حجم الفساد
رغم ما أعلنه النائب العام الفلسطيني من أرقام، إلا أنها تبقى في باب التكهنات، وفي أحسن الأحوال التحقيقات، ومن الصعوبة بمكان تحديد الحجم الحقيقي للاختلاسات والسرقات والأموال المهدورة طوال السنوات الماضية، لكن بمراجعة بسيطة موثقة، يتضح أنها وبكل المقاييس مليارات من الدولارات، وما يلي هو بعض مما قيل أو نشر حول حجم الأموال، التي إما نهبت أو تبخرت أو لا يعرف لها أثر، وهي بلا شك ليست حصرية ولا تشمل الجميع!
في لقاء مع شبكة CBS الأمريكية قبل أعوام ذكر عصام أبو عيسى المدير السابق لبنك فلسطين الدولي، أن حجم المبالغ التي تمتلكها القيادة الفلسطينية يصل إلى 30 مليار دولار في حسابات خارجية، و2 مليار دولار في حسابات داخلية.
حتى عام 1990 بلغ مجموع ما قدمه أبناء فلسطين من خلال اقتطاع 5% من رواتبهم، بلغ 14 مليار دولار، وقدّر حجم الاستثمارات في حينها ب 50 مليار دولار.
عام 1997 نُشرت تقارير حول ما عرف بفضيحة معبر كارني، عندما تم الكشف أن 40% من الضرائب المحصلة من الاحتلال عن رسوم المعبر، والمقدرة بمليون شيكل شهريا، كانت تحول لحساب "سلطة المعابر الوطنية الفلسطينية" والتي اتضح فيما بعد، أنها حساب شخصي لمدير جهاز الأمن الوقائي في حينه محمد دحلان!.
سبق وأن ذكرت راوية الشوا عضو التشريعي، أن حجم إيداعات السلطة 4 مليارات دولار.
في عام 2002 أوقف جاويد الغصين الرئيس الأسبق للصندوق القومي الفلسطيني، بتهمة اختلاس الملايين، وتم تسليمه للسلطة، لكن بقدرة قادر غادر ومعه الملايين التي لم يستعاد منها شيء، وفي إطار الرد على اتهامه قام بدوره بتقدير ثروة عرفات الشخصية ما بين 3 و5 مليارات دولار.
بتاريخ 09/11/2003، وفي برنامج 60 دقيقة الأمريكي الشهير، وبالاستعانة بالخبير المالي جيم برنس، توصلت التحقيقات أن حجم الاستثمارات السرية للقيادات الفلسطينية هو بالمليارات، بل وحددت المصارف المودعة فيها.
في 05/03/2003 استطاع سلام فياض الوصول إلى 600 مليون دولار من الاستثمارات التي كانت مغيبة عمداً.
ذكر تقرير لصندوق النقد الدولي نشر عام 2003، أنه تم تحويل 900 مليون دولار بين عامي 1995 و2000 من الميزانية الرئيسية للسلطة الفلسطينية إلى حساب مصرفي خاص باسم عرفات.
في 11/12/2004 وجه فاروق القدومي في تقرير نشرته صحيفة الخليج، اتهاماً لمحمد رشيد بسرقة مئات الملايين من الدولارات، وقال: إنه تم استعادة 600 مليون دولار منها.
في 2003 فتحت فرنسا تحقيقا تمهيديا بشأن تحويل مبالغ مالية كبيرة، مجهولة المصدر إلى حساب سهى عرفات زوجة عرفات في باريس، وفتحت تحقيقات حول نقل أموال مشبوهة بين مصرف سويسري ومصرفين في باريس هما "بي إن بي" و"أراب بنك"، لمبالغ تصل إلى 11,5 مليون يورو.
بعد وفاة عرفات مباشرة، زعم تقرير صحفي بريطاني في صحيفة (صنداي تايمز) أن سهى الطويل أرملة ياسر عرفات ستحصل بناءً على صفقة مع أحمد قريع، على ما يعادل 13 مليون جنيه إسترليني، ومعاش مدى الحياة يقدر بملايين أخرى من أموال السلطة الفلسطينية بخلاف نفقات ابنتها زهوة (تسع سنوات)، حتى بلوغها سن الثامنة عشرة، وذكرت الصحيفة أن الصفقة تتضمن حصول سهى على سبعة ملايين جنيه إسترليني فورا، بالإضافة إلى 800 ألف جنيه إسترليني سنويا، لحين بلوغها سن التقاعد ثم يصرف لها 300 ألف جنيه إسترليني سنويا، وأضافت أن الصفقة تضمنت وضع ابنة عرفات على قائمة نفقات السلطة الفلسطينية لحين بلوغها سن الثامنة عشرة، وعندها تحصل على45 ألف جنيه إسترليني سنويا لحين بلوغها سن الخامسة والعشرين.
..