تصميم التعليم
مع تطور
هذا العصر وانتشار الحاسوب التعليمي اصبح لزاما على المعلم ان يتزود بمهارات المصمم
التعليمي لكي يتسنىله تصميم المادة الدراسية التي يدرسها وتنظيمها واعدادها سواء
كانت هذه المادة معدة للطالب الذي يدرس في نظام التعليم التقليدي المحصور والمقيد
بدوام أو الطالب الذي يدرس في نظام التعليم الذي لا ينحصر بجدران ولا يتقيد بدوام
وانتظام كنظام التعليم عن بعد . وهذا يتطلب من وزارات التربية والتعليم في كل مكان
العمل على تدريب المعلمين على التزود بمهارات التصميم التعليمي ليواكبوا العصر
التقني المتطور الذي يعيشون فيه والذي يعتمد في جوهره على التخطيط والتنظيم .
وقبل ان
نتعرف على دور المصمم التعليمي والنشاطات التي ينخرط بها لا بد لنا ان نتطرق لتعريف
علم تصميم التعليم والذي نستمد منه تعريف دور المصمم التعليمي ونشاطاته .
1- علم
تصميم التعليم : حقل من الدراسة والبحث يتعلق بوصف المبادئ النظرية
(Descriptive) والاجراءات العملية(Prescriptive ) المتعلقة بكيفية اعداد البرامج
التعليمية والمناهج المدرسية والمشاريع التربوية والدروس التعليمية والعملية
التعليمية كافة بشكل يكفل تحقيق الاهداف التعليمية التعلمية المرسومة ومن هنا فهو
علم يتعلق بطرق تخطيط عناصر العملية التعليمية وتحليلها وتنظيمها وتصويرها في اشكال
وخرائط قبل البدء بتنفيذها وسواء كانت هذه المبادئ وصفية ام اجرائية عمليه فهي
تتعلق بسبع خطوات اساسية هي 1 – اختيار المادة التعليمية2- تحليل محتواها 3-
تنظيمها 4- تطويرها 5- تنفيذها 6- ادارتها 7- تقويمها .
في حين
يعرّف دور المصمم التعليمي بانه كافة النشاطات التي يقوم بها الشخص المكلف بتصميم
المادة الدراسية من مناهج أو برامج أو كتب مدرسية أو وحدات دراسية أو دروس تعليمية
وتحليل الشروط الخارجية والداخلية المتعلقة بها ، بهدف وضع اهدافها وتحليل محتواها
وتنظيمها واختيار الطرائق التعليمية المناسبة لها واقتراح الادوات و المواد
والاجهزة والوسائل التعليمية اللازمة لتعليمها واقتراح الوسائل الادراكية المساعدة
على تعلمها وتصميم الاختبارات التقويمية لمحتواها .
ويمارس
مصمم النظام التعليمي تصميم المواد المطبوعة واستخدام التقنيات الحديثة التي اصبح
لها الدور الاهم لكل معلم وخاصة لمعلمي التعليم عن بعد ، وبالتالي يقع على عاتقه
مسؤولية كبيرة في الالمام بكل ما هو حديث في مجال التربية ، من نظريات ومدارس
وافكار وطرق تدريس وعرض التعليم واساليب التقييم ونظريات علم النفس وكيفية عرض
التعليم بطريقة ممتعة ومناسبة لمستوى المتعلم مثيرة لدافعيته واخراج المادة
العلمية بأسلوب شيق وشكل متناسق و الوان واشكال متناسقة و
الالمام بعلم النفس التربوي إلى جانب ذلك عليه الالمام بكل ما هو جديد في عالم
الانترنت وخاصة في مجال التصميم للمواقع والصفحات والوسائط المتعددة بكافة انواعها
و اخر المستجدات في عالم الاتصالات وكيفية استخدامها وكيفية جمع المعلومات والمعارف
من مصادر جيدة ، و قدرة المصمم التعليمي على تحليل النظام التعليمي بشكل متكامل .
وهذا
بالطبع سينعكس بشكل مباشر على انجاز الطلاب الاكاديمي لأن المعلمين الذين يمارسون
تصميم التعليم سيكون لديهم جودة عالية في طريقة التعليم وهذا يؤدي إلى جودةعالية في
مستوى الطلاب وتحصيلهم ويمكن التعبير عن ذلك بالعلاقة الموضحةفي الشكل( 1 ) .
اشار رايجلوث Reigeluth ,1983,pp7-9) ( إلى ان علم التصميم يحتوي على ست مجالات
تعليمية هي قواعد لنشاطات المصمم التعليمي وهن :
1- تحليل
النظام والتعليمي : ( Instructional Analysis )
وهو
المجال الذي يتعلق بتصنيف الاهداف التعليمية إلى مستويات مختلفة وفق التصنيفات
التربوية المعروفة في التربية كتصنيف " بلوم " وتصنيف " جانبه " وتحليل المادة
التعليمية إلى المهام التعليمية الرئيسية والثانوية والمتطلبات السابقة اللازمة
لتعلمها كما يتضمن هذا المجال تحليل خصائص الفرد المتعلم وتحديد مستوى استعداداته
وقدراته وذكائه ودافعته واتجاهاته ومهاراته … الخ ، وتحليل البيئة التعليمية
الخارجية وتحديد الامكانيات المادية المتوفرة وغير المتوفرة والمصادر و المراجع
والوسائل اللازمة للعملية التعليمية ثم تحديد الصعوبات التي قد تعترض سير العملية
التعليمية .
2- تنظيم النظام التعليمي (
Instructional Design
)
و هو
المجال الذي يتعلق بتنظيم اهداف العملية التعليمية ومحتوى المادة الدراسية وطرائق
تدريسها ونشاطاتها وطرائق تقويمها بشكل يؤدي إلى افضل النتائج التعليمية في اقصر
وقت وجهد وتكلفة مادية ويتعلق هذا المجال ايضا بوضع الخطط التعليمية سواء كانت
اسبوعية أو شهرية أو فصلية أو سنوية .
3- تطبيق
النظام التعليمي ( Instructional Implementation )
وهو
المجال الذي يتعلق بوضع كافة الكوادر البشرية والادوات والمصادر والوسائل التعليمية
واستراتيجيات التعليم المختلفة بما فيها طرائق التدريس والتعزيز واثارة الدافعية
ومراعاة الفروق الفردية وغيرها موضع التنفيذ والتطبيق .
4- تطوير
النظام التعليمي : (Instructional Development )
هو
المجال الذي يتعلق بفهم وتطوير التعليم وتحسين طرق التعليم عن طريق استخدام الشكل
والخارطة أو الخطة التي يقدمها المصمم التعليمي حول المنهاج التعليمي الذي من شأنه
ان يحقق النتائج التعليمية المرغوبة وفق شروط معينة .
5- ادارة
النظام التعليمي ( Instructional Management )
وهو
المجال الذي يتعلق بضبط العملية التعليمية والتأكد من سيرها في الاتجاه الذي يحقق
الاهداف التعليمية التعلميه المنشودة ويتم ذلك عن طريق تنظيم السجلات المدرسية
والجداول وضبط عمليات الغياب والحضور ومراقبة النظام وتطبيق الامتحانات المدرسية في
الموعد المحدد والاشراف على تامين كافة الوسائل والادوات التعليمية التي تضمن سير
العملية التعليمية بالشكل الصحيح .
6- تقويم
النظام التعليمي ( Instructional Evaluation )
وهو
المجال الذي يتعلق بالحكم على مدى تعلم التلميذ وتحقيقه للاهداف التعليمية المنشودة
وتقويم العملية التعلمية التعليمية ككل وهذا يتطلب تصميم الاختبارات والنشاطات
التقويمية المختلفة سواء كانت يومية اسبوعية او شهرية او سنوية ، وبالتالي فعملية
التقويم تتعلق بتحديد مواطن القوة والعمل على تعزيزها وتحديد مواطن الضعف والعمل
على معالجتها. انظر الشكل (2) .
في حين
طور ديك وكاري Dick,W.&Carey,L,1990) (نموذجا
اخر بارز في تصميم التعليم وهو يتكون من : 1- تعريف اهداف التعليم ( وهذا يتضمن أ-
اجراء تحليل التعليم ب- تحديد خصائص مدخلات السلوك ) ، 2- كتابة الاهداف السلوكية
3- تطوير معايير الامتحانات المرجعية 4- تطوير استراتيجيات التعليم 5- تطوير
واختيار النظام التعليمي 6- تصميم واجراء التقويم التكويني 7- تصميم واجراء التقييم
التراكمي .
و قامت
دروزة (1995 ) بوضع مكونات اخرى لنموذج ديك وكاري . وهو توجيه الطلاب إلى تكوين
منشطات استراتيجيات الادراك الخاصة بهم . و الشكل (3) سيوضح نموذجا لتصميم
التعليم .