مصر تستضيف المنتدى الصيني - الأفريقي

اكد امس رئيس الوزراء الصيني ون جياباو خلال زيارة للقاهرة للمشاركة في المنتدى الصيني - الافريقي الرابع، ان المسلمين "محترمون تماما" في بلاده، في حين تتعرض بيجينغ لانتقادات على خلفية قمع السكان المسلمين في اقليم شينجيانغ.
وقال ون في خطاب ألقاه في مقر جامعة الدول العربية ان "المعتقدات والثقافة واسلوب حياة المسلمين محترمة تماما" في الصين. واضاف ان "الصين بلد متعدد الاتنية والديانة. ان سياسة الحكومة الصينية تقوم على ضمان المساواة بين كل المجموعات الاتنية وتعجيل تنمية كل المناطق". واشار الى انه "في الصين، يعتنق الاسلام اكثر من عشرين مليون شخص ينتمون الى عشر مجموعات اتنية. انهم جميعا افراد في الامة الصينية". ولم يشر المسؤول الصيني تحديدا الى الوضع في شينجيانغ، حيث اندلعت اعمال عنف دامية في تموز الماضي في العاصمة اورومتشي. وبحسب مصادر رسمية فان 197 شخصا على الاقل قتلوا في هذه المواجهات، معظمهم ينتمون الى اتنية الهان التي تشكل غالبية في الصين. وفي الايام التالية، عمد هؤلاء الى الثأر مرتكبين اعمالا ضد اتنية الاويغور المسلمة والناطقة التركية.


مع مبارك

ووصل ون الجمعة الى مصر، والتقى الرئيس حسني مبارك ورئيس الوزراء احمد نظيف. وقال وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط، في تصريح للصحافيين عقب لقاء المسؤول الصيني مع مبارك، ان المحادثات تناولت مجمل القضايا الاقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمها تطورات عملية السلام في الشرق الأوسط والقضايا المرتبطة بالمنطقة. واضاف ان هناك تفهماً كاملاً بين بلاده والصين لحاجات كل طرف منهما خصوصا حيال بناء اقتصاد قادر على المساعدة في بناء خطط التنمية في مصر. وأوضح أنه تم خلال اللقاء التركيز على منطقة شمال غرب خليج السويس والتعاون الصيني - المصري في هذه المنطقة واقامة المشروعات فيها واستعداد مصر لتوفير الامكانات التي تعمل على نجاح هذا المشروع.


المؤتمر

ومن المقرر ان يفتتح مبارك وون اليوم اجتماعات المؤتمر الرابع لمنتدى التعاون بين الصين وافريقيا في منتجع شرم الشيخ الساحلي على البحر الاحمر بمشاركة 49 دولة افريقية والصين وعدد من رؤساء الدول والحكومات ووزراء الخارجية والتجارة من كلا الجانبين. وستعقب الجلسة الافتتاحية اجتماعات وزراء الخارجية والوزراء المسؤولين عن التعاون الاقتصادي والتجاري من الجانبين للبحث في أنماط الشركة الاستراتيجية بين افريقيا والصين. وعززت الصين علاقاتها مع افريقيا في السنوات الاخيرة من اجل تلبية حاجاتها المتزايدة للطاقة والموارد الطبيعية ووظفت استثمارات ضخمة في عدد كبير من دول القارة.
وفي المنتدى الصيني - الافريقي الاخير الذي جمع قادة اكثر من اربعين بلدا عام 2006 في بيجينغ، وعدت الصين بمضاعفة مساعدتها لافريقيا وتعهدت بتطوير علاقاتها التجارية مع القارة.
وتعتبر الصين من المنتجين الكبار للوقود الحيوي في العالم، كما انها من المستوردين الكبار للنفط عالميا لسد حاجات صناعاتها الناشئة.
ويقول مراقبون ان الصين بدأت منذ العقد الماضي استراتيجية لتعزيز تعاونها الاقتصادي والامني والسياسي مع أفريقيا من اجل تأمين حاجاتها من الطاقة وخصوصا النفط والغاز الطبيعي ولمواجهة النفوذ الاميركي في القارة السوداء.
وتفيد تقارير ان التبادل التجاري بين أفريقيا والصين تضاعف عشر مرات منذ عام 2000 ليصل الى 75 مليار دولار، لشعور بلدان أفريقيا بإمكان الافادة من النفوذ الصيني، باعتبارها دولة دائمة العضوية في مجلس الامن، فضلاً عن ان بيجينغ غالباً ما تقدم مساعدات مالية غير مشروطة بتبني اصلاحات سياسية او اقتصادية خلافا لما تقوم به الولايات المتحدة او الاتحاد الاوروبي.