قرص خاص بالتدريس عن طريق المقاربة بالكفاءات
الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالخميس نوفمبر 24 2016, 22:48 من طرف حسان عبدالله

» شروط و طلبات الاشراف للاعضاء
الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالسبت سبتمبر 10 2016, 21:37 من طرف محمد عصام خليل

» فروض واختبارات لمادة العلوم الطبيعية ثانية ثانوي
الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالجمعة فبراير 26 2016, 10:19 من طرف mhamedseray

» مواضيع مقترحة للسنة الخامسة ابتدائي لمادة دراسة النص
الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالجمعة يناير 22 2016, 00:32 من طرف ouassila-2012

» قرص اللغة العربية
الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالجمعة نوفمبر 27 2015, 13:57 من طرف بنت القالة

» القانون الأساسي لجمعية أولياء التلاميذ
الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالأربعاء نوفمبر 25 2015, 13:40 من طرف belounis

» فروض واختبارات مقترحة في العلوم الطبيعية 4 متوسط
الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالخميس نوفمبر 12 2015, 14:09 من طرف بدر الصافي

» مذكرة الانتقال من المخطط المحاسبي الوطني الى النظام المحاسبي المالي الجديد
الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالأربعاء نوفمبر 11 2015, 00:29 من طرف rachid s

» كتاب رائع جدا فيزياء وكيمياء يشمل كل دروس 4 متوسط
الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالسبت أغسطس 29 2015, 14:59 من طرف abbaz29

» لأساتذة الفيزياء...قرص شامل لكل ما تحتاجه لسنوات التعليم المتوسط الأربع
الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالخميس أغسطس 27 2015, 01:49 من طرف abbaz29

» قرص في مادة الفيزياء حسب المنهاج
الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالأربعاء أغسطس 26 2015, 20:02 من طرف mhamedseray

» قرص السبيل في العلوم الفيزيائية (دروس شاملة صوت و صورة)
الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالسبت أغسطس 15 2015, 05:00 من طرف mhamedseray

» ملخص دروس الفيزياء في الفيزياء
الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالأحد أغسطس 09 2015, 00:29 من طرف mhamedseray

» جميع دروس وتمارين محلولة فيزياء وكيمياء أولى ثانوي
الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالسبت أغسطس 08 2015, 17:33 من طرف mhamedseray

» شاهد كيف تحصل ببساطة على "إنترنت مجاني" من القمر الأصطناعي؟
الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالثلاثاء مايو 19 2015, 19:40 من طرف ocean

» قرص رائع في الفيزياء للسنة الرابعة
الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالأحد مارس 22 2015, 22:06 من طرف sbaa

ساعة 258
عدد مساهماتك: 105
الملف البيانات الشخصية تفضيلات التوقيع الصورة الشخصية البيانات الأصدقاء و المنبوذين المواضيع المراقبة معلومات المفضلة الورقة الشخصية المواضيع والرسائل الرسائل الخاصة أفضل المواضيع لهذا اليوم مُساهماتك استعراض المواضيع التي لم يتم الرد عليها استعرض المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لي
سحابة الكلمات الدلالية
متصفح سريع تحويل جهاز
عدد مساهماتك: 105
الملف البيانات الشخصية تفضيلات التوقيع الصورة الشخصية البيانات الأصدقاء و المنبوذين المواضيع المراقبة معلومات المفضلة الورقة الشخصية المواضيع والرسائل الرسائل الخاصة أفضل المواضيع لهذا اليوم مُساهماتك استعراض المواضيع التي لم يتم الرد عليها استعرض المواضيع الجديدة منذ آخر زيارة لي
أفضل 10 أعضاء في هذا الشهر
لا يوجد مستخدم

اهلا بك يا
عدد مساهماتك 105 وننتظر المزيد

المواضيع الأكثر نشاطاً
الدولة العباسية
اكلات مغربية شهية
قرص خاص بالتدريس عن طريق المقاربة بالكفاءات
موسوعة الطب لتعميم الفائدة
Informatique
موسوعة الطب لتعميم الفائدة2
للتعليم الجامعي بحوث مذكرات مواقع هامة جدا
هل تعلم ’?
كلمة مدير المنتدى
اسطوانات تعليمية من الابتدائي الى الثانوي - موقع مهم -
pirate
United Kingdom Pointer

 

 الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ocean
Admin
ocean


مزاجي *: : عادي
الجنسيه *: : جزائر
عدد المساهمات : 16284
تاريخ التسجيل : 21/07/2009

الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Empty
مُساهمةموضوع: الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام   الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالإثنين نوفمبر 30 2009, 01:45

[img]الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام 2c8550812e[/img]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ocean
Admin
ocean


مزاجي *: : عادي
الجنسيه *: : جزائر
عدد المساهمات : 16284
تاريخ التسجيل : 21/07/2009

الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام   الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالإثنين نوفمبر 30 2009, 01:47

[img]الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام 96c0b0c471[/img]
القوة الصاروخية و مداها عند العراق ايام صدام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ocean
Admin
ocean


مزاجي *: : عادي
الجنسيه *: : جزائر
عدد المساهمات : 16284
تاريخ التسجيل : 21/07/2009

الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام   الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالإثنين نوفمبر 30 2009, 01:48

[img]الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام 60d8588d41[/img]
صواريخ سكود المطورة التي دكت اسرائيل
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ocean
Admin
ocean


مزاجي *: : عادي
الجنسيه *: : جزائر
عدد المساهمات : 16284
تاريخ التسجيل : 21/07/2009

الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام   الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالإثنين نوفمبر 30 2009, 01:51

[img]الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام 072437e90c[/img]
اول رئيس دولة هاجم اسرائيل من بعد اكتوبر 1973
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ocean
Admin
ocean


مزاجي *: : عادي
الجنسيه *: : جزائر
عدد المساهمات : 16284
تاريخ التسجيل : 21/07/2009

الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام   الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالإثنين نوفمبر 30 2009, 01:53

كيف شاركت إسرائيل في الحرب علي العراق؟



بقلم :إبراهيم عبد الكريم

حين يُكتب تاريخ الحرب علي العراق، من المقدَّر ألا تكون المشاركة الإسرائيلية في هذه الحرب خارج السجل. وعلي الرغم من عدم نشر وثائق رسمية عن تلك المشاركة حتي الآن، فإن ما ظهر من تقارير عالمية وإسرائيلية يكفي لتكوين صورة أولية عن الحضور الإسرائيلي في الحرب.
قد تبدو هذه المسألة للكثيرين هامشية ولا فائدة من تناولها، بعدما وضعت الحرب أوزارها، وحسمت بالقضاء علي النظام العراقي، دون أن تتعرض إسرائيل للصواريخ. لكن التقصي الدقيق للتعاون الإسرائيلي ـ الأميركي في هذه الحرب، سرعان ما يضفي أهمية كبيرة علي معرفة ما جري.

ويزداد الأمر خطورة في ظل التوقع بأن يكون ذلك التعاون واحداً من نماذج العمل المستقبلي المشترك، الذي لا توجد حتي الآن ضمانات بأنه لن يتكرر أو استبعد كخيار عملي. ولعل السبب الأبرز لغياب ضمانات كهذه هو أن المنطقة لا تزال في المنظور الأميركي تمر في الطور الأول من إعادة الترتيب، وأن احتمالات تطبيق السابقة الخاصة بالعراق مفتوحة علي الترجيحات، بفعل استمرار النهج اليميني الأميركي بالسعي إلي تقرير أوضاع المنطقة حسب التصورات المعدة لذلك منذ سنوات عدة.
لهذا، إن دراسة المشاركة الإسرائيلية في الحرب، ليست مجرد عملية استعراض للوقائع، ولا هي من قبيل التدليل علي التحالف الإسرائيلي ـ الأميركي، وإنما تعدّ هذه الدراسة جزءاً من الخلفية اللازمة لإدراك أحد جوانب التطورات، وتحديد بعض اتجاهات العمل المتوقعة، استناداً إلي ما يتوفر من مؤشرات..
فكيف تجلي الوجود الإسرائيلي ضمن المشهد العام للحرب؟!وما هي الصيغ التي وقع الاختيار عليها في هذا الصدد؟!.

التنسيق والتخطيط المشترك

علي قاعدة تكامل المصالح الاستراتيجية بين إسرائيل والولايات المتحدة، وانسجاماً مع التوجهات الإسرائيلية إزاء المنطقة العربية والعراق ضمناً، وجدت إسرائيل نفسها معنية بالحرب علي العراق، الذي درجت علي تصنيفه ضمن أعداء إسرائيل وتضمين قدراته العسكرية في ميزان القوي العسكري الخاص بالمنطقة. وبتأثير الاحتمالات التي قامت علي فرضية تعرض إسرائيل لهجمات عراقية، عمدت الولايات المتحدة إلي الاستفادة من الحالة، بما يبقيها تحت السيطرة وبطريقة تعود بالنفع علي الحليفين.
وفي ضوء تجربة قصف إسرائيل ببعض الصواريخ العراقية إبان حرب الخليج الثانية، كان التنسيق الأميركي ـ الإسرائيلي، خلال السنوات التالية، يتركز علي الجوانب العسكرية، لتجنب تكرار ما حدث آنذاك. فجري إصلاح العيوب في صواريخ باتريوت التي أخفقت في اعتراض صواريخ سكاد خلال تلك الحرب، وقامت إسرائيل بتطوير صواريخ حيتس بتمويل أميركي، وأقيم نظام معلومات وإنذار مشترك. وتواصل العمل، ليس فقط لاستخلاص الدروس، وإنما أيضاً لإيجاد صيغ جديدة.
حين تفاقمت الأزمة الأخيرة مع النظام العراقي، سارعت إسرائيل والولايات المتحدة إلي رفع درجة التنسيق والتعاون بينهما، وتحديد المواقف والسيناريوهات التفصيلية لذلك. وحسبما نقلت المجلة البريطانية لشؤون الأمن فورين ريبورت (19/3/2002) استناداً إلي مصادر إسرائيلية، أقامت إسرائيل والولايات المتحدة غرفة حرب مشتركة في تل أبيب لتخطيط الهجوم ضد العراق، وتمت الموافقة الأميركية علي بحث مسألة اشتراك إسرائيل بالهجوم علي العراق، بعد أن أوضح رئيس الحكومة أرئيل شارون ووزير الدفاع في حينه بنيامين بن إليعيزر بأنه ــ خلافاَ لحرب الخليج ــ في حال تعرض إسرائيل للهجوم لن تقف مكتوفة الأيدي.
وفي وقت لاحق، اتفقت إسرائيل والولايات المتحدة علي أن من الأهداف الأولي للهجوم علي العراق، تدمير الصواريخ الموجهة إلي إسرائيل من أجل منع أي هجمات ضدها. وفي واشنطن فهموا أن إسرائيل سترد إذا سقطت صواريخ في أراضيها وهو رد يريدون منعه. وسافر رئيس الموساد المعين مائير دغان إلي الولايات المتحدة بتكليف من شارون، للتنسيق في موضوع الهجوم الأميركي المخطط ضد العراق وكذلك مكافحة الإرهاب (يديعوت17/9/2002). وحسب مجلة فورين ريبورت اقترح دغان أن تنفذ القوات الإسرائيلية الخاصة عمليات برية داخل العراق قبل الهجوم الكبير (يديعوت29/9/2002).
وقام المنسق الأميركي لشؤون العراق الأدميرال جيمس متسيغر، بزيارة إسرائيل لإجراء مباحثات وصفت بأنها تنسيقية، وكانت هي الأولي في سلسلة مباحثات التنسيق بين الطرفين تحضيراً للحرب. وفي 13/11/2002 عقدت جولة جديدة مما يسمي الحوار الاستراتيجي بين الطرفين، ومثـَّل إسرائيل فيها وفد ترأسه الوزير دان مريدور وضم بعض كبار ضباط الجيش وأفرايم هليفي مستشار الأمن القومي في مكتب شارون ، وطرحت إسرائيل في هذه الجولة تصورات لـ مستقبل الشرق الأوسط ما بعد الحرب علي العراق.
بعد بضعة أسابيع من ذلك، قام كل من رئيس هيئة الأركان موشي يعلون، ووزير الدفاع الجديد شاؤول موفاز بزيارة لواشنطن، وأسفرت الزيارتان عن اتفاق تعاون مشترك بين الطرفين، بخصوص التخطيط لشن هجوم علي أهداف في غربي العراق، يشمل التنسيق بين المستويات التنفيذية وتبادل معلومات وتخطيط حملات عسكرية تهدف إلي تدمير قاذفات الصواريخ العراقية، لكن إسرائيل لن تشارك فيها فعلياً. وكرر المسؤولون الأميركيون تعهدهم لإسرائيل بإبلاغها قبل 72 ساعة علي الأقل من موعد بدء الهجوم (يديعوت18/12/2002).
في أواسط كانون الثاني / يناير 2003، كشف النقاب عن أن الولايات المتحدة رفعت مستوي التنسيق العسكري مع إسرائيل استعداداً للحرب. وفي هذا الإطار زار إسرائيل الجنرال تشارلز وولد (نائب رئيس القيادة الأميركية في أوروبا المسؤول عن العلاقات مع الجيش الإسرائيلي) لعقد سلسلة من اللقاءات مع القيادة العسكرية والأمنية في إسرائيل، كما زار الجنودَ الأميركيين الذين أتوا إلي إسرائيل مع بطاريات باتريوت، وكان عددهم نحو 600 جندي. ونقل المعلق السياسي البارز ألوف بن عن مصدر أمني إسرائيلي كبير تأكيده أن التنسيق الاستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة بلغ مستوي أعلي بكثير مما كان عليه في حرب الخليج سنة 1991. وأشار إلي أن قائداً آخر من قيادة القوات الأميركية في أوروبا، وهو رئيس العمليات الجوية، أنهي زيارة لإسرائيل تندرج في إطار زيادة التنسيق العسكري بين الطرفين. وأقيم تمرين في البحر المتوسط شاركت فيه سفينتان من الأسطول الأميركي السادس ووحدات من سلاح البحرية الإسرائيلي (هآرتس17/1/2003).
وطبقاً لتقرير آخر، ذكر ألوف بن أن ضابطاً أميركياً كبيراً برتبة جنرال زار إسرائيل، لمواصلة مباحثات التنسيق العسكري علي مستوي العمليات مع الجيش الإسرائيلي، ونقل المعلق عن مصدر سياسي مطلع في إسرائيل قوله إن هذه المباحثات وكذلك التدريبات العسكرية المشتركة الأميركية - الإسرائيلية تهدف إلي تمرير رسالة مزدوجة إلي منطقة الشرق الأوسط، فمن جهة ترمي إلي تهدئة إسرائيل لكي تبقي خارج الحرب علي العراق، ومن جهة أخري تستهدف ردع قوي أخري في المنطقة، مثل إيران وحزب الله عن محاولة توجيه ضربات إلي إسرائيل التي تحظي بحماية أميركية كاملة . وأشار المعلق إلي أن مصادر أميركية مسؤولة وضعت بعض المسؤولين الإسرائيليين في صورة الخطط العملية الأميركية الرامية إلي تحييد خطر تعرّض إسرائيل للقصف بالصواريخ العراقية خلال الحرب (هآرتس 24/1/2003).
علي امتداد الأشهر الثلاثة التي سبقت الحرب، أجرت إسرائيل والولايات المتحدة عدة تدريبات مشتركة علي بطاريات باتريوت، بالإضافة إلي ترتيبات عملية وميدانية أخري. ووصل التنسيق والتعاون بين الجانبين إلي ذروته لدي اندلاع الحرب. ومن المهم الإشارة إلي أنه في عملية استخلاص العبر التي تجري في الإدارة الأميركية حالياً، كان التنسيق مع إسرائيل أحد المواضيع التي تقررت دراستها. وحسب مصادر إسرائيلية، يرون في واشنطن أن التحضيرات والأعمال المشتركة مع الجيش والمستوي السياسي في إسرائيل كانت تجربة ناجحة وتمت حسبما هو مرسوم تماماً (هآرتس8/5/2003).
يُـفهم من هذا أن المشاركة الإسرائيلية بالتنسيق والتحضيرات لم تخرج عن الإطار العام الذي حددته الولايات المتحدة، وهو إطار كان يتوخي أساساً تلبية مصالح خاصة بإسرائيل. لكن هناك ما يستدعي الاعتقاد أن الأميركيين أرادوا إعطاء إسرائيل دور معين في الحرب وتوظيفه لمصلحة العمليات العسكرية، بما ينسجم مع الخطط المعدة لهذه الغاية.

العمل المباشر

لن نجازف بعرض توقعات حول الانخراط العسكري السري المباشر لإسرائيل في الحرب، بإشراك الطيارين الإسرائيليين أو باستخدام المطارات الإسرائيلية أو قواعد الصواريخ ومراكز الدعم اللوجستي، لأنه لا يوجد لدينا سند أو دليل موثوق حول ذلك، ولم تنشر حتي الآن معلومات بهذا الخصوص.
بيد أنه استناداً إلي ما كان ينشر، جري الحديث عن عمل إسرائيلي مباشر في منطقة غربي العراق، التي غدت هدفاً مفضلاً لعمل عدد من الوحدات الخاصة، إذ كشفت صحيفة التلغراف اللندنية (28/9/2002) بأن قوات خاصة بريطانية وأميركية تواجدت في هذه المنطقة، مهمتها منع النظام العراقي من نشر شبكات الصواريخ وإطلاق صواريخ سكاد باتجاه إسرائيل. وطالما أن النشاط الغربي المذكور يتعلق بحماية إسرائيل، كان من المفهوم إدخال إسرائيل ذاتها علي الخط.
وبالفعل تسربت معلومات حول المشاركة الإسرائيلية العملية في التحضير للحرب علي العراق، إذ كشفت مجلة فورين ريبورت (أواخر أيلول / سبتمبر2002) أن وحدة تابعة لهيئة الأركان الإسرائيلية(متكال) تسللت إلي غربي العراق، وراحت تعمل هناك، بهدف تحديد الأماكن والمواقع التي قد تطلق منها صواريخ سكاد باتجاه إسرائيل. وحسب المجلة، تأكد هذا النبأ من مصادر أميركية تم التنسيق معها سراً بشأن عمل الوحدة، خشية إثارة غضب الدول العربية. وكان رئيس الحكومة شارون هو الذي قرر إرسال الوحدة الخاصة إلي العراق من أجل عدم المجازفة (يديعوت 29/9/2002).
يدور الحديث هنا عن وحدة خاصة ونوعية في الجيش الإسرائيلي تنتمي إلي الذراع الاستخباري، هدفها الأساسي هو جمع معلومات استخبارية لمهام خطيرة وبعيدة، والعمل الميداني عند اللزوم. ولم تكن تلك المرة الأولي التي يرتبط فيها اسم وحدة الأركان بالشأن العراقي، ففي فترة حرب الخليج الثانية (1991) كانت قوات إسرائيلية علي وشك أن تنقل جواً للقيام بعملية غربي العراق بهدف تدمير قاذفات الصواريخ، ولكن في اللحظة الأخيرة لم يصادق المستوي السياسي الإسرائيلي علي العملية خوفاً من أن تؤدي العملية الإسرائيلية إلي تفكيك الائتلاف الذي أقامته الولايات المتحدة.
وفي الحادثة الفتاكة التي وقعت (في 5/11/1992) في قاعدة تساليم في النقب ــ وسميت لاحقاً كارثة تساليم ب ــ أطلق ضابط من وحدة الأركان أثناء المناورة صاروخاً بطريق الخطأ، مما أسفر عن مقتل خمسة من مقاتلي هذه الوحدة. وكانت المناورة قد جرت في إطار الاستعدادات لعملية قتل الحاكم العراقي صدام حسين (يديعوت29/9/2002).
وفي منتصف تشرين الأول / أكتوبر 2002، تحدثت الأنباء عن أن فرق كوماندو إسرائيلية تم إنزالها في مناطق حدودية غربي العراق بمساعدة طائرات أميركية، بغية زرع نقاط مراقبة هناك، لتلافي توجيه صواريخ سكاد إلي إسرائيل، ولتحديد المناطق التي يمكن أن تطلق منها هذه الصواريخ، وذلك تمهيداً لإمكانية تقديم مساعدة إسرائيلية في الحرب الأميركية علي العراق(يديعوت 16/10/2002).
ونسبت صحيفة واشنطن بوست (19/10/2002) إلي مسؤول سابق في وزارة الدفاع الأميركية قوله إن قوات كوماندو إسرائيلية عملت سراً في غربي العراق عشية الهجوم الأميركي، إذ بعثت إسرائيل خلال الصيف قوات خاصة إلي منطقة مطارات سلاح الجو العراقي H3 المتاخمة للحدود العراقية ـ الأردنية. وكان هدفها معرفة ما إذا كان يوجد لدي العراق ــ إضافة إلي قاذفات صواريخ ــ طائرات دون طيار ذات قدرة علي حمل السلاح الكيماوي والبيولوجي.
بعد نحو شهر من ذلك، أكدت مجلة تايم الأميركية وجود قوات عسكرية إسرائيلية في غربي العراق، ونقلت عن مسؤولين في إسرائيل وواشنطن أن وحدة خاصة ومتميزة من الجيش الإسرائيلي تعمل في المنطقة التي استخدمها العراق عام 1991 لإطلاق صواريخ سكاد علي إسرائيل، وأن الوحدة الإسرائيلية الخاصة تجري تدريبات هناك ضمن منطقة مساحتها 80 ألف كم2، وتقوم بالبحث عن المخابئ التي يمكن أن يكون العراق قد أخفي فيها صواريخه وقواعده التي بقيت بعد حرب الخليج. وأكثر من هذا، جري الحديث عن أن وحدة من كتيبة شلداغ في الجيش الإسرائيلي تشارك في البحث عن صواريخ سكاد منذ عدة سنوات.
وفي الأسبوع الأخير من كانون الثاني / يناير الماضي، نشرت أنباء مفادها أن هناك حملة خاصة في العراق تهدف إلي إلقاء القبض علي الرئيس العراقي صدام حسين، تشارك فيها قوات من الكوماندو الإسرائيلي وجنود أميركيون وبريطانيون وإسرائيليون، ويتم التركيز فيها علي تحديد مكان وجود الرئيس العراقي، للقضاء عليه، باستخدام وسائل إلكترونية متطورة لرصد المكالمات الهاتفية التي يجريها حراسه (يديعوت26/1/2003).
وأوردت جريدة تايمز البريطانية(17/3/2003) تقريراً جاء فيه أن الوحدة الخاصة التابعة لهيئة الأركان الإسرائيلية انضمت إلي القوات الأميركية والبريطانية الخاصة التي أرسلت إلي منطقة الحدود الأردنية - العراقية، للمشاركة في الجهود الرامية إلي ضبط قاذفات صواريخ عراقية من طراز سكاد.
هذه العينات من المعلومات المتواترة التي أوردتها منشورات لها مكانتها وتتصف بسعة إطلاعها ونوعية مصادرها، تضع عملية المشاركة الإسرائيلية المباشرة قبل الحرب في سوية الموضوعات المؤكدة. وغني عن البيان أن من أبرز العوامل التي كانت تكمن وراء هذه المشاركة، استغلال القدرات الخاصة والدوافع الذاتية لدي الإسرائيليين للقيام بمهمات تعتبر لديهم ذات أهمية من الدرجة الأولي.

التزويد بالأسلحة

في صلب المشاركة الإسرائيلية بالحرب علي العراق، كان هناك معطي خاص، يتمثل باستخدام أسلحة من صنع إسرائيلي في هجمات قوات التحالف علي الأهداف العراقية. ويعود هذا الأمر بطبيعة الحال إلي التعاون الثنائي في مجال تجارة الأسلحة بين إسرائيل وكل من الولايات المتحدة وبريطانيا.
ومن المعروف أن السوق الأميركية تستقطب نسبة كبيرة من صادرات الأسلحة الإسرائيلية، في ظل التحالف الاستراتيجي بين الدولتين. ويستخدم الجيش الأميركي غالبية الأسلحة المتقدمة التي يتم إنتاجها أو تطويرها في إسرائيل. وعلي سبيل المثال، بالإضافة إلي التزود الأميركي من إسرائيل بأجهزة للحرب الإلكترونية لطائرات F16 والحواسب المتطورة التي يتم دمجها في شبكات السيطرة والقيادة، فقد اختارت القيادة الاستراتيجية الأميركية صواريخ جو- أرض بوباي التي تنتجها هيئة تطوير الوسائل القتالية رفائيل في إسرائيل، لتسليح طائرات فانتوم وطائرات F111 ، وذلك منذ بداية إنتاجها في مطلع التسعينات (يديعوت 9/6/1991). وحتي العام 1998،، بلغت قيمة مشتريات الولايات المتحدة من هذه الصواريخ أكثر 350 مليون دولار(هآرتس 2/6/1998). ولدي اندلاع الحرب علي العراق، نشرت معلومات تفيد أن قاذفات B52 الأميركية، مزودة بصواريخ بوباي المشار إليها (يديعوت23/3/2003).
وكمثال أيضاً، استخدم الجيش الأميركي في الحرب طائرات دون طيار إسرائيلية الصنع. ومن الصفقات التي تم الإعلان عنها قبل الحرب بعدة أشهر، طلب البنتاغون التزود بمئات من الطائرات دون طيار التي تستخدم في مهام التمويه، من طراز Id Improved Tactical Air تبلغ قيمتها 22 مليون دولار. وكان الجيش الأميركي قد استخدم طائرات دون طيار من طراز I-TALD بشكل مكثف ضد الصواريخ العراقية المضادة للطائرات في حرب الخليج في سنة 1991. وفي أعقاب ما سمي النجاحات التي حققتها تلك الطائرات في حرب الخليج، تم تطوير طراز I-TALD المزود بمحرك نفاث وأجهزة توجيه حديثة، لاستخدامها من قبل طائرات F18 بصورة أساسية.. وذكر تقرير إسرائيلي أنه تم تزويد الجيش الأميركي بطائرات دون طيار للتمويه من طراز TALD بقيمة 80 مليون دولار، وأن شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية(تاعس) هي المنتجة الوحيدة لهذا الطراز من الطائرات التي تنطلق من داخل طائرة وتعين أهدافاً وهمية في شاشات أجهزة الإنذار المبكر أو الرادارات، بمساعدة جهاز توجيه عبر الأقمار الاصطناعية، الأمر الذي يجعل الطائرات تنفيذ مهامها التمويهية بشكل أفضل. (أرييه إيغوزي، يديعوت 24/12/2002). وأفاد تقرير آخر، أن إرسالية طارئة من هذه الطائرات نقلت إلي الولايات المتحدة قبل بضعة أيام من الحرب علي العراق (يديعوت 18/3/2003). وبعد أن عرض التلفزيون العراقي صوراً يظهر فيها حطام طائرة دون طيار إسرائيلية الصنع، ظهرت عليها لوحة حملت عبارة الصناعات الجوية ـ القدس ، فقد تعرفوا في الصناعات الجوية الإسرائيلية علي الشظايا، وقالوا إنها فعلاً تابعة لطائرة TALD، وبيع المئات منها إلي الأسطول الأميركي. ومما ذكر عن هذه الطائرة أنها تستخدم لمرة واحدة، بحيث تقوم بتضليل بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات، إذ تظهر وكأنها طائرة حربية وتشكل أطياف أهداف تظهر علي شاشات رادار العدو، وعندما يركز العدو جهوده لإسقاطها، تسهل مهاجمة بطاريات الصواريخ وتتقلص المخاطر التي تواجه الطائرات المهاجمة، ثم تتحطم هذه الطائرة بعد انتهاء مهمتها. وحسب التعليق الذي قدمه وزير الدفاع موفاز في جلسة الحكومة، حيال المقاطع التي بثت، كإثبات علي ضلوع إسرائيل في الحرب، فإن هذا العتاد بيع للولايات المتحدة قبل عقد من الزمن (يديعوت23/3/2003).
وتمت الإشارة إلي أن الولايات المتحدة استخدمت في الحرب نوعين آخرين من الطائرات دون طيار، من إنتاج الصناعات الجوية الإسرائيلية، هما طائرتا هارفي و هانتر اللتان تحملان صواريخ مضادة للدروع وشحنات متفجرة تنقض علي أهدافها فور معاينتها. ويذكر أن طائرة هانتر مخصصة لأغراض استخباراتية، لكنها حولت عشية الحرب إلي حاملة للصواريخ المتطورة المضادة للدبابات، كي تساعد علي تدمير أرتال المدرعات العراقية(يديعوت23/3/2003).
ومن الأمثلة أيضاً، عرض العميد احتياط أرييه مزراحي نموذجاً صغيراً لقنبلة انشطارية من إنتاج الصناعات العسكرية الإسرائيلية (التي يترأسها) وأكد يومها أن الأميركيين يقومون باستخدامها في العراق. ووصف مزراحي كيف تعمل القنبلة، وكيف تتحول إلي قنابل صغيرة لا متناهية، وكيف اشتهرت في حرب لبنان وافترست أرتال المدرعات بأكملها، وأنها مثل مطر من الفولاذ تماماً، لدرجة أصاب فيها الذعر كل من شاهد النتائج علي الأرض (هآرتس23/3/2003).
أما بالنسبة للجيش البريطاني، فتبين التقارير المنشورة أنه يتزود بقذائف صاروخية من إنتاج الصناعات العسكرية الإسرائيلية (تاعس)، وبأجهزة حربية إلكترونية من إنتاج مصانع إلتا الإسرائيلية لتركيبها علي طائرات نمرود 2000 البريطانية (هآرتس 6/2/1996ومعريف9/4/1997).
يشار هنا إلي أن استخدام قوات التحالف للأسلحة الإسرائيلية يعود بجملة من الفوائد علي إسرائيل، لعل أبرزها المردود المالي الناجم عن الصفقات الجديدة مع المصدر لتعويض ما يستهلك في الحرب، وتجريب هذه الأسلحة في معارك حقيقية، وما يترتب علي ذلك من معرفة مزاياها والعمل علي تلافي أي عيوب قد تظهر بعد استخدامها. ناهيك عن أن تلك الأسلحة تستخدم ضد طرف يصنف كعدو لإسرائيل، وهذا ليس عديم المغزي.

التعاون الاستخباري

بينت التقارير الدولية والإسرائيلية وجود تعاون وثيق بين القوات الأميركية وإسرائيل في مجال التزود بالمعلومات الاستخبارية. ومن النماذج التي كشف النقاب عنها، تقرير نشرته صحيفة نيويورك ديلي نيوز الأميركية (29/3/2003)، يؤكد أن القوات الأميركية تستعين بعملاء إسرائيليين زرعتهم في بغداد، وبخدمات القمر الصناعي الإسرائيلي للتجسس أوفك 4 الموجود في سماء العراق والذي يزود القوات الأميركية والبريطانية بالمعلومات. وحسبما قالته الصحيفة فإن التعاون الاستخباري الإسرائيلي - الأميركي يتم بسرية قصوي. واعترف تقرير إسرائيلي لاحقاً، أن إسرائيل قدمت للولايات المتحدة معلومات استخبارية، وأشارت إلي مواقع مشبوهة تستحق التدقيق، وكان الجيش الإسرائيلي راضياً جداً من تبادل المعلومات ومن الإحساس بأن إسرائيل تستطيع التأثير علي العمليات المرتبطة بأمنها (ألوف بن، هآرتس8/5/2003).
من جانب آخر، نشرت محطة القناة الخامسة الفرنسية (TV5)، بعد نحو أسبوعين من اندلاع الحرب، معلومات لجنرال فرنسي متقاعد تتعلق بخطة إسرائيلية وضعت بالتعاون مع مسؤولين أميركيين لتعقب العلماء العراقيين، وأن قوات كوماندو إسرائيلية تضم أكثر من 150 عنصراً دخلت الأراضي العراقية بالفعل، تنفيذاً لخطة اغتيال الكفاءات التي كان لها الفضل في بناء منظومة السلاح العراقية. وإذا صحّ النبأ، من المحتمل أن تجد فرق الاغتيالات هذه ذاتها في مهمة يسيرة، خاصة وأنّ مفتشي الأمم المتحدة برئاسة هانز بليكس كانت بحوزتهم قائمة بأسماء العلماء العراقيين الذين أجري المفتشون تحقيقات مع بعضهم. وقدر الجنرال الفرنسي المتقاعد عدد العلماء العراقيين بنحو 3500 عالم، بينهم قرابة 500 عالم خدموا في تطوير صناعة السلاح العراقية، بما فيها قطاع الأسلحة غير التقليدية.
بصرف النظر عن مدي دقة هذه المعلومات، من الثابت أن التعاون الأميركي ـ الإسرائيلي في المجال الاستخباري، يوحي بأن الطرفين معنيان بتلبية المصالح المشتركة لهما وبتحقيق الهدف ذاته.

التدريب والخبرة والجرافات

عشية الحرب علي العراق، ذكرت صحيفة يو.اس.آي تودي (4/11/2002) بأن إسرائيل أقامت بلدتين وهميتين لتدريب جنود الكوماندو الأميركيين، وكانتا نسخة دقيقة عن بلدات عربية نمطية.. وأضافت الصحيفة أن إسرائيل أشركت الولايات المتحدة بتجربة الجيش في القتال في منطقة مبنية في جنين، بهدف تمكين الأميركيين من إدارة حرب قصيرة وناجعة. ونقلت الصحيفة عن ضباط كبار ومسؤولين في إدارة بوش تأكيدهم بأن القوات الإسرائيلية (التي اكتسبت خلال الانتفاضة خبرة كبيرة في الحرب في مناطق مأهولة بالسكان) قامت بتدريب وحدات أميركية يمكن أن تواجه حرباً من هذا النوع في العراق، وأن القوات الأميركية استخدمت كل المعسكرات التي أنشئت في إسرائيل خلال السنوات الأخيرة، للتدريب علي الحرب في مناطق سكنية مأهولة، وقالت مصادر أميركية إن هذه المعسكرات أفضل بكثير من التي لدينا .
ونشرت صحيفة تايمز البريطانية (17/3/2003) أن جهات أميركية توجهت إلي إسرائيل طالبة التعرف علي الأساليب التي يعتمدها جنود الجيش الإسرائيلي خلال العمليات العسكرية التي ينفذونها في المخيمات الفلسطينية، تمهيداً لإمكانية قيام الجيش الأميركي باعتماد الأساليب ذاتها، أثناء المعارك في العراق.
ونقلت (يديعوت3/4/2003) عن الجارديان البريطانية أن إسرائيل ترشد القوات الأميركية في كيفية القتال في المناطق المبنية، وأن كبار مسؤولي البنتاغون درسوا منذ أشهر أشرطة الفيديو التي صورها الجيش الإسرائيلي عن طريقة العمل في المناطق المبنية، ولا سيما باستخدام الجرافات لإخلاء المنطقة. ويدور الحديث أساساً حول طريقة العمل التي استخدمت في جنين، وأن نحو ألف مقاتل أميركي أرسلوا إلي قواعد الجيش الإسرائيلي في بداية هذا العام كي يتعلموا طريقة شق المعابر من بيت إلي بيت من خلال ثغرات في الجدران الداخلية لتفادي الإصابة بعبوات عند المداخل، وشارك قسم من مقاتلي المارينز في مناورة لاحتلال نموذج لمدينة في إحدي القواعد العسكرية للجيش الإسرائيلي في النقب. وفي شباط / فبراير انضم مقاتلون أميركيون إلي قوات الجيش الإسرائيلي في نابلس، كي يتعلموا عن قرب طرق العمل أثناء عمل ميداني آخر.
ويستدل من معلومات أوردتها إذاعة الجيش الإسرائيلي جالي تساهال (21/5/2003) أن السلطات الإسرائيلية اعترفت بتورطها في الحرب الأميركية علي العراق، من خلال تزويد الجيش الأميركي بمعدات عسكرية، ومنها الجرافات الضخمة، التي تستخدمها إسرائيل في حربها داخل المدن الفلسطينية. ونقلت الإذاعة عن مصادر أمنية إسرائيلية أن أميركا طلبت من إسرائيل عشية الحرب تزويدها بعدد من الجرافات العسكرية الضخمة، وذلك بعد قيام الجيش الأميركي بإجراء دراسة شاملة لأساليب الحرب التي تتبعها إسرائيل في المناطق الفلسطينية.
وحسب تقرير للمعلق إليكس فيشمان، جاء الأميركيون إلي جنين ليروا كيف يعملون بالجرافات في المدينة، وأضاف: يتعين علي الأميركيين أن يتعلموا كيف يتصدون لمشكلة إرهاب الانتحاريين ولديهم معلمون جيدون في الموضوع. وأكد فيشمان أن خبراء إسرائيليين سافروا إلي الولايات المتحدة كي ينقلوا إليهم بعضاً من الخبرة التي جمعت هنا حول الانتحاريين والإحباط المركّز(يديعوت30/3/2003). ويذكر فيشمان في تقرير آخر، أنه في اليومين اللذين سبقا دخول الطوابير المدرعة إلي بغداد، قامت المروحيات الهجومية والطائرات الحربية لقوات التحالف بـ أعمال تحضيرية"، علي طول المحاور الثلاثة للدخول، استهدفت الدبابات وناقلات الجند المدرعة والشاحنات العراقية التي أخذت تشتعل بين البيوت ومفارق الطرق، وقال: إن ذلك هو تطبيق لتقنية إسرائيلية طورها الجيش الإسرائيلي، استنكرتها وزارة الخارجية الأميركية، لكن البنتاغون رضعها بلهف، ويسمونها: تصفية مُركّزة، وهذه الطريقة تجمع بين مراقبة جيدة ـ بطائرة صغيرة دون طيار أو طائرات استكشافية ــ وسلاح موجّه دقيق يُطلق من طائرة أو من مروحية.. ولم يكتفِ الأميركان بطائراتهم الصغيرة دون طيار، بل اقتنوا عشية الحرب وخلالها الكثير من هذه الطائرات من إسرائيل (يديعوت6/4/2003).
ويستفاد من تقرير نشر لاحقاً، أن القوات الأميركية بدأت تستعين بالخبرات الإسرائيلية في قمع المقاومة داخل المدن لمواجهة المقاومة العراقية. وفي هذا الإطار ألقي الكولونيل الإسرائيلي موشيه تامير (قائد فرقة جولاني) محاضرة علي ضباط قوات المارينز الأميركية، حول الدروس التي تعلمها جيش الاحتلال الإسرائيلي من الصراع المسلح مع الفلسطينيين في الانتفاضة الأخيرة. وكانت المحاضرة، التي ركزت بالتحديد علي عملية السور الواقي التي شنتها القوات الإسرائيلية علي الفلسطينيين في نيسان / أبريل عام 2002 جزءاً من مؤتمر حول حرب المدن، نشرت معريف تقريراً عنه ولم تذكر مكان انعقاده. وقد لعب تامير، بوصفه قائد فرقة جولاني دوراً أساسياً في العديد من المعارك التي دارت داخل المدن الفلسطينية خلال العامين الأخيرين، وأشرف مباشرة علي عمليات عسكرية في مخيم جنين ونابلس وطولكرم وغزة.علما أن قواته تكبدت خسائر فادحة في معركة مخيم جنين التي ضرب فيها المقاتلون الفلسطينيون مثالا رائعاً في البطولة والصمود. وخلال العامين المنصرمين طور الجيش الإسرائيلي أسلوباً قمعياً فريداً للسيطرة علي المناطق المكتظة بالسكان، متبعاً العديد من التكتيكات المشينة، مثل التنقل من منزل إلي آخر باختراق الجدران، لتجنب مواجهة المقاتلين الفلسطينيين في الأزقة الضيقة. وقد عبّرت القوات الأميركية عن اهتمامها الكبير بتكتيكات حرب المدن التي تتبعها إسرائيل في قمع الفلسطينيين، ويبدو أن الجنود الأميركيين بدؤوا فعلاً يستفيدون من الدروس الإسرائيلية التي راحت ملامحها تتكشف في شوارع العراق، فمثلاً قتلوا عراقيين كانا في مظاهرة نظمها الجنود العراقيون السابقون احتجاجاً علي وقف مرتباتهم (موقع عرب48 ـ 20/6/2003).
يخرج المتابع لهذه التقارير بانطباع راسخ، هو أن الإسرائيليين يقدمون أنفسهم أساتذة في الحروب وفنون القتال. وإذا كان من الصعب مبدئياً أن تجد هذه الصورة طريقها إلي العقل، بسبب القدرات الجبارة التي يمتلكها الجيش الأميركي، فإن هذه المسألة جديرة بأن تظل رهن المتابعة، بانتظار تأكيدها أو نفيها.

تخزين الأسلحة الأميركية

كشفت معلومات متفرقة، قبل أشهر من الحرب، تفيد أن إسرائيل سمحت للولايات المتحدة بإدخال كميات كبيرة من الوسائل القتالية إلي قواعدها العسكرية، وتواجد عشرات الضباط والموظفين الأميركيين في القواعد العسكرية الإسرائيلية في أنحاء البلاد، للتعامل مع موضوع تخزين السلاح. وقال أحدهم آنذاك: إن الكميات التي وصلت والتي ستصل كبيرة، وذلك لأن إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي نعتمد عليها (معريف9/9/2002).
واستناداً تقرير نشرته صحيفة يو.إس.آي تودي الأميركية، قامت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بإرسال كميات كبيرة من الذخيرة والوقود والعتاد العسكري إلي إسرائيل، بهدف التخزين. وقد وزع العتاد علي ستة مخازن كبيرة في أنحاء البلاد. ولا يتعلق الأمر بعتاد عادي، وإنما بعتاد احتياطي لأغراض الحرب في العراق، أو لتقوم إسرائيل باستخدامه إذا ما احتاجت إليه في الحرب ضد دولة مجاورة (يديعوت6/11/2002).
يتيح التدقيق في الموضوعات المرتبطة بعملية تخزين الأسلحة الأميركية في إسرائيل، الاستنتاج بصورة مبدئية أن هذه الأسلحة جاءت لأغراض محددة، وفق الحسابات التي جرت قبل الحرب، لكن مسألة استخدامها تظل مفتوحة أمام المعلومات التي قد تظهر لاحقاً.
.. وهكذا تبيّن تجربة الحضور الإسرائيلي في الحرب علي العراق، وجود صور لا تنتمي إلي عالم التجريد، بل تحفر مساربها في المكان والأفق، لتكون ماثـــــلة في أي حالة مستقبلية. وفي تقويم ما حدث، سيحــــتفظ الإســــرائيليون بهذه الصور التي تبعث فيهم مشــــاعر الرضي والارتياح والتحفز. أما في الجــــانب الآخـــر من المتـــــراس، فالأمر مختلف تماماً.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
ocean
Admin
ocean


مزاجي *: : عادي
الجنسيه *: : جزائر
عدد المساهمات : 16284
تاريخ التسجيل : 21/07/2009

الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Empty
مُساهمةموضوع: رد: الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام   الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام Emptyالإثنين نوفمبر 30 2009, 01:59

[img]الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام 5bf5bbfc52[/img] نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
الحرب الصاروخية ضد اسرائيل في عهد صدام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الحرب العراقية الاسرائلية في عهد صدام حسين 01
» لكي لاننسى :- القائد صدام ومافعله في الامريكان
» تحذيرات أميركية من عدوان اسرائيلي وشيك جداً على ايران: "الحرب قد تدمر اسرائيل"
» موسكو تقول ان الدرع الصاروخية الامريكية موجهة ضدها.
» صدام حسين من الزنزانة الامريكية هذا ماحدث " النسخة الكاملة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى التربية و التعليم تلمسان :: المراجع والبحوث :: المراجع و البحوث-
انتقل الى: